اقتصاد

أسعار الفوسفاط ستعرف ارتفاعا في السنوات المقبلة

حسن أنفلوس

يؤكد الخبراء في العديد من المناسبات على أهمية الفوسفاط في توفير الغذاء للإنسانية، وفي هذا الإطار أوضح دافيد كارل، البروفيسور بجامعة هاواي، أن الفوسفاط مادة ضرورية للحياة.
وأضاف كارل الذي يشغل أيضا مدير مختبر علوم المحيط والميكروبيولوجيا، أن الفوسفاط يعد عنصرا أساسيا لا يمكن تعويضه بمادة أخرى. مشيرا في حديث نقلته صحيفة «إلموندو» الإسبانية إلى أنه بحلول سنة 2050، سيعرف الفوسفاط ندرة، مؤكدا أن الفوسفاط الذي سيبقى سيكون بإفريقيا الشمالية والمغرب على الخصوص. وأوضح أنه مع الندرة التي ستشهدها هذه المادة سترتفع أسعارها، وهو ما سيجعل من المغرب دولة غنية جدا. مشيرا إلى أنه بدون الفوسفاط لا يمكن للحياة أن تستمر، ذلك أنه عنصر أساسي في توفير الغذاء. وتمثل احتياطات المغرب من الفوسفاط حوالي 75 في المائة من الاحتياطات العالمية، ما يجعلها مصدرا أساسيا لتأمين الحاجيات العالمية من الغذاء، يضيف كارل.
ويؤكد خبراء آخرون أنه في الوقت الراهن، يعاني نحو 1.7 مليار من الأشخاص من نقص في الماء، ويتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 2.2 مليار بحلول سنة 2050، وهو ما من شأنه أن يؤثر على المحاصيل الزراعية التي يتوقع أن يحصل انخفاض مهم فيها.
وفي وقت سابق من العام الجاري، أكد جوليان هيلتون، رئيس مجموعة
«aleff» البريطانية المتخصصة في إدارة المعرفة والاستشارة والتكوين، أنه بحلول سنة 2050 سيصل عدد سكان الأرض إلى نحو 9 ملايير نسمة، وهو ما يطرح تحدي توفير الغذاء لهم. مشيرا إلى أن أكبر تحد يؤرق العالم يتمثل في الأمن الغذائي، والأمن الطاقي، والأمن المائي، مبرزا الطرق المثلى لتحقيق الأمن الغذائي والطاقي والمائي، وذلك من خلال التفكير الذكي، وإعداد الأراضي الخصبة، ونهج سياسات جيدة. مشددا في السياق نفسه، أن الإنسان لا يمكنه أن يعيش ما بعد سنة 2050، إذ لم يتم تحقيق هذه الأمور الثلاثة.
وركز هيلتون على أهمية الفوسفاط ودوره المحوري في تأمين الغذاء لساكنة الأرض، متحدثا عن الاستعمالات المختلفة لهذه المادة الحيوية، موضحا أن «كل مناحي الحياة تعتمد على الفوسفاط، وهذا هو تحدي المغرب، وعليه أن يرفعه».
وشرعت مجموعةOCP منذ سنة 2008 في تنزيل مخطط التحول، ويتعلق الأمر ببرنامج استثماري بقيمة 145 مليار درهم، هذا زيادة على استراتيجية صناعية قوية ومبتكرة، وبفضل مبادرات المجموعة، تضاعفت قدرة العمليات المنجمية، كما ارتفعت قدرة العمليات الكيميائية ثلاث مرات.
من جهة أخرى، يعمل المغرب على تنزيل استراتيجيات في هذا الاتجاه، ومنها إعداد خريطة الخصوبة، والتي من شأنها أن تمكن من معرفة صيغ وطرق التسميد والاستغلال حسب المناطق، ما يتيح بلوغ إنتاجية أفضل مع الحفاظ على البيئة، ويأتي هذا في سياق النمو الأخضر الذي انخرط فيه المغرب.
وتصل مساحة الأراضي الفلاحية بالمغرب إلى نحو 8.7 ملايين هكتار، وحتى يتم تسميد وتخصيب الأراضي بشكل معقلن بهدف تحسين الإنتاجية بشكل مستدام، سيتم وضع خريطة الخصوبة رهن إشارة العموم، حيث يمكن الولوج إليها عبر الأنترنيت. كما يتم تطوير تطبيق خاص بالهواتف الذكية بهذا الخصوص. وتمكن المغرب من تجميع الأراضي، حيث تم بلوغ نحو 7 ملايين هكتار من الأراضي، كما أن استشارات واقتراحات صيغ ووصفات استعمال الأسمدة أصبحت متاحة لـ24 منطقة، منها 20 منطقة بورية، و4 مناطق سقوية، فيما بلغ معدل تحقيق خريطة الخصوبة نحو 3 أرباع الخريطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى