الرئيسيةسياسية

الأخبار” تكشف كواليس صفقة “مشبوهة” لضمان فوز رئيس الحكومة في دائرة سلا

كريم أمزيان
في واقعة وصفها حزب التقدم والاشتراكية، بـ “المفاجأة”، قرر محمد عواد المنعش العقاري المتابع أمام محكمة جرائم الأموال، وكيل لائحة الحزب في دائرة سلا المدينة، التي ترشح فيها عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، سحب ترشيحه في اللحظات الأخيرة، مبررا ذلك بما سماه “أسبابا شخصية.”
وبحسب بيان أصدره الحزب، فإن المكتب الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بسلا تداول في اجتماعه الطارئ المنعقد مساء يوم الجمعة 23 شتنبر، في شأن الملابسات المرتبطة بإيداع لائحة الكتاب للدائرة الانتخابية المحلية سلا المدينة، مبرزا أن “حزب التقدم والاشتراكية أودع يوم الاثنين 19 شتنبر، لائحة الترشيح الخاصة بالدائرة الانتخابية المحلية سلا المدينة، وتسلم بشأنها وصلا مؤقتا في حينه. وتضم كلا من محمد عواد النائب الأول لرئيس جهة الرباط سلا القنيطرة وكيلا لها، ومحمد لعلو نائب رئيس مجلس جماعة سلا والدكتور البشير السدراتي الفاعل الجمعوي ومحمد الأمين الصبيحي عضو المكتب السياسي للحزب”. وكشف البيان ذاته (الذي تتوفر “الأخبار بريس” على نسخة منه)، أن “هذه اللائحة لقيت تجاوبا كبيرا من قبل الساكنة المحلية، بالنظر لنوعية المرشحين والمكانة التي يحظى بها الحزب محليا ووطنيا والرصيد النضالي والانتخابي والتدبيري المتميز، الذي أكدته نتائج الانتخابات الجهوية والجماعية سنة 2015، مما يجعلها من بين اللوائح المؤهلة بقوة للفوز بهذه الدائرة الانتخابية”. ولم ينف البيان ذاته أنه “جرى تسجيل العديد من التحركات والضغوطات الرامية للتأثير سلبا على وكيل اللائحة، بهدف ثنيه عن الترشيح، كما تم في الوقت نفسه استهداف مجموعة من الفعاليات التي أعلنت دعمها ومساندتها للائحة الكتاب. وهي كلها إكراهات تم تجاوزها، ثم فوجئت التنظيمات الإقليمية باستغراب كبير بسحب اللائحة من قبل وكيلها بقرار فردي، في الدقائق الأخيرة قبل نهاية فترة إيداع الترشيحات.”
واستغربت المصادر “الأخبار بريس” إقدام عوّاد وكيل لائحة حزب “الكتاب”، بعد سحبه لائحته، على الرغم من أنه برر ذلك في تصريح خص به “الأخبار”، بوجود “أكثر من سبب للانسحاب، و في مقدمتها استقطاب بعض مستشاري الحزب لدعم أحد المرشحين، واستهداف كل المتعاطفين ومحاولة توجيههم لمساندة مرشح بعينه”، مضيفا أن ذلك جاء بـ “الموازاة مع حملة تعبئة ضد ترشحي، رافقتها تلميحات بعدم وضعي ملف الترشح، وانتقلت إلى تسريب أخبار عن سحبي ترشحي منذ اللحظة الأولى لوضع طلب الترشح، ومن بين الأسباب أيضا استهدافنا بالإشاعات المختلفة بهدف التشويش، وإقحام أنشطتي المهنية في الترويج لإشاعات وأخبار لا أساس لها من الصحة.”
وأكد عوّاد أن من بين العوامل التي دفعته إلى سحب ترشحه “تزامن مراسلات مصلحة الضرائب لإجراء مراجعات ضريبية، همت بعض الشركات المملوكة للعائلة، وهو ما أثار مخاوف فعلية حول هذا التزامن، علما أن توقيت المراجعات أثر على تركيزنا للاستعداد لهذه المحطة الانتخابية”، مبرزا أن “هذا المناخ فتح الباب لضغوط عائلية لم يكن من السهل تجاهلها فكان قرار الانسحاب نتيجة حتمية، لكل هاته المؤشرات التي لم تكن مشجعة بالمطلق في ظل غياب الشروط الموضوعية لخوض الانتخابات، فوصلت إلى قناعة حاسمة عجلت بقرار الانسحاب في آخر لحظة على ضوء هذه المعطيات.”
وبينما تشبث عوّاد بروايته، بشأن سحبه ترشيحه قبيل موعد إغلاق المكاتب المخصصة لذلك، إيذانا منها لانطلاق الحملة الانتخابية، حصلت “الأخبار بريس” على معطيات تكشف الأسباب الحقيقية وراء انسحابه، متعلقة أساسا بصفقة بين حزبي العدالة والتنمية وحزب التقدم والاشتراكية، على الرغم من أن نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب “الكتاب”، أورد أنه مازال يعيش على وقع الصدمة، بعد هذا القرار، خصوصا أنه جاء في وقت متأخر، لم يترك له الفرصة، من أجل استدراك الموقف وتعويض وكيل اللائحة باسم آخر.”
وكشفت المصادر نفسها، أن القرار سبقه اتفاق بين بنكيران ونبيل بنعبد الله، يقضي بضرورة دعم عواد لائحة رئيس الحكومة، خصوصا أنه يتوفر على كتلة ناخبة مهمة في هذه الدائرة المحلية تتجاوز ثلاثة آلاف صوت، لتنضاف إلى المصوتين لصالح بنكيران، وهكذا يكون قد ضمن فوزه بالمقارنة مع منافسيه الآخرين، وأوردت المصادر نفسها، أن عواد امتنع في بادئ الأمر، لولا تدخل صديقه جامع المعتصم وصيف لائحة بنكيران، وأقنعه بدعم بنكيران، خصوصا أنهما صديقين ومازالا متابعين أمام قسم جرائم الأموال التابع لمحكمة الاستئناف بالرباط، ويتابعان بتهم تتعلق بتبديد أموال عمومية، وتزوير محررات رسمية، والإرشاء والارتشاء، بالإضافة إلى الشطط في استعمال السلطة، في قضية تعود إلى سنة 2010 عندما اعتقل رفقة مجموعة من المستشارين من مجلس مدينة سلا، وعددهم 31 متهما منهم 16 توبعوا في حالة اعتقال، قبل إطلاق سراحهم، وكشفت التحريات أن المقاول عواد، فوت للمعتصم شقتين قام بإدماجهما في شقة واحدة، مقابل مصادقته على تصميم العمارة التي تتواجد بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى