شوف تشوف

الرئيسية

محمد شرف الدين وأسرة زوجته رجاء بلمليح.. عزاء وقضاء

ولدت رجاء بلمليح سنة 1961 في درب السلطان الشعبي وماتت في حي كاليفورنا الراقي بالدار البيضاء، سنة 2007. عاشت طفولة بسيطة بين أخواتها وإخوانها الخمسة، (حبيبة وبشرى وأمل وعبد المالك ثم كريم)، حيث تلقت تربية محافظة من أبويها (عبد القادر وعائشة)، وتابعت دراستها العليا في الأدب العربي وكانت توفق بين الغناء والتحصيل الجامعي، قبل أن تتحول إلى نجمة طرب أكثر من نجمة أدب.
وهي في الخامسة عشرة من العمر، لفتت الفتاة البيضاوية الانتباه في برنامج «مواهب» لعبد النبي الجيراري، وهي تؤدي بصوت قوي أغاني «كوكب الشرق»، لتشق طريقها الفني بعد ذلك من خلال التعامل مع كبار الملحنين المغاربة، قبل أن تشد الرحال صوب مصر مع مطلع التسعينات، لتوقع على انطلاقة جديدة أثمرت الألبوم الذي فاقت شهرته الآفاق «صبري عليك طال» مع الملحن حميد الشاعري، وفاقت شهرتها مصر والعالم العربي لتغدو نجمة عابرة للقارات بمشاركتها في مهرجانات عالمية توجتها بلقب «سفيرة النوايا الحسنة لدى صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة «يونسيف»»، حين جمعت بين الفن والعمل الخيري.
في القاهرة، التقت رجاء برجل الأعمال المصري محمد شرف الدين، الذي يقيم بين مصر والإمارات العربية المتحدة، وعمل على إقناع والديها في المغرب بجدوى الارتباط، رغم معارضة «الحاج عبد القادر» الذي أعلن «الفيتو» على الزواج قبل أن يرضخ لمشيئة ابنته، التي كانت في أمس الحاجة إلى زوج يمنحها الحصانة ضد إشاعات المجتمع الفني.
أشرف محمد شرف الدين على تنمية مشاريع مشتركة بينهما، خاصة في مجال الاستثمار العقاري في القاهرة والدار البيضاء، وكان من ثمرة هذا الزواج ابنهما عمر الذي يقيم في العاصمة المصرية، ما خلق جوا من الاستقرار في العلاقة الأسرية، سيما بعد أن قررت رجاء الإقامة في الإمارات العربية المتحدة، ونالت جواز سفر إماراتي.
عانت بلمليح من داء السرطان وقام زوجها بنقلها إلى إحدى المصحات الباريسية، لكن الداء ظل ينخر جسد الفنانة المغربية، بالرغم من العملية الجراحية المكلفة التي خضعت لها. في تلك الفترة الحرجة من حياة رجاء، عهد لزوجها بتدبير شؤونها المالية، لكن الجانب الفني ظل موكولا لوكيل أعمالها عبد الغفار بنشقرون.
جاءت رجاء بلمليح إلى المغرب رفقة زوجها، ونزلت في مطار محمد الخامس قبل أربعين يوما على وفاتها، وهي على كرسي متحرك لا تقوى على الحركة، حينها فقط أخبرت عائلتها بالمرض، وهو ما حول ما تبقى من أيامها إلى فترة استعداد للقاء الله.
قال والدها، في حوار مع مجلة «سيدتي»: «يوم وفاتها دخلت عليها لم تكن هي هي، وجدت في عينيها انطفاء الحياة، تغيرت ملامحها، نادت علي وقالت: «اقترب أيها العزيز هذه هي النهاية»، طمأنتها بأنها مرت بمرحلة أقسى وتجاوزتها، لكنها كانت تشعر بأن لقاء ربها قريب جداً بعد ثلاث ساعات فقط، حين لفظت أنفاسها الأخيرة بكل ثبات وآخر كلمة على شفتيها هي ابنها عمر».
ماتت رجاء لكن الود انقطع بين أرملها وأسرتها في الدار البيضاء، بعدما عبرت العائلة، بعد مدة قصيرة من وفاة رجاء، عن استيائها من عدم إطلاع العائلة على كافة ممتلكات الفنانة، إذ تبين أن الزوج المصري قام بقطع العلاقة معها وحرمها من رؤية ابن الراحلة الوحيد (عمر)، وهو ما دفعها لتوكيل محام لفض الخلاف مع الزوج المصري، بل إن نجل رجاء بلمليح حل بالدار البيضاء قادما من مصر من أجل المطالبة بممتلكات والدته، التي تتصرف فيها جدته المغربية، على حد قوله.
أما زوج الراحلة رجل الأعمال المصري محمد شرف، الذي بكى في المقبرة وأعرب عن حزنه الشديد لفراقها، وقال لسفير الإمارات في المغرب: «سوف أعتني بابننا وأرعاه رعاية فائقة حتى أستطيع أن أعوضه عن حنان أمه التي افتقدها، فقد كانت تحبه كثيرا»، فقد اختار الزواج من الممثلة التونسية فريال يوسف إلا أن الزواج لم يدم سوى ثلاث سنوات، بعدما اكتشفت أن هدايا الزفاف هي جزء من إرث المرحومة رجاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى