شوف تشوف

خاص

قناصل بدون حصانة ولا حقيبة ولا تعويضات

غالبا ما يحصل القنصل الفخري على هذه الصفة إذا كان مواطنا من بلد لا توجد فيه تمثيلية دبلوماسية، لكن كثيرا من القناصل الفخريين موجودون في المغرب يمثلون دولا تتوفر على سفارات وقنصليات.
حسب المفهوم القانوني لـ«القنصل الفخري»، فإنه يعني «كل شخص من مواطني الدولة الموفد إليها، أو من المقيمين بها إقامة دائمة، تكلفه الدولة بوظائف قنصلية بشكل تطوعي». وغالبا ما يتم التعيين في هذا المنصب بموافقة وزارتي خارجية البلدين، بل إن بعض الدول منحته حق منح التأشيرات في الدول التي لا يوجد فيها أي تمثيل دبلوماسي أو قنصلي، كما أنه يقوم بإبلاغ الرسائل، لكن مهامه تظل إدارية بحتة ليس لها علاقة بالعمل السياسي، مع إمكانية استقبال الوفود المنتمية للبلد المانح للصفة الفخرية، ومرافقتها وتوديعها، دون أن يحظى بالحصانة الدبلوماسية والحقيبة غير القابلة للتفتيش والجواز الدبلوماسي.
ووفق التصنيفات المتعارف عليها، فإن القناصل الفخريين مقسمون إلى ثلاث فئات، الفئة الأولى تضم القناصل الفخريين لدول لها تمثيل دبلوماسي. وهنا يطرح السؤال التالي هل هناك ضرورة لتعيينهم في ظل وجود سفارة وقنصلية لهذه الدولة؟ وتضم الفئة الثانية القناصل الذين ليست لديهم صلاحيات قنصلية، ولا يتحركون إلا بأوامر من سفاراتهم، إذا ما الداعي إلى تعيينهم؟ أما الفئة الثالثة فهي تشمل الدول التي لا تستطيع أن تعتمد سفارة لها لأسباب مالية، مثل بعض دول أوربا الشرقية وإفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا. وهنا يكون القنصل الفخري همزة وصل ما بين هذه الدول والمغرب. وغالبا ما يتم تعيين القنصل الفخري بناء على مكانته الاعتبارية وعلاقته بالبلد الذي يمثله، ويكون له مستوى ثقافي محترم.
يبلغ عدد القناصل الفخريين المعتمدين بالمغرب 160 قنصلا، يمثلون أزيد من 67 دولة، أي أن بعض الدول تملك أكثر من قنصل فخري في المغرب، يشتغلون تحت وصاية وزارة الخارجية والتعاون، التي ترافقهم نحو تمكينهم من توطيد العلاقات بين المغرب والدول التي يمثلونها، والمساعدة على خلق دينامية جديدة تراهن على تشجيع المبادرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، والتدخل لرأب التصدعات كلما لاحت في الأفق بوادر خلاف.
الملف التالي يقربنا من شخصيات في منزلة بين المنزلتين بين القناصل والأعيان، ويكشف لنا جزءا من استخدامات هذه الفئة ودورها الظاهر والخفي، والصعوبات التي تعترضها لتنفيذ مهمة دبلوماسية موازية.

«مول لقهاوي».. قنصل فخري لأندونيسيا
ظل منصب القنصل الفخري للجمهورية الأندونيسية شاغرا لسنوات، بعد استقالة عمر سونيت برادة من مهامه، «لأسباب شخصية»، قبل أن تصدر السفارة الأندونيسية في الرباط بلاغا جاء فيه، أن الجمهورية الأندونيسية عينت رسميا حسن البركاني قنصلا فخريا لها بمدينة الدار البيضاء. وأضاف أن «تعيين البركاني، سيساهم لا محالة في تشجيع وتكثيف التعاون بين الجمهورية الأندونيسية والمملكة المغربية، وخاصة في ميدان الاقتصاد». قرار التعيين كان فرصة للسفارة للكشف عن الزيادة في حجم المبادلات التجارية بين المغرب وأندونيسيا، ومناسبة للحديث عن «سعي الطرفين إلى النهوض بالعلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي، عبر إحداث مجلس الأعمال المغربي الأندونيسي في المغرب، حيث إنه من المنتظر أن يعقبه إحداث هيئة مماثلة في أندونيسيا خلال المستقل القريب». لكن من يكون هذا القنصل الفخري؟ إنه عضو حزب الأصالة والمعاصرة، حسن البركاني، الذي شغل منصب رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالدار البيضاء، ونال صفة مستشار برلماني، كما كان نائبا لرئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والخدمات بالمغرب. إلا أن نتائج الانتخابات المهنية 2015 بالدار البيضاء، عصفت بالرجل، وأسقطته من كرسي صنف التجارة والصناعة والخدمات.
ما إن نال صفة قنصل فخري حتى تساءل كثير من المتتبعين للشأن الدبلوماسي، عن قدرة حسن البركاني، ابن مدينة الناظور، على الجمع بين مهامه المتعددة، فهو نائب منسق الجهة الشرقية لحزب الأصالة والمعاصرة، والمستشار الجماعي بمدينة تاوريرت، والعضو في غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بالعاصمة الاقتصادية للمغرب، ورجل التحالفات بامتياز.
ساهمت علاقته التجارية مع أندونيسيا في التقرب أكثر من مصدر القرار السياسي في هذا البلد، وأصبح عضوا في مجلس الأعمال المغربي الأندونيسي، فنال المقترح إثر قيامه رفقة وفد من رجال الأعمال المغاربة بزيارة لأندونيسيا، للمشاركة في «معرض التجارة الأندونيسي» وتدشين توأمة بين منطقة سومطرة الغربية وجهة فاس بولمان، فنسج علاقة متينة بين المقاولين الأندونيسيين والمغاربة ساهمت نسبيا في إزالة الحواجز التجارية بين البلدين، لاسيما تلك المرتبطة بالضرائب المرتفعة والتكلفة العالية للنقل، وهو ما منحه تأشيرة التحول من صاحب مقاهي إلى قنصل فخري، حيث قام توساري ويدجايا، سفير أندونيسيا بالمغرب، بتسليم قرار رئيس جمهورية أندونيسيا رقم 160/م سنة 2014 إلى القنصل المغربي الفخري، البركاني، في تعيين لا يختلف كثيرا في بروتوكوله عن تعيينات أعضاء السلك الدبلوماسي.

سقطت الدال فتحول القنصل الفخري إلى بارون
كان آخر قرار يوقعه رشاد بوهلال، السفير السابق للمغرب في الولايات المتحدة الأمريكية، قبل رحيله، هو تعيين أول قنصل فخري للمملكة المغربية بولاية فلوريدا، ويتعلق الأمر بإدواردو بادرون، الذي يشغل منذ سنة 1995 منصب رئيس لجامعة ميامي، أكبر مؤسسة للتعليم العالي بأمريكا، بل إن السفير أشرف في مدينة ميامي على تنصيب بادرون، وكان اللقاء فرصة لتوزيع العبارات الدبلوماسية الجاهزة والتذكير بـ«العلاقات الفريدة والعريقة بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، البلدين اللذين يتقاسمان قيم الديمقراطية والتسامح والازدهار». لكن خطأ مطبعيا أجهز على الحفل، حيث نقل موقع عربي الخبر دون أن يعلم بسقوط الدال من اسم بادرون السفير فتحولت إلى بارون، وجاء العنوان كالتالي «المغرب يختار بارون سفيرا فخريا في فلوريدا»، وهو ما أغضب الجهات الرسمية التي بادرت إلى الاتصال بالصحيفة الإلكترونية، التي أعادت تعديل العنوان بشكل صحيح أنصف بادرون، الذي عرف في الوسط الفكري بقيادة العديد من «المبادرات المبتكرة في مجال التعليم واستراتيجيات التلقين، والتي حصل من خلالها على العديد من الجوائز».
كان البعد السياسي حاضرا في تعيين هذا المفكر، حيث حضر أعضاء من الكونغرس الأمريكي، حولوا حفل التنصيب فرصة للحديث عن دور المغرب في مكافحة الإرهاب، والتأكيد على أن المغرب حليف قديم. بل إن عمدة ميامي قال في كلمة بالمناسبة إن «تعيين بادرون كقنصل فخري للمغرب بفلوريدا، يدشن مرحلة جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة والمغرب»، مؤكدا على الروابط الخاصة التي تجمعه بالمغرب، البلد الذي زاره كصحافي.

حين هرب السفير الرسمي وقتل القنصل الفخري بسوريا
حسب الرواية المتداولة لحظة وقوع الحادث، فإن مجموعة من المسلحين داهموا أحد المقاهي الشهيرة بمدينة حلب ويدعى «بولمان الشهباء»، في عشية يوم المداهمة كان المقهى الأكثر أمنا وأمانا في المنطقة يعرف جلسات حوار بين فعاليات وازنة في المجتمع الحلبي، على رأسهم القاضي محمود بيبي والمهندس سامر كيالي ومدير الخدمات الفنية السابق في حلب، المهندس علاء الدين كيالي، القنصل الفخري المغربي في حلب.. نزل أربعة مسلحين من سيارة أجرة، وأفرغوا شحنات رصاصهم في المتحلقين حول مائدة القهوة الحلبية، وانصرفوا بسرعة البرق دون مقاومة تذكر. كان الجميع يستعد لأعياد رأس السنة الميلادية 2013، قبل أن يتحول الجمع إلى مشهد دام.
ونظرا للمكانة الاعتبارية التي يحظى بها الراحل، فقد بعث الملك محمد السادس برقية تعزية إلى أفراد أسرة المرحوم محمد علاء الدين كيالي، القنصل الشرفي للمملكة المغربية بحلب، أعرب من خلالها الملك لأفراد أسرة الفقيد، ومن خلالهم للشعب السوري الشقيق، عن إدانته القوية لهذا الاعتداء الإجرامي المقيت، «الذي يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وتنبذه كل الديانات السماوية والمبادئ الإنسانية، والمثل الديمقراطية».
وأكد الملك أن رحيل الفقيد الكبير يعد خسارة فادحة للمغرب أيضا، لما كانت تربطه- رحمه الله- ببلده الثاني من وشائج المودة والتعلق والوفاء. حيث كان صديقا مخلصا، شديد الحرص على تعزيز أواصر الأخوة والتقدير والتضامن بين الشعبين الشقيقين، السوري والمغربي. رسالة مماثلة من رئيس الجمهورية الفرنسية، أعرب فيها عن تعازيه للسلطات المغربية، إثر مقتل القنصل الفخري للمملكة بحلب، الذي لا يعرفه مغاربة سوريا ولا مصالح الخارجية المغربية في الرباط، رغم أن الراحل كيالي (المزداد سنة 1961) ظل يشغل منصب القنصل الفخري للمملكة المغربية في حلب، منذ أبريل 2001، دون أن يتوصل برسالة شكر على عمله التطوعي.

أرملة السفير المصرية التي تحولت إلى سفير فخري

لم يكن أحد من موظفي سفارة المغرب في السعودية يعلم بأن وفاة السفير عبد الكريم السمار، سترفع أسهم أرملته المصرية الجنسية وستمنحها هامشا أكبر للحكم، لاسيما بعد أن تعددت الروايات بخصوص الوفاة المفاجئة لعبد الكريم الذي فارق الحياة بسبب جلطة قلبية نقل على إثرها إلى إحدى مصحات العاصمة السعودية، الرياض. الرواية الأولى تتحدث عن قلق السفير وغضبه من محيطه، ورواية أخرى تشير إلى غضبه من الخارجية المغربية، إلا أن الصراع لم يتوقف بعد وفاة السفير، بل امتد بعد أن دخلت أسرته في صراع جانبي مع زوجته المصرية الجنسية، والتي تشبثت بدفنه بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة التي تؤوي جثامين كبار الصحابة، بينما أكد القنصل العام ومساعدو السفير أن «قرار دفن جثمان السفير المغربي عبد الكريم السمار، هو قرار سيادي خاص بالمغرب، والكلمة الأخيرة فيه ترجع إلى جلالة الملك».
وعرفت المصحة حالة من الفوضى بسبب الصراع المكشوف بين الطرفين، لتكشف الأرملة عن سبب مقتله، موجهة أصابع الاتهام إلى موظفي السفارة، ومؤكدة على وجود وصية غير مكتوبة تلتمس من الزوجة دفنه إلى جوار الصحابة بمقبرة البقيع. لكن المغاربة أصروا على دفن سفيرهم في المغرب غير مبالين بملتمسات الأرملة المكلومة.
وفور إعلان نبأ الوفاة، انتقلت حفصة الشعلان، زوجة الملك عبد الله، إلى مقر إقامة السفير بالرياض لتقديم العزاء إلى أرملته، فيما منع القنصل المغربي علاء الدين بنهادي من تقديم العزاء إلى أسرة الهالك، بسبب الخلافات القائمة بينه وبين السفير السمار، والتي انتهت بالحجز على حسابه البنكي وترحيله إلى المغرب للالتحاق بالإدارة المركزية بوزارة الخارجية، لتظل الأرملة سفيرة فخرية تمارس مهام زوجها وتعطي التعليمات للمستخدمين، وكأن زوجها ما زال حيا يرزق، وحدها التوقيعات والتعويضات المالية والحصانة هي التي ظلت تفصل السيدة القوية عن وراثة المنصب والسفارة.

حب مغربية فتح شهية جنوب إفريقي للمنصب الفخري

بإيعاز من زوجته المغربية، شرع رجل الأعمال الجنوب إفريقي، وحيد مولانا ماديخار، في البحث عن إجراءات الانتقال من شخص متعاطف مع المغرب، إلى سفير فخري للمملكة المغربية في جنوب إفريقيا، وحين عرض فكرته على هنود جنوب إفريقيا الذين يشكلون نسبة 1.5 من مجموع سكان جنوب إفريقيا، انتفضوا في وجهه وقالوا: «الهند أولى».
يعرف أنصار المنتخب المغربي جيدا وحيد وزوجته، ويتحدثون عن مساعداته لكثير من المناصرين الذين تعقبوا رحلات المنتخب الوطني، بل إن «مانولو» المنتخب وغيره من المشجعين قضوا فترة المونديال الإفريقي على نفقته.
عدل الرجل عن الفكرة بعد أن حذره رجل الأعمال والسياسي الجنوب إفريقي، توكيو سيكسوايل، من المغامرة، بل إن هذا الأخير قام بخرجات إعلامية معادية للمغرب، حين ادعى أن قرار المغرب القاضي بعدم استضافة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم له دوافع عنصرية، حيث صرح لإحدى اليوميات المحلية قائلا: «هناك العديد من المرضى الذين يحلون بالمغرب قادمين من أمريكا وكوبا، لذا لا يمكن أن نستبعد فرضية العنصرية في القرار المغربي». لم يكن توكيو سيكسوايل شخصا عاديا، بل كان عنصرا مؤثرا في المشهد السياسي بجنوب إفريقيا، إذ ساهم في صك الدستور الجديد لجنوب إفريقيا عام 2004، وكان أحد أعضاء اللجنة المنظمة لكأس العالم بجنوب إفريقيا.
لا توجد سفارة قائمة الذات للمغرب في جنوب إفريقيا، لكن هناك قائم بأعمال المملكة في بلد قطع تيار العلاقات مع المغاربة، وفضل الارتماء في حضن انفصاليي البوليساريو. لحكومة جنوب إفريقيا مبرراتها في الاعتراف بهذا الكيان، فهي تصر على أنه قرار منسجم «مع قرارات الاتحاد الإفريقي الذي يعترف بالبوليساريو»، بينما بواطن الأشياء تكشف عن دور محوري للجزائر في انتزاع الاعتراف، مستغلة ضعف الحضور الدبلوماسي في بلد مانديلا.
حين كانت المغربية تحاول الدفع بزوجها الهندي نحو المنصب الفخري، انفجرت فضيحة مقتل الدبلوماسي المغربي نور الدين الفاطمي، تناسلت الأخبار التي ربطت الجريمة بأمور أخرى تتجاوز الجانب الدبلوماسي، فكان من الطبيعي أن يؤجل وحيد مولانا طموحه.
من جهته، حاول علي باجابر، القنصل الفخري لكينيا في المغرب، اختراق المجال الجنوب إفريقي وكسر جدار الصمت الذي يميز علاقة البلدين، وجمع سعد الدين العثماني، وزير الخارجية والتعاون السابق، بالقائمة بالأعمال في سفارة جنوب إفريقيا بالمغرب، جانيت جوبير، لكن اللقاء كان مآله الفشل، لأنه أخذ مقاربة حزبية، بعد أن حاول حزب العدالة والتنمية تبني المبادرة، رغم أن الضرورة تقتضي تكثيف عدد القناصل الشرفيين، للدول الإفريقية دون استثناء، خاصة الدول التي غرر بها وسارت في اتجاه يضر بمصالح المغرب حتى تتراجع دول إفريقية عن معاداة الوحدة الترابية للمملكة عبر سحب اعترافها بالبوليساريو.

صاحب وكالة عقود يصبح قنصلا فخريا بمايوركا

يشتكي المغاربة المقيمون في جزيرة مايوركا بإسبانيا من القنصل الفخري المغربي المعتمد في هذه الجزيرة السياحية الساحرة، وقالت شكايات موجهة إلى وزير الخارجية، إن تنصيب رئيس «جمعية المغرب» قنصلا فخريا بمايوركا كان خطأ جسيما، «فهو صاحب وكالة تحرير العقود والالتزامات والوكالات، والقنصلية تسهل له مهامه وترسل إليه الزبناء»، على حد قول أحد المهاجرين المغاربة، الذي أضاف بنبرة غاضبة: «تخيل أن صاحب شركة خاصة مهامها النسخ والصور وتحرير الوكالات هو بنفسه يساعد الموظفين في مهامهم، إذا أراد المواطن الإسراع بوثائقه عليه الاتصال بصاحب الوكالة، فله علاقة وطيدة مع نائب القنصل وموظف وزارة الداخلية، إنه تفكير أكل عليه الدهر وشرب، لأن الرجل يسعى إلى خدمة الإدارة أكثر من خدمة المغترب».
وكانت الجالية المغربية المقيمة في مايوركا قد طالبت بتغيير الطاقم الدبلوماسي الرسمي والفخري، وقالت إن القنصلية بعيدة عن اهتمامات الكادحين ولا تتفاعل مع القضايا الحقيقية للمغرب والمغاربة على أرض الواقع. وأضافت أن الدولة تخصص 100 مليون درهم شهريا لقنصلية لا تعرف شيئا حول 50 ألف مغربي بجزر البليار، وتتعامل مع مغربي وحيد وطالبت بتوقيف عمل القنصلية، واستجابة لهذا المطلب وتنفيذا للتعليمات الملكية من أجل تحسين جودة الخدمات المقدمة لمغاربة العالم، تم يوم الاثنين 19 أكتوبر 2015 تعيين واحد وثلاثين قنصليا جديدا بعدد من القنصليات المغربية بالخارج، وأصبحت حنان السعدي قنصلا للمغرب في مايوركا، بينما لا تزال وضعية القنصل الفخري معلقة.

سياسيو سوس والورقة الفخرية

نال سعيد ضور، القيادي في حزب الاستقلال بمنطقة سوس، ووكيل لائحتها في آخر انتخابات، صفة قنصل شرفي لبولونيا بأكادير، وعانى من صعوبات كثيرة في تدبير ملفات تعد بولونيا طرفا فيها، إذ أمام تعدد مهامه السياسية والتجارية والرياضية وبحكم ما تقتضيه المراسيم والأعراف الدبلوماسية التي تفرض عليه التحضير لاستقبال الشخصيات العامة والعالمية القادمة من الدولة التي يمثلها، فإن المسؤول السياسي بالمنطقة أعلن الفيتو مرارا على بعض الأنشطة المدرة للغضب، وهو الذي شغل منصب رئيس لجنة الداخلية بالبرلمان المغربي.
لكن خصمه السياسي عبد اللطيف عبيد، وكيل لائحة حزب الاتحاد الاشتراكي بمدينة أكادير، في آخر استحقاقات انتخابية، يحمل بدوره وشاح فاليري فوروبييف، سفير فيدرالية روسيا لدى المغرب بمدينة أكادير، وتعيينا مكن عبد اللطيف عبيد، من منصب القنصل الشرفي لفيدرالية روسيا، مدعوما بوسام الصداقة الذي منحه له الرئيس فلاديمير بوتين، رئيس فيدرالية روسيا، في حفل رسمي بمقر الولاية، حضره عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي والمنتخبين ورؤساء الغرف المهنية والفاعلين الاقتصاديين والفنانين والمثقفين، لاحظ الجميع غياب وزير الخارجية أو من ينوب عنه، رغم أن القضية تهم بلدا اسمه، روسيا، يملك حق الفيتو في المنتظم الدولي.
قدم فاليري فوروبييف، سفير روسيا الاتحادية بالمغرب، إشارات حول أهمية الحدث، وتحدث عن «التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين، والنمو المتزايد في المبادلات الاقتصادية والتجارية والثقافية»، مشيرا إلى أن المبادلات التجارية بين روسيا والمغرب تناهز ثلاثة ملايير دولار، فضلا عن وجود علاقات مباشرة بين المقاولات المغربية والروسية في عدد من الميادين. مذكرا بزيارة الملك محمد السادس إلى روسيا الفيدرالية سنة 2002، وزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المغرب سنة 2006. وهي إشارات تجعل الخارجية في موقف حرج.
ورغم غياب أصحاب القرار، فقد حضرت النوايا الحسنة، إذ كشف السفير عن وجود مسودة اتفاقية توأمة بين أكادير ومدينة روسية، سيتم تحديدها لاحقا، مشددا في الآن ذاته على أهمية فتح خط جوي مباشر بين موسكو وأكادير، لإعطاء دفعة قوية للتعاون في المجال السياحي.

ابن السفير بوطالب رئيسا لاتحاد القناصل الفخريين

لأن والده عبد الهادي بوطالب شغل مناصب دبلوماسية، من بينها على الخصوص منصب سفير المغرب بسوريا والولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك بين عامي 1974 و1976، إضافة إلى تقلده منصب المدير العام لـ«الإيسيسكو»، فقد أصبح الابن مجيد بوطالب قنصلا فخريا لرومانيا، ورئيسا لاتحاد القناصل الفخريين المعتمدين بالمغرب، وهي الفكرة التي انبثقت عن لجنة تحضيرية تضم حسن الكتاني، القنصل الفخري لأوكرانيا، وسعيد العلج، القنصل الفخري للسلفادور، وعلي باجابر، القنصل الفخري لكينيا، وعبد اللطيف بشري، القنصل الفخري لسيراليون، والحسين بنجلون، القنصل الفخري لباكستان.
بعد تشكيل المكتب المسير، استجابت وزارة الخارجية والتعاون لمطلب اتحاد القناصل الفخريين بالمغرب، واستقبل السفير رضا الفاسي الفهري، مدير التشريفات بوزارة الخارجية، والسفير لحسن‬ أزولاي، مدير الشؤون القانونية، في منتصف شهر يونيو الماضي، المجلس الإداري لاتحاد‬ القناصل الفخريين بالمغرب، حيث تمت الإشادة بفكرة الاتحاد وأهميته «كمخاطب رسمي وحيد مع السلطات الرسمية، ونوها أيضا بمشروع الندوة المقبلة مع معالي وزير الخارجية وعنوانها «القنصل الفخري أي دور؟»، كما أبديا استعداد الوزارة لدعم القناصل الفخريين بالمغرب والاتحاد، للدور الذي يقوم به لتدعيم العلاقات بين المغرب والدول التي يمثلونها.
وفي ما يلي تشكيلة المجلس الإداري لاتحاد القناصل الفخريين المعتمدين في المغرب:
مجيد بوطالب، الرئيس، قنصل فخري رومانيا بالدار البيضاء.
الحسن الكتاني، نائب الرئيس الأول، قنصل فخري أوكرانيا بالدار البيضاء.
كامل بنجلون، نائب الرئيس الثاني، قنصل فخري للسويد بالدار البيضاء.
جواد الحمري، نائب الرئيس الثالث، قنصل فخري لجزر موريس بالدار البيضاء.
سعيد لعلج، نائب الرئيس الرابع، قنصل فخري للسالفادور بالدار البيضاء.
علي باجابر، الأمين العام، قنصل فخري كينيا بالدار البيضاء.
عثمان حلوي، نائب أمين عام، قنصل فخري للوكسمبورغ بالدار البيضاء.
عبد اللطيف بشري، أمين صندوق، قنصل فخري لسيراليون بالدار البيضاء.
سعيد العروي، نائب أمين صندوق، قنصل فخري للشيلي بالدار البيضاء.
محمد الهيتمي، عضو مستشار، وقنصل فخري للإكوادور بطنجة.
مراد شريف دوزان، عضو مستشار، قنصل فخري لأوكرانيا بطنجة.
سعد برادة سني، عضو مستشار، قنصل فخري لبلجيكا بمراكش.
رجاء أغزادي، عضو مستشار، قنصل فخري لغامبيا بالدار البيضاء.
كمال ساليمي، عضو مستشار، قنصل فخري للسويد بأكادير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى