خاص

في كل من الكويت وتونس وفرنسا

عرفت الأحداث الإرهابية التي وقعت بكل من الكويت (استهداف مسجد) وتونس (تفجير فندق) وفرنسا (قطع رأس مدير مصنع ومحاولة تفجيره) إدانة قوية من العديد من الدول. وقد أدان مجلس التعون الخليجي الاعتداء الذي استهدف الكويت، كما أدانت كل من أمريكا وألمانيا والنرويج وبنما هذه الأحداث الإرهابية. فما أدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بقوة الهجمات الإرهابية التي استهدفت اليوم الجمعة تونس والكويت وفرنسا.
وأكد بان كي مون أنه ينبغي تقديم مرتكبي هذه «الأعمال الشنيعة» والتي تنم عن «الكراهية» إلى العدالة في أقرب وقت ممكن.
من جهته، بعث الملك محمد السادس برقية إلى أمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أعرب فيها عن تضامنه المطلق مع دولة الكويت وإدانة الملك القوية للاعتداء الإرهابي الذي استهدف مسجدا بعاصمة هذا البلد، مخلفا عددا من الضحايا الأبرياء.
وكانت وزارة الصحة العمومية التونسية أفادت بأن حصيلة ضحايا الهجوم على فندق بسوسة (143 كلم جنوب العاصمة تونس)، يوم الجمعة الماضي، ارتفعت إلى 39 قتيلا.
وأوضحت الوزارة أن الهجوم، الذي استهدف فندق (ريو امبريال مرحبا)، خلف أيضا 39 جريحا، بعضهم في حالة حرجة، مشيرة إلى أن جنسيات الضحايا تتوزع بين تونسيين وبريطانيين وألمان و بلجيكيين وروس وأوكرانيين، بينما عملية تحديد هويات وجنسيات باقي الضحايا متواصلة.
وتجدر الإشارة إلى أن المعلومات بشأن منفذي هذه العملية لا تزال متضاربة، حيث تفيد مصادر رسمية بأن منفذها شخص واحد، في حين تتحدث وسائل أعلام أخرى عن أن عدد منفذيها لا يقل عن ثلاثة.
وسارعت لجنة التنسيق الأمني والتتبع عقب الهجوم إلى عقد اجتماع برئاسة رئيس الحكومة، الحبيب الصيد، لتقييم الوضع وتحديد الإجراءات الواجب اتخاذها.
ويأتي هذا الهجوم بسوسة بعد عشرة أيام من عمليتين إرهابيتين وسط وشمال البلاد أدتا إلى مقتل أربعة من رجال قوات الأمن، لتقرر إثرهما الهيئتان العسكرية والأمنية في تونس المرور إلى السرعة القصوى في تنسيق تدخلاتهما.
وأكد رئيس الجمهورية التونسية، الباجي قائد السبسي، بعد الحادث، أن الدولة مضطلعة بمسؤولياتها، وستتخذ جملة من الإجراءات «الموجعة»، داعيا كافة التونسيين إلى التوحد من أجل مواجهة الإرهاب والتصدي للإرهابيين.
وتخوض السلطات التونسية مواجهات دامية منذ 2011 ضد مجموعات إرهابية مسلحة تقف وراء العديد من الهجومات الدامية التي تستهدف قوات الجيش والأمن والمنشآت العامة، آخرها ذلك الذي ضرب متحف باردو (وسط تونس العاصمة)، خلال شهر مارس الماضي، مخلفا مقتل 24 شخصا، ضمنهم 21 سائحا أجنبيا.
إلى ذلك، وبالكويت، أعلن وزير الصحة الكويتي، علي العبيدي، في حصيلة جديدة، عن ارتفاع عدد ضحايا حادث تفجير مسجد الإمام الصادق بالكويت العاصمة، يوم الجمعة الماضي، إلى 27 قتيلا و227 جريحا.
وكانت وزارة الداخلية الكويتية أعلنت، في وقت سابق من الجمعة، في حصيلة أولية، عن مقتل 25 شخصا وإصابة 202 آخرين، في حادث التفجير.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن العبيدي قوله، في تصريح، إن «وزارة الصحة الكويتية أعلنت حالة الطوارئ لاستقبال جميع المصابين».
وقد خلف الاعتداء، الذي تبناه تنظيم (داعش) الإرهابي، موجة استنكار عربية ودولية واسعة، أجمعت على التنديد بالإرهاب بكل صوره وأشكاله.
وكشفت السلطات الكويتية، أمس الأحد، أن الانتحاري الذي فجر نفسه في مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر في العاصمة الكويتية، يحمل الجنسية السعودية ويدعى فهد سليمان عبد المحسن القباع». وأضافت أن الانتحاري دخل البلاد عن طريق المطار في نفس يوم الحادث (الجمعة)، مشيرة إلى أن البحث والتحري جاريان عن «الشركاء والمتعاونين في هذه الجريمة النكراء».
وبفرنسا قطع عامل توصيل تربطه علاقات بإسلاميين رأس رئيسه في العمل وترك جثته وعليها عبارات بالعربية في مصنع أمريكي بجنوب شرق فرنسا يوم الجمعة الماضي، ولم يكشف عن محتوى هذه الكلمات. وقال الادعاء إن المهاجم صدم سيارته الفان بمستودع يحتوي على أنابيب غاز مما تسبب في انفجار واعتقل الرجل بعد دقائق عندما كان يحاول فتح أنابيب تحتوي على مواد كيميائية قابلة للاشتعال.
وعثرت الشرطة على رأس الضحية (54 عاما) يتدلى من سياج. والقتيل هو مدير شركة النقل التي يعمل بها المشتبه به.
وقال المدعي العام في باريس فرانسوا مولان في مؤتمر صحفي: «اكتشف الرأس معلقا على سياج عليه علمان يحملان عبارة الشهادة.»
ووصف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال حضوره قمة للاتحاد الأوروبي في بروكسل الهجوم «بالإرهابي» مشددا على أنه سيتم اتخاذ جميع الإجراءات لوقف أي هجمات مستقبلية على البلاد التي شهدت هجمات شنها إسلاميون متشددون في يناير كانون الثاني. وقال في طريق عودته إلى باريس: «الإرهاب هو عدونا المشترك»، معلنا تشديد الأمن القومي لمستويات قال إنها لم يسبق لها مثيل منذ عقود.
وأصيب المهاجم في الانفجار واعتقل في الموقع، واحتجزت زوجته وشقيقته وشخص ثالث لاستجوابهم.
وأعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أن المشتبه به يدعى ياسين الصالحي (35 عاما) مشيرا إلى أنه ليس له سجل إجرامي لكنه وضع تحت المراقبة بين 2006 و2008 للاشتباه في اتجاهه للتطرف على أيدي إسلاميين متشددين.
ووقع الهجوم في منطقة صناعية على مقربة من بلدة سان كونتان فالافييه جنوبي مدينة ليون.
وقالت مصادر قريبة من التحقيق إن الصالحي (35 عاما) كان سائقا محترفا يعيش في ضواحي ليون.
وأجرت إذاعة أوروبا 1 مقابلة مع امرأة ذكرت أنها زوجة المهاجم وقالت «في الصباح غادر إلى عمله ولم يعد بين الظهر والساعة الثانية وكنت بانتظاره» مضيفة أنها كانت تعيش مع ابنائها الثلاثة حياة طبيعية. وأضافت: «قلبي يوشك على التوقف.»
وأكد الهجوم مرة أخرى على الصعوبة التي تواجهها السلطات في جميع أنحاء أوروبا وفي أي مكان لحماية ما يسمى بالأهداف «السهلة» من هجمات أشخاص يعملون بمفردهم أو في خلايا سرية صغيرة.
وتشارك فرنسا في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق ولطالما أوردتها مواقع الإسلاميين كهدف رئيسي للهجمات.
وفي ابريل نيسان قال رئيس الوزراء مانويل فالس إنه تم إحباط ما لا يقل عن خمس هجمات في البلاد منذ ذلك الحين.
وكثيرا ما قال مسؤولون إن فرنسا لم تشهد يوما تهديدا بهذا المستوى وأشاروا إلى وجود مئات الفرنسين في سوريا حيث يتعرضون لخطر الجنوح نحو التطرف على يد المقاتلين الإسلاميين.
ويتبع الموقع الذي شهد هجوم اليوم شركة اير بروداكتس وهي شركة أمريكية للغازات الصناعية والكيماويات.
وقال كازنوف إن الحكومة أمرت بتشديد إجراءات الأمن حول جميع المواقع الحساسة. وأعلن النائب العام في باريس، فرنسوا مولان، أن ياسين الصالحي مرتكب الاعتداء الذي استهدف مدير شركة الغاز قرب ليون في وسط شرق فرنسا، تصرف بشكل منفرد ولم يكن معه شركاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى