شوف تشوف

مدن

تجار بفاس العتيقة يفضحون «الغش» في مشاريع ترميم معالم تاريخية

 

 

فاس: لحسن والنيعام

 

بعدما تسبب تعثر مشاريع تأهيل حوالي 14 مشروعا من أصل 27 معلمة تاريخية في فاس العتيقة شملها برنامج ضخم للترميم، في غضبة ملكية طالت عددا من المسؤولين المحليين المشرفين على أشغالها، ضمنهم محمد حصاد، وزير الداخلية السابق،  ومحمد الدردوري، والي الجهة السابق، وفؤاد السرغيني، مدير وكالة تهيئة التنمية ورد الاعتبار لفاس،  عرت التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها المدينة عن عيوب ما بعد انتهاء أشغال الترميم في «قيسارية الكفاح»، إحدى أهم المعالم التاريخية بالمدينة، وأبرز قلاع نخبة الحركة الوطنية في مرحلة الاستعمار، حيث تنفست محلاتها تحت الماء، وعرضت قطرات المياه سلع التجار لأضرار وصفت بالكبيرة. ودفعت اختلالات تأهيل هذه القيسارية تجارها إلى خوض إضراب عن العمل، حيث أغلقوا يوم الأربعاء الماضي محلاتهم التجارية وهددوا، في خطوة لافتة، بتصعيد الاحتجاجات للمطالبة بتصحيح الأوضاع التي تعاني منها هذه القيسارية.

وعوض أن تساهم الإصلاحات في إعادة البريق إلى القيسارية التاريخية، وتسفر عن إعطاء دفعة للرواج التجاري بها، فإن اختلالاتها تهدد بجمود في القلب النابض للتجارة بفاس العتيقة. وشدد المتضررون وهم يقدمون عيوب المشروع، على ضرورة تحرك المسؤولين الحكوميين لتصحيح الاختلالات، وفتح تحقيق في ملابساتها، لاستدراك ما يمكن استدراكه، قبل أن تكون القيسارية في عداد الماضي. فبعد إغلاق محلاتهم لمدة تقارب السنة، بسبب أشغال الترميم والتهيئة، عادت القيسارية، منذ حوالي أربعة أشهر، لتتنفس الحياة من جديد، لكن التجار تفاجؤوا بتعرض سلعهم لخسائر كبيرة بعدما تسربت مياه التساقطات من أسطح وجدران الدكاكين، وعرضت الأحذية والملابس والحلي والمجوهرات للتلف، وفضحت هشاشة الإصلاحات التي طالت الجدران والأسقف. واشتكى التجار أيضا من تغييرات طالت مجاري المياه العادمة في هذه القيسارية، مما أدى إلى إغراق أروقتها بالروائح الكريهة والتي تدفع الزبناء إلى الإسراع بمغادرة الفضاء، هروبا من جحيم هذه الروائح، فيما يجبر التجار على التعايش معها، دون أن يخفوا تخوفاتهم من الأضرار الصحية والتنفسية التي تسببها هذه الروائح النتنة، علاوة على الأضرار الاقتصادية التي تزيد من حدتها أزمة الاقتصاد المحلي، وغياب مواقف للسيارات، وابتزاز عدد من أصحاب «الباركينات» بمداخل فاس العتيقة للزوار، مما يجعلهم «يقاطعون» الولوج إلى فضاءاتها.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى