الرأي

هي وهو.. والحياة رسالة

هي
لا أرسل إليك هذه الرسالة لتقرأها، ولا لتفهمها فأمر استيعابك لكلماتي لم يعد مغزاه واضحا حين اخترت أن تتوارى مني، مفتعلا كل ذلك الضباب. لن أبدأ بالسلام بل سأسبق أمره بالكلام الذي عاد الحرية التي لا تقيدني ولا تلزمني ولا تجبرني ولا تكرهني ولا تقول لي اصمتي.. سأقول لك كل ما تريد وكل ما لا تريد، أوراقي بين يدي أفعل بها ما يحلو لي، سأملؤها بأحزاني وأنثرها من فوق كل تلك السطوح التي صعدتها إليك يوما، ولا تشفق على حالتي فأنا حين أضعف أصير أقوى، وحين أبكي لا أعلن انهزامي برفع رايات استسلامي. فالرايات ليست دائما بالأبيض، ولا حدادا بالأسود، ولا بلدانا بكل الألوان، سأرفرف عاليا بأجنحة عشقي  كصقر جارح لا يجرحه أحد ولا تصيده بندقية الأحزان، وهناك على القمة أجد عش الأحلام.. صدقني  لن أعيش في قفصك حتى لو كان مرصعا بالدرر والياقوت والمعادن من كل الأثمان، وحتى لو جعلته منهم يحميني، فأنا أفضل موتا وحيدا بعيدا عن الحياة بحضنك الذي يقتلني كل يوم ثم يحييني، ربما أشتاق إليك والغرور كما قلت يعميني، فلا تلمني إن أضعت الطريق إليك ولا تعاتب قلبي إذا لم يستدل عليك في بحر التيه الهائج بالأشجان..
هو
لن أقرأ ما تكتبينه مادام لن يلامس فهمي، فأنت صرت من الماضي يوم بخلت بمستقبلك عني، ولم يعد مجديا أن تتجرئي على السطور لتحكي وتلوميني، وتحملي الكلام لترجميني، وفي فخ المعنى تسقطيني.. اسمعيني، لقد صبرت حتى لا تجعلين الحرف يعاني، وصدقيني لست كما تظنين ولم أتوارَ إلا لأداوي جرحي، وأعرف جيدا أن لك كبرياء يعادل عشقي، وأن لك أحلاما في سمائي، كالغمام تارة تلبديني وتارة تنقشع عني، وأنك تسقطين على أرضي مطرا لتتركين مرة ارتياح رائحة التراب ومرة تجرفيني لنهر من الأحزان.. فهل سألت نفسك متى ترسمين على الورق وردا وزرعا وأغصان ريحان، وتتركين ذلك القلم الأسود الدامي؟ ومتى ستخبرينني لمن كتبت الحب قبل أن تحبيني؟  وهل قرأ غيري ما يعنيني؟ أعرف أنك لن تجيبي نفسك ولن تجيبيني، وأنك امتنعت عن اتباع خطاي ولم تعودي مهتمة بطريقك وبطريقي.. افعلي الآن ما شئت، عيشي أو موتي أو بين الحياة والموت ابقي رابضة تنتظريني، فلا أنت قادمة إلي ولا أنا ذاهب إليك ولا البحر هدأ لتبحر سفن الحنين..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى