الرئيسية

كريمة بولحية.. الصحافية التونسية التي أعجب صلاح الدين مزوار بكتاباتها فتزوجها

حسن البصري
تعرف صلاح الدين مزوار على كريمة بولحية، التونسية الجنسية، حين كانت تشتغل صحافية في منبر إعلامي متخصص في الاقتصاد والأعمال. كان صلاح حينها اسما نكرة في المجال السياسي، بل كانت كل اهتماماته منصبة حول الرياضة والاقتصاد، بعد أن شغل في نهاية الثمانينات، منصبا في مكتب استغلال الموانئ، وهو المعتزل لتوه من ملاعب كرة السلة، حيث كان عميدا للمنتخب المغربي، قبل أن يكلفه «لوديب- L ODEP» بتدبير مالية الرجاء البيضاوي بعد توقيع عقد احتضان بين الرجاء والمكتب.
عبرت كريمة منذ ولادتها في 25 يونيو 1961 عن رغبتها في ركوب صهوة أعلى المراكز، وعرفت منذ شبابها في مدارس العمران بتونس خلال الفترة ما بين 1975 و1981، بقدرة فائقة على التواصل، لذا حرصت على اتباع مسار تعليمي في شعبة الاقتصاد وإدارة الأعمال، لينتهي بها المطاف مستشارة في مجال التواصل. كما عرف عنها نصرة المرأة والدعوة إلى المساواة وإنهاء العمل بمقولة «رجل الأعمال» سيما حين كانت صحافية في «ماروك إيبدو».
ولأن صلاح الدين كان متابعا لما يحفل به المشهد الإعلامي الاقتصادي، فقد كان من الطبيعي أن ينسج علاقة ود مع صحافيي وصحافيات الاقتصاد، انتهى بعشق المقالات التحليلية للصحفية التونسية، التي كانت تملك جرعات جرأة زائدة.
وأثمرت الزيجة المغربية- التونسية (سارة) و(يوسف)، الذي كان يمني النفس بحمل قميص الرجاء البيضاوي، قبل أن يسجله والده مباشرة بعد حصوله على الباكلوريا في إحدى الجامعات البريطانية، بينما انتقلت شقيقته الكبرى (سارة) إلى إحدى الجامعات الفرنسية لمتابعة تعليمها العالي في شعبة الاقتصاد.
لكن (سارة) أصبحت موضوع جدل إعلامي بعد أن كشفت تسريبات «كريس كولمان» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وجود تدخل من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، من أجل تشغيل نجلة صلاح الدين في مؤسسة «ماك كينزي» المتخصصة في الاستشارات الاقتصادية، من خلال تبادل رسائل إلكترونية بين الوزير وعضو في ديوانه.
وخلافا لكثير من زوجات الوزراء، فإن كريمة انخرطت في النسيج الاجتماعي للمغرب رغم أصولها التونسية، وعملت على تكوين جمعيات في مجال «التنمية الاجتماعية»، كما عملت في شركة إسبانية للنسيج أشرف على تدبيرها المالي زوجها صلاح الدين ويوجد مقرها في مدينة سطات، قبل أن تدخل القطاع البنكي كإطار في القرض الفلاحي، حيث تشغل مهمة مسؤولة عن قسم الفنون والتراث، وهو المنصب الذي لازالت تشغله إلى الآن.
حين كان صلاح الدين مديرا تجاريا لشركة «سيتافيكس» الإسبانية المتخصصة في النسيج، والتي يوجد مقرها في سطات، أسست كريمة شركة أسمتها «تامسنا»، تولت تدبير محل تجاري عبارة عن مخبزة ومقهى، وكان واجب كراء المحل لا يتجاوز 4500 درهم في الشهر. وحين قررت توقيف العمل بالشركة طالبتها المصالح الضريبية بأداء ما بذمة شركتها من متأخرات مالية بلغت 35 مليون سنتيم، تم تسديدها بعد تدخل صلاح الدين لإعادة جدولة الديون.
لكن كريمة ظلت حريصة على القيام بزيارات مكوكية لأوربا من أجل زيارة نجليها، كما رافقت زوجها في جولات خارجية، وحضرت إلى جانبه في ملاعب الكرة الخارجية، إذ رصدتهما كاميرات «بي إن سبورت» وهما يتابعان من لشبونة أطوار المباراة التي جمعت فريقي ريال مدريد وأتلتيكو مدريد الإسبانيين، برسم نهائي دوري أبطال أوربا لكرة القدم، بملعب «النور» بالعاصمة البرتغالية، إلا أن الأنظار لم تصوب بما يكفي نحو الملياردير حسن بنعمر، الذي يعتبر الثري المدلل لبنطالب، القطب النافذ داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، والذي كان أيضا جالسا بجانب وزير الخارجية المتيم بعشق ريال مدريد.
وشوهد صلاح الدين في طليعة المنددين بالأحداث الدامية التي عرفتها مدينة سوسة التونسية، وكانت كريمة إلى جانبه، خلال وقفة أمام سفارة تونس بالرباط احتجاجا على الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة 38 سائحا أجنبيا. ووقفت كريمة إلى جانب قيادات نسائية حقوقية وحزبية من قبيل امباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، وأمينة بنخضرة، المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، وفوزية العسولي، رئيسة فيدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة. ونظرا لحسها التواصلي وارتباطها بالإعلام، يطلق البعض على كريمة لقب وزيرة الاتصال في أسرة مزوار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى