الرئيسيةسياسية

بنكيران يحرض نواب «البيجيدي» على إسقاط الحكومة

اتهم عيوش بالعمالة لفرنسا والخروج عن المذهب المالكي والدفاع عن الشذوذ الجنسي وطلب من نواب حزبه الانقلاب على الأغلبية والتصويت ضد قانون التربية والتكوين

النعمان اليعلاوي

بالتزامن مع انعقاد لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، أمس الاثنين، للمصادقة على مشروع القانون الإطار المتعلق بالتربية والتكوين، بعد التوصل إلى توافق بين جميع الفرق البرلمانية من الأغلبية والمعارضة، حرض رئيس الحكومة السابق والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، نواب حزبه، على التصويت ضد القانون، ولو أدى ذلك إلى إسقاط الحكومة التي يقودها سعد الدين العثماني. ودعا بنكيران، في كلمة مصورة بثها عبر صفحته الفيسبوكية، منتسبي الحزب وبرلمانييه في مجلسي النواب والمستشارين، إلى التمرد على التوافق الذي تم التوصل إليه بمجلس النواب، من أجل التصويت على القانون، بما في ذلك المواد المثيرة للجدل المتعلقة بتدريس المواد العلمية والتقنية بإحدى اللغات الأجنبية. واعتبر بنكيران أن المصادقة على القانون الإطار 51.17 المتعلق بإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي بصيغته الجديدة ستكون بمثابة «ضربة قاضية لحزب العدالة والتنمية»، على حد تعبيره، وطالب فيها فريق حزبه بالبرلمان وكذا رئيس الحكومة سعد الدين العثماني برفضه.
وفي السياق ذاته، واصل بنكيران تحريضه لنواب الحزب على رفض التصويت على القانون الإطار في الشق المتعلق بلغة التدريس، ودعا إلى ضرورة التراجع عن الصيغة المتوافق حولها «ولو كانت الضريبة هي سقوط الحكومة»، معتبرا أن حزب العدالة والتنمية «قدم تنازلات لكن التنازل عنده حدود»، داعيا إلى «ترك الأحزاب الأخرى للتصويت على القانون، وإن أرادوا تشكيل أغلبية جديدة غير هذه الأغلبية الحالية، فنحن لن نكون إلى جانبهم»، على حد تعبير بنكيران، معتبرا تصويت حزب العدالة والتنمية على القانون الإطار «خيانة» للدستور ولرؤيته المذهبية.
ورغم أن هذا القانون صادقت عليه حكومته قبل نهاية ولايتها، قال بنكيران: «أقسم أني لو كنت رئيس للحكومة لما قبلت بتمرير هذا القانون»، معتبرا أن «تمرير القانون الإطار هو بمثابة إهداء التعليم المغربي للغة المستعمر»، على حد تعبيره، وأن «صيغة التوافق ستؤدي إلى تدريس كل المواد باللغة الفرنسية»، وأن «كل ما يقع الان ليس في مصلحة الدولة المغربية ولا في مصلحة الملكية، بل لمصلحة لوبي استعماري يدافع عن الفرنسة»، حسب بنكيران، الذي عاد للتهجم على نور الدين عيوش، عضو المجلس الأعلى للتربية ، بسبب دعمه للتدريس باللغة الفرنسية، واتهمه بالعمالة لفرنسا والخروج عن المذهب المالكي والدفاع عن الشذوذ الجنسي، معبرا عن رفض التوافق حول القانون الإطار، قبل أن يعود لمخاطبة العثماني ودعوته إلى الاستقالة من الحكومة وقال: «إذا استقليتي غادي تخرج براسك مرفوع وإذا بقيتي غادي تدي العار».وبدا أن بنكيران مازال لم يهضم بعد إعفاءه من رئاسة الحكومة بعد فشله في تشكيلها، «الله يهنيها هاد رئاسة الحكومة، حين قال إن رفضه دخول الأحزاب الأربعة مشتركة للحكومة الذي تسبب في البلوكاج «أهون مما يجري حاليا»، مضيفا في رسالته للعثماني «الا خرجتي دابا من الحكومة غاتخرج براسك مرفوع، ولكن اذا بقيتي عمرك ما تقدر تهز راسك قدام المغاربة»، وزاد قوله: «شنو كاين بالسلامة والعافية، واش أنت أول رئيس حكومة لي طاح؟»، قبل أن يعود لمخاطبة العثماني حول توجه الحكومة نحو تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية قائلا: «ما يكونوش الاستقلاليين داو الشرف ديال تعريب تدريس المواد العلمية قبل 30 سنة، وانتا تدي العار ديال إعادة فرنستهم «.
وهاجم بنكيران، في كلمته، عددا من الدول الإفريقية التي قال إنها اعتمدت التدريس باللغة الفرنسية وفشلت في التعليم، ووجه اتهامات خطيرة لجهات قال إنها تشكل خطراً على الدين الاسلامي وأركان الدولة، واصفا عدداً من الشخصيات والأحزاب بـ«تُجار السياسة»، وداعياً إلى «استفتاء» شعبي حول لغة التدريس، قبل أن يشدد دعوته برلمانيي الحزب إلى عدم تمرير القانون ولو بشكل توافقي، وقال: «السياسة باعتبارها فن التنازل، لكن التنازل له حدود»، مضيفا قوله: «إلى كان ضروري تمشي الحكومة تمشي وإلى كان ضروري البرلمان يمشي يمشي».
من جانبها، نحت حركة التوحيد والاصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، منحى وتوجه بنكيران، حيث عبرت الحركة عن رفضها لكل «القرارات التي من شأنها المس بمكانة اللغة العربية كلغة أساس في التدريس إلى جانب اللغة الأمازيغية»، واستنكرت ما سمته «التراجع عن الثوابت الوطنية المنصوص عليها في الدستور الذي صوت عليه المغاربة»، معلنة «رفضها المطلق اعتماد لغات أجنبية لغات للتدريس»، مشيرة إلى «أن معطيات الواقع العملي والتجارب الدولية التي بينت أن الدول المتقدمة في التعليم عبر العالم هي التي تعتمد لغاتها الوطنية في التدريس»، حسب الحركة، التي دعت إلى «انفتاح حقيقي على تعلم اللغات الأكثر تداولا في العالم وتوفير الوسائل المادية والبيداغوجية والموارد البشرية اللازمة لذلك».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى