شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

العثماني يدافع عن حصيلة حكومته بـ«الضحكة الصفراء»

اتهم المعارضة بترويج خطاب سوداوي ينشر اليأس والإحباط

محمد اليوبي
رد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، بطريقة عنيفة على مداخلات الفرق البرلمانية المخصصة لمناقشة الحصيلة المرحلية لحكومته، وعاد لمهاجمة المعارضة، واتهمها بترويج المغالطات، وإشاعة خطاب اليأس والإحباط وعدم الثقة، كما دافع عن «ضحكته الصفراء» أثناء تقديم حصيلته في جلسة مشتركة عقدها سابقا مجلسا النواب والمستشارين.
وقال العثماني، أول أمس الأربعاء، في جوابه عن مداخلات أعضاء مجلس المستشارين الخاصة بمناقشة عرض الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة، إنه يلتزم بـ«خطاب الصراحة والوضوح مع المؤسسة التشريعية ومن خلالها مع الرأي العام»، مبرزا وجود «مجالات حققنا فيها أكثر مما التزمنا به في البرنامج الحكومي، ومجالات أخرى لم يرق ما حققناه فيها إلى مستوى طموحنا، وهناك انتظارات مشروعة للمواطنات والمواطنين نلتزم بالعمل على تلبيتها»، وأضاف «والغريب أن هناك من أنكر علي حتى الابتسامة أثناء عرض الحصيلة، والفرحة بالمنجزات والأرقام والمؤشرات»، وتساءل «فهل تريدون مصادرة حق رئيس الحكومة في الابتسامة والإشادة بحصيلة نقدر أنها جيدة وواعدة، تهم سنتين فقط من العمل الحكومي، وأن المؤشرات المحققة تعِد بحصيلة أفضل إن شاء الله في متم هذه الولاية الحكومية». وعلق على تهكم المعارضة بطريقة ساخرة بالقول: «وهنا أقول كذلك ما قالته العرب: عيروا الورد فقالوا له يا أحمر الخد».
وردا على بعض الانتقادات للحصيلة المرحلية، تأسف رئيس الحكومة لغياب الموضوعية في بعضها، ولبعض الاتهامات الكبيرة نظير الحديث عن «منطق الغنيمة والوزيعة» في التعيين بالمناصب العليا والصفقات وما إلى ذلك، و«أنا أقولها صراحة أمام المغاربة، بدل إطلاق اتهامات هكذا على عواهنها، المطلوب تقديم معطيات مدققة وحقيقية، وألتزم أمامكم وأمام الرأي العام، بصفتي رئيسا للإدارة، بالقيام بكافة التحريات اللازمة في أي شكاية محددة، وإتباعها بما يلزم من المحاسبة والتدابير والإجراءات القانونية، دون محاباة أي جهة، وكذا لإصلاح ما ينبغي إصلاحه وتجويد تدبير منظومة التعيينات في المناصب العليا والصفقات العمومية». وفي غياب تقديم أي دليل، يضيف رئيس الحكومة، «تبقى اتهاماتكم مجرد مزاعم وادعاءات عارية من الصحة، ولن نسمح لها بأن تغلط الرأي العام وتتسبب في إشاعة اليأس والإحباط وعدم الثقة».
كما اعتبر رئيس الحكومة أن الخطاب السياسي المأزوم، والاتهام حد التشكيك في الوطنية، هو «من يسهم في إشاعة مزاج سيئ، وليس الحكومة أو عملها، ولابد من مراجعة هذا الخطاب للرقي بالسياسة وخدمة مصلحة البلاد، وهذا يتطلب إرادة قوية وجهدا كبيرا». لذلك دعا رئيس الحكومة الجميع، حكومة وبرلمانا، إلى الارتقاء بالخطاب السياسي وتحري الموضوعية والإنصاف والتزام ضوابط وأدب الاختلاف والنقد والتقويم، «لأننا نقف جميعا بمسؤولية أمام المواطنين الذين يتابعون ما نقوم به وما نقوله، ولا يستقيم أن نكون سببا في عزوفهم والمساهمة في المس بثقتهم في المؤسسات وتبخيس العمل السياسي من خلال التسفيه الممنهج، والإمعان في تبخيس ما تحقق بدون بينة ولا دليل».
مقابل ذلك، شدد رئيس الحكومة على أن ما يستحقه المغاربة ويتطلعون إليه هو الارتقاء بالنقاش العمومي وتحقيق المصلحة العامة، «إن الأمر يتعلق بالمصلحة العامة وبمصلحة المواطنين والوطن، وما يهمنا هو تحقيقها، وبناء على هذا المعيار فقط ينبغي أن يقيم أداء الحكومة وإنجازها». وأشار رئيس الحكومة إلى مقاربة الحكومة في بلورة وثيقة متكاملة للحصيلة المرحلية لعمل الحكومة، تعرض الواقع الفعلي لتقدم تنفيذ التزامات البرنامج الحكومي خلال سنتين من العمل الحكومي، وفق خيط ناظم تؤطره رؤية الحكومة في مختلف المجالات، وأضاف «لقد كنا ننتظر من كافة المستشارين نقاشا موضوعيا وتقييما منصفا لمضامين الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة، إذ اخترنا في عرضها خطاب الوضوح والصراحة والواقعية، في سياق دقيق، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، غير أن هذا الأمل لم يكتمل ونحن نتابع بعض التدخلات التي آثرت مرة أخرى اللجوء إلى خطاب التبخيس والتيئيس».
واتهم العثماني فرق المعارضة بالتشكيك في معطيات وأرقام صادرة عن مؤسسات رسمية، كما عبر عن غضبه من حدة الانتقادات الموجهة إلى حكومته باستعمال «عبارات قدحية ومشينة أحيانا»، من قبيل أن الحكومة «ضربت أغلب المكتسبات عرض الحائط، وبدأت تقود البلاد نحو المجهول»، وأنها «لم تنتج سوى فقدان المصداقية السياسية»، وأنها «نجحت فعلا في تقسيم الأغلبية الحكومية وتقسيم الشعب المغربي، وخلق الحقد والكراهية في صفوفه، بسياستها الانتقائية»، واعتبر أن هذا النوع من الخطاب «خطاب سوداوي، بل مغرق في السوداوية».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى