شوف تشوف

الرئيسية

حكاية بعثة أخصائيين اجتماعيين مغاربة حاصرها القصف بليبيا

في منتصف شهر أبريل سنة 1986، استفاقت مدينتا طرابلس وبنغازي الليبيتان، على قصف كثيف، قامت طائرات حربية أمريكية، في عملية أطلق عليها اسم «ألدورادو»، بشراكة استراتيجية بين القوات الجوية والبحرية وقوات المارينز الأمريكية.
مرت الآن ثلاثون سنة على الغارة الأمريكية، التي عاشها عدد من المغاربة بكل تفاصيلها الدرامية، منهم من حزم حقائبه عائدا إلى بلاده مباشرة بعد عودة الحياة إلى مطار طرابلس ومنهم من استكمل ما تبقى في العقد، وقلة منهم عبرت نحو الضفة الأخرى في زمن لم يكن فيه ذكر للتأشيرة.
«الأخبار» تكشف عن قصة أخصائيين مغاربة قادتهم اتفاقية وجدة إلى طرابلس، فعاشوا رعب الغارة ولعنوا القدر الذي ساقهم إلى الجحيم.
كانت مدينتا طرابلس وبنغازي الليبيتان نائمتين قبل أن تتهاطل عليهما قاذفات أمريكية من طراز إف- 111، منها ما استهدف خيمة القذافي وبيته والعديد من الأحياء السكنية مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا من المدنيين من بينهم ابنة القذافي بالكفالة وتدعى هناء.
وقالت بلاغات للجيش الليبي إن المقاومات الأرضية ووسائل الدفاع الجوي الليبي تصدت للهجوم الأمريكي الذي شاركت فيه بحسب المصادر العسكرية الليبية 170 طائرة، وأكدت إسقاط عدد من الطائرات الأمريكية، بل إن التلفزيون الليبي عرض صورا لحطام الطائرات الأمريكية التي تقاذفتها أمواج البحر المتوسط على شاطئ طرابلس.
وحسب بيانات سفارة المغرب في ليبيا، فإن عدد الرعايا المغاربة الذين كانوا يعيشون في ليبيا خلال العدوان الأمريكي بشكل رسمي لم يتجاوز 40 ألفا وربع هذا لا يصرح بوجوده على التراب الليبي. أغلب المواطنين المغاربة كانوا يشتغلون في مهن يدوية تعتمد على المجهود البدني، وقلة فقط كانت تعمل في وظائف حكومية.
في 13 غشت 1984 وضع المغرب وليبيا حدا لخلافاتهما السياسية التي عمرت طويلا، ووقع الملك الحسن الثاني والعقيد معمر القذافي في مدينة وجدة اتفاقية اتحاد يضم «المملكة المغربية والجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية»، أصبحت تسمى «اتفاقية وجدة» ذوبت جليد الخلافات القديمة.

هبة من السماء لمواجهة معطلي المعهد
في شهر يناير من سنة 1995، وقعت وزارة الشؤون الاجتماعية، في عهد الوزير الدستوري محمد أبيض، اتفاقية شراكة وتعاون مع الأمانة العامة للضمان الاجتماعي بالجماهيرية الليبية، استنادا إلى المادة التاسعة من معاهدة وجدة، التي تنص على وجود «سياسة مشتركة تهدف إلى تعزيز أواصر المودة الأخوية بين البلدين وإقامة تعاون وثيق بينهما، يرمي إلى تنمية العمل الاجتماعي على اختلاف مستوياته، عن طريق تبادل الأطر والطلبة وإحداث المؤسسات المشتركة».
ولأن وزارة الشؤون الاجتماعية، كانت تعاني من مشكل خريجي المعهد الوطني للعمل الاجتماعي المعطلين، فقد وجدت في الاتفاقية فرصة لتشغيل 16 عنصرا كمشرفين اجتماعيين، تم انتقاؤهم من بين خريجي الفوج الثاني، عبر اختبار شفوي حضره ممثل عن الأمانة باللجنة الشعبية للضمان الاجتماعي ببلدية طرابلس، وممثل عن وزارة الشؤون الاجتماعية المغربية. بعد أقل من أسبوع توصل الطلبة الذين توفقوا في الاختبار الشفوي، بنسخ من العقود قصد توقيعها بعد الاطلاع على بنودها، وشرعوا في إنجاز جوازات السفر، والاستعداد للتوجه إلى الجماهيرية الليبية.

أخصائيون اجتماعيون في طرابلس
حين وصلت الدفعة الأولى من الأخصائيين الاجتماعيين إلى طرابلس، تبين أن مهمة مشرف اجتماعي التي تضمنها العقد يلفها الكثير من الغموض، إذ تم توزيع الأطر على مؤسسات الرعاية الاجتماعية من خيريات ودور للمسنين ومراكز ضمانية، ومراكز لتربية الأحداث الجانحين وكذا مؤسسات الصم والبكم ثم مؤسسات التربية الذهينة، وهي تسمية مهذبة لمراكز الأطفال المختلين عقليا. أغلب أفراد البعثة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 23 و26 سنة، كلهم عزاب يخوضون أول تجربة شغل في حياتهم تحت مسمى الوظيفة الحكومية.
ساهمت اتفاقية وجدة على تعزيز الحضور المغربي على مستوى مرافق الدولة، ولم يعد المهاجر المغربي يقتصر على دور الحرفي في مهن الصباغة والنقش والميكانيك ومهن البناء، بل امتد ليشمل قطاعات أخرى كالأطقم الطبية، ناهيك عن رجال التربية والتعليم الذين دخلوا مدارس تختلف في نظامها التعليمي عن المنهاج المغربي.
حسب إحصائيات الأمانة العامة للخدمة العامة، أي وزارة الشغل الليبية، فإن الأطر المغربية تحتل الصفوف المتأخرة على مستوى الأطر، إذ يتربع المصريون على الزعامة متبوعين بالهندية والفلبينية والتونسية والسودانية، ثم السورية.

لعبة القط والفأر بين القذافي وريغان
كانت واشنطن تبحث عن نصف مبرر لتنفيذ هجمات على الجماهيرية، الغاية منها «تأديب الزعيم المزعج» الذي لا يفوت الفرصة ليقول لازمته الشهيرة «طز في أمريكا». حصلت بعض الاشتباكات بين الطرفين، خاصة بعد تعرض زورق ليبي صغير لهجوم من طرف أسطول كان يرابط قبالة السواحل الليبية، فأستشهد بعض من بحارته وتم دفنهم في مقبرة الشهداء بمنطقة الهاني حيث النصب التذكاري لمعركة الهاني الشهيرة.
ظل التوتر حاضرا في علاقات القذافي بنظيره الأمريكي، إلى أن تم تفجير ملهى برلين واتهمت «الس آي أي» ليبيا وقالت إنها وراء الحادث الدامي، فكانت النقطة التي أفاضت كأس الخلاف.
يقول أحمد النخيلي الأخصائي الاجتماعي في معهد التربية الذهنية بمنطقة جنزور شرق طرابلس، «علمت من خلال متابعة الأخبار أن فتيل الغارة أشعل يوم 10 أبريل 1986 حيث بدأت تحركات مكثفة لطائرات التشويش القادمة من انجلترا وكريت، وبعد خمسة أيام بدأ الهجوم على بنغازي أولا وطرابلس ثانيا، وقد قامت مائة وستون طائرة حربية أمريكية بغارات جوية على ليبيا، أسقطت خلالها ما يزيد عن ستين طنا من القنابل، وشملت هذه الغارات قصف ميناء طرابلس الدولي وثكنات باب العزيزية العسكرية وقاعدة سيدي بلال البحرية ومدينة بنغازي.

ليلة في مستودع الأموات
عين محمد لمعدل أخصائيا اجتماعيا في خيرية غوض الشعال، وتحديدا في شارع عشرة، وشاءت الأقدار أن يكون ضمن البعثة المذكورة، كان عمره لا يتجاوز25 سنة، لكنه عاش مغامرة فريدة من نوعها على جميع المقاييس.
تم تعيين محمد في البداية في منصب أخصائي اجتماعي في أحد دور رعاية البنين بطرابلس العاصمة (خيرية خاصة بالذكور)، وبعد ذلك بمركز صحي اجتماعي ضماني. ومن المفارقات الغريبة أن الخيرية التي نجت من غارة أمريكا سنة 1986، استهدفتها غارة حلف الناتو خلال مطاردة القذافي وأزلامه فدمر جزء كبير منها ومات كثير من أيتامها.
يستحضر لمعدل اللحظة العصيبة فيقول: «في تلك الليلة وبعد تأكد الأخبار عن اقتراب تعرض الجماهيرية لعقوبات عسكرية، اجتمعنا نحن مجموعة من العاملين المغاربة بالشقة التي كنت أسكنها أنا وزميلي وسط مجمع سكني توجد به جميع الجاليات الأجنبية بالقرب من أكبر مستشفى بالعاصمة ويدعى مستشفى «الهضبة». سهر الجميع في انتظار ما سيؤول إليه القصف الذي كان محددا مع منتصف الليل حسب محطة الإذاعة البريطانية «هنا لندن» بعد مرور منتصف الليل بأكثر من ساعة وفي الوقت الذي اعتقدنا أن أمريكا أخلفت وعدها ولن تقوم بضربات، قصد كل واحد من الزملاء شقته للنوم دون أن نعلم أن فرقا في التوقيت كان السبب في تأخير تنفيذ القوات الأمريكية لضرباتها». ويضيف: «أتذكر في تلك الليلة أنني كنت أستعد للنوم بعد أن غرق رفيقي في الشقة، في سبات عميق فسمعت أصواتا قوية ومدوية في كل مكان، وأضواء غير عادية في السماء، والعمارة كأنها تتأرجح يمينا ويسارا، فاستنتجت أنها الغارة المنتظرة. قمت بتغيير ملابسي بأقصى سرعة مع إيقاظ رفيقي الذي كان مفزوعا مما اضطرني للصراخ في وجهه كي يركز في ما أقوله له، فطلبت منه ارتداء سروال «جين» وحذاء خفيف وحمل جواز السفر فقط . لكن من هول النازلة كان رفيقي يحاول أن يلبس سترته «جاكيت» كأنه يلبس سرواله. ثم خرج من الشقة مهرولا وقام بإغلاق الباب بالمفتاح وأنا داخل الشقة فبقيت محاصرا فيها. صرخت بأعلى صوتي مستنجدا برفيقي في الشقة المجاورة الذي أفرج عني».
أجمع مغاربة «الهضبة الخضراء» على هول الموقف الذي كان يشبه الهزة الأرضية، «من شدة الفزع كان النزول في سلالم العمارة عبارة عن قفزات وسط صراخ السكان بمختلف اللغات والكل يسارع للوصول إلى الباب الخارجي للعمارة الذي كان مكتظا بسكان باقي العمارات». فضل الجميع اللجوء إلى الغابة المجاورة للقرية السكنية، حيث قضوا فيها الليلة المشؤومة ممتثلين للتعليمات التي كانت تقدمها الإذاعة المحلية حول الطريقة التي يجب أن نتبعها خلال القصف.
«حتى لا نقضي الليلة الموالية في العراء، تم استغلال الطابق السفلي للمستشفى الكبير كإيواء عوض الغابة. ومن الطرائف المسجلة، أن كل جالية أجنبية اتخذت لها مكانا تأوي فيه بالطابق المذكور بالمستشفى. كانت الحرارة جد مرتفعة والكل يتصبب عرقا، اختارت الجالية المغربية مكانا نظيفا وباردا وقامت النساء المغربيات بتنظيفه وتأثيثه بالضروريات الأساسية. عندما استفسرنا عن الأمر تبين أن المكان مخصص لغسل وحفظ الأموات، فكان أحسن مكان لقضاء للتعايش القبلي مع الموت».

جرح الارتباك قبل جراح الغارة
عين عبد العظيم هريرة أخصائيا اجتماعيا بمعهد التربية الذهنية بطرابلس إلى جانب كل من أحمد النخيلي ومراد القيجاطي، إضافة إلى أطر طبية مغربية، «كنت من بين ستة عشر من خيرة زملائي خريجي المعهد الوطني للعمل الاجتماعي بطنجة، تم تعييننا في عدد من مؤسسات الرعاية الاجتماعية بالعاصمة الليبية طرابلس ونواحيها، والحقيقة أنها كانت تجربة جيدة بالنسبة لنا ونحن حديثي العهد بالتخرج وتحذونا عزيمة وحماس كبيرين لوضع إمكانياتنا العلمية والشخصية في خدمة الأشخاص في وضعية صعبة بمختلف الفئات والآفات الاجتماعية.
يعيد عبد العظيم ترتيب الحدث في ذهنه رغم طبقات الغبار التي لفت واقعة تعود إلى منتصف الثمانينات: «أبرز الأحداث التي طبعت مقامنا بالمهجر، هي الغارة الأمريكية على طرابلس سنة 1986 التي لازالت موشومة في خلدنا ولا زالت حادثة شخصية لي مصاحبة لهذا الحدث، عالقة في مخيلتي. في تلك الليلة المشهودة والأطفال قد خلدوا إلى النوم وأنا لازلت مستيقظا للاطمئنان عليهم قبل موعد نومي، إذ سمعنا دويا وانفجارات وصاح بنا «ابا امحمد» غفير الحراسة الليلية بالمعهد ألا نشعل الأضواء نظرا لكون طرابلس تتعرض لغارة جوية وأن في إشعال الضوء خطر علينا، وأمام هذا الوضع حاولت أن أطمئن على الأطفال رغم الظلام إلا أن أغلبهم استيقظ وهرعوا إلى المخرج في حيرة وأنا أحاول ردهم إلى الداخل وتهدئتهم، لكن أحدهم قام مرة أخرى محاولا الخروج وبينما أنا أقوم بصده في الظلام اصطدمت بأحد سواري المنزل وأصبت على إثر الاصطدام بجرح غائر في حاجبي الأيمن وكدت يغمى علي. ولكن زملائي في المركب السكني من الأخصائيين والممرضين وغيرهم حضروا للاطمئنان علينا بالمنزل ليجدوني مدرجا في الدماء فقاموا بإسعافي، والطريف في الأمر أنهم حملوني إلى المصحة ونظف أحد الممرضين الجرح، وهو اليوم في ذمة الله تعالى، وقام برتق الجرح على ضوء خافت لكشاف صغير، ولازالت آثار الجرح الملتئم ظاهرة على حاجبي إلى اليوم».

الهروب من جحيم الغارة
في صباح اليوم الموالي للغارة تبين أن أغلب الليبيين جهزوا سيارتهم للرحيل، حيث غادروا المدينة في اتجاه خيامهم التي يتوفرون عليها في الصحراء، وبقي سكان طرابلس أغلبهم من الليبيين البسطاء والمهاجرين من الجاليات الأجنبية في الخلاء يواجهون قدرهم.
بعد مرور ثلاثة أيام، انتهى القصف، بعد أن كان الأسطول السادس الأمريكي على أهبة لتكثيف ضرباته بعد دخوله المجال الليبي ، «بشر القذافي في خطاب مقتضب الشعب الليبي بنهاية الغارة الأمريكية وقام بشكر الملك الحسن الثاني والشعب المغربي». يقول لمعدل .
عرفت وكالة الخطوط الملكية المغربية بطرابلس تدفقا رهيبا لوفود كبيرة من الجالية المغربية للحصول على تذاكر السفر والعودة إلى المغرب. «كنت ممن قرر الرجوع في أقرب فرصة للبلد لأنني استنتجت أن القذافي ومن يثق فيه كان يعيش أحلاما ميتافيزيقية وأن فكرة الشعب المسلح الذي كان يفتخر بها لم تكن سوى شعارات جوفاء. تمكنت بعد ذلك من الرجوع إلى المغرب في أول طائرة خصصها المغرب للجالية المغربية للعودة لأرض الوطن ولكن ليس بالمجان. غادرت الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية بِدون عودة وبدون حصولي على باقي مستحقاتي المالية تاركا ورائي ذكريات لن تنسى أهمها القصف الأمريكي على ليبيا» يقول لمعدل.
أما عبد العظيم فنجا بأعجوبة من صاروخ تائه، «بعد انبلاج صباح اليوم التالي، علمنا بأن صاروخا قد سقط بمركب كهرباء قريب منا ولحسن الأقدار سقط في كومة من الرمال ولم ينفجر ولو كان سقط على سطح صلب لكنا اليوم في عداد ضحايا ليلة الغارة الأمريكية على طرابلس. وكان هذا الحدث سببا مباشرا لتقديم الاستقالة لأغلبنا والرجوع إلى أرض الوطن».

مدير دار الطفل يفلت بجلده
شاءت الصدف أن يغادر عزيز عدي طرابلس في آخر رحلة جوية قبل إغلاق المطار، «صباح يوم 16 أبريل 1986 أفقت وعائلتي على دقات هستيرية على باب منزلنا بالحي المحمدي، فكان صديقي الحميم الذي لم أراه مدة سنة كاملة يسأل عني بلهفة كبيرة ..فلما رآني بالغ في عناقي و تقبيلي ونظراته كلها حيرة واستفسار، لم أفهم معنى ذلك إلا بعد أن أخبرني بما حدث ليلة أمس..غارة أمريكية غاشمة على الجماهيرية الليبية..غارة استثنتني بساعات قليلة وكان قدري أن غادرت طرابلس في آخر رحلة جوية على متن طائرة مغربية انتابني شعور غريب فرحة ممزوجة بالحزن والخوف، الفرحة لأني نجوت بفضل الله من تجربة مريرة كانت ستكون لها ولاشك الأثر السيئ علي وعلى أحبتي وخاصة والدتي تغمدها الله برحمته».
استحضر عدي وهو المدير الحالي لدار الطفل بمراكش، لحظة توديعه في مطار طرابلس قبل ساعات عن الإغلاق. «كان آخر من ودعني بمطار طرابلس صديقي حسن البصري الذي تقاسم معي نفس المهمة في سجن الأحداث بطرابلس الذي اشتغلت فيه إلى جانب عبد المولى لعويدي وعمر أيت منصور، وكلما تلقيت تهنئة من طرف أحد أصدقائي أو أحد أقربائي بمناسبة سلامتي أشعر بالإحراج الكبير وبالخجل خاصة وأن أقرب أصدقائي لا أعلم ما حل بهما خاصة فؤاد لمعدل وحسن البصري صورتهما لم تبارح خيالي طيلة هذه الفترة العصيبة، لاسيما أمام صعوبة الوصول إلى أية معلومة بشأنهما كانت تزيد في حيرتي و مخاوفي».
عاد أغلب أفراد البعثة إلى المغرب عبر دفعات، وفي دواخل النخيلي والمعدل والحسناوي وهارود وعزو والغيتي والشامي والبصري وعدي وهريرة والقيجاطي وأيت منصور وإيدشاين ولعويدي وأفزاز والبلالي جراح غائرة، فقد انتهت التجربة وسط رائحة الدخان وأصوات العدوان، وارتباك المدينة التي عجت بالمظاهرات التي تردد شعارات مناوئة للولايات المتحدة الأمريكية، «حما شعب صعيب عناده مش تونس ولا غرانده».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى