شوف تشوف

الرئيسيةمدن

حين استعطف «البيجيدي» سكان «الخرب» للتصويت عليه ورمى بهم أثناء التسيير

طنجة: محمد أبطاش

على بعد حوالي 10 كيلومترات عن مدينة طنجة، وبمدخلها الرئيسي على الطريق الوطنية المتجهة صوب تطوان، يقع حي يدعى «الخرب». هذا الحي دخل إلى النطاق الحضري منذ سنة 2009، ورغم أن عددا من الشركات الاستثمارية الكبرى قد شرعت في العمل بالمنطقة بعدما افتتحت أبوابها، مما وفر المئات من فرص الشغل، إلا أن «عين مشلاوة» أو «الخرب»، كما يسمى في إطاره القانوني، لا يزال يرزح تحت التهميش في ظل معاناة السكان مع البنيات التحتية المهترئة، كما أضحت الجرائم التي شهدها هذا الحي تنفر مستثمرين آخرين من فتح شركاتهم والاستقرار بمحاذاته.. «الأخبار» زارت الحي، واستقت تصريحات السكان، الذين كشفوا كيف تعرضوا لخديعة من قبل حزب العدالة والتنمية، حين صعد لأول مرة إلى حيهم العمدة الحالي محمد البشير العبدلاوي، قبل أن يرفع الحزب يديه معلنا استسلامه أمام مطالب السكان.

طرقات مهترئة
رغم وجود لوحة خاصة سبق أن وضعتها المصالح المختصة في إطار مشروع «طنجة الكبرى»، خلال السنوات الماضية، حول وجود مخطط لشبكات الطرق والأرصفة والإنارة العمومية فضلا عن تشجير الحي، إلا أنه سرعان ما تبخرت هذه الوعود وظلت اللوحة الإشهارية شاهدة على ذلك بالطريق الوطنية الرابطة بين تطوان وطنجة، بمدخل هذا الحي «الحضري – القروي». وقد أكدت تصريحات استقتها الجريدة من وسط هذا الحي، عن معاناة يومية بسبب غياب الطرقات المؤمنة، كما أن السيارات أضحت تجد صعوبة في المرور ببعض الأماكن الضيقة، إذ يعاني السائقون الأمرين بالطريق الرئيسية التي تربط بين دواوير هذا الحي، سيما أثناء فصل الشتاء، حيث إن القنطرة الوحيدة التي تربطه بالطريق الوطنية الكبيرة، أضحت مهددة بالانهيار في أية لحظة، وآخر إصلاح لها كان قبل سنوات، إبان المجالس الجماعية السابقة، ومن وقتها تؤكد التصريحات أن المارة والسائقين، أضحوا في خطر، بسبب تشققات ظهرت أسفل هذه القنطرة كما توضح ذلك صور التقطتها «الأخبار» من عين المكان.

إجرام واستثمار
رغم وجود العشرات من الشركات على طول الطريق الوطنية التي يطل عليها هذا الحي، إلا أن هذا الاستثمار المهم أصبح مهددا، بفعل وجود تقاطبات بين ولاية أمن طنجة من جهة، ومصالح الدرك الملكي من جهة الثانية، حيث يرمي كل طرف التهمة في ملعب الآخر، أثناء اهتزاز الحي المشار إليه، بسبب الجرائم والاعتداءات التي تطول المواطنين، والتي من شأنها أن تنتقل إلى هذه الشركات التي يرى فيها متسكعون ومبحوث عنهم منتشرون بهذا الحي، مؤسسات تتعمد إقصاءهم من الشغل، كما سبق أن تعاملوا مع أحد المهندسين النشطاء بداخل هذا الحي، والذي قام على حسابه الخاص، بجلب جرافات فتح الطريق المهترئة، إذ أقدموا على محاولة حرقه وسط فيلا نموذجية يقطن بها، ومهاجمته بواسطة الحجارة.
ومع طفو هذه الجرائم على السطح، يستحضر السكان جريمة قتل تعرض لها شخص من وسط الحي نفسه، حين ترصده شخصان، في إطار تصفية حسابات قديمة، قبل أن يقدما على ضربه بواسطة «شاقور»، على مستوى الرأس، حينما كان يهم بالنزول من سيارته بمدينة طنجة.
ويكشف بعض السكان، وهم يروون هذه التفاصيل للجريدة والخوف باد عليهم، أن جريمة بشعة شهدتها المنطقة هزت المغرب بأكمله، حين أقدمت سيدة على ذبح أم لخمسة أطفال، وفصل رأسها وبعض الأطراف عن جسدها خلال أبريل من السنة الماضية.

في مرمى الوالي
فعاليات من قلب حي «الخرب» كشفت للجريدة عن كونها تستغرب استثناءه من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي سبق أن برمجت خلال السنوات الماضية، من ضمنها مخطط لربط الحي بالماء الصالح للشرب، حيث لا يزال السكان يلجؤون إلى مياه الآبار، متسائلة عن أسباب هذا التأخر، خصوصا وأن التساقطات المطرية أضحت مفاجئة مما يحتم على المصالح الوصية التدخل العاجل، في حين أكد هؤلاء أنهم وضعوا العشرات من الرسائل أمام رئيس مقاطعة «مغوغة» الذي رمى الملف في مرمى المصالح الولائية، وقال لهم إن المجالس المنتخبة لا تتدخل في مشاريع طنجة الكبرى، وهو ما يكشف حسب السكان عن غياب حس المسؤولية خصوصا وأن العمدة الحالي محمد البشير العبدلاوي سبق أن استعطفهم للتصويت عليه أثناء تقديم ترشيحه عن حزب العدالة والتنمية، وصعد إلى وسط هذا الحي خلال اشتداد الحملة الانتخابية الأخيرة في غشت السنة الماضية.

صحة وتعليم
يشكو السكان المحليون من انعدام المستوصفات التي من شأنها تقريب القطاع الصحي منهم، حيث يقطعون العشرات من الكيلومترات للوصول إلى أقرب مستشفى بمدينة طنجة، في الوقت الذي يؤكدون أن المعاناة تتعمق أكثر أثناء وجود حالات للنساء الحوامل إلى جانب المداومة على التلقيح. ففي الوقت الذي يستطيع السكان الذين لديهم وسائل نقل إنقاذ الوضع، فإن ما تبقى من السكان خصوصا الفقراء منهم، تزداد معاناتهم.
مصادر من السكان أكدت أن المستوصف الوحيد الذي أحدث سبق أن تعرض للسرقة من قبل مجهولين، وتم الاستيلاء على المعدات وتجهيزات، كما أضحى مكانا للعب الأطفال والمدمنين، وهو الأمر الذي يعرفه قطاع التعليم أيضا، حيث يقطع التلاميذ مسافات طويلة بغرض استكمال دراستهم، مما يتسبب في انقطاعهم المستمر عن الدراسة أثناء كل فصل شتاء بسبب البنيات التحتية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى