الرأي

ميسي بيننا.. يا مرحبا

حسن البصري

مقالات ذات صلة

وفقا لصحيفة «آس» الإسبانية فإن اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي لن يخوض المواجهة الودية أمام المنتخب المغربي المقرر لها يوم 26 مارس المقبل في مدينة طنجة. غياب نجم الكرة أعاد المفاوضات إلى نقطة الصفر ووضع نشطاء السوق السوداء في حالة ترقب وكأنهم نظار يراقبون هلال رمضان.
غياب ميسي سيقلص القيمة المالية لحضور المنتخب الأرجنتيني إلى المغرب حيث ستقف عند 450 ألف يورو، مع إمكانية مضاعفة الغلاف المالي إذا لين «البرغوث» موقفه وقرر مرافقة منتخب بلاده إلى مدينة طنجة.
أنصار ميسي ستنتابهم حالة من الصرع إذا رقص لاعبو منتخب الأرجنتين على أنغام «الطانغو» في غياب رئيس الأوركسترا، وستزداد حدة الصرع حين يظهر الضيوف على أرضية الملعب دون نجمهم المطلق، لهذا علينا أن نفهم الحكمة من وراء تنظيم هذه المباراة الودية يوم 26 مارس وهو اليوم العالمي للصرع يا لسخرية القدر. لكن أم الصدف، هي أنه كلما حل ميسي بالمغرب إلا ووجد نفسه يركض فوق ملعب طنجة، حتى بات يعتقد أن المغاربة يملكون ملعبا واحدا صالحا لكل المباريات.
في آخر زيارة لميسي إلى مدينة طنجة، اكتشف جمال عاصمة البوغاز وروعة ملعبها الذي لا يختلف عن كثير من ملاعب بوينس أيرس، ودفء جمهورها، لكنه وقف أيضا على تفاهة مستشار جماعي طلب منه «سيلفي» في المنصة وهو في لحظة استلام كأس السوبر الإسباني فنهره وقال له قولا مشينا.
كلما حل ميسي ببلد عربي إلا وانتابته نوبة غضب، حين زار مصر للمشاركة في حملة للسياحة العلاجية لم يتجاوز مقامه في أرض الكنانة سبع ساعات، ثم عاد من حيث أتى، تاركا عددا من الوزراء في حالة تسلل، حتى عشاق ليونيل الذين رابطوا في مدخل مطار القاهرة الدولي لم تتح لهم فرصة الاستمتاع بنظرة لهذا الكائن العجيب، لأنه غادر مصر من مطار في طور البناء، بل إن مصادر أمنية بمطار القاهرة الدولي أوضحت حينها أن مصلحة الجوازات أرسلت ضابطا خاصا إلى مطار غرب القاهرة، لختم جواز سفر اللاعب، نظرا لأن المطار لم يتم افتتاحه بعد.
تبرع ميسي بحذائه لصالح هيئة خيرية في مصر، وسط استياء فاعلين سياسيين فالحذاء المستعمل في المتخيل الشعبي العربي يحيل على الضرب والاستخفاف والتحقير، رغم أن أحذية نجوم الكرة لا تحمل نفس المعنى ولا نفس الاستخدام الذي يحمله الحذاء بالنسبة للعرب. عموما الهدف من زيارة ميسي لمصر تحقق حين نجح أبو الهول في الظفر بصورة مع نجم الكرة العالمي، وكتبت الصحف المصرية عنوانا عريضا: «ميسي في الهرم» رغم أن الهرم في مصر منذ سبعة آلاف سنة.
عندما زار ميسي المغرب رفقة البارصا لمواجهة الرجاء «وديا»، قضى ليلة في فندق تاريخي بمرتفع أشقار بضواحي طنجة، بعد مغادرة وفد برشلونة مدينة طنجة مخلفا خدوشا في وجدان الرجاويين، تقاطر عشاق ميسي على الفندق وطالبوا بالمبيت في نفس الغرفة التي قضى فيها نجم البارصا ليلته والتمدد على نفس السرير والاستماع بجلسة استرخاء في نفس المرحاض تكشف لنا بأن هذا الكائن بشر مثلنا.
سأل صحافي الكاتب الكبير عباس محمود العقاد: «من الأكثر شهرة أنت أم محمود شكوكو؟»، رد العقاد باستغراب: «من شكوكو؟». نقل الصحافي لشكوكو كلام العقاد فرد غاضبا: «عد إلى العقاد ﻭقل له أن يذهب إلى ميدان التحرير، ويقف على رصيف وأنا على الرصيف المقابل، وسنرى حول من سيتحلق الناس أكثر».
عاد الصحافي نحو العقاد وأحاطه علما بمقترح شكوكو، ورد بنبرة غاضبة: «قل لشكوكو أن ينزل إلى الميدان ويقف على رصيف، وسوف نأتي براقصة مرتدية لباس الشغل المثير لتقف في الرصيف المقابل وسنرى من سيحوز على اهتمام الناس».
مات العقاد ومات شكوكو ومات الصحافي ومازال ميسي حيا يرزق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى