الرئيسيةحوادثمدن

وقائع الاعتداء الدموي على ثلاثة سياح ألمان بفاس العتيقة

  • فاس: محمد الزوهري

أصيب ثلاثة سياح من جنسية ألمانية عشية أمس الجمعة لاعتداء إجرامي خطير بموقع “عين زليتن” بحي الطالعة الكبيرة في المدينة العتيقة، عقب مهاجمتهم من قبل شبان كانوا مدججين بأسلحة بيضاء من الحجم الكبير.

وأصيب السياح الثلاثة، رجل وامرأتان، لإصابات بالغة في البطن والعنق والأطراف، استدعت نقلهم على وجه الاستعجال إلى قسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني، حيث خضع أحدهم لعملية جراحية مستعجلة، بعدما تدخل مارة وتجار عاينوا حادث الاعتداء، لإسعاف الضحايا ووقف نزيفهم، في حين طارد بعضهم الجناة وتمكنوا من محاصرة اثنين منهم، قبل أن تتدخل مصالح الأمن التي اقتادت الجانيين للتحقيق معهما.

وخلق هذا الحادث الإجرامي حالة من الهلع بالمدينة العتيقة بفاس، لكون الجريمة تمت في زقاق مكتظ بالمارة، فضلا عن أن الضحايا تم تجريدهم من أغلب ثيابه الفوقية لحظة الاعتداء، قبل أن يتركهم الجناة مضرجين في دمائهم.

وخيمت أجواء من الاستنفار على السلطات المحلية ومصالح الأمن بفاس طيلة ليلة الجمعة، لتتبع تداعيات هذا الاعتداء الإجرامي، ما جعل والي الجهة ووالي الأمن يقضيان وقتا طويلا بالمستشفى الجامعي لمعاينة الحالة الصحية للسياح .

هذا، وذكرت مصالح ولاية أمن فاس، أنها تمكنت من توقيف شخصين يبلغان من العمر على التوالي 21 و25 سنة، وذلك للاشتباه في تورطهما في الاعتداء بالضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض على ثلاثة سياح من جنسية ألمانية.

وذكر بلاغ لولاية أمن فاس أنه حسب المعلومات الأولية للبحث، فإن المشتبه فيهما اعترضا سبيل السياح الألمان الثلاثة، وعرضاهم لاعتداء جسدي بواسطة السلاح الأبيض، قبل أن تتم ملاحقتهما من طرف عدد من المواطنين الذين أشعروا مصالح الأمن، والتي ألقت القبض على المشتبه فيهما، في الوقت الذي تم فيه نقل الضحايا إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية.

وأضاف المصدر ذاته أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهما تحت الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، فيما لا تزال التحريات متواصلة لتحديد ظروف وملابسات وكذا الدافع لارتكاب هذا الفعل الإجرامي.

وفي غياب توضحيات رسمية بشأن أسباب هذا الاعتداء، تضاربت الأخبار حول الموضوع، إذ أشارت مصادر غير مؤكدة من السلطة المحلية إلى تعرض السياح الثلاثة للسرقة قبل الاعتداء الجسدي عليهم من قبل منحرفين كانوا في حالة تخدير حاد، في حين تحدثت أخبار أخرى عن احتمال وقوف خلفيات عدائية ومتزمتة وراء هذا الحادث.

إلى ذلك، تدخلت السفارة الألمانية بالرباط على خط هذه القضية، وطالبت من العدالة بفاس بفتح تحقيق سريع ودقيق بشأن خلفيات هذا الاعتداء الذي تناقلته مختلف وسائل الإعلام الغربية، واعتبرت أنه يأتي في سياق انتعاش ملحوظ في قطاع السياح بمدينة فاس والمغرب عامة، بينما من شأن هذا الاعتداء أن يؤثر على القطاع ذاته مستقبلا. كما كشف هذا الاعتداء عن اختلالات في المنظومة الأمنية بفاس العتيقة التي تعتبر القلب النابض للسياحة بفاس، حيث تشير معلومات إلى ضعف تواجد الشرطة السياحية بمكان الاعتداء، بالرغم من أنه يعتبر من المزارات السياحية المهمة بفاس القديمة، التي سبق أن شهدت حالات عديدة للاعتداء على السياح الأجانب، وصلت إلى حد قتل سائحة فرنسية قبل بضع سنوات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى