بانوراما

الاضطرابات البولية عند النساء

إعداد : سهيلة التاور

إذا كان هناك فعلا موضوع صعب للطرح في الاستشارات الطبية، فهو الاضطرابات البولية. سلس البول، على سبيل المثال، لا يزال من الطابوهات، في حين أنه يصيب حوالي 20 في المائة من النساء من جميع الفئات العمرية. وأظهرت دراسات فريق من الباحثين من (المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية) من مستشفى جامعة بواتييه، أن واحدة فقط من كل أربع نساء تجرؤ على الذهاب عند الطبيب لطلب استشارة طبية في ما يخص هذا الموضوع. الشعور بعدم الراحة لكونها مست في أنوثتها بهذا المرض الذي يصيب عادة كبار السن فقط، والخوف من تلقي علاج مطول، أو عملية. فالتفسيرات كثيرة، إلا أن أي وظيفة غير طبيعية للمثانة تستحق الاستشارة الطبية. أما في حالة السلس البولي، فهناك حلول بسيطة والتي هي، في معظم الحالات، تكون غالبا حلا فعالا لهذه المشكلة. وفي حالة الألم، فقد يكون ناتجا عن وجود عدوى والتي يجب أن تعالج على الفور. فلا شيء يمنع من مناقشة هذه القضايا مع الطبيب، أو مع طبيب المسالك البولية، خاصة إذا كنت تشعرين بعدم الراحة. فالأهم هو الجرأة على الحديث عن ذلك.

حلول بسيطة للحد من تكرار حدوث التهاب المثانة
✗ بذور الليمون الهندي «مضاد حيوي»: تحتوي بذور الليمون الهندي (Pamplemousse) على مضاد حيوي طبيعي قوي، وهي حل قد يكون مثيرا للاهتمام في ما يخص الوقاية من التهاب المثانة المزمن. كما يمكن أن تؤخذ كمكمل غذائي. فيمكن اختياره منتوجا طبيعيا كعلاج لمدة ثلاثة أسابيع مع فاصل لمدة أسبوع واحد.
✗ مستخلص التوت البري: منذ سنة 2000 والدراسات تتكاثر حول التوت البري (التوت البري) وتأثيره الوقائي المحتمل ضد التهابات المسالك البولية. والتقرير النهائي قدم من طرف ANSES (الوكالة الوطنية للوقاية الصحية والغذائية، للبيئة والعمل) المكونات النشطة للفاكسينيوم (التوت البري في أمريكا الشمالية) التي تمنع التصاق البكتيريا المسؤولة عن التهاب المثانة (القولونية escheerichia) بالغشاء المخاطي البولي، مما يسهل التخلص منها. ومع ذلك، لم تنشر أي دراسة تظهر فعاليته في علاج التهابات المسالك البولية المتكررة، ولكنه يستحق أن يجرب في الوقاية عند النساء اللواتي يتعرضن لالتهاب المثانة المتكرر، للاستفادة من التأثير المانع للالتصاق للتوت البري، إلا أنه يجب أن يستهلك بكمية دنيا تقدر بـ36 ملغ يوميا من المادة الفعالة، وهذا يكرر كل يوم لعدة أشهر…
✗ نباتات عشبية مدرة للبول: للزيادة من تدفق البول وتشجيع التخلص من الفضلات، يمكن للنباتات أن تكون فعالة للمساعدة على ذلك. كمثال: عنب الدب (busserole)، وفيولا تري كولور (la pensée sauvage)، تستهلك على شكل نقيع للاستفادة من فوائدها. فبالنسبة إلى عنب الدب يمكن أن يكون قاسيا على أصحاب المعدة الحساسة، في هذه الحالة، فإن العلاج يجب ألا يزيد على عشرة أيام. لتعزيز الخصائص المطهرة لهذه النبات يمكن أن يضاف إلى هذا الشراب القليل من سحق العرعر.
مشاكل
✗ التهاب المثانة: الاحتياجات العاجلة، والإحساس بالحروق، ألم أسفل البطن، أحيانا أثر الدم في البول.. كل هذه تشكل أعراض التهاب المثانة، الأكثر شيوعا في ما يخص التهابات المسالك البولية.
صحيح أم خطأ
✗ الهرمونات قد تلعب دورا في التهاب المثانة: صحيح
نحن نعرف أن النساء الحوامل أكثر عرضة لالتهاب المثانة، مما يمكن أن يفسر بـمستويات البروجسترون العالية في الجسم التي تؤدي إلى عدم قدرة المثانة على أن تفرغ تماما. عند انقطاع العادة الشهرية- سن اليأس- نقص هرمون الأستروجين يقلل من الإفرازات المهبلية، والتي بدورها تشكل بيئة وقائية تعزز مضاعفة القولونية (الإشريكية القولونية، أو التهاب المثانة). ونحن نعلم أيضا أن حبوب منع الحمل يمكن أن تعزز التهابات المسالك البولية، ولكن علاقتها بالعادة الشهرية، أو التوتر لا تزال تدرس على حد الآن.
✗ في حالة التهاب المسالك البولية، هل يتطلب هذا استشارة طبية: صحيح وخطأ
إذا كان الأمر يتعلق بالإصابة الأولى بالمرض، فيجب في الواقع طلب الاستشارة الطبية، ولكن عندما يكون لديك بالفعل التهاب المثانة، فيمكنك تماما علاج نفسك بنفسك. لهذا، فإنه من المستحسن دائما أن يكون لديك أشرطة القياس البولية في المنزل، للتأكد من وجود عدوى، بالإضافة إلى كيس مسبق من Monuril أو Uridoz (فوسفوميسين)، وكذا المضادات الحيوية. فشرب الكثير من الماء وتناول المسكنات مثل الباراسيتامول يساعد في تسريع اختفاء أعراض التهاب المسالك البولية. وبطبيعة الحال، إذا ظهرت أعراض غير عادية (ارتفاع في درجة الحرارة، قشعريرة، ألم مفاجئ في أسفل الظهر)، أو دامت أكثر من 24 ساعة على الرغم من تناول المضادات الحيوية، فمن الضروري طلب الاستشارة الطبية.
✗ العلاقات الجنسية تعزز ظهور التهاب المثانة: صحيح
بعض النساء يتعرضن بشكل مبرمج لالتهاب المثانة بعد القيام بعلاقة جنسية، أو بعدها بمدة قصيرة، وهذا يخص كذلك الشابة المتزوجة. فالأطباء يصفون جرعة من Monuril تأخذ قبل العلاقة الجنسية بساعتين، أو مباشرة بعدها، فتأثيره كمضاد حيوي وقائي يستمر لأسبوع. والعلاج يظل مستمرا، ما دام الأمر يستدعي ذلك.
✗ العلاج لمدة قصيرة، هو القاعدة: خطأ
إذا تكرر التهاب المثانة أكثر من مرة في الشهر، يصف الأطباء كيسا monuril في الأسبوع، أو لوحا من باكترم (مزيج من اثنين من المضادات الحيوية) في اليوم الواحد. فيجب اتباع هذا العلاج لمدة ستة أشهر على الأقل، ولكن مع العلم أنه يمكن أن يكرر لاحقا على الرغم من العلاج.
✗ التهاب المثانة مرتين أو ثلاث في السنة، مثير للقلق: خطأ
الأطباء يرونه شيئا غير مثير للقلق إذا أصيبت المرأة بالتهاب المثانة حتى أربع مرات في السنة، فما فوق ذلك يستدعي تدخل الطبيب للكشف عن السبب. وللحد من هذه المخاطر، فإن أول ما يمكننا فعله هو شرب 1.5 لتر من الماء يوميا لتخفيف البول، وعدم حسره لتجنب ركوده في المثانة.
✗ النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المثانة من الرجال: صحيح
التهاب المثانة يحدث بسبب تلوث المثانة عن طريق تراكم بكتيريا معينة، بما في ذلك الإشريكية القولونية، عادة ما تكون موجودة في القولون، الذي يشكل جزءا من الفلورا المعوية الطبيعية، ويمكننا أيضا أن نجدها في المهبل. ولكن عند النساء، المسافة التي تفصل بين المسالك البولية للمهبل والشرج قصيرة، ومجرى البول، وقناة تصريف البول، قصيرة جدا (سم 3-4، في المقابل المسافة تقدر بحوالي 20 سم عند الرجال). يمكننا كذلك أن نجد هذه الجراثيم قبل نهاية مجرى البول وتزحف إلى أن تصل إلى المثانة، حيث تتكاثر وبالتالي تسبب التهاب المثانة.
✗ عدوى المسالك البولية قد تختفي بشكل تلقائي: صحيح
التهاب المثانة الذي لم يعالج بالمضادات الحيوية يمكنه أن يختفي بشكل عفوي، خاصة مع بعض المستخلصات العشبية، مثل عنب الدب .. ويجب أن نعلم أن نصف التهابات المثانة تختفي عن طريق شرب الكثير من الماء، ولكن، يجب على النساء الحوامل طلب الاستشارة الطبية والعلاج بالمضادات الحيوية المناسبة فور التأكد من الالتهاب.

isstechara

السلس البولي
كل الناس يمكن أن يصابوا بالسلس البولي، ولكن بمجرد التأكد من الأعراض وتشخيص المرض، هناك علاج فعال ضد هذا المرض.
فمعظم النساء يختارون حلولا تلقائية تحد من هذا السلس البولي. مثلا، يتجنبون الضحك، الجري، حمل الأشياء الثقيلة، وكذلك العطس، لأنهم يعلمون أن أي ضغط يتم في منطقة أسفل البطن يساعد على انفلات البول. والعلاج يتم عن طريق إعادة تأهيل منطقة العجان (المنطقة بين الشرج والأعضاء التناسلية)، أو عن طريق تدخل بسيط إذا استدعى الأمر ذلك.
إعادة تأهيل العجان قبل كل شيء
دور العجان، هذه العضلة التي تمتد بين العانة، العصعص وعظامي الحوض، مهم جدا. عندما يشد بشكل جيد، فإنه يدعم عنق المثانة ويحد من تسرب البول. ولكن لا يمكنه أن يتمدد في بعض الحالات بعد الولادة، وكذلك إذا كان الوزن زائدا، أو الإمساك عند الأشخاص المسنين … عموما، يمكن للطبيب أن يصف حوالي عشرين جلسة لإعادة التأهيل مع أخصائي العلاج الطبيعي متخصص، مع أو بدون المسبار المهبلي. بالنسبة لنصف الحالات، إعادة تأهيل عضلات قاع الحوض لتشد تعتبر كافية. ولكن إذا أردنا نتائج جيدة، لا بد من الاستمرار في ممارسة التمارين في المنزل. ويجب كذلك القيام ببعض التدخلات، مثلا علاج الإمساك وتعلم القيام بمجموعة من ردود الأفعال المفيدة جدا، التعود على شد العجان عند العطس وبمجرد حمل الأشياء الثقيلة. تجنب التمارين الرياضية التي تتسبب في ضغط قوي في منطقة أسفل البطن، مثل الركض (footing)، الكرة الطائرة، كرة المضرب، كمال الأجسام…

شرائط تحت الإحليل
عندما تكون إعادة التأهيل غير كافية، الأطباء يقررون وضع شريط صغير تحت الإحليل لتعزيز العضلة العاصرة ومنعها من الفتح عن غير قصد أثناء ممارسة الرياضة. يتم تنفيذ التدخل الذي يستمر أقل من ساعة، تحت التخدير العام أو محلي. وتشير التقديرات إلى أنه إذا كانت النتائج جيدة بعد شهر، كانت هناك فرصة 90 في المائة من أن الشريط سيبقى مثبتا لمدة عشر سنوات على الأقل. أما في حال فشل التدخل، فإن هناك مجموعة من الحلول المقابلة، و»العضلة العاصرة اصطناعية» واحدا منها.
في حال حدوث تسرب بشكل غير متوقع
فهي متعبة جدا، فبعض تسرب البول يحدث دون سابق إنذار، أكثر من ثمان مرات في اليوم، وكذلك في الليل، وتسبقه في بعض الأحيان الرغبة المفاجئة والتي لا يمكن السيطرة عليها. هذا السلس البولي ليس له علاقة بالمثانة الصغيرة جدا. فهو يرجع إلى الإفراط في نشاط المثانة. ويمكن الحد منه عن طريق:

إحداث مذكرة للتبول
الطبيب أولا يطلب من المريضة أن تسجل لمدة ثلاثة أيام الساعات التي تتبول عندها. حجم كل تبول، نوع المشروبات التي تستهلكها والكميات المستهلكة. بالتالي يمكن تحديد وتصحيح الأخطاء المرتكبة عن غير قصد في نهاية المطاف. فمن الأفضل عدم شرب الكثير من المنبهات، وتجنب مثلا الشاي والقهوة والنبيذ الأبيض، أو البيرة، وذلك عن طريق إعادة تأهيل في السلوك بهدف معالجة السيطرة على المثانة تدريجيا وتعلم متى نريد التبول.

تناول أدوية مضادة للانقباض
عندما لا يكفي تبني عادات جديدة، فتناول مضاد الكولين يقلل من الحساسية وتقلصات المثانة. هذه الأدوية تقدم نتائج جيدة بشرط أن تؤخذ لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. وإذا أظهرت آثارها الجانبية المحتملة (الإمساك، وجفاف الفم) التي تكون مزعجة للغاية، يمكن أخذ نوع آخر من مضاد الكولين، فهذا يختلف من شخص إلى آخر.
التحفيز الكهربائي
إذا كان التسرب البولي مقاوم للأدوية، هناك بديلان، تحفيز عظام الساق الخلفية وتعديل العمليات العصبية. في واحد، يتم وضع القطب الجديد إلى الكاحل لمدة 20 دقيقة يوميا، على مسار العصب القصبي الخلفي، الذي يعصب المثانة. أما في الآخر، يتم زرع قطب كهربائي في اتصال مع واحد من الأعصاب المسيطرة على المثانة ويتم وصله بجهاز تنظيم ضربات القلب (محدد السرعة). ولكن الهدف هو نفسه: تهدئة الإفراط في نشاط المثانة عن طريق إصدار تيار ضعيف جدا.

المغص الكلوي
الحصى الموجودة في الكلى يمكن أن تختفي تماما دون ملاحظتها. ولكن عندما تكون كبيرة جدا أو تهاجر في المسالك البولية، فإنها تسبب المغص الكلوي والذي هو مؤلم للغاية.
تسعة من أصل عشرة، المغص الكلوي مرتبط بوجود الحصى عالقة في الحالب، القناة التي تربط الكلى بالمثانة. هذا الانسداد يخلق ضغطا في منبع البول فيسبب ألما شديدا جدا. نتجاهل لماذا قدرا كبيرا من الأشخاص، الكثير منهم رجال، يبادرون إلى تفتيت الحصيات البولية في كلاهم. ولماذا، عند بعض الأفراد، وجود هذه المجموعة من البلورات الصغيرة لا يشكل لديهم أي مشكلة. بينما بالنسبة لحالات أخرى، الحصيات في كثير من الأحيان هي المسؤولة عن المغص الكلوي المتكرر. في المقابل، هناك انتقال عائلي للحصيات، والتي تنتقل عن طريق الأب في كثير من الحيان. وتؤثر أكثر على الأشخاص ذوي المهن المعرضة لدرجات حرارة عالية وكذا المضيفات والمضيفين والطيارين. وهو ما يؤكد وجود علاقة بين الجفاف والمغص الكلوي.

لا تشرب كثيرا كما لو لم يتم التخلص من الحصيات بعد
عال جدا هو الألم الذي يشد الجسم إلى جهة واحدة، وينزل في اتجاه المثانة. ويمكن أن يكون مصحوبا بالغثيان، التقيؤ، والانتفاخ. إذا كانت المرة الأولى، فاستشارة الطبيب، أو الذهاب فورا إلى المستعجلات. الأطباء يصفون الأدوية المضادة للالتهابات ضد الألم. كما أنه من المستحسن أيضا عدم شرب الأكثر من اللازم لكي لا يزيد ضغط البول. وبعد ذلك يجب انتظار تفكك الحصيات بشكل تلقائي عن طريق المسالك الطبيعية. وعند التعرض المسبق للمغص الكلوي، يمكن للشخص اللجوء إلى التطبيب الذاتي. أما إذا كان الألم مصحوبا بارتفاع درجة الحرارة، لأن الارتفاع في الحرارة يدل على الالتهاب الذي يمكن أن يمر في الدم ويسبب تعفن الدم. وامتلاء الكلى بالحصى يمكن أن يؤدي إلى فشل كلوي حاد. المغص الكلوي مؤلم جدا، ولكنه ذاك المقاوم للمسكنات يؤثر على الناس المعرضين للخطر (مرضى السكري، والنساء الحوامل، قصور في الجهاز التنفسي والكبد والقلب أو الكلى) يعتبر حالة طارئة جدا.

تفتيت الحصيات
إذا كانت الحصيات عالقة وقطرها أكثر من 1 سم، يجب أن تفتت. أما إذا كان قطرها أقل من 1.5 سم؟ الأطباء يفضلون تفتيت هذه الحصيات خارج الجسم. ويتم هذا التفتيت عن طريق موجات صادمة تطبق خارج الجسم، ثم يتم طردها عن طريق المخارج الطبيعية، في غالب الأحيان عن طريق الجلد.
التغذية تلعب دورا مهما في الوقاية من المغص الكلوي، فيجب على الإنسان أن يشرب ويتبول باستمرار، وأن يتناول الفواكه والخضروات، ويتناول المزيد من الكالسيوم، وأن يقلل من الملح، البروتينات والسكر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى