الرأي

إنما كنت طُهرا خُذِل..

مؤاخذون نحن بالنوايا..
تلك التي ننقيها باطناً لتظهرنا بلباس تقوى ساتر وخير لباس..
تلك التي تجتذب الخير نحونا دون جهدٍ منا..
تلك التي تتقن كيف تضعنا في لقاء مع من يُشابهوننا.. أو على الأقل من يحملون مضغا بيضاء لم تُدنس..
تلك التي تملؤنا يقينا حين ننقيها.. أننا لن نخسر شيئا.. وإن خسرنا فثمة يقين يملؤنا «إن الآخرة خير وأبقى»
تلك التي..
ما بال نواياي تلوي عنقي..
وتخنقني..
تثقلني..؟
ما بالها إذا.. وأنا التي تتفحصها وتنقيها حتى لا يشوبها شيء؟!
لست سيئة حين أعجز عن العفو والنسيان..
لست سيئة إذ أتمنى أن يُوقع الله بهم بأساً يذكرهم بي.. ولو بعد حين.. إنما كنتُ طهراً خُذِل..
ولحوم الطيبين مسمومة ولا أكثر مني سماً..
يكون أحدهم سعيداً فيبتعد عنك حتى لا تقاسمه سعادته..
وإذا ما حزن يقترب منك ليضع فيك بؤسه..
وإذا ما أخطأ جعلك شماعة لأخطائه حتى تذوق الأمرين بسببه..
ثم إذا ما عاودته السعادة نظر إليك من علو وشمت بك.. وأن كل ذلك البؤس الذي يحيط بك ليس إلا من صنع يديك..
سحقاً.. سحقاً.. سحقاً لمثل هؤلاء..
محبط جدا جدا أن يسكنك أناس سيئون.. يلقنونك بغضهم.. ينتزعون عفويتك معهم.. يمسخون طهرك.. ويلوون ذراع قلبك.. إما أن يبغضهم فيتحاشاهم.. أو يتمادون في إيذائه..
حتى أنهم يمحقون دعواتك الطيبة لهم.. فتعض على لسانك كي لا تكون عليهم.. وتردد: سامحهم يا رب.. سامحهم فأنا من منحنهم حق التربص بي..
فلمَ يجدر بي أن أسامح منذ أول زلة؟؟ أو أن أنسى أو أتناسى؟!
لمَ يجدر بي أن أمد يدي بالمصافحة وهي ما تزال تنزف منهم؟!
لمَ يجدر بي أن أبتسم لهم بينما كانوا هم من سرق ابتسامتي حال غيابها؟!
لمَ يجدر بي أن أظل هكذا كـأنثى ساذجة.. تغضب.. فتنفس غضبها في داخلي..
تحزن.. فتبكي وحدها.. تتألم فتعتزل حتى يغادرها الألم.. تُخبئ كل أسى.. وتكسر كل شر.. حتى لا يتأوه أحد بسببها بينما هي تتأوه وتتأذى..!
ما بالك يا نفس..؟!
أين كيدك العظيم..؟!
بل أين شيطانك الرجيم..؟!
إن كانوا نائمين فأيقظيهم..! أو غائبين فـابحثي عنهم.. ولا تبقي هكذا سائغة للعابثين..!
ما كُتب أعلاه حديث نفس حال جرح.. لا يؤخذ على محمل الجد فحالما يبرأ سـأستغفر الله سبعاً وسبعين.. وأنفث ذات اليسار.. وأستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.. ثم ألوح بالسلام باسمة لمن تسبب بكل هذا..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى