ثقافة وفن

سيسليا هوبستوك.. طليقة السكاح المهندسة النرويجية التي خططت لخطف ابنيها بدعم ديبلوماسي

لم يكن خالد السكاح البطل المغربي في رياضة ألعاب القوى، يعلم أن الدعوة التي تلقاها لحضور حفل فني سينتهي بنظرة وابتسامة، كان ذلك سنة 1991، بعد فوزه بالميدالية الذهبية للألعاب الأولمبية في برشلونة. حين كان الجميع منخرطا في التقاط الصور مع البطل الأولمبي، كانت شابة نرويجية تدعى آن سيسليا هوبستوك تخطط للسطو على قلب خالد.
اتفق السكاح وسيسليا على كتابة السطورة الأولى من سيرة الحب، وبعد شهور قررا الارتباط بزواج دام حوالي 15 سنة، قبل أن يتوقف في باحة استراحة المحاكم سنة 2006. أمهل السكاح عشيقته شهورا لاستكمال دراستها في مجال الهندسة، وبعد تخرجها عثرت على وظيفة في وزارة الداخلية النرويجية.
في سنة 1995 تقدم السكاح بطلب الحصول على الجنسية النرويجية، حتى يتمكن من التنقل إلى النرويج، حتى يعفى نهائيا من عناء طلب التأشيرة كلما رغب في مرافقة أسرته الصغيرة إلى النرويج، حصل على الجنسية لامتلاكه شقة وزواجه من نرويجية ولمكانته الاعتبارية كبطل بإمكانه آنذاك الحصول على جنسية أي بلد أوروبية، ولأطفاله الذين ولدوا هناك.
كانت الأمور تسير بإيقاع هادئ، ليقرر أفراد الأسرة الاستقرار في المغرب، حينها تسربت إلى حياة الزوجين مشاكل لا حد لها، بعد أن انتقلت الزوجة من موظفة إلى عاطلة تقضي وقتها في الرباط تتابع البرامج التلفزيونية وتتواصل مع أهلها في أوسلو. تسلل الفتور إلى علاقة الطرفين بالرغم من وجود ابنين، وهما طارق وسلمى، يحارب وجودهما الروتين الأسري، سيما في ظل صعوبة اندماج الزوجة النرويجية.
جثمت في سماء العلاقة الأسرية غيمة الاختلاف الثقافي بين الزوجين، سيما بعد أن انطفأت شعلة البطل ولم يعد نجما كما كان في السابق، إذ تحول إلى مجرد إطار في وزارة الشباب والرياضة ومدربا في معهد تكوين أبطال المستقبل، كما انتابت نوبة ندم الزوجة سيسليا وهي تنتقل من النرويج إلى المغرب وتقبل بالاستغناء عن وظيفة أفنت عمرها من أجل الحصول عليها.
حسب رواية السكاح، فإن الانقلاب الذي حصل في علاقتهما يرجع إلى «المتطلبات المادية المرتفعة للزوجة، وتحريض طفلتها على عدم الصيام بعد بلوغها، وإبعادها عن الديانة الإسلامية لفائدة الديانة المسيحية». ويضيف خالد صكوك اتهام أخرى يختزلها الاختلاف العقائدي والثقافي بين الطرفين، حيث يردد لازمة «التمسك بالإسلام سر انهيار العلاقة الزوجية».
في ظل تفاقم الوضع، طالبت سيسليا بالانفصال الودي، لكن زوجها رفض، فبدأت تفكر في وسيلة لاستعادة سلمى وطارق منه، فخططت المهندسة لعملية هروب مدروسة، وفور وصولها إلى أسلو رفعت دعوى قضائية أمام القضاء النرويجي سنة 2007، فقضى لها بحق الحضانة، فمكنتها المحكمة من الطلاق في 14 يناير من سنة 2008، ويوم 30 مارس من السنة نفسها تم الطلاق بالمغرب، فقضت المحكمة بفاس بمبلغ 2000 درهم شهريا منذ مغادرتها بيت الزوجية، بالرغم من أنها رفعت دعوى للنفقة منذ زواجها إلى سنة 2007.
استأنف السكاح الحكم مستندا على دفوعات أخرى، مشيرا إلى أن الزوجة هي التي أهملت الأسرة وغادرت بيت الزوجية، القضية لم تقف عن هذا النزاع الأسري، بل إن محامي طليقة السكاح بداية تمكن من استصدار مذكرة بحث دولية من أجل إلقاء القبض على السكاح الذي «اعتبرته مجرما خطيرا قام باختطاف طفلين».
فتح السكاح جبهات الصراع مع القضاء النرويجي، حيث وصفه بالعنصري، لكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد، بل ظهرت محاولات اختطاف ابني خالد وترحيلهما إلى أوسلو، فشلت المحاولة الأولى في المدرسة التي يدرس بها طارق وسلمى. والمحاولة الثانية، تمت ليلا وبطريقة هوليودية، بمساندة موظفين في السفارة النرويجية، نجحوا في ترحيل الابنين قسرا.
يقول السكاح إن قصة الاختطاف لا تختلف عن أفلام المافيات، «تم نقل الطفلين عبر سيارة رباعية الدفع لونها أسود من ميناء ترفيهي شمال المغرب، وهنا تم تسليمهما إلى أمهما في سبتة. بدعوى سوء المعاملة. لكن العملية عبثت بهدوء العلاقات المغربية الترويجية، إذ أصدرت وزارة الشؤون الخارجية المغربية بلاغات في الموضوع، كما قامت باستدعاء بيرون أولاف بلوخوس سفير النرويج بالمغرب إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون «من أجل الإدلاء بتوضيحات حول اختفاء طفلين مغربيين، بعد إيوائهما بمقر إقامة سفير النرويج».
أما هوبستوك، طليقة السكاح، فلها روايتها الخاصة، إذ أسرت لوسائل إعلام نرويجية بأنها سافرت مع السكاح وطفليهما إلى المغرب في سنة 2006، وأنه «قام بحبسهما في غرفتين منفصلتين وسحب منهما جوازي سفرهما».
انتهت الحكاية ببداية علاقة جديدة مع زوجة ثانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى