برشيد: مصطفى عفيف
أضحت مجموعة من شوارع مدينة برشيد غارقة وسط النفايات المنزلية، بسبب عجز الشركة التركية «CAMPAT» عن تأدية مهامها التي يحددها عقد التدبير المفوض لقطاع النظافة المبرم مع جماعة برشيد، والذي شرع في العمل به بداية سنة 2015، إذ أصبحت جل شوارع وأزقة المدينة تعرف تراكم النفايات المنزلية على امتداد الشوارع وبعض الفضاءات العمومية، وهو ما أصبح ينذر بتأزم الوضع بين الشركة والمجلس الموكول له تتبع مدى احترام الشركة لدفتر التحملات.
هذا الوضع جعل مجموعة من الفعاليات ببرشيد تندد بما أسمته صمت الجهات المسؤولة عن استمرار الشركة في تدبير قطاع النظافة، وهي التي لم تستطع القضاء على النقط السوداء حتى تحول عدد من الأحياء بمقاطعة المدينة، إلى مستنقعات تنبعث منها روائح كريهة تحول حياة السكان إلى جحيم، بسبب تراكم الأزبال في الشوارع والأزقة، خاصة بالحي الحسنى (شارع الشفشاوني وإدريس لحريزي والقسارية)، وهي وضعية جعلت بعض جمعيات المجتمع المدني ببرشيد مؤيدة للمجهودات التي يقوم بها عمال النظافة، تحمل المسؤولية للمواطن والباعة المتجولين، في وقت اتجه آخرون لتحميل المسؤولية للمجلس الجماعي بسبب تقصيره في المراقبة والتتبع.
تراكم الأزبال وتكدسها عبر بعض شوارع وأحياء برشيد زاد من حدته ارتفاع درجة الحرارة الذي تشهده المدينة، ما خلف استياء السكان خصوصا المجاورة من أكوام الأزبال المتناثرة وخاصة بالحي الحسني، هذا في وقت يزيد انتشار الأزبال في تشويه المجال البيئي بالمدينة نتيجة لجوء السكان والباعة المتجولين إلى رمي الأزبال بشكل عشوائي إما في أكياس متعددة الأشكال والألوان والأحجام أو إفراغها مباشرة على الأرض عوض حاويات الأزبال، حيث تصبح هذه الحاويات مرتعا للكلاب الضالة والقطط التي تلجأ إلى الأكوام لتقتات منها، ناهيك عما يقوم به أشخاص تعودوا على التجول والتردد بشكل يومي على هذه الحاويات للبحث وسط أكوام الأزبال عن أشياء قابلة للبيع أو عن الفضلات المتبقية من الطعام التي غالبا ما يستغلونها في تغذية المواشي، وهي كلها سلوكات سلبية تساهم في تشتيت وانتشار هذه الأزبال على مجال أوسع.