شوف تشوف

الرأي

الثورة

هي
بمسؤولية واجهنا الحياة، أنت بقلمك وأنا بمشرطي، شرفنا محيطنا ووطننا بعملنا النبيل. تزوجتك عن قناعة، آمنت بمبادئك وبأفكارك ورقيك، كنت مثاليا في كل شيء. وبالرغم من أنني كنت أجدك تفضل العزلة على البقاء معي، كان القليل من الوقت الذي كنا نمضيه سوية ينسيني حاجتي لوجودك معي طيلة الوقت.
واندلعت بوطننا الحرائق ومسنا منها نار ودخان، وجدنا نفسينا نواجه مصيرا آخر وتوجهت بنا الدنيا نحو مسار لم نتوقعه. نعم نشدنا التغيير للأفضل وحلمنا بوطن أجمل، لكننا لم نتوقع أن تصعد بنا الأحلام إلى الجحيم وأن نصير في أسفل السافلين.
ثورة غضب بالوطن قسمتنا ودمرتنا وحولتنا إلى أعداء ضد بعضنا، وانتشرت بجسد البلد الفوضى كالسرطان وتعذر معها العلاج والاستئصال، ووجدتك فجأة تشهر قلمك في وجه الوضع وسال مدادك، وسال دمك وصرنا مهددين بالموت مع كل كلمة تكتبها، فإما ترحل عن الحياة أو ترحل عن البلد، واكتويت منك بالرحيل دون أن تضرب لي موعدا أعيش على أمله.
هو
أكنت تعلمين أو تظنين أو حتى تتخيلين أن يروح كل شيء كما راح؟
أأنت في ذهول مثلي؟ أتصدقين ما نعيشه الآن؟
نعم أنا الآن بعيد وفي بلد جديد، دون أن أجد نفسي سعيدا، وكيف أفعل وأنت لست معي؟ أتذكرين أننا حلمنا يوما أن نكون هنا معا لنحيي أمجاد حب وها أنا الآن أحيي فيه الألم والعذاب وحدي.
قد تلومين جرأتي وقسوة قلمي على من جنوا على استقرارنا وحطموا ما بنيناه يوما وما حاولنا ترميمه.. صدقيني لم أجد غير هذا السلاح ولم أجد أقوى من هذا السلاح، سلاح الفكر يا عزيزتي يَقتل ولا يُقتل. ولم أكن أرى شهادتي من أجل وطني إلا وسام شرف أتركه معلقا على اسمك واسم أولادي، لكنك أبيت أن تتخيلي موتي ولا عدتِ قادرة على انتظاره وهو واقف بباب بيتنا ينتظر خروجي.
أعلم أنني تركت فراغا لن تجدين من يعوضه في حياتك بعدي، ومتأكد من أنك تقاسين شظف الفراق مثلي، لكن يكفيني أنني رأيت دمعك قبل كفني وأنني كلما تذكرته أحيا من موتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى