الرئيسيةسياسية

عمدة آسفي يقيم مزادا علنيا لقلع وبيع 442 شجرة أوكاليبتوس

الـمَهْـدي الـكــرَّاوي

مقالات ذات صلة

لم يجد عبد الجليل لبداوي، عمدة آسفي عن حزب العدالة والتنمية، من تدابير لتقوية المداخيل المالية للجماعة، سوى الإعلان عن تنظيم بيع بالمزاد العلني لأشجار الأوكاليبتوس التي تشتهر بها المدينة، في تحد صريح لتعهدات المغرب الدولية في مجال البيئة ومحاربة كل أشكال التلوث.
وأعلن عمدة آسفي، في وثيقة رسمية عن طريق مصلحة تنمية الموارد المالية بمجلس المدينة، عن تنظيم بيع بالمزاد العلني يوم الخميس 7 مارس الجاري لما مجموعه 442 شجرة من نوع أوكاليبتوس متواجدة داخل المجال الحضري في الطريق المؤدية لدار السي عيسى.
وحدد عمدة آسفي الثمن الافتتاحي لبيع 442 شجرة أوكاليبتوس في 20 مليون سنتيم فقط، كما يشترط المزاد العلني على الفائز بالصفقة قلع الأشجار من أماكنها على نفقته الخاصة، كما عرض للبيع في حصة ثانية بقايا خشب خام من أشجار الأوكاليبتوس متواجدة بالمنبت البلدي بثمن افتتاحي لا يتعدى 4 ملايين سنتيم.
وكشفت معطيات ذات صلة أن قلع وبيع 442 شجرة أوكاليبتوس بثمن 20 مليون سنتيم، هو في حد ذاته خسارة بيئية كبيرة للمدينة يصعب تعويضها في المستقبل، خاصة وأن شجرة الأوكاليبتوس تحتاج إلى 20 سنة كي تصبح في مرحلة النضج، في حين أن مجلس آسفي سوف يبيع كل شجرة بثمن لا يتعدى 450 درهما، مع العلم أن كل شجرة يتراوح وزنها ما بين خمسة وعشرة أطنان من الخشب، في حين أن خشب الأوكاليبتوس يباع في السوق بثمن لا يقل عن 1000 درهم للطن الواحد.
واستغربت مصادر كيف يخصص مجلس آسفي مزادا علنيا لقلع وبيع 442 شجرة أوكاليبتوس، بالرغم من أن آسفي مصنفة وطنيا ضمن المدن التي تعاني من التلوث الكيماوي والصناعي، وتحتاج إلى مضاعفة المساحات الخضراء بها وتهيئة حزام أخضر يحيط بالمركبات الكيماوية والمحطة الحرارية الجديدة، التي سوف تنتج نصف مليون طن سنويا من النفايات الملوثة، من بينها 400 ألف طن من الرماد المتطاير على شكل جزيئات، و100 ألف طن من الرماد المترسب، والناتج عن استعمال 10 آلاف طن من الفحم يوميا من أجل تشغيل المحطة.
وتعرضت أشجار «الأوكاليبتوس» بمدينة آسفي، التي يعود تاريخ زراعتها إلى سنوات العشرينات والثلاثينات، لمذبحة بيئية لم تسجل من قبل في تاريخ المجالس الجماعية، حيث قام مجلس «البيجيدي» باجتثاثها بالكامل واستهداف الأغصان الخشبية السميكة، عوض تشذيب أوراقها وتزيينها، كما هو معمول به حفاظا على المساحات الخضراء وجمالية المدينة، وهي الحصة الثانية من المزاد العلني التي يعرضها مجلس آسفي للبيع كخشب خام بثمن افتتاحي بخس يصل 4 ملايين سنتيم فقط دون تحديد وزنها الحقيقي في الإعلان الرسمي للمزاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى