خاص

« الأخبار » تحقق في مظهر ولوك المسؤولين وتستقي تصريحات اختصاصيين في اللوك والموضة والمظهر وعلم الاجتماع وعلم النفس

أعدت الملف: بشرى الضوو
أن تكون شخصا عاديا، فقيرا، «ما كنتي كتكساب عشا ليلة» وفجأة (عن جدارة واستحقاق أو بضربة حظ) تصبح واحدا من أهم رجالات الدولة، فإنك تكون أمام وضعيتين لا ثالثة لهما؛ إما أنك ستنسلخ عن جلدك وتحاول التأقلم مع وضعك الاعتباري الجديد لإقناع الرأي العام بأنك جدير به (وهو حال عدد كبير من رجالات الدولة تصدق عليهم حكاية الغراب والحمامة). فيما الوضعية الثانية تتمثل في الحفاظ على العادات والسلوكيات وطريقة الحديث والمظهر ذاته (وهو حال عدد من رجالات الدولة وضعهم ذلك في مواقف محرجة).
أما أن تكون رجل أعمال، ثريا، «جايل العالم» وفجأة تصبح واحدا من أهم رجالات الدولة فإنك تكون، أيضا، في هذه الحالة أمام وضعيتين اثنتين (إما أن هذه المسؤولية الجديدة لن تغير شيئا منك، أو أنها ستؤثر فيك وتبدأ علامات التعب والإرهاق تبدو عليك (لأن السياسة ماشي بحال عالم البزنس لها إكراهاتها و«قوالبها»).
هذه الحالات تجسد واقع عدد كبير من رجالات الدولة، سيما في المجال السياسي، فهناك من أفقدته المسؤولية الجديدة شعره أو وزنه أو وسامته وهناك من أكسبته وزنا زائدا أو رسمت على وجهه تجاعيد ولونت عينيه بهالات سوداء وهناك من أصبح وسيما، أنيقا وكأنه أصبح مسؤولا «ليتجمل» لا ليخدم الشأن العام.
«الأخبار» تكشف في الملف التالي ماذا تغير في مظهر ولوك وشكل مسؤولين، تم انتقاؤهم على سبيل المثال لا الحصر، بعد شهور أو سنوات من تقلدهم المسؤولية مدعما بتصريحات اختصاصيين في اللوك والموضة والمظهر وعلم الاجتماع وعلم النفس.

بنكيران.. «البوهالي» الذي أخطأ في اتباع الموضة
ثمة تغير جذري في الشكل الخارجي وطريقة لباس عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، فبعدما كان شعره «مغوفل» ولحيته كثيفة أصبح مواظبا على زيارة الحلاق مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع وتخلى عن لحيته وحلق شعره.
هذا اللوك الجديد لبنكيران شكل مادة دسمة لعدد كبير من رواد وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض له مناصر لمقولة «الله يخلينا في صباغتنا».
«الأخبار» انتقلت إلى عمارة المنار بحي ديور الجامع بالرباط وبالضبط إلى صالون الفردوس حيث اعتاد بنكيران حلق شعر رأسه وتوضيب لحيته، هناك التقت بخالد الإبراهيمي، وهو الحلاق الخاص لرئيس الحكومة. رجل ملتزم في الأربعينات من العمر أكد لـ«الأخبار» أن «بنكيران تغير كثيرا من حيث الشكل، حيث إنه في ظرف 5 سنوات من المسؤولية اشتعل رأسه شيبا بالكامل»، إذ يقول ساردا حديثا دار بينه وبين رئيس الحكومة: «لدي صورة قديمة لبنكيران ورفيق دربه عبد الله باها، رحمه الله، لما كان شعر الاثنين أسود. أريتها لبنكيران مؤخرا فقلت له وأنا أنظر إلى شعر رأسه الأبيض: آ السي بنكيران لا يصلح الحلاق ما أفسده الدهر فقالي لي: آ السي الإبراهيمي بل قل: لا يصلح العطار ما أفسده الدهر، إذ كان يقصد صباغة الشعر».
يعترف حلاق بنكيران بأن رئيس الحكومة تغير شكله كثيرا بعد تقلده مسؤولياته الجديدة وبرر ذلك بأن «بنكيران يلتقي بشخصيات من مستوى عال وبات جديرا به الاهتمام أكثر بشكله وبتوظيب لحيته». ولكن «علاش قبل أن يصبح مسؤولا كان يطلق لحيته؟ لماذا تخلى عنها اليوم، تماما؟ واش اللحية كتخلع؟»، تسأل «الأخبار» فيرد الإبراهيمي: «اسألي السي بنكيران لكنه فعلا أصبح يواظب باستمرار على حلقها هي وشعر رأسه، إذ يزورنا أحيانا في المحل وهنا نحصل على 50 درهما كمقابل بدل 30 درهما، الثمن المحدد لباقي الزبناء. هذا المبلغ يتضاعف لما نزور السي بنكيران بمنزله إذ نحصل منه على 100 درهم كمقابل للحلاقة».
سلمى الرقيوق، مستشارة المظهر وخبيرة الموضة واللوك، أكدت، في تصريح لـ«الأخبار»، أن بنكيران «تغير شكله تماما بعد تقلده مسؤولياته الجديدة، إذ خفف من لحيته، لدرجة تبدو فيه، أحيانا، محلوقة تماما كما استعان بنظارات بصر على الموضة، وهذا واجب وضروري فنحن نراه قبل أن نستمع إليه وبالتالي فالتواصل أولا يكون بالصورة فهو يعكس صورة بلد بأكمله لذلك فهو مضطر لذلك».
الرقيوق أكدت أيضا لـ«الأخبار» أن «من المؤكد أن بنكيران استعان بمستشار في المظهر، خصوصا في ما يتعلق ببذلاته وربطات عنقه». لكن «ألا تلاحظين أن بذلات بنكيران حتى بعد أن أصبح رئيس حكومة هي أوسع من اللازم»؟ تسأل «الأخبار» فترد مؤكدة هذه الملاحظة مرجعة إياها إلى ما أسمته بـ«ممكن تكون المرجعية الدينية السبب وكونه اعتاد ارتداء القشابة والجلابة فلا يرتاح إلا في كل ما هو واسع من الملابس».
وهكذا فإن المسؤولية دفعت بنكيران إلى الاهتمام بمظهره مع عدد كبير من الأخطاء (ملابس واسعة، أكمام طويلة، ربطات عنق طويلة، بذلات لا تساير الموضة باستثناء نظاراته البصرية، وحتى لما أراد مسايرة الموضة في الساعات اليدوية استعان بنكيران بساعة يدوية (تبلغ قيمتها 18 ألف درهم، لكن اللون الذي اختاره لها، وهو الأحمر القريب من البني، لم يتلاءم مع عدد كبير من البذلات التي يرتديها).

العماري.. فقد وزنه ولم يتخل عن زيت الزيتون وخبز الدار

كل الذي يعرف إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس جهة طنجة_تطوان _الحسيمة، عن قرب يؤكد أنه فقد كثيرا من وزنه، خلال السنوات الأخيرة، خصوصا بعدما أصبح في فوهة المدفع وخرج من دائرة الظل إلى النور. فهل لفقدان وزنه ارتباط بـ«شي فقصة» أو بـ«هموم الانتخابات وقلة النوم والخوف من المستقبل»؟ أسئلة طرحتها «الأخبار» على عدد من مقربي العماري فأجمعت أجوبتهم على أن فقدانه وزنه بشكل ملحوظ خلال السنتين الماضيتين له علاقة بابتعاده عن السكريات والدهون، لأسباب صحية، ومواظبته على ممارسة الرياضة (صالة الرياضة أو المشي) كل صباح. إذ يستيقظ العماري، يوميا، في السادسة صباحا «وإذا تأخر في النوم فإنه يستيقظ في السابعة والنصف صباحا». خبز الدار وزيت الزيتون لا يفارق العماري حتى في الفنادق التي يحل بها بمختلف دول العالم (طرف ديال الخبز وقرعة ديال الزيت البلدية لا بد منهما في طاولة فطوره).
عكس بنكيران لم تظهر، أبدا، علامات الكبر على العماري ولم يشتعل أبدا شعره شيبا (إما لأنه لم يحن بعد موعد الشيب أو لأنه يواظب على صبغ الخصلات البيضاء لشعره وشاربه)، كما لم يغير من طريقة لباسه إذ حافظ، حسب سلمى الرقيوق، مستشارة المظهر وخبيرة الموضة واللوك، على المظهر ذاته مع تغيرات فيزيولوجية فرضها الوزن الذي فقده، في الفترة الأخيرة، إذ ترى الرقيوق أن «العماري نموذج للسياسي الذي يساير الموضة فهو أنيق في اختياراته ولا يخرج، في جميع الأحوال، عما هو متعارف عليه في عالم الموضة والمظهر).

رباح: «صوروني كناكل البيصارة وما تصورونيش كناكل لكروفيت روايال»

كل من يعرف عزيز رباح، وزير النقل الإسلامي، عن قرب يؤكد أنه نموذج للوزير الذي عرف من أين تؤكل الكتف. داير الخاطر للحزب الذي ينتمي إليه من حيث اعتناق مرجعيته الإسلامية، وفي الوقت ذاته «داير لخاطر لراسو ولقناعاتو، فليس غريبا أن تجد الوزير يجالس أشخاصا يشربون خمرا، وماشي بعيد كاع تلقاه حتى هو يمارس طقوسا وقناعات أخرى مغايرة لقناعات حزبه».
بانتمائه للعدالة والتنمية واستعانته بمرجعيته الدينية، يكسب أصوات الناخبين وفي الوقت ذاته هو حريص على نفسه. مبدأه في الحياة هو الحياة «دين ودنيا» شوفوني، وأنا كناكل البيصارة وعنداكم تشوفوني كناكل «لكروفيت روايال». لا يمانع رباح في التقاط صور مع «وليدات الشعب وهو يأكل معهم طبق البيصارة»، لكن في الوقت ذاته لا نجد لهذا صورة واحدة منتشرة وهو «يأكل ما لذ وطاب من أطباق السمك ولكرفيت روايال رغم تردده باستمراره على عدد كبير من المطاعم الفخمة بالعاصمة الرباط».
هذا النمط الغذائي للوزير وحياته الجديدة بعد الاستوزار جعلت وزنه يزيد كما أنه بدا وكأنه خضع لعملية تجميلية على مستوى أسنانه التي كان يغزوها «السوس» قبل الوزارة .

مزوار.. التجاعيد وعلامات الصلع تهدد وسامته
قبل ثماني سنوات، كان صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، نموذجا للسياسي الوسيم المشرق الوجه. فمن كان يتصور أن هذا الرياضي «نامبر وان» الحائز على ألقاب في كرة السلة سيتغير شكله، بهذه السرعة؟! مقارنة بسيطة بين مزوار قبل 8 سنوات (منذ انتخابه رئيسا لحزب الحمامة خلفا لمصطفى المنصوري) ومزوار الآن تكشف أنه بدأ يعاني الصلع إذ تراجعت مقدمة شعره إلى الوراء، بشكل ملحوظ، كما أن بشرة وجهه باتت تبدو شاحبة وقد زارتها التجاعيد على مستوى الجبين. تراجع وسامة مزوار تجد له سلمى الرقيوق، مستشارة المظهر وخبيرة الموضة واللوك، سببا بقولها: «راه الإرهاق كيدير لعجب في الواحد. تراكم مسؤولياته وكثرة تنقلاته عبر العالم من طائرة إلى أخرى بحكم مهامه على رأس وزارة الخارجية». لم يكن من السهل على مزوار أن يواجه كل الانتقادات دون أن يؤثر ذلك على حالته النفسية فالفيزيولوجية (واخا كيبان قوي فإن ذلك يفقده الإحساس بالراحة والأمان المفروض).

أخنوش.. الأناقة واللياقة

عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، هذا السوسي القادم لعالم السياسة من بوابة «البزنس» ظل محافظا على «بريستيجه»، مراقبا وزنه، وفيا لبذلاته الزرقاء والرمادية اللون. مقربوه يؤكدون لـ«الأخبار» أن «عالم البزنس بحر شاسع عنوانه الإرهاق لذلك فإن أخنوش لم تخلق له مسؤولياته الوزارية الجديدة الاستثناء في حياته. موالف بتمارة والإرهاق وله أجندة منظمة لمواعيده الرياضية وأوقات وأنواع الأكل الذي يتناوله».
ماعدا القليل من خصلات الشعر البيضاء، التي بدأت تغزو رأسه فإن المظهر الخارجي لأخنوش لم تغيره المسؤولية الوزارية إذ يحكي مقربون منه لـ«الأخبار» أنه يواظب على الاعتناء بنفسه وذلك بممارسة رياضة المشي والسباحة دون أن يغفل مواعيد نومه المضبوطة.
سلمى الرقيوق، مستشارة المظهر وخبيرة الموضة واللوك، تؤكد ذلك قائلة: «أخنوش نموذج لرجل الدولة الذي ظل وفيا للوك المتعارف عليه وللألوان التي يميل إليها كالأزرق والرمادي. إذ يحرص على ارتداء بذلات حتى في المناسبات الغنائية التي يشرف عليها (مهرجان تيميتار مثلا)».

الوزيرة الحقاوي.. شحوب وأناقة «بدون تعليق»

قبل 5 سنوات سلطت الأضواء على امرأة يتيمة بين رجالات دولة تم تعيينهم بالنسخة الأولى لحكومة بنكيران. الكثيرون انتقدوا تعيين وزيرة وحيدة ضمن التشكيلة الحكومية الملتحية الأولى، فيما انتقد، وقتها، الكثيرون طريقة لباس بسيمة الحقاوي، وزيرة المرأة والتضامن والتنمية الاجتماعية: معاطف «بلا ذوق» وحجاب لا يعكس الصورة الحقيقية لمحجبات المغرب (يسايرن الموضة مع الحفاظ على أناقة الحجاب والمرجعية الدينية). الجميع لا يزال يتذكر كيف أن هناك من عقد مقارنة بين الحقاوي وزوجة رجب طيب أردوغان الرئيس التركي، إذ تعد، حسبهم، نموذجا للمرأة المحجبة العصرية التي تسير على الموضة.
«بدون تعليق»، هكذا اختارت سلمى الرقيوق، مستشارة المظهر وخبيرة الموضة واللوك، تلخيص المظهر الخارجي لوزيرة تمثل المغرب في العديد من المنتديات الدولية قبل أن تمضي موضحة: «كنت أريد أن أكون موضوعية لكن الحقيقة هي أن الوزيرة الحقاوي، وللأسف، تعكس صورة أقلية للنساء المغربيات في 2016. في دول الخليج الوزيرات كيبقاو بالعبايات ديالهم لكنهن يتبعن الموضة، بكافة تجلياتها. المؤسف أن السيدة الوزيرة لا تمثل المرأة المغربية المحجبة الأنيقة على حقيقتها».

لشكر.. احتار مع صباغة الشيب و«تَحَنَّكَ» أكثر من اللازم

خلال المؤتمر الوطني السابع لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي انتخب محمد اليازغي كاتبا أول للحزب، قال إدريس لشكر: «سأحمل المشعل وسأصبح كاتبا أول للحزب قريبا». قالها لشكر بكل ثقة في النفس، وهو يتناول «البوظة». قصة لشكر مع الأكل قديمة، إذ يفرط في تناول المأكولات ما أكسبه وزنا مفرطا بشكل أصبح مخيفا، خلال الآونة الأخيرة. سألت «الأخبار» إدريس لشكر بشكل مباشر: «السي لشكر ماعمرك درتي الريجيم؟»، فكان رده: «يا ربي غير تحافضو انتوما على رشاقتكم لما تبلغوا من العمر ستين سنة، مثلي!!». قالها وهو غاضب، بشكل يعكس وعيه بمحنته الصحية. منذ توليه مهام الكتابة الأولى للحزب، اكتسب لشكر وزنا كبيرا ولم يعد يقوى في أحيان كثيرة، خلال مناسبات مختلفة، على التنفس والمشي.
سلمى الرقيوق ترجع هذا التغير الواضح في الوزن إلى ما أسمته بـ«لعراضات لحفلات عشاء وغذاء، باستمرار، ولعدم انتظام الأكل والابتعاد عن ممارسة الرياضة بسبب عدم انتظام المواعيد اليومية وإلى قلة النوم». كلها عوامل تؤدي إلى السمنة وتغيرات فيزيولوجية تؤثر سلبا على المظهر الخارجي للمسؤول.
إدريس لشكر حير، أيضا، الرأي العام بعلاقته مع شاربه فتارة تجده «ربا الموسطاش وصبغو» وتارة أخرى تجده تخلى عنه تماما وتارة تصادفه وهو «صابغ شعرو بالأسود الفاحم» وتارة ثالثة تلتقي معه «والشيب غزا رأسه وماشغلوش في الملاحظات والانتقادات» وتارة رابعة تصادفه اختار لونا آخر لشعر رأسه (صباغة بنية فاتحة).

شباط.. تجرتل وتخلى عن صبغ «موسطاشه» وبدأ حربه ضد الهالات السوداء

السنتان الماضيتان كانتا مرهقتين للغاية لحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال الذي فقد في رمشة عين عمودية فاس. حروب سياسية، مناورات، وانتخابات لم تكن كما خُطط له. «مبروك العيد»، عبارة شباط الشهيرة التي يعلق بها على كل سؤال أحرجه انقلبت عليه رأسا على عقب فلا العيد حل ولا أحد باركه له. كل ما تعرض له شباط من أزمات سياسية، مؤخرا، أفقده إشراق وجهه، رغم محاولاته المتكررة نفي ذلك.
الأمين العام لحزب الاستقلال أصبح شاحب البشرة يعاني من ظهور هالات سوداء حول عينيه بشكل ينذر بإرهاق شديد أو بمرض يعانيه. يبتسم ويضحك للكاميرا فيم القلب «موجوع». بعد تواريه عن الأنظار عقب الهزيمة، التي لم يتوقعها يوما، من خلال فقدانه عمودية فاس، لم يعد شباط ذاك المسؤول الذي يهتم بمظهره وفضحت كاميرات المصورين، في أكثر من مناسبة غير رسمية، الخصلات الكثيفة من الشيب بشعر رأسه وشاربه التي كان شباط يصبغها، لما كانت الأضواء تسلط عليه بقوة، لدرجة أن مقربا منه بالمكتب الجهوي للحزب بالحي المحمدي بالدار البيضاء علق متسائلا بسخرية: «مال شباط مسكين تجرتل هاكذا»؟!
لم يتخل شباط، أيضا، يوما عن بذلاته الطويلة الأكمام والتي لا تساير، أبدا، الموضة وعن حذائه الشهير (لا يحسن اختيار أحذيته).

الحيطي.. بوطوكس مفرط وصلع في قفا الرأس بسبب الستريس

سألت «الأخبار» حكيمة الحيطي، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالبيئة، «واش دايرة البوطوكس؟» فكان ردها: «لا.. أبدا.. شفاهي كبيرة، منذ صغري، لدرجة أن والدتي كانت تصفني بشلاقم الخادم».
هذا التصريح تقابله شهادات مختصين في التجميل يؤكدون أن الوزيرة، فعلا، تضع البوطوكس في مواجهة التجاعيد وهو ما تؤكده سلمى الرقيوق، المستشارة في المظهر الخارجي والخبيرة في الموضة واللوك، لـ«الأخبار» إذ تقول: «الوزيرة الحيطي يبدو جليا أنها مهتمة جيدا بشكلها لكن هناك أمور لا يمكنها إخفاؤها كعامل السن». الحيطي، التي تفرط في تسريح شعرها القصير بدأت تصاب بالصلع في قفا رأسها بشكل ملحوظ. المقربون من الوزيرة، التي سحب منها بساط التحضير بشكل مباشر للموعد الحدث الذي ستحتضنه المملكة نونبر المقبل (قمة المناخ) يؤكدون أن هذا الأمر أفقدها صوابها ما سيعرضها إلى فقدان شديد للشعر نتيجة حالة العصبية التي تعيشها خلال الفترة الأخيرة وبالتالي فإن الصلع قابل للتطور إن لم تتداركه الوزيرة في الوقت المناسب.

الوزير الخلفي.. «تحنك» وأصبح مغرورا «يضرب من تحت الحزام»

«بانت عليه النعمة»، هذه هي الملاحظة المشتركة لكل من يقارن بين صور مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، قبل وبعد الاستوزار. هزيل البنية، لحية كثيفة، وجه شاحب، أسنان غير مرتبة وغير نظيفة، هكذا كان يبدو الوزير الخلفي قبل أن «يتحنك» ويتخلى عن لحيته ويعتني بنظافة أسنانه. في مقابل ذلك، وخلال مناسبات مختلفة، بدا الوزير غير صديق للبروتوكول والإيتيكيت إذ يبدو مبالغا في الوقوف مستقيما أو في طريقة الدخول إلى المؤتمرات التي يحضرها وفي طريقة السلام والتحية (وكأنه داخل إلى ساحة حرب). الوزير الخلفي، الذي أثارت لغته الفرنسية موجة من الانتقادات، ورغم أنه يحاول التسويق إعلاميا إلى أنه نموذج للوزير المتواضع، اللطيف، الدؤوب في عمله، إلا أن عددا من المواقف التي جمعته بزملائه في الحكومة كشفت لعدد منهم، في أحاديث جانبية مع «الأخبار»، أن الخلفي أصبح رجل دولة «مغرورا» يضرب «من تحت الحزام»، المقربين منه قبل الخصوم.

مبدع.. «بوكرش» الذي فضح الريجيم «شيخوخته» وترهلات وجهه

قبل سنتين انتشرت صورة لمحمد مبدع، الوزير المكلف بالوظيفة العمومية، «مكسل أمام صهريج ماء بضيعته في الفقيه بنصالح» المثير في الصورة أن الوزير كان عاري البطن التي بدت «مكسلة» أمامه بشكل أثار سخرية رواد وسائل التواصل الاجتماعي. بعدها بشهور فاجأ الوزير مبدع الرأي العام بشكله الجديد، حتى إنه التقطت له صور وهو يمارس رياضة المشي. قال الوزير وداعا لبطنه «المثيرة للسخرية» لكنه رحب، في المقابل، بـ«ترهلات بارزة على مستوى الوجه أظهرت شيخوخته»، التي لم تكن بارزة لما كان وزنه زائدا.
«الأخبار» سألت الوزير مبدع إن كان يخضع لريجيم قاس فقال مجيبا: «إيوا لا بد شوية من الريجيم وشوية من الرياضة» قبل أن يعترف بأن الصورة وراء اتباعه نظام حمية قاسيا، إذ قال معلقا على الصورة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «شوهونا بهاديك التصويرة».

وزير العدل.. «طحشة» كبيرة تنافس بطن إدريس لشكر

كان مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، محاميا اعتاد التنقل عبر القطار منطلقا من محطة عين السبع بالدار البيضاء إلى مواعيده بالرباط. بعدما أصبح وزيرا صرح أكثر من مرة بأنه سيستمر في ركوب القطار ولن يتغير، وفجأة كل هذه التصريحات ذهبت مهب الريح والوزير بات يستقل سيارة بسائق (كتديه وتجيبو للوزارة). الرميد انتقل بدوره إلى ركب وزراء العدالة والتنمية الذين «تحنكوا» بل وأصبحت له بطن كبيرة تنافس بطن إدريس لشكر، فيما ظهرت عليه آثار «النعمة» إذ بدا الوزير في أكثر من صورة منذ تقلده مهامه الوزارية سمينا، نظيفا، مشعا، مشرقا حليق الرأس ومخففا لحيته.
مقارنة بسيطة بين الرميد الأمس والرميد اليوم تفضي إلى نتيجة واحدة هي أن الرميد، في الماضي، كان نموذجا لـ«المناضل» (لمشعكك، مامسوقش لمظهره الخارجي ولباسه ماعندوش مشكل يكون مجرتل) فأصبح فجأة في هيأة رجل دولة مهتم بكافة تفاصيل حياته المهنية.

شرفات أفيلال.. أفقدتها الهالات السوداء جمالها و«جوج فرنك» أنوثتها

شرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالماء، أو «وزيرة جوج فرنك»، كانت نموذجا للوزيرة الحسناء الملتحقة حديثا بركب سفينة بنكيران الحكومية. رقيقة، ناعمة تضج أنوثة كانت قبل أن تكشر عن أنيابها، خلال استضافتها ضمن برنامج «ضيف الأولى»، لما اعتبرت تقاعد الوزراء مجرد «جوج فرنك». الوزيرة عاشت أحلك فترات حياتها وهي تواجه كما كبيرا من الانتقادات جراء تصريحها. توارت عن الأنظار لتعود إليها بشكل يعكس الحالة النفسية التي عاشتها لما كانت ملتزمة الصمت. وجه شاحب، بشرة صفراء وهالات سوداء حول عيني الوزيرة. فقدت جمالها تماما، ولم تعد نموذجا للوزيرة الحسناء التي تهتم بشكلها إذ قد تصادفها بشعر دسم غير مرتب أو بملابس لا تليق بها.

الوزير الداودي.. عناد كبير وعصبية منقطعة النظير
جسم نحيف وشعر أبيض بلا لحية ولا شارب. هكذا كان ولا زال وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر لحسن الداودي «السيد لم يتغير لأن جسمه غير قابل للسمنة، ولأنه أصلا «ماشي وكال» فإنه لم يعان السمنة، أبدا.
الشيء الوحيد الذي تغير في الوزير هو عناده المفرط في مواجهة الطلبة والأساتذة «ولو طارت معزة». لحسن الداودي يبقى منتصرا لرأيه مهما يكن، وهذا العناد أفقده الكثير من الأصدقاء وخاب فيه ظن الكثير من الأساتذة والطلبة الذين استبشروا خيرا بتعيين أستاذ جامعي وزيرا على القطاع.
رغم أنه يبدو للكثيرين رجلا مرحا ومبتسما طوال الوقت، إلا أن الوجه الآخر للداودي يحمل معه صورة مغايرة تماما، لما يعتقدون «يا ويل اللي يقرب للوزير الداودي وهو عصبي».
عصبية الداودي يسببها أيضا عامل السن «فالسيد كبر في العمر وغزت التجاعيد محياه واشتعل رأسه شيبا».

الوزير عمارة.. تعرق مفرط وصمت مطبق بعد فضيحة سرير النوم في المكتب

حتى بعدما تم تعيينه وزيرا لم تسلط الأضواء على الوزير الإسلامي عبد القادر عمارة يوما، مثلما سلطت عليه لما انتشرت صورة سرير ودوش الوزير بمقر مكتبه في الوزارة. بعض الظرفاء علقوا «آش كيدير كاع هاد الوزير حتى يضطر للنوم بمكتبه؟».
خلافا لباقي وزراء العدالة والتنمية فإن عبد القادر عمارة تخلى تماما عن لحيته، بل وحتى شاربه منذ زمن بعيد. عمارة قلل من الندوات الصحفية التي يحتك فيها بالإعلاميين بمجرد انتشار ما بات يعرف بـ«فضيحة الشامبانيا» وبعدها بسخرية الفيسبوكيين من سريره ودوشه.
يعاني عمارة من تعرق مفرط على مستوى الجبين والكفين، وكلما ازدادت متاعبه المهنية كلما عانى أكثر من هذا التعرق. بل إن استوزاره عمق من مشكله الصحي الذي يلاحظه كل من هو مقرب من هذا الوزير الإسلامي الصامت النائم في الوزارة.

محند العنصر.. تقوس ظهره وغزت التجاعيد وجهه وعنقه

فجأة ودون سابق إنذار بدأ يعاني محند لعنصر، رئيس حزب الحركة الشعبية والوزير بحكومة بنكيران، من علامات «الشيخوخة» بعد أن كان يصنف في مرحلة الكهولة. هذا التغير المفاجئ تعكسه المسؤوليات التي تراكمت على عاتق رجل دولة فاجأ تعيينه وزيرا للداخلية الجميع، قبل أن يتم استدراك الأمر في النسخة الثانية لحكومة بنكيران لتمنحه حقيبة وزارة التعمير. لعنصر، ابن منطقة مرموشة، بدا في أكثر من مناسبة، متعبا، مرهقا لا يقوى على المشي بل إن ظهره بدا «مقوسا» بشكل ملحوظ فعلامات الكبر بدأت تجد طريقها نحوه (تجاعيد على مستوى الوجه والعنق) «إيوا لهلا يزيد كثر»، يعلق حركي في حديث مع «الأخبار» على هذه التغيرات الفيزيولوجية في شكل وزير «ملي فتح عينيه على الدنيا» وهو يتنقل من وزارة إلى أخرى.

لقجع.. فقد شعر رأسه ويقاوم تراكم المهام والدهون بالرياضة

قبل سنتين سلطت الأضواء بقوة حول رجل دولة كان يشتغل في صمت، حين كان يعد ميزانية الدولة. فجأة انتخب هذا الرجل رئيسا للجامعة الملكية لكرة القدم. فصيح اللسان، كفاءة لا ينقاشها اثنان، محاور جيد، هكذا هو فوزي لقجع ولأن «الحلو ما يكملش» فإن هذا البركاني، سليل أسرة محافظة كان يمتهن ربها التدريس، يجد صعوبة في ضبط أعصابه. أن يوفق بين مهام الوزارة والجامعة أمر كان يتطلب منه التضحية بأعصابه، وهذا الأمر حسب خبيرة المظهر يعكس «فقدان لقجع جزءا من شعر رأسه».
قاوم لقجع، بكل صرامة وحزم، كل الأزمات الكروية التي عانتها رياضتنا الوطنية لكن في المقابل دفع الضريبة غاليا (أعصاب وإرهاق).
مرت الشهور تباعا قبل أن يتم تعيينه من طرف الملك محمد السادس مسؤولا عن القطب المالي ضمن لجنة الإشراف على قمة المناخ (كوب 22) وهكذا فإن مسؤولية ثالثة تنضاف إلى مسؤوليتين جسيمتين يتحملهما لقجع ما يعني إرهاقا إضافيا. مقربون من هذا المسؤول البركاني كشفوا لـ«الأخبار» أن «الأخير يواظب باستمرار على ممارسة الرياضة في محاولة لمقاومة تراكم المهام والدهون ولمواجهة حرب الأعصاب التي تغزوه بسببها».

إدريس الموساوي: «هناك من اكتأب لفقدانه منصب وزير وكأن آدميته مرتبطة بمنصب عابر»

• كيف تقرأ الحالة النفسية لرجل الدولة الذي تظهر عليه تغيرات جذرية في شكله الخارجي، سلبية كانت أم إيجابية؟
• للجواب عن سؤالك دعيني أعود بك إلى أيام زمان حين كان القائد، في البادية رب الأرض و«مول لبلاد» يتمتع بجميع السلطات ويتصرف كأنه دكتاتوري مائة في المائة «وماكاينش اللي يحبسو»، لأنه آنذاك لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي ولا تلفزة ولا إذاعة وبالتالي كان شخص واحد يتصرف باسم السلطان في مكان جغرافي ما بدون أدنى مراقبة.
سأعطيك مثلا: سنة 1897، من القرن التاسع عشر الماضي، وبالضبط بمنطقة أمزميز نواحي مدينة مراكش كان يعيش قائد نهبها بكل خيراتها لدرجة دفعت أبناء المنطقة إلى الثورة عليه. بلغ عددهم 17 ألف شخص كلهم حملوا البنادق في وجه هذا القائد المتغطرس، ولأنه اقتنع أنها نهايته قرر ذبح زوجاته جميعهن وأبنائه كذلك كما أنه وضع السم في مخازن العسل و«لخليع» و«السمن البلدي» ثم توجه إلى مدينة الصويرة التي كانت تسمى، آنذاك، بـ«موكادور» فاستقل باخرة متوجهة إلى طنجة ومن هناك كانت وجهته مدينة فاس التي استقر فيها وهكذا فإنه تزوج، من جديد، وأنجب أبناء «بخير وعلى خير» كأن شيئا لم يكن. هذه قصة من تاريخ المغرب يمكن إسقاطها على الوضع الحالي الذي نعيشه. في أوائل الستينات زرت مناطق «باش تكلم مع القايد في البادية خاصك ما هي وما لونها» والآن تغيرت الأمور وقربت وسائل التواصل الاجتماعي المسافات بين رجال الدولة والمواطنين، بل إنها أصبحت رقيبا عليهم (تحركاتهم، سكناتهم، التغيرات التي تظهر عليهم).

• هل يشكل استوزار شخص عادي، برأيك، لديه نوع من «تضخم الأنا» وإلى أي حد ينعكس ذلك على مظهره الخارجي؟
• الواقع أن وزير اليوم إذا توجه للاشتغال في القطاع الخاص «غادي يربح عشرات أضعاف ما يربحه وهو وزير». الحسن الثاني كان يقول: «إذا أردت الشاوش أن يصبح وزيرا فسأفعل»، بمعنى أنه بغض النظر عن كفاءة الشخص فإن الاستوزار متاح لأي كان. الآن بين الوزراء هناك الذين يربحون الملايير من أعمالهم الأصلية، لأنهم أصلا أثرياء فأخنوش لا يحصل على أجره كوزير.

• وعلاش، مثلا، أخنوش بغا يولي وزير؟ هل يبحث بعد الثروة في نظرك عن السلطة (كلشي عندو، المال والثروة خاصو الجاه والسلطة)؟
• أعتقد أنه يبحث عن خدمة الصالح العام. أنا لدي اليقين التام في أن شخصا مثل أخنوش رجل وطني يسعى إلى خدمة الصالح العام. هناك مثلا، الحسين الوردي، وزير الصحة «مللي يخرج يدير كلينيك يربح عشر مرات ما يربحه وهو وزير». رجل مثل مولاي حفيظ العلمي هل هو محتاج لستة ملايين سنتيم من الوزارة؟ طبعا هناك الوضع الاعتباري ولقب سعادة الوزير حافز لهم.

• هل يعكس المظهر الخارجي الشاحب والمتعب لرجل الدولة نفسية سيئة في ممارسة مهامه؟
• الله يحسن لعوان. إنهم يعيشون ضغوطا نفسية كبيرة «اللي ماكايبانش عليه الضغط هو اللي ما عندو سوق، وحتى إذا حان موعد تعديل حكومي آخر فإنه كيرغب ويزاوك باش يبقى وزير». هناك من يعيش حالة اكتئاب شديد بمجرد فقدانه لمنصب وزير وقد حصلت لبعض الوزراء، في عهد الحسن الثاني، إذ يشعر الشخص أنه تجرد من آدميته بمجرد فقدانه لهذا المنصب، وهذا الشخص، في نظري، «ماشي بنادم أصلا» لأنه يربط آدميته بمنصب عابر.
عندما تلاحظ أن مسؤولا ما اكتسب وزنا بشكل ملحوظ فإن هذا يعود إلى أنه «كياكل بزاف نتيجة الضغوط النفسية. من يعاني تساقط الشعر فإن مادة «التيستيسترون» تكون مرتفعة لديهم.
بكل اختصار فإن عبارة NOUS AVONS LE GOUVERNEMENT QUE» NOUS MERITONS» لدينا الحكومة التي نستحق هي التي تلخص كل كذلك.

• وهل نستحق، في نظرك، الحكومة الحالية؟
• إذا كانت البلاد متقدمة وفيها ديمقراطية حقة «ماعمر الوزير يخرج على الطريق»، فمثلا في فرنسا «كلما كيخرج وزير على الطريق الصحافة كتطيحو للأرض» دائما تكون لدينا الحكومة التي نستحق كبلد.

علي شعباني: «وزراء ظهرت عليهم فجأة «النعمة» وباتوا يتصنعون بشكل مبالغ فيه»

• إلى أي مدى يحدد الوضع الاجتماعي المتغير لمسؤول (انتقل من مسؤولية عادية إلى وزير أو سفير أو رئيس لمؤسسة عمومية…) طريقة حديثه وتعامله مع الضيوف داخل وخارج أرض الوطن ووسائل الإعلام؟
• فعلا، فإن الوضع الاجتماعي يحدد علاقات وسلوكات الإنسان مع المحيط والجهات التي يتعامل معها لما يكون في حالة عادية تكون علاقاته وسلوكاته تندمج مع المحيط الذي يتعايش معه لكن، عندما يتغير الوضع الاجتماعي فهناك من يتنكر إلى الوضع الأصلي ويحاول الارتباط بالمحيطات الأخرى التي يعتقد أنها ستساعد على ترقيته اقتصاديا واجتماعيا وحتى حضاريا.
التغير يتجلى في لباسه وصداقاته وعلاقاته حتى في التصرفات التي يقوم بها في بيته ومع الأصدقاء الآخرين، فيغير نمط غذائه وكلامه.. عندما تبقى هذه الأمور في الإطار العادي فإنها تكون مقبولة، لكن عندما تكون الأمور مبالغا فيها، فإنها تسيء إلى هذا الشخص عندما لا يحسن التأقلم مع هذا التغير في نمطه الاجتماعي.

• إلى أي حد يصبح الوضع الاجتماعي الجديد لرجل الدولة عاملا محددا لمظهره الخارجي (كاين اللي كيغلاض أو كيضعاف، كيزيان أو كيخياب أو…) بمجرد تقلده لمهام جديدة؟
• هذه أمور طبيعية، لأن هؤلاء يتعاطون مع أمور جديدة كالتجميل والحلاقة ونوعية اللباس الذين يرتدونه، ولنظام غذائي مختلف، وكل ذلك ينعكس على المظهر الخارجي للجسد. يعتقدون أن هذه الأمور تعطيهم صفة الانتماء إلى الفئة التي يسعون إلى الانتماء إليها، كالفئة البورجوازية والمثقفة، فمثلا هناك من يسعى إلى التشبه بالصورة النمطية للمثقف (صاحب الهندام المبعثر بألوانه المختلفة والشعر المشعكك) أو البورجوازي الذي يظهر بربطات العنق الأنيقة، ويدخن السيجار ويقلده في الشعر المدهون. هذه بعض المظاهر الخارجية التي يحاول البعض تقمصها وهناك من يظهر التصنع عليه فيكون عرضة للانتقادات.

• لكن لماذا لا تظهر هذه التغيرات الفيزيولوجية على بعض رجال الدولة كأخنوش وعبد الحفيظ العلمي، مثلا، فهما أيضا انتقلا من عالم «البزنس» إلى عالم السياسة. هما أيضا تغير وضعهما الاجتماعي؟
• لا يظهر عليهم التغير، وسلوكاتهم تبدو عادية لأنهم نبتة ونتاج هذا الوسط، واعتاد الناس عليهم ذلك. بينما الذين تظهر عليهم النعمة بشكل مفاجئ وكبير فهم الذين يخلقون الصدمة لدى من يشاهدهم، ويقارن بين ماضيهم وحاضرهم، وهناك منهم من ظرهت عليهم مظاهر التصنع.

• ما الذي تقصده بـ«النعمة» زعما «ماكاياكلوش»؟
• (ضاحكا): النعمة ماشي الأكل بوحدو. فمثلا لما يعين شخص في منصب كبير فإنه يتلقى مبالغ مرتفعة نظير مهامه الجديدة تؤهله للاشتراك، مثلا، في بعض النوادي وقضاء أسفار في أماكن لم يكونوا يحلمون بها…

• وكيف تفسر فقدان عدد كبير من رجالات الدولة شعر رأسهم؟
• هذه مسألة عادية بالنسبة إلي، لكن غير العادي هو الأصلع الذي يقوم بزرع الشعر.

• هل يفرض الوضع الاجتماعي الجديد للمسؤول الالتزام بقواعد بروتوكلية وإيتيكيتية معينة أم أن استمراره على طبيعته، كما عهده مقربوه سابقا، تأكيد على مصداقيته وأنه لم ينسلخ من جلده فلا يكون لزاما عليه، التقيد بأية قواعد؟
• في إطار حياته الشخصية، يجب أن يتصرف المسؤول بشكل عادي لكن يظل لزاما عليه الاحتكام إلى عدد من القواعد في البروتوكول في مناسبات معينة. فمثلا، بنكيران لم يحدث عليه تغير نهائي. التغير كان فقط في اللباس أما طريقة حديثه وسلوكه وعلاقاته فبقيت كما كانت عليه وهذا أمر أعتبره جميلا. ففي الدارجة نقول: «الله يخلينا في صباغتنا».

• ألا يفرض الوضع الاجتماعي الجديد لعدد من المسؤولين عليهم توسيع مداركهم اللغوية من خلال تعلم لغات أجنبية، عوض الوقوع في حرج اللغة، تماما مثلما حصل مع وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة في برنامج إذاعي في فرنسا بعد أن «بدا كيدخل ويخرج في لهضرة» بالفرنسية؟
• هذا ليس عيبا لأنه لا بد أن تكون للمسؤول بعض الأخطاء. فقط التصنع هو الذي لا يجب أن يكون. العيب عندما لا أتقن تلك اللغة وأرتكب الكثير من الأخطاء وأتصنع بأني أتقنها ولا أبلغ الفكرة. أنا مسؤول في حكومة معينة طرح علي سؤال من طرف صحافي معين، هناك من يقوم بالترجمة الفورية للغتي الدستورية الأصلية وهي العربية فما العيب؟ مادامت لي لغة وطنية لا أخرج من لغتي حتى أتصنع أخرى. علي أن ألتزم بلغتي وعلى الذي يسألني أن يبذل مجهودا لكي يفهم ما أقول له بلغتي. في البرتغال يتحدث المسؤول بالبرتغالية أو الموزنبيق يتحدثون بلغتهم الوطنية ويفرضون عليك بذل مجهود لفهمهم. نحن علينا الافتخار بلغتنا العربية.

إبراهيم الحمداوي: «هكذا تقيد المسؤولية المبادئ والأفكار الحرة لرجل الدولة»
• إلى أي حد يقيد الوضع الاجتماعي المتغير لمسؤول (انتقل من مسؤولية عادية إلى وزير أو سفير أو رئيس لمؤسسة عمومية…) من مبادئ وأفكار وأحلام رجالات الدولة؟
• أعتقد أن الأشخاص في تصرفاتهم ومواقفهم يتغيرون قبل وبعد تحملهم المسؤولية، لاعتبارات وإكراهات، أحيانا شخصية وأحيانا أخرى تفرضها طبيعة العمل أو المسؤولية. فقبل تحمل المسؤولية يكون الفرد محكوما بأفكاره الحرة أو بمبادئه الشخصية أو ما يتخيله أو يحمله من أهداف، أو ما يرسمه من أفق دون الأخذ بعين الاعتبار للواقع الفعلي، لأنه ينبغي أن يحكم المبدأ الشخص، في الغالب، غير أنه بعد تحمل المسؤولية وأمام استحالة تحقيق كل الأحلام والوعود يلجأ المسؤول إلى منطق تبرير الأمر الواقع، لأنه في غالب الحالات يحكمه منطق ليس ما ينبغي أن يكون بل منطق العمل بما هو موجود وحسب ما يتوفر من إمكانيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى