الرئيسيةملف الأسبوع

فنانو القصور سفراء المملكة إلى زعماء ورؤساء وملوك دول أجنبية

حسن البصري
ظل الزعماء ينتشلون من وقتهم مساحة زمنية للاستمتاع بساعات طرب وغناء، فالسياسة تحتاج إلى عزف يخفف من شحنات التوتر الذي يسكنها. أغلب القادة أدركوا أن الفن قوة ناعمة يمكن من خلالها غزو عقول الناس وتحقيق مصالح الأمة، وبعض الزعماء استخدموه كأداة قوية للتأثير، ففي وقت الحرب حمل الفنانون على عاتقهم مهمة التحفيز وبث الروح الوطنية وتجهيز المواطن للمعركة، والإشادة بانتصارات الجيش ورفع الروح المعنوية لجنوده، وفي وقت السلم يصبح هدفهم الأساسي نهضة وبناء الوطن. أدرك الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، قيمة الفن ومكانة الفنانين، عندما فوجئ وهو في ضيافة محمد الخامس بمواطن مغربي خرج لتحيته، وعندما سمح له بمصافحته همس له المغربي قائلا «سيدي الرئيس هل يمكن أن توصل سلامي للفنان إسماعيل ياسين؟». استوعب جمال الرسالة جيدا وآمن بأن الفن قوة حقيقية، وفور وصوله إلى مصر حقق أمنية المواطن المغربي، وخرجت بعدها روائع وسلسلة أفلام «إسماعيل ياسين في الجيش» و«في الأسطول» «وفي البحرية» «وفي الطيران»، وكلها كانت تهدف لبث الروح الوطنية وتحفيز الشباب على الانضمام للجيش. واعترف الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي بأن التونسيين لا يشاهدون نشرة أخبار تلفزيون تونس، لأنها تتزامن مع حلقات درامية مصرية في إشارة إلى مسلسل «ليالي الحلمية». لكن الملك الحسن الثاني كان صادقا حين وصف الفنانين المغاربة الذين يغنون في حضرة الزعماء العرب، بـ «السفراء»، وبفضله حط العديد من نجوم الطرب المشرقي رحالهم في المغرب. في ملف الأسبوع تسلط «الأخبار» الضوء على «سفراء» مغاربة حملوا رسائل الاعتماد لزعماء وقادة عرب وأجانب وأسمعوا صوت المغرب لمن ظل يعتقد أن الفن لا يأتي إلا من مصر.

بهيجة إدريس.. أول مطربة مغربية تغني في الكويت
كان الملك الراحل محمد الخامس أول من ضمن للمطربة بهيجة إدريس، واسمها الحقيقي بهيجة العلمي الإدريسي، الولوج والتميز في الميدان الفني، بعد أن أمر بتوظيفها في الإذاعة الوطنية وبشكل استثنائي، كأول مطربة بالإذاعة، بل إن توظيفها كان وفق سلم تأجير جيد، مكنها من ضمان مستقبلها المهني وأتاح لها الفرصة للسير أبعد في المجال الفني، خاصة وأن توظيفها ارتبط بشرط يتداوله أهل الفن، ينص على منع بهيجة من الغناء في المسارح والمناسبات الخاصة والاكتفاء بالغناء في مقر الإذاعة، علما أنها كانت صغيرة السن. وجدت بهيجة نفسها أمام هذا الشرط الجزائي في موقف حرج، حيث اضطرت للاعتذار عن الغناء في كثير من المناسبات حتى ما يتعلق بأفراح عائلتها، انسجاما مع الشرط الذي لم يشمل كل الفنانين وأعضاء الجوق الوطني.
أقامت بهيجة في مصر، لكنها عادت إلى المغرب دون أن تحقق الكثير من الأحلام، لكنها تألقت حين غيرت وجهتها صوب الكويت، عام 1962، حيث كانت أول مطربة مغربية تغني في الخليج العربي. سجلت أغانيها للإذاعة الكويتية وخصصت إحداها لأمير الكويت آنذاك الشيخ عبد الله السالم، وتزامن ذلك مع انعقاد أول مجلس للأمة الكويتي ومن كلماتها:
يد الشعب في يدك الطاهرة // تبايع ليس سواك أمير
برزت بهيجة في وقت كان من الصعب على المرأة الغناء، لكنها استطاعت أن تلفت الأنظار بأدائها المبهر، قبل أن تقرر الاعتزال سنة 2000 بسبب ما وصفته بمؤامرة زملائها في المهنة، والحال أن تقدمها في السن قد دفع بجيل آخر من الفنانات إلى الأضواء، لكن لا تزال كثير من المواهب المغربية النسائية الصاعدة تتغنى بأعمال بهيجة إلى الآن.
شاءت الصدف أن تكرم بهيجة من طرف الإذاعة المغربية والمصرية ثم الكويتية، وهي المحطات التي توقفت فيها خلال فترات متباعدة من مشوارها الفني.

حميد الزاهر يغني أمام بومدين في حفل انطفأت أضواؤه
عاش حميد الزاهر، واسمه الحقيقي حميد بن الطاهر، في وسط أسري متواضع، فوالده كان جزارا من أصول سرغينية، وغالبا ما كان يجعل من ابنه حميد مساعده في مهنته التي كان يمارسها في أسواق المنطقة، قبل أن يمتلك دكانا وقف فيه حميد خلال فترة فراغه، وحين كان يتخلص من البذلة البيضاء الملطخة بالدماء يعانق العود. لتبدأ مسيرته الفنية ويكون فرقة من أصدقائه سرعان ما بدأت تشتغل في أعراس مراكش.
شكلت سنة 1962 منعطفا مهما في مسار حميد الزاهر الفني، عندما أطلق أغنيته الشهيرة «مراكش يا سيدي كولو فارح ليك»، التي أدخلته عالم الشهرة، وقربته من وجدان الحسن الثاني.
في بداية السبعينات تلقى حميد الزاهر دعوة لحضور حفل فني على شرف الرئيس الجزائري الهواري بومدين، وحين وصلت مجموعة الزاهر إلى العاصمة حظيت باستقبال رسمي وتبين أن الحفل يقيمه الهواري على شرف مجموعة من الجنرلات والشخصيات المدنية احتفالا بإحدى المناسبات الخاصة، لكن الحفل شهد موقفا أرعب الحاضرين حين انطفأت الأضواء في القاعة حين كان حميد الزاهر يغني رائعته «للا فاطمة»، فساد الهلع وشرع البعض في الاختباء تحسبا لمداهمة، إلا أن فرقة حميد لم تتوقف عن الغناء في ظلمة الفضاء دون أن تعبأ بالهرج الذي عرفته القاعة، قبل أن تعود الإنارة وتقف الشخصيات الحاضرة وعلى رأسها الهواري لتحية الفرقة المغربية على شجاعتها، وفي اليوم الموالي كتبت الصحف الجزائرية عن هذا الموقف، وحين استدعته لتقديم أغانيه في إذاعة الجزائر نبه المخرج بسخريته المراكشية قائلا:
«عنداك يطفى الضو».
قدم حميد الزاهر وأفراد فرقته أعمالا عديدة وكان معروفا في الأوساط الفنية بمطرب القصر، حيث حضر أغلب الحفلات في عهد الملك الراحل الحسن الثاني وزفاف الملك محمد السادس، كما كان حضوره ملفتا في جميع المناسبات التي شهدها القصر الملكي سواء في الأعياد الوطنية أو الحفلات الملكية، بل إنه رافق الملك الراحل الحسن الثاني مرات عديدة في رحلاته إلى دول المغرب العربي خاصة إلى تونس، التي كان مواظبا على تلبية دعوات رئيسها الراحل الحبيب بورقيبة الذي كان من أشد المعجبين بأغاني حميد وأفراد الفرقة، بل كان يلح على سماع أغنية «للا فاطمة»، ونال في حفل رسمي وسام الجمهورية من يد رئيس تونس، كما قدم أعماله في ليبيا بالرغم من التوتر الذي كانت تعيشه العلاقات المغربية الليبية.

تاشنويت تبهر أعضاء الحكومة التايلاندية وتتلقى عرضا من اليابان
ولدت عائشة زيتي، وهذا هو اسمها الحقيقي، في إنزكان صيف سنة 1968، غير بعيد عن مسقط رأس زوجها إبراهيم أوبلا في منطقة شتوكة أيت باها. عاش كل منهما طفولة صعبة حيث عركتهما التجارب وقاوما الظروف الحياتية الصعبة في سوس قبل أن يختار كل منهما مجال الفن ليلتقيا في مفترق الطرق ويتحولا إلى سفراء للطرب الأمازيغي في العالم خاصة أقصى دول القارة الأسيوية.
عاشت تاشنويت وهي طفلة حياة الحرمان بالقدر الذي تألقت مدرسيا، لفتت نظر المدرسين بإصرارها على الرقص والغناء في الساحة والقسم كلما غاب المدرسين وخلت الأجواء من الحراسة، حتى تحولت عائشة إلى فاصل غنائي راقص مرتين في اليوم. وفي المدرسة كونت جمهورها الأول.
في بداية التسعينات تحولت من مجرد راقصة إلى «عميدة الفرقة»، في هذه الفترة قرر الزوجان الاستقرار بالدار البيضاء بحثا عن تألق جديد في ظل منافسة قوية من فاطمة تيحيحيت نظرا للطلبات التي تنهال على الفنانة عائشة تاشنويت ومجوعتها من طرف منظمي المهرجانات الوطنية والدولية. لم يكن زوجها إبراهيم مجرد وكيل أعمال لزوجته عائشة فقط، بل لعدد من الفنانين الذين يرعى مصالحهم الفنية ويرافقهم في كثير من الأعمال بالداخل والخارج.
«حظيت تاشنويت باستقبال حار من طرف أعلى سلطات التايلاند خلال إحيائها لسهرة في هذا البلد، بل تعد من الفنانات الأكثر تلقيا لعروض إقامة حفلات في آسيا خاصة في اليابان التي أحيت فيها أزيد من أربعين سهرة، وتتلقى عائشة دعوات لحضور حفلات في الصين والتايلاند التي تحرص على حضور الأيام الثقافية المغربية فيها، بحكم العلاقات الجيدة التي تربط زوجها بسفير المغرب في هذا البلد.
وعن علاقتها بالراقصة اليابانية «صوماكو» أكدت تاشنويت أن شهرتها تجاوزت بالفعل حدود الوطن، وأحيت العديد من السهرات في اليابان والصين وتايلاند وغيرها من دول العالم، وبالعودة إلى الراقصة الاستعراضية «صوماكو» قالت تاشنويت في حوار صحفي إن هذه الأخيرة عرضت عليها أن تقوم بمهمة مدير أعمالها في اليابان، وتشرف على حفلاتها الغنائية، بعدما اشترطت عليها البقاء في اليابان، الشيء الذي رفضته تاشنويت لأنها متعلقة ببلدها المغرب. وأشارت تاشنويت إلى أنها كانت تستقبل في المغرب فرقة يابانية راقصة تعلمها الرقص الاستعراضي الأمازيغي.

كاد المالح يقدم عرضا ساخرا اخترق به قلب أميرة موناكو
ولد الفنان الكوميدي كاد المالح في 19 أبريل 1971، في بيت لا يبعد إلا بأمتار قليلة عن ثانوية ليوطي بالدار البيضاء، وسط أسرة مغربية يهودية. درس الفتى في المدرسة الميمونية وانتقل إلى «ليسي ليوطي»، إلا أنه عرف بشقاوته ونزاعه الدائم مع المدرسين وإدارة المؤسسة التعليمية، وهو ما جعله يفضل في كثير من الأحيان صخب المقاهي المجاورة على هدوء الفصل الدراسي، ليقرر برغبة من والده إنقاذ الموسم الدراسي بالهجرة إلى كندا وسنه يناهز 17 سنة، من أجل استكمال المسار الدراسي العاثر، وفي مونتريال استبدل الهزل بالجدية أملا في نيل شهادة لطالما طاردها. إلا أنه قرر في سنة 1992 الانتقال إلى فرنسا لمتابعة تكوين فني على مدى سنتين ونصف والتفرغ بالتالي لفن السخرية الذي بدأه من مقاهي الدار البيضاء، ويصبح نجما بالتكوين والفطرة.
في سنة 1997 تلقى الفنان الساخر دعوة من القصر الملكي لتقديم عرضه «ديكالاج» أمام الملك الراحل الحسن الثاني، كان عدد المتفرجين قليلا أغلبهم أسماء مقربة من القصر الملكي. كان من الصعب تقديم عرض ساخر أمام 20 فردا، أغلبهم لا يضحكون إلا إذا ضحك الملك الذي أعجب حينها بإحدى شخصيات العرض. علما أن دخول المالح لأول مرة إلى القصر الملكي قد جعل «التراك» يلازمه في كثير من فقرات العرض، في ظل غياب تفاعل تلقائي مع أدائه.
يعرف المالح جيدا طقوس القصور منذ زواجه من شارلوت كازيراغي ابنة الأميرة كارولين، شقيقة أمير موناكو، التي أنجبت منه مولودا ذكر أطلق عليه المالح لقب رفائيل. وعلى الرغم من الفيتو المعلن عن زواج أميرة من فكاهي يهودي الديانة ومغربي الأصول، إلا أن شارلوت احتكمت لقرار القلب، ودفعت القصر لإصدار بيان يعلن فيه الولادة، كما تم إعلان النبأ السعيد في جلسة البرلمان الوطني.
من المفارقات الغريبة في علاقة الفنان كاد المالح، مغربي الجنسية يهودي الديانة، بزوجته شارلوت كاسيراغي ابنة أميرة موناكو كارولين، أن عرضا كوميديا كان كافيا لإسقاط سليلة الأسرة الحاكمة في شراكه، حيث عقدا قرانهما يوم 14 شتنبر 2013 الذي يصادف مرور 30 سنة عن وفاة الأميرة غراس كيلي جدة شارلوت والتي توفيت في حادثة سير.
حين كشفت بعض الصحف الفرنسية عن مكر الصدف، وتساءلت عما إذا كان الأمر يتعلق بعرض كوميدي يسخر من خلاله كاد بالفاجعة، أو أنه مجرد محاولة لاستبدال نكد العائلة بحدث سعيد، جاء الرد سريعا من القصر وتقرر إجراء تعديل بسيط على موعد القران.
كان الطرفان يستعجلان الاقتران، لأن علاقتهما لم تعد سرا بعد أن تم اختراقها من طرف صحافة الإثارة التي صاغت خبر الزفاف بطريقة فيها كثير من المكر الإعلامي، مركزة على ديانة العريس اليهودية تارة وعلى جنسيته المغربية تارة أخرى، قبل أن تركز على جانب آخر وهو الفارق في السن بين كاد وعشيقته.
زادت الهجمة الإعلامية شارلوت كاسيراغي إصرارا على خوض التجربة، وظلت ترد بتعليقات محشوة بعبارات فلسفية، فهي خريجة جامعة السوربون شعبة الفلسفة، فضلا عن امتلاكها القدرة على الرد الصحفي بحكم موهبتها ومهاراتها الصحافية من خلال المساهمة بمقالاتها في العديد من المطبوعات، ودعوتها لاختيار المواضيع الرئيسية في عدد من المجلات.
وأوردت مجموعة من المجلات الفرنسية، أن شارلوت غادرت المنزل، الموجود بمدينة باريس، نحو موناكو، حيث أعلنت مجلة «فواسي» المتخصصة في أخبار المشاهير، خبر الانفصال تحت عنوان «نهاية قصة حب جميلة»، إذ بعد ثلاث سنوات من الارتباط بين شارلوت والفكاهي، قرر الطرفان أن يضعا نقطة نهاية لقصة حبهما.

محمد الحياني يوشح بوسام الاستحقاق من يدي الرئيس بورقيبة
منذ ولادته عام 1943 بحي درب السلطان الشعبي في الدار البيضاء، كانت أحلام التألق الفني تسكن محمد الحياني الذي عاش طفولته مولعا بالغناء وظهر ولعه هذا وهو في فصول الدراسة، وهو الحلم الذي عززه بتكوين جاد في معهد الموسيقى بالرباط، لينتقل مباشرة من المعهد إلى العمل والمساهمة مباشرة في العطاء الغنائي الذي كان الجوق الوطني للإذاعة المغربية يقدمه.
أعجب الرئيس التونسي بأغنية «بارد وسخون» التي كان يتفاعل معها، وحين حل الحياني بتونس أقام في أحد الفنادق حيث طلب منه أداء أغنيتين: «راحلة» التي مكنت مطربنا من الحصول مبكرا على الأسطوانة الذهبية، والأسطوانة البلاتينية عن أغنية «بارد وسخون» والتي اعتبرت أنجح أغنية لسنة 1972، وحصل أيضا بفضلهما على وسام من الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، هذا الأخير نوه بالأداء الجيد للمطرب المغربي، وقال أثناء التوشيح: «أنت لا تغني أنت تحاور المشاعر»، وفي حفلة عشاء أكد الزعيم التونسي للفنانين الحاضرين عشقه للطرب والمسرح وكشف لهم عن علاقته بالركح حين كان منفيا لمصر.
«في القاهرة طفت بالعديد من المسارح المصرية والتقيت بعمالقة الفن والتمثيل في مصر، وقد أعجبت كثيراً بالفنون المصرية، وجالست عمالقة الفن كزكي طليمات ويوسف وهبي».
عندما اشتد المرض بالحياني وتبين أن الألم الذي يعتصر أحشاءه مصر على الاستمرار في إنتاج الوجع، حينها قرر الملك الحسن الثاني ترحيله إلى إحدى المصحات الفرنسية لاستكمال العلاج الذي سيطول. قبل أن يودعنا عندليب المغرب بتاريخ 23 أكتوبر 1996.

عزيزة جلال.. المطربة المفضلة لزوجة الشيخ زايد بن سلطان
ولدت عزيزة جلال في مدينة مكناس في 15 دجنبر سنة 1958، ورغم أنها اشتهرت بالاسم العائلي جلال، إلا أن الاسم الحقيقي هو جلال (بتشديد اللام الأولى)، ولكن وثائقها الرسمية تحمل اسما ثلاثيا وهو عزيزة محمد جلال، بإقحام اسم والدها محمد وفق الضوابط المعمول بها لوزارة الداخلية السعودية وتحديدا في مدينة الطائف.
في سنة 1985 توقفت عزيزة عن الطرب المباح، بعد أن تزوجت برجل الأعمال السعودي علي بن بطي الغامدي، الذي اشترط عليها اعتزال الفن بعد رحلة قصيرة. عاشت عزيزة قصة حب مع علي وصمدت في وجه الانتقادات وموجة الرفض التي قوبلت بها هذه الزيجة، سيما وأن جلال ضحت بمستقبلها الفني في سبيل الارتباط، كما ضحى العريس من جانبه حين قبل الارتباط بزوجة ثانية مقاوما معارضة زوجته وأسرته وبني عمومته، التي وصلت حد المقاطعة. لكن ما لبث أن تغير الوضع بعد الزواج حيث اكتشفت عائلة بطي أن عزيزة الزوجة تختلف عن عزيزة المطربة. وكانت حصيلة الزواج أبناء يحملون شهادات جامعية عالية.
كانت الإمارات العربية المتحدة أول محطة لعزيزة جلال الفنانة، حيث ظهرت في تلفزيون أبو ظبي وعمرها لا يتعدى العشرين سنة، وذلك بعد أن نالت إعجاب الشيخة فاطمة الزوجة المفضلة لرئيس الدولة الراحل الشيخ زايد بن سلطان، والتي أعجبت بأغاني عزيزة خاصة في تقليدها لأغاني المطربة اللبنانية اسمهان. وتلقت عزيزة عرضين للزواج من عائلة ثرية، لكنها رفضت وترددت في أبوظبي إشاعة وفاة عزيزة قبل أن تسافر إلى الخارج على نفقة القصر لتلقي العلاج في رحلة دامت خمسة أشهر، بل إن تلفزيون الإمارات نقل بشكل استثنائي خبر نزولها في مطار أبوظبي بعد عودتها من رحلة علاج في أوربا وكانت مرفوقة بوالدتها. وقال مذيع نشرة الأخبار حينها إن المطربة عزيزة جلال وصلت إلى أبوظبي بدعوة من وزارة الإعلام للاشتراك في احتفالات العيد الوطني للدولة.

الإدريسي يغني أمام الملك حسين والشيخ زايد والقذافي وبونغو
ولد محمد الإدريسي، وهذا هو اسمه الحقيقي، في مدينة الرباط سنة 1948 من والدين ينحدران من «لمذاكرة» في عمق الشاوية. تلقى الطفل تعليما دينيا في كتاب قرآني، وحفظ القرآن في سن مبكرة، لكن سرعان ما ابتلي بالموسيقى ووظف نبرات صوته القوية في الفن الموسيقي، على عكس الخط الذي رسمه له والده.
دخل محمود الإدريسي القصر الملكي في عهد الحسن الثاني ضمن الجوق الوطني أولا، قبل أن تتوالى الدعوات حين أصبح مطربا يقام له ويقعد، لكن أول لقاء له مع الملك الراحل الحسن الثاني عرف غضبة ملكية من محمود، الذي كان يتحدث إلى الملك ويده في جيبه مما أغضب الحسن الثاني وجعله يؤنب الإدريسي ويصف موقفه بنقص الاحترام، قبل أن تتحسن العلاقة بين الطرفين، بعد أن أعجب الملك بأغنية «وقفت ببابك» فاستدعاه إلى القصر. بل إن محمود اضطر يوما للعودة إلى الرباط رفقة الجوق الوطني، وهم على مشارف مدينة وجدة، لأن الملك يريد أن يسمع مباشرة أغنية «يا بلادي عيشي»، حينها لم تجد الفرقة بدا من إلغاء سهرة في وجدة والعودة على وجه السرعة إلى العاصمة الرباط.
أهدى الملك الراحل الحسن الثاني معطفه للإدريسي بعد أن أعجب بأداء «يا بلادي عيشي» كما منحه بعض الألبسة التي لا يزال يحتفظ بها محمود في دولاب ملابسه. وفي عهد الملك محمد السادس تم توشيح الإدريسي بوسام ما زال يزين صالونا في مسكنه بأزمور.
تعرف محمود الإدريسي باعتباره من مطربي القصر، على عدد من رؤساء وملوك الدول الصديقة، إذ غنى في حضرة الرئيس السابق للغابون عمر بانغو، بالقصر الملكي بالصخيرات، ونال إعجاب هذا الأخير رغم أنه لا يعرف مضامين الأغاني التي أداها الفنان المغربي.
«الحسن الثاني، كان يحرص على أن نسلم على ضيوفه، وكان يرفع معنوياتنا. واستحضر من ذلك أنه ذات مرة في إحدى السهرات بالصخيرات كان ضيفه «عمر بونغو»، الذي تقدم نحوي رفقة الملك ليقول لي: «إن فخامة الرئيس أعجب بصوتك ويريد أن يسلم عليك»، وهذه من الأمور التي أعتز بها، ولا أنساها للملك الراحل الذي كان له إحساس عال جدا» يقول الإدريسي.
كما غنى أمام الملك الحسين ومعمر القذافي، والشيخ زايد بن سلطان. وقضى محمود فترة في ليبيا، حيث غنى لملحنين ليبيين خاصة لمحمد سعد بوعجيلة، كما أرسله الحسن الثاني إلى مصر، تحت رعاية وزارة الداخلية التي أدت نفقات الرحلة الفنية، ليغني قصائد من تلحين محمد الموجي، وجاب دول الخليج خاصة الكويت والعراق والعربية السعودية ثم الإمارات.

ولد محمد الإدريسي، وهذا هو اسمه الحقيقي، في مدينة الرباط سنة 1948 من والدين ينحدران من «لمذاكرة» في عمق الشاوية. تلقى الطفل تعليما دينيا في كتاب قرآني، وحفظ القرآن في سن مبكرة، لكن سرعان ما ابتلي بالموسيقى ووظف نبرات صوته القوية في الفن الموسيقي، على عكس الخط الذي رسمه له والده.
دخل محمود الإدريسي القصر الملكي في عهد الحسن الثاني ضمن الجوق الوطني أولا، قبل أن تتوالى الدعوات حين أصبح مطربا يقام له ويقعد، لكن أول لقاء له مع الملك الراحل الحسن الثاني عرف غضبة ملكية من محمود، الذي كان يتحدث إلى الملك ويده في جيبه مما أغضب الحسن الثاني وجعله يؤنب الإدريسي ويصف موقفه بنقص الاحترام، قبل أن تتحسن العلاقة بين الطرفين، بعد أن أعجب الملك بأغنية «وقفت ببابك» فاستدعاه إلى القصر. بل إن محمود اضطر يوما للعودة إلى الرباط رفقة الجوق الوطني، وهم على مشارف مدينة وجدة، لأن الملك يريد أن يسمع مباشرة أغنية «يا بلادي عيشي»، حينها لم تجد الفرقة بدا من إلغاء سهرة في وجدة والعودة على وجه السرعة إلى العاصمة الرباط.
أهدى الملك الراحل الحسن الثاني معطفه للإدريسي بعد أن أعجب بأداء «يا بلادي عيشي» كما منحه بعض الألبسة التي لا يزال يحتفظ بها محمود في دولاب ملابسه. وفي عهد الملك محمد السادس تم توشيح الإدريسي بوسام ما زال يزين صالونا في مسكنه بأزمور.
تعرف محمود الإدريسي باعتباره من مطربي القصر، على عدد من رؤساء وملوك الدول الصديقة، إذ غنى في حضرة الرئيس السابق للغابون عمر بانغو، بالقصر الملكي بالصخيرات، ونال إعجاب هذا الأخير رغم أنه لا يعرف مضامين الأغاني التي أداها الفنان المغربي.
«الحسن الثاني، كان يحرص على أن نسلم على ضيوفه، وكان يرفع معنوياتنا. واستحضر من ذلك أنه ذات مرة في إحدى السهرات بالصخيرات كان ضيفه «عمر بونغو»، الذي تقدم نحوي رفقة الملك ليقول لي: «إن فخامة الرئيس أعجب بصوتك ويريد أن يسلم عليك»، وهذه من الأمور التي أعتز بها، ولا أنساها للملك الراحل الذي كان له إحساس عال جدا» يقول الإدريسي.
كما غنى أمام الملك الحسين ومعمر القذافي، والشيخ زايد بن سلطان. وقضى محمود فترة في ليبيا، حيث غنى لملحنين ليبيين خاصة لمحمد سعد بوعجيلة، كما أرسله الحسن الثاني إلى مصر، تحت رعاية وزارة الداخلية التي أدت نفقات الرحلة الفنية، ليغني قصائد من تلحين محمد الموجي، وجاب دول الخليج خاصة الكويت والعراق والعربية السعودية ثم الإمارات.

أم كلثوم تغني لضحايا زلزال أكادير بحضرة محمد الخامس وعبد الناصر
بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الملك الراحل محمد الخامس في شهر مارس 1960 إلى مكة المكرمة، كانت الأخيرة للأراضي المقدسة قبل وفاته، قرر أن يعرج على القاهرة حيث سيستقبل محمد عبد الكريم الخطابي رمز المقاومة المغربية، وسيتسلم كذلك دكتوراه فخرية بحضور الرئيس المصري جمال عبد الناصر. وشهدت الزيارة أيضا لقاء مع كوكب الشرق أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب.
خلال جلسة رتبها الرئيس المصري، جمعت أم كلثوم بمحمد الخامس بحضور جمال عبد الناصر، تم تداول نكبة زلزال أكادير فأعلنت كوكب الشرق دعمها للضحايا بإقامة حفل ساهر في سينما «ريفولي» بقلب القاهرة. لقيت الفكرة ترحيبا من العاهل المغربي بعد أن أعلنت المطربة المصرية تخصيص جميع المداخيل لفائدة منكوبي زلزال أكادير.
في سينما «ريفولي» العريقة، والتي يرجع تأسيسها إلى 1950، وتعد من أملاك الأمير طلال بن عبد العزيز، تقرر إقامة الحفل التضامني خاصة وأن مالكها تخلى عن نفقات كراء القاعة انسجاما مع الحدث وتكريسا للتآزر العربي.
في جلسة سبقت الحفل تدارس ديوان الملك محمد الخامس مع المنظمين، إمكانية تنظيم حفلين خاصة وأن سينما «ريفولي» كانت تضم 5 قاعات بطاقة استيعابية قدرها 2350 مقعدا.
حسب صحيفة «المصور المصرية» فإن محمد الخامس وعبد الناصر وقادة الجيش المصري وولي العهد مولاي الحسن، قد حضروا السهرة، التي قال منشطها في مستهلها: «بقيمة هذه الحفلة وبقيمة الحضور إليها، وبقيمة المساهمة فيها، حفلة تجمع بين سهرة فنية خالصة وبين مساهمة كريمة يقوم بها شعبنا العربي لإخوة لنا في مدينة أكادير».. رفع الستار فأعقبه تصفيق حاد، طغى على صوت مقدم الحفل عندما أطلت أم كلثوم على الجمهور.
كانت ليلة 31 مارس 1960، خالدة بكل المقاييس «الحدث فني بصبغة سياسية، والمناسبة حفل غنائي لكوكب الشرق، يذهب ريعه لمنكوبي زلزال مدينة أكادير المغربية. وأبرز حضوره ملك المغرب محمد الخامس»، تضيف المجلة.
قدمت أم كلثوم عدة أغاني، منها «لسه فاكر، الحب كده»، وبدأت السهرة بـ «ذكريات» من كلمات أحمد رامي وألحان رياض السنباطي، التي تقول مقدمتها «ذكريات عبرت أفق خيالي. بارقا يلمع في جنح الليالي. نبهت قلبي من غفوته. وجلت لي ستر أيامي الخوالي. كيف أنساها وقلبي لم يزل يسكن جنبي. إنها قصة حبي. ذكريات، وهي الأغنية التي حولت القاعة إلى فضاء دافئ.
في نهاية الحفل قدم مدير القاعة الحنفاوي سيد، لمحة تاريخية عن السينما وكشف عن الحريق الأول لـ «ريفولي» في 26 يناير 1952، فرد عليه الملك «تحتاج لحفل تضامني أنت أيضا».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى