الرأي

جائزة «بيزار» للخلفي

يحرص مصطفى الخلفي، الساكت الرسمي باسم الحكومة، مع اقتراب الانتخابات على حضور افتتاح المهرجانات السينمائية والتقاط صور السيلفي مع المعجبين والمعجبات، وسرد «حصيلته السينمائية» التي لخصها في تزايد الدعم المخصص للأفلام بـ90 فيلما بمبلغ 230 مليون درهم، قائلا بفرح طفولي إن هذا المبلغ هو «دعم من المال العام يوجه للمبدعين، وهو حق لهم»، لكن الخلفي «قاهر الفساد ومخلص العباد» ابتلع لسانه ونسي أو تناسى الإجابة عن مصير الأفلام التي حصل أصحابها على الدعم، ولم ينجزوا الأفلام المتفق عليها وصرفوا الأموال العمومية لقضاء أغراضهم الخاصة، في غياب أي متابعة قضائية، ولم يوضح الإجراءات التي اتخذها لتصحيح هذه الاختلالات، أفلام ادعى أصحابها أنهم صرفوا الأموال في أفلام تحاكي الواقع لم تعرض أصلا، ولو صرفوا هذه الأموال على الواقع لتغير فعلا، والواقع أن الخلفي رفض الحديث عن هذا الموضوع، مثلما رفض رفضا قاطعا لدى حضوره افتتاح المهرجان الوطني للفيلم في دورته الأخيرة بطنجة، الذي صادف ليلة منح جوائز «سيزار» السينمائية، أن يجيب عن سؤال لأحد الصحافيين حول ترشيح المغربية لبنى أبيضار لجائزة أحسن ممثلة، بل إنه صعق من جراء هذا السؤال وكأنه «رجس من عمل الشيطان»، وحاول أن يتخلص من جمرته الحارقة بأن نصح الصحافي بطرح السؤال الحارق على مدير المركز السينمائي المغربي، وكأنه يسعى إلى تبرئة نفسه من أي مسؤولية مباشرة أو غير مباشرة عن خلق ظاهرة أبيضار من عدمه، لكن لولا قراره الانفعالي بمنع فيلم تافه لما وصلت ممثلة نكرة إلى حفل «سيزار»، ولما راكمت الجوائز، ولما تهافت عليها الإعلام الفرنسي، ولما فرش لها اللوبي الفرانكوفوني البساط الأحمر نحو بلاطوهات التلفزة وأغلفة المجلات والصفحات الأولى لأبرز الصحف الفرنسية. شكرا لك إذن أيها الوزير على «ذكائك» الخارق، فأنت تستحق جائزة «بيزار» بدل «سيزار».
وكان نبيل عيوش مخرج الفيلم الرديء «الزين اللي فيك»، قد برأ ساحة الفاسي الفهري من قرار المنع، حسب ما أقره مدير المركز نفسه لعيوش، حيث إنه تقبل قرار المنع على مضض، لكنه لم يكلف نفسه عناء إرسال إشعار بالمنع الى المخرج المعني بالأمر، والسيناريو نفسه حدث مع منع الفيلم الأمريكي «إكزوديس: آلهة وملوك»، ثم التراجع عن منعه، لكن النتيجة كانت كارثية بالنسبة لصورة المغرب في الخارج، والذي عبر عن انفتاحه بتحويل ورزازات إلى هوليوود ثانية، لكن قرار المنع حطم في دقائق ما بناه المغرب خلال عقود متتالية، ولعل الخلفي يدرك أن سمعة بلد ما حين تتعرض للارتجاج والتشكيك لا يمكن استعادة عذريتها الأولى، مهما أنفقت الدولة من ملايير لحساب مكاتب الدعاية الدولية المتخصصة في تجميل الصورة وترميمها، إذ تكفي تصريحات بهلوانية عبثية لأبيضار حول واقع المرأة، أو الاعتداء المزعوم عليها، لكي يحدث شرخ عميق لصورة المغرب في أوربا وباقي دول العالم.
كنا نأمل أيضا أن يسائل المشاركون في مهرجان طنجة الوزير الوصي، عن حصيلة تدبيره لهذه الملفات الحرجة ذات العواقب الوخيمة على صورة المغرب في العالم، لكن يبدو أن المحتفلين في طنجة فضلوا مشاهدة صور مشاهد رديئة لـ«سينما المعدنوس» للمخرج بولان، ونهج سياسة «شوف وسكت».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى