شوف تشوف

الرئيسيةمدن

«البيجيدي» ينسق مع سلطات فاس لهدم حي صفيحي وتشريد عشرات الأسر الفقيرة

حصد أصواتها في الانتخابات الجماعية ووعدها بإعادة الهيكلة

فاس: لحسن والنيعام
في مبادرة غريبة، نسق المجلس الجماعي لفاس، الذي يسيره حزب العدالة والتنمية، مع السلطات المحلية إحدى أكبر عمليات هدم حي صفيحي بمنطقة زواغة ـ بنسودة، ما أدى إلى تشريد العشرات من الأسر التي تواجه رفقة أبنائها المصير المجهول بعدما سبق لحزب «المصباح» أن حصد أصواتها في الانتخابات الجماعية ووعدها بإعادة الهيكلة. فقد شنت جرافات السلطات المحلية، في وقت مبكر من صباح الثلاثاء الماضي، حملة مفاجئة وغير مسبوقة على «دوار السلايلي» الصفيحي بمنطقة زواغة ـ بنسودة، وقامت بتنفيذ عملية هدم العشرات من «البراريك»، ودون اتخاذ أي إجراءات احترازية من شأنها أن تقي الأسر التي تقطن بالحي قساوة التشرد. وقالت المصادر إن بعض الأسر وجدت «براريكها» عبارة عن «أطلال» عندما عادت من أشغالها. وسقطت نساء وهن يتابعن عمليات الهدم مغمى عليهن من هول الصدمة، فيما علا بكاء الأطفال الصغار واحتجاجات سكان حي صفيحي كان خزانا انتخابيا حصد منه حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الجماعية الأخيرة كتلة مهمة من الأصوات، مقابل وعود إعادة إسكان.
وخلفت العملية التي تمت في جو ماطر، غضبا في صفوف فعاليات محلية قالت إنه كان على المجلس الجماعي، بتنسيق مع السلطات المحلية، استحضار المقاربة الاجتماعية في هذا التدخل، ووضع بدائل سكن تقي السكان برودة الجو وغزارة التساقطات المطرية، وتنقذهم من التشرد.
وإلى جانب الضياع الذي تواجهه الأسر القاطنة بهذا الحي، فإن عشرات الأطفال يواجهون خطر الهدر المدرسي، في وقت تشير الحكومة إلى أنها تبذل مجهودات لمحاربة هذه الظاهرة المؤرقة التي تعرقل مبادرات الإدماج الاجتماعي. وفيما قالت مصادر مقربة من السلطات المحلية إن العملية استهدفت حوالي 20 براكة حديثة العهد بالبناء، ذهبت فعاليات محلية إلى أن السلطات المعنية ومعها المجلس الجماعي ومقاطعة زواغة لديهما ما يكفي من المصالح والأقسام والموظفين لمنع ظهور هذا الحي الصفيحي وتناسل البراريك، بدل التدخل في وقت متأخر بعد أن تكون الأسر التي تعاني الهشاشة قد دفعت لسماسرة الأحياء الصفيحية أموالا طائلة مقابل حصولها على براكة تقيها من التشرد وتعيش في ظلها أمل الاستفادة من برامج إعادة الإسكان، ثم يتحول هذا الأمل بسبب جرافات الهدم المفاجئة إلى جحيم.
ودعت المصادر إلى فتح تحقيق لمحاسبة المتواطئين من أطراف إدارية مكلفة بمهام مراقبة وتتبع مخالفات التعمير والبناء العشوائي وغير اللائق، وسماسرة هذه المخالفات، والتدخل العاجل لإنقاذ المتضررين من الضياع، حيث إنهم يستعينون بخيام بلاستيكية لـ«السكن».
والصادم في هذه العملية أن السكان المعنيين تركوا لبعيشوا مخلفات عملية الهدم لوحدهم، ويواجهون مصيرهم المجهول، بينما انشغل عبد الواحد بوحرشة، رئيس مقاطعة زواغة ـ بنسودة عن حزب العدالة والتنمية، رفقة أعضاء المكتب المسير، بفعاليات مهرجان ربيعي تصرف عليه كل سنة أموال مهمة من ميزانية المقاطعة التي يترأسها ويعيش على إيقاع احتجاجات جمعيات تعتبر أن أنشطته عبارة عن واجهة يحاول من خلالها حزب «المصباح» رأب الصدع مع جزء كبير من الساكنة المحلية الغاضبة على أدائه. وظلت القيادات المحلية لحزب «المصباح» تستمتع بفقرات المهرجان من مقتطفات غنائية وعروض مسرحية، بينما ساكنة الحي الصفيحي تصرخ جراء عملية الهدم وهي تواجه المجهول.

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى