شوف تشوف

الرأي

الابنة

هي
وصلنا بعد بضع سنوات لنقطة النهاية، صداقة وحب وعشق انتهت لاستحالة تحولها إلى زواج على أرض الواقع. كنت غير مستعد لبناء بيت يؤوي كل أحلامنا، كنت ساعتها مجرد طالب لا يمك سوى طموحه، قلت لي يومها إما أن أسكنك الجنة أو لنا النار معا، وسبقتك إلى النار بزواج عائلي مدبر.. واخترت أن تتوارى من ألم الحقيقة وتركت البلد لتنهي دراستك خارجها. لم أكن أحتاج حقا لكل هذه السنوات لأتأكد من أنه لا يوجد رجل قادر على أخذ مكانك في قلبي، ولم يستطع هذا الزوج أكثر من استيطان جسدي وبقيت أراه محتلا حقيرا عليه أن يحررني وعليه أن يغادر أرضي، وحاربته وأخذت استقلالي.
عدت من الغربة لتجدني امرأة مطلقة ورجعنا لبعضنا كما لم نفترق يوما، ولو لم أكن رزقت ببنت من زواجي الأول لما تذكرت متى افترقنا ولا متى عدنا، وحسبت حين تزوجنا أن الدنيا ابتسمت أخيرا بعد عبوسها الطويل، ولم أتصور أن عشرتنا ستحول ابنتي لغريمتي وأن حضورها القوي في حياتنا سيكون أقدر من الزمن على تفريقنا إلى الأبد.

هو
كأي حبيبين لم توفر لهما الحياة إمكانات الزواج كان علينا الانفصال لتنصرفي إلى مصيرك وأهتم بقدري.. تزوجتِ من رجل ثري لأنك لم تكوني قادرة على انتظاري، كان مشواري طويلا وكان صبرك على الزواج قليلا، ووجدت نفسي أمام عرسك الكبير، ووسط فرحة الجميع، فقدت فرحتي وغادرت البلد لأنسى وأبدأ من جديد.
وعدت كأي مغترب لا يطيق أن يبقى في غربته دون عودة، تحصيلي العلمي هناك جعلني هنا في أعلى المناصب، وأول ما فعلته السؤال عنك والعودة إليك أمام سخط أهلي. لقد كنتِ الوطن الذي أشتاق إليه والذي لم أعرف طعمه إلا في حضنك أنت.
ووجدت معك ثمرة زواجك، طفلة تشبهك بل نسخة منك، ولم أملك غير حبها كما أحببتك ومنحتها من الحب ما منحتك، وتحولت الطفلة بين يدي إلى امرأة تنضح أنوثة وعشقا، ووجدتها يوما عارية على سريري، ولا أدري هل ما فعلناه دون شعور أكان حبا أم طيشا أم جنونا؟.. لكنني لم أجد نفسي قد خنتك حين أحببتها، فلقد فعلت ذلك من شدة ما أحببتك، ولست الملام وحدي فأنت من أعنت القدر على الجمع بين حبها وحبك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى