شوف تشوف

الرأي

الحكومة الشبح

خرجات بنكيران صارت تؤكد وبالملموس أن الرجل ما عاد لديه أي شيء ليخسره، بعدما فقد مصداقيته أمام المواطنين الذين أدلوا بأصواتهم من أجل حزبه، رغبة في التغيير، واقتناعا بالجنة التي وعد بها في الحملة الانتخابية السابقة، والتي اتضح أنها جنة عدم.
لكن الأمر لم يعد يقتصر على هذا الجانب، فبنكيران يظهر أنه شخص ما عاد يحتاج للعمل السياسي بعد هذه التجربة، فالرجل ألف ربطة العنق التي تلتف على عنقه، وألف الاستهزاء بآلام المغاربة، وما عاد يحس بأي علاقة تربطه مع المواطن باستثناء «صندوق انتخابات ما» أهله ليريح جسده ويحلق ذقنه ويتأنق… وحين استدفأ ظن أنه كان يعيش في كابوس فقط، لذلك كانت النتيجة أن قطع علاقته مع كل ما يعتبره «الماضي»، وهو الواقع المزري الذي نعيشه وبشكل يومي.
فالأولوية الكبرى لرئيس الحكومة الإسلاموي، تتجه الآن وفي العلن للحديث عن أرباحه المادية، عن تقاعد البرلمانيين والوزراء، وراتبه الشهري والذي يقر أنه إن لم يكن يوفر له كل احتياجاته لما بقي على رأس الحكومة، هكذا يختتم بنكيران مسيرته السياسية بالقول الصريح أن الجانب المالي هو ما كان يحكم تجربته السياسية، وأن السنوات الطوال التي قضاها يصرخ ويندد ويشجب ويعارض، لم يقضها هو وحزبه من أجل المواطن المغربي، بل فقط من أجل ضمان تقاعد مريح، بل والارتقاء في السلم الاجتماعي على ظهر المغاربة، ولأنه محب لحزبه، فقد آثر أن ينتفع أكبر عدد من أتباعه لذلك تعددت النسخ الحكومية، فالتعدد يراه بنكيران وحكومته في كل شيء، حتى في الصاحبة والزوجة، وفي جوج فرنك… لذلك لنكن واقعيين، فالتعديل الحكومي لم يكن بسبب انسحاب شباط أو تلك الزوبعة من الاتهامات التي تابعها الجميع، فما كانت تلك إلا تمثيلية من أجل إخفاء الهدف الحقيقي وهو التعدد.
فهل بعد كل هذا يمكن اعتبار حزب العدالة والتنمية الإسلاموي حزبا، وهو يكشف نوايا الاسترزاق السياسي لنا نحن كمغاربة، وخاصة للذين أدلوا بأصواتهم من أجله؟
الجناح المدافع عن بنكيران وحكومته، يصر على القول إن للرجل بعض الاسهامات تتمثل في: دعم الأرامل، والضمان والاجتماعي، وطرد الموظفين الأشباح. ويمكن الرد على هذه الإنجازات الكبرى والعملاقة، بالقول إن أغلب المشاريع التي تتبجح بها الحكومة كانت مهيأة مسبقا من طرف سابقتها، أما الأشباح فليس هم الموظفون فقط، بل الحكومة كذلك، والتي ساهمت في جعل أحوال المغاربة تتدهور من سيء إلى أسوأ، في الوقت الذي انشغل فيه بعض الوزراء بالحب والزواج، والآخر بتحويل مكتبه لغرفة نوم وحمام للاغتسال، بل كذلك الرقص كما فعل بنكيران احتفالا بدماء الأساتذة المتدربين… لذلك على بنكيران أن يتخذ قرارا بشأنه أولا وبشأن كل الوزراء باعتبارهم أشباحا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى