شوف تشوف

سري للغاية

حسن فرج: «عمي عمر زار والدي في ألمانيا وتجولا منفردين وحدثه عن ثروته وممتلكاته في الخارج»

يبدو أن الأمور العائلية ساءت بعد بروز الوصية؟
الأمور العائلية ساءت عند الإعلان عن ممتلكات عبد الفتاح فرج دون الإعلان عن الممتلكات الأخرى التي تضمنتها الوصية، وهي التي تعد الثروة الحقيقية للوالد.

  • أنت حصلت على جزء من المال. وقلت إن والدتك وأختك خديجة منحتاك مالا، عندما علمتَ بأمر الوصية.. ألا ترى أن الوضع الآن عادل؟

لا ليس كذلك، لأن الأمور لا تجري بذلك الشكل. لقد كنت متضررا مثلي مثل أعمامي وعائلة الوالد عموما، رغم أنهم لا يريدون الاعتراف بي، باستثناء عمتي التي استضافتني مرة، وسأحكي لك عن الأمر في سياقه.

  • هل توقعت أن يقوم عبد الفتاح بحرمان الجميع من ثروته باستثناء خديجة وأمك؟

.. في الحقيقة يبدو الأمر متوقعا إذا أردنا إقامة تقييم عام لعلاقته بأسرته في حياته. لا أذكر أن أمه «الحاجة» كانت تأتي إلى بيته في الرباط، باستثناء مرة واحدة فقط، جاءت في زيارة خاطفة.. علما أن العائلة كلها تقيم في الرباط! ولا أذكر أيضا أنه كان يساعد عائلته ماديا بالشكل المطلوب. لو كانت علاقته بعائلته طيبة لكبرنا في ذلك الجو، لكن شيئا من ذلك لم يكن.

  • بعد وفاة والدك، قلت إنك التقيت أعمامك مرة واحدة فقط وأخذت معك سوار عبد الفتاح بناء على اقتراح من أمك، لكن اللقاء بهم لم يوصل إلى نتيجة.. نحن نعلم الآن سياق الزيارة، لكننا نريدك أن تخبرنا بتفاصيلها..

التقيتهم في فيلا عمي عمر فرج، بحي السفراء بالرباط، حيث كان يشتغل محاميا، ويملك فيلا هناك. لم يدم اللقاء طويلا، وقلت لهم إنني متضرر مثلهم، وإنني لم أحصل على أي شيء إضافي ولا نصيب لي في ثروة عبد الفتاح فرج المراكمة في أبناك سويسرا وخزائنها. وكانت هذه الحقيقة فعلا، لقد حصلت على العداوة بسبب الوصية، رغم أنني لم أستفد منها أي شيء إطلاقا. المهم أن التيار لم يسر بيني وبين أعمامي في ذلك اللقاء وانسحبت لأعود إلى أمي خائبا.

  • عمك عمر فرج كان يعلم بالأمر بشكل مفصل لأنه زار عبد الفتاح في آخر أيامه بألمانيا.. صحيح؟

صحيح أنه زار والدي في ألمانيا، وتحدثا بشأن ثروته وأخبره أنه يملك أموالا كثيرة في بنوك سويسرا، ولهذا ربما كانت العائلة متأكدة من أن الثروة الحقيقية لعبد الفتاح فرج تتجاوز بأضعاف كثيرة ما تم عدّه في المغرب، لكن الطامة أن كل شيء في الخارج تم تفويته إلى خديجة وأمي غيثة.
الزيارة كانت قبل أن يكتب عبد الفتاح تلك الوصية، وأشهرا قبل الوفاة، لقد زاره عمر في وقت مبكر من المرض.

  • أي أن عمك عمر فرج لم يكن يعلم بأمر الوصية رغم أنه زار عبد الفتاح.

صحيح، عمي عمر هو الوحيد من عائلة والدي الذي زاره في ألمانيا.

  • كيف علمت أنت بأمر اللقاء بين عمك ووالدك في ألمانيا؟ هل أخبرتك أمك؟

لقد كنت هناك، لا أذكر بالضبط تاريخ الزيارة، لكني كنت حاضرا عندما جاء عمي عمر. أخبرتني والدتي قبل مجيئه. لا أذكر للأسف إن كنت في برلين وجئت إلى «أولم» لأزورهم، أم عندما كنت آتي من فرنسا. المهم أنني جئت في زيارة من تلك الزيارات التي اعتدت القيام بها، والتقيت والدي خلالها مرات كثيرة، وفي إحدى المرات كنت جالسا مع والدتي وأخبرتني أن عمي عمر فرج قادم لزيارة والدي عبد الفتاح هناك في «أولم»، وطلبت مني المجيء للسلام عليه في الموعد المحدد لقدومه.

  • أي أنك كنت حاضرا خلال اللقاء..

نعم عندما جاء عمي عمر سلمت عليه، ولأنني لم أكن على اتصال به من قبل، ولم أره منذ سنوات، لم أجد ضرورة للجلوس معه وفضلت أن أبقى منزويا في مكاني كالعادة.
بعد قليل خرج والدي وعمي إلى أحد المقاهي، وربما تجولا في أولم وعادا إلى البيت، لكني لم أكن موجودا. أمي أخبرتني في ما بعد أنهما عادا إلى المنزل وجلسا، وكانت معهما، وحكى له عن ممتلكاته خارج المغرب، وأخبره أن لديه ثروة كبيرة.

  • ألم يخبره بالتفاصيل؟

لا أعلم، لم أكن حاضرا. الزيارة شهدتها، لكن ما دار بينهما سمعته من والدتي فقط، ولا أظن أنه أخبره بالتفاصيل.

  • أتقصد التفاصيل التي خطها في الوصية لاحقا؟

التفاصيل التي تنص عليها الوصية، وقد أخذتها له في وقت لاحق. بعد وفاة أمي غيثة.

  • لعمك عمر؟

نعم لعمي عمر فرج. أخذت نسخة منها، في وقت لاحق، وأطلعته عليها، حتى يتأكد من أنني غير مذكور فيها. كانت مكتوبة بخط والدي ولا يمكن أن تكون مزورة أو مفبركة، لأن خطه معروف، وتحمل توقيعه أيضا.. المهم أخبرت عمي أنني غير مذكور فيها، وطلبت منه أن يقنع العائلة برفع الحجز عن ممتلكات عبد الفتاح فرج، وهو الإجراء الذي باشروه عندما احتجوا على توزيع الإرث كما أخبرتك، وانسحبوا غاضبين لأنهم يعلمون أن ثروة أخيهم تفوق بكثير ما تم تقسيمه علينا جميعا.
قلت له لماذا يستمر الحجز ونحن جميعا متضررون؟ خصوصا أنني محروم من التصرف في الفيلا.. أردت الوصول إلى حل لكن ذلك لم يتم للأسف.

  • سنأتي إلى تفاصيل هذه المرحلة أيضا. كيف تصرفت بعد فشل لقائك الوحيد بأعمامك في منزل عمر فرج بالرباط؟

عدت إلى والدتي وأخبرتها أن لقائي بهم لم يوصل إلى نتيجة. وبعد تفجر مشكل الوصية، كنت أفكر في العودة إلى الخارج مجددا، ومحاولة استغلال الشهادة التي حصلت عليها من فرنسا لتدبر أمر عمل في ألمانيا..

  • ألم تذهب والدتك غيثة إلى لقاء العائلة للبحث عن حل ودي قيد حياتها؟

لا لم تذهب إليهم ولم تتواصل معهم إطلاقا بهذا الخصوص. قبل أن أعلم بأمر الوصية كانت تقول لي إنهم واهمون وإنه ليس هناك أي شيء مخبأ في ثروة ابنهم عبد الفتاح. لكن بعد معرفتي حقيقة الأمور، لم تُعلق على الأمر، واكتفت بالصمت. ربما كانت في مرحلة ما تريد أن تثير عطفهم، إن هم علموا أنها لن تحصل إلا على 20 في المائة من مجمل الثروة التي كانوا يشُكون في وجودها في البداية، لكن الأمور لم تسر بتلك الطريقة. لم يسبق لها أن زارتهم بهذا الخصوص أو تفاوضت معهم حول رفع الحجز أو التوصل إلى حل.
تذكرت أمرا مهما في الحقيقة، بخصوص نية والدتي من وراء إشهار الوصية.. وهو بشأن ما دار بين أمي وخديجة في تلك الليلة بالفيلا وبسببه علمتُ أنا بالوصية. فقد كنت مارا قرب الغرفة التي كانتا تجلسان فيها، وسمعت أمي تقول لخديجة: «يجب أن نخرج الوصية قبل أن تتعقد الأمور أكثر». وأجابتها خديجة بالقول: «نعم معك حق يجب أن نُخرجها».. وهكذا علمت بأمر الوصية. استنتجت بعد ما حكيت لك الآن أن الوصية كانت بهدف الحسم في أمر الثروة لصالحهما، لكنها عقدتها أكثر في الحقيقة. ولا تزال الأمور معقدة إلى اليوم، بل مرت علينا أحداث عصيبة زادت الأمور سوءا.
ما حدث أنني علمت بها قبل أن يبادرا إلى إشهارها وهو ما أفشل دور الوصية ربما.

  • كيف أصبحت علاقتك بأمك وأختك بعد معرفتك أنهما خبأتا عنك السر طوال تلك المدة الفاصلة بين كتابة الوصية ومعرفتك بأمرها؟ نتحدث هنا عن حوالي سنتين من الكتمان.

علاقتي بخديجة لا يمكن أن تكون أسوأ مما كانت عليه على كل حال. والدتي لزمها بعض الوقت حتى نتقارب من جديد. كنت غاضبا في البداية خصوصا أنني تورطت في عداوة أنا في غنى عنها، حتى بعد أن أخبرتني أمي أنها وخديجة ستمنحاني بعض المال. لكن الأمر جرني إلى واقع آخر، فكلما أردت الاحتجاج ضدهما في المرات الأخرى، كانت والدتي تواجهني وتقول لي إن ما منحته لي خديجة كان بمحض إرادتها وكأنه صدقة.. أي أنه لم يعد لدي حق للاحتجاج.

  • هل أخبرت الدكتور قنيدل بأمر الوصية؟ كان عليك أن تعود إلى أوربا من جديد. صحيح؟

كنت أتنقل بين ألمانيا والمغرب، خصوصا عندما حصلت على مبلغ مهم من مصدر أجهله إلى اليوم، لكن قبل ذلك كنت تائها في الحقيقة، ولا أعلم إن كنت أريد العيش في المغرب أو أذهب إلى أوربا من جديد. جوابا على سؤالك، فإنني لم أخبر الدكتور قنيدل بأي شيء عن تلك الوصية، لكنه عندما التقيته كان مهتما جدا بمعرفة تفاصيل عن تركة عبد الفتاح فرج. كنت أظن أن الأمر في البداية فضول بريء منه شأنه شأن الناس المحيطين بالعائلة، والذين كانوا يريدون معرفة اللغز، لكني فوجئت بأنه كان مهتما أكثر مما يجب..

  • كيف؟

كان يريد معرفة كل شيء عن تركة عبد الفتاح فرج، وأنا كنت أحاول أن أكون كتوما. عندما لاحظ أنني لم أبح له بأي شيء ذي قيمة بخصوص الوصية، فاجأني مرة بالجملة التالية: «هل تعلم بوجود صندوق حديدي في أحد الأبناك ضمن إرث والدك عبد الفتاح فرج؟». صُدمت لأنه لا أحد يعلم تلك التفاصيل، وأن أمر الصندوق بقي سرا لفترة طويلة، ويفترض أن فيه أشياء لا تقدر بالمال، وتتعلق بأوراق سرية.

  • هل كان الدكتور قنيدل يسعى للوصول إليها مثلا؟

كان يريد اختباري إن كنت أعلم أي شيء عنها. لكني في الحقيقة لم أكن أعلم أي شيء بهذا الخصوص، وأنا مستعد للتنازل عن الصندوق بما فيه. لم أكن أبحث عن المشاكل. بدا لي من خلال كلامه أنه يبحث لمعرفة تفاصيل ثروة عبد الفتاح فرج، حتى أنه عندما زارني في المغرب، رأيته يبحث بين الأوراق فوق المكتب مرارا.

  • قبل أن نأتي إلى مرحلة دخوله إلى المغرب. أخبرني أكثر عن هذا الصندوق. ماذا تعرف عنه؟

سمعت عنه كثيرا في الحقيقة، والعائلة كلها تتحدث عن وجود صندوق حديدي مغلق يضم أشياء ثمينة للغاية. المرة الأولى التي سأتحدث بشأنه مع مولاي عبد الله العلمي كانت عندما واجهتهم بأني أعلم بأمر الوصية. حاولت أمي وأختي أن تنكرا في البداية، لكن مولاي عبد الله العلمي أخذ الكلمة منا نحن الثلاثة وقال بوضوح إن هناك فعلا وصية تركها عبد الفتاح فرج قبل وفاته، لكنه أبعد الصندوق الحديدي. وكنت فعلا قد سمعت به قبل ذلك اليوم.. كلنا سمعنا بأمر الصندوق الحديدي، ونعلم يقينا أن محتوياته ليست ملكا لعبد الفتاح فرج. المهم أن هناك أمورا في الصندوق لا تخصنا ولا تخص عبد الفتاح، وتعتبر سرية للغاية، وأعتقد أن وجودها ضمن تركته، عقد أمور الإرث إلى هذا الحد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى