اقتصادالرئيسية

بورصة الدار البيضاء تفتح سوق التمويل أمام المقاولات الصغرى والمتوسطة

حسن أنفلوس

أطلقت بورصة الدار البيضاء، برنامج «إليت المغرب» والذي يسعى إلى مساعدة المقاولات الصغرى والمتوسطة على ولوج الأسواق المالية وفرص التمويل الطويلة المدى. ويمكن برنامج «إليت المغرب»، المقاولات الصغرى والمتوسطة الطموحة التي تسعى إلى تطوير أنشطتها من برنامج للتكوين والمواكبة، فضلا عن تمهيد الطريق أمامها لولوج التمويل عبر الأسواق المالية. كما يمنح «إليت المغرب» المقاولات الآليات لكي تجد أفضل طريقة لتحقيق أهدافها المتعلقة بتطوير مشاريعها، مع تمكين سوق الرساميل من استقبال مقاولات تتميز بتنظيم وتطبق الحكامة الجيدة وتمارس الشفافية في التدبير. ويعد المغرب أول بلد غير أوروبي أدخل برنامج «إليت» الذي يهدف إلى سد الفراغ ما بين متطلبات سوق الرساميل وواقع المقاولات المغربية، خاصة الصغرى والمتوسطة.
وأوضح كريم حجي المدير العام لبورصة الدار البيضاء أن برنامج «إليت المغرب» سيمكن المقاولات المغربية التي تطمح إلى اقتحام الأسواق الدولية من الاستفادة من شبكة من الخبراء والمستثمرين المغاربة والأجانب، علاوة على تمكينها من الولوج المباشر إلى سوق الرساميل بفضل أرضية «إليت المغرب» الرقمية التي تضم مئات الشركات والمستشارين عبر العالم. وقال إن هذا البرنامج يدخل ضمن استراتيجية البورصة التي تهدف إلى المساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني، وأوضح أن إطلاق هذا برنامج لمواكبة المقاولات الصغرى والمتوسطة للولوج إلى الأسواق المالية يتطلب العمل على ثلاث محاور أساسية، يرتبط المحور الأول بالمواكبة القانونية وملائمة القوانين وتسبيطها، فيما يرتبط المحور الثاني بالمواكبة من حيث التكوين وتسهيل إجراءات الولوج إلى الأسواق المالية، أما المحور الثالث فيتعلق بتعزيز ودعم الحكامة الجيدة والشفافية لدى هذه المقاولات وذلك حتى تكون أكثر جاذبية في علاقتها بالمستثمرين الماليين. وأبرز حجي أن بورصة الدار البيضاء عملت على تكييف هذا البرنامج وفق الاحتياجات والخصوصيات المحلية، مضيفا أن إطلاق هذا البرنامج في المغرب يشكل مجرد بداية في أفق نشر هذه التجربة ببلدان إفريقية أخرى.
من جهته قال مامون بوهدود، الوزير المنتدب لدى وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، المكلف بالمقاولات الصغرى وإدماج القطاع غير المهيكل، إن البرنامج من شأنه أن يساهم في تطوير المقاولات المغربية وتعزيز تنافسيتها، عبر تقديم كافة التسهيلات لها لكي تلج سوق الرساميل. وأكد أن تطوير النظم الاقتصادية يحتاج إلى مقاولات قوية ومؤهلة قادرة على المساهمة بفعالية في التنمية الاقتصادية للمغرب، معتبرا أن برنامج «إليت المغرب» يساهم بأهدافه «الطموحة» في مساعدة المقاولات الوطنية، خاصة الصغرى والمتوسطة، على الاستعداد بشكل أفضل للتغيرات القادمة. وذكر بوهدود بالمخطط الوطني لتسريع التنمية الصناعية، الذي يهدف إلى تعزيز مسار المهن العالمية للمغرب وإدماج مختلف فروع النسيج الصناعي الوطني، وذلك عبر تشجيع وتنسيق عمل المقاولات التي تعد قاطرة القطاع الصناعي من أجل خلق دينامية وعلاقة جديدتين بين المقاولات الكبرى والمقاولات الصغرى والمتوسطة، بما يساهم في بروز قطاع صناعي قوي وواعد.
وفي السياق ذاته، أبرز لوكا بيرانو رئيس قسم القارة الأوروبية للأسواق الرئيسية لمجموعة بورصة لندن أهمية برنامج «إليت» الذي يعد أرضية ملائمة للمقاولات لكي تطور إمكانياتها التدبيرية وتوسع أنشطتها على المستوى الدولي. وأشاد بيرانو ببورصة الدار البيضاء التي استوعبت هذا البرنامج ونجحت في تكييفه وفق حاجيات المقاولات المغربية، مشيرا إلى أهمية هذا البرنامج الذي منح الثقة للمقاولات المنخرطة في هذا البرنامج لكي تصبح لها جاذبية اقتصادية.
وكانت بورصة الدار البيضاء قد وقعت سنة 2014 اتفاقية مع نظيرتها بلندن لإطلاق «إليت المغرب» لتسهيل ولوج المقاولات التي تعرف تطورا قويا إلى الأسواق المهمة ومواكبتها للحصول على التمويل، علما أن هذا البرنامج أطلق سنة 2012 ويضم أزيد من 270 مقاولة موزعة على 17 بلدا عبر العالم. وسبق لبورصة الدار البيضاء أن وقعت شراكة استراتيجية مع بورصة لندن، يتعاون بموجبها الطرفان من أجل تطوير السوق المالي بالمغرب وإحداث فضاء خاص بالمقاولات الصغرى والمتوسطة وفق المعايير الدولية، وذلك إلى جانب القيام بمبادرات مشتركة في المجال المالي، لتكريس المغرب كمركز مالي على الصعيد الإفريقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى