الرئيسية

مصطفى الجفال .. الفلسطيني الذي تزوج نادية برادلي وهو يتأبط «كلاشنيكوف»

ولد البشير برادلي سنة 1905 بمنطقة الشياظمة التابعة لإقليم الصويرة، حل بالدار البيضاء رفقة والده وعمره ثلاثون سنة، حيث اشتغل مساعدا لميكانيكي في ورشة لإصلاح «الشاكمات». تشير كثير من الروايات إلى أن اسمه الأصلي هو البشير بنعمر الشيظمي البرادعي، والتي تحولت إلى برادلي.
لم يتزوج البشير إلا بعد أن قارب عمره الأربعين ربيعا، حيث ارتبط بمولدة فرنسية من أصول إسبانية تدعى إيرين بيليسير، ابنة أحد كبار تجار الخضر والفواكه، وكانت تقطن رفقة أفراد أسرتها في حي عين السبع. اعتنقت الزوجة المسيحية الديانة الإسلامية فور زواجها، وعاشت مع زوجها في بيت مكترى بحي المعاريف، قبل أن ترافقه في رحلة الرفاه التي لم تخل من المحن.
أسس الزوج برادلي شركة للنقل مقرها في طريق مديونة، رفقة شريكيه عبد الرحمن رزق ومحمد لعروسي، الذي تزوج من أنطوانيت شقيقة إيرين زوجة برادلي، وبدأت الأسرة تجني ثمار جهدها حيث ظهرت عليها ملامح الثراء من خلال العيش الرغيد في فيلا بشارع أنفا حيث ولدت نادية وغيثة ثم عبد الرزاق الذي ولد كفيفا.
لكن البشير توفي في إسبانيا سنة 1966، وظلت وفاته لغزا محيرا، فقررت زوجته إيرين دفنه في مدينة طنجة وعادت إلى الدار البيضاء رفقة أبنائها لتبدأ معركة طويلة بين ردهات المحاكم ضد شريكي زوجها رزق والعروسي، هذا الأخير سيخلف إيرين في تدبير الشركة، فيما اختارت نادية وغيثة النضال من أجل نصرة القضية الفلسطينية، حيث انخرطتا في إحدى خلايا منظمة التحرير بباريس حيث كانتا تتابعان دراستهما في جامعة «السوربون»، بعد الحصول على شهادة الباكلوريا، لكن القدر كان يخفي أشياء أخرى، إذ سرعان ما حصلتا على شهادة النضال، وانتهى بهما المطاف في سجون إسرائيل.
ففي سنة 1970 تم إرسالهما إلى إسرائيل لتنفيذ عملية فدائية، فجرى اعتقالهما في مطار تل أبيب وحكم عليهما بخمس سنوات سجنا. وفي السجن انخرطت الشقيقتان في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عام 1973، وبعد خروجهما التحقتا بالمقاومة الفلسطينية في لبنان حيث قضتا سبع سنوات قبل عودتهما إلى المغرب بعد طول تردد، حيث كانت نادية، التي أطلق سراحها قبل شقيقتها غيثة بسنتين، ترفض العودة دون أختها إلى المغرب.
خلال تواجدها في مدينة بيروت تزوجت نادية من فلسطيني تقاسم معها السلاح والحب يدعى مصطفى الجفال وهو أردني الأصل، تعاهدا على النضال وقررا الانتقال سويا إلى الدار البيضاء بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، حيث اشتغلت نادية في مجال الصحافة فيما تم تكليف الزوج الفلسطيني بتدبير ثروة الوالد وهو ما انكب عليه، إلى أن توفيت نادية سنة 1995، لتبدأ جولة أخرى من المعارك القضائية بين مصطفى ووالدة نادية إيرين وابنتها غيثة، في نزاع طويل حول شركات وعقارات وتركة.
قبل متم أربعينية نادية دخلت شقيقتها في صراع على ثروة عائلة برادلي ضد زوج أختها، وضعت شكايات أمام العدالة، ووصل الأمر إلى حد حجز وبيع أثاث الفيلا التي تقطنها عائلة برادلي.
منذ وفاة نادية في غشت 1995، أصبحت المعركة مفتوحة على الإعلام بين الجفال وغيثة، حيث طالب الجفال بحقه الشرعي في الإرث بحكم أنه كان زوج الهالكة، بينما تقول غيثة إن الجفال يسعى الى الاستيلاء على ممتلكات عائلتها، التي ظل يتصرف فيها لسنوات طويلة من موقعه كمدير عام لشركات برادلي، في الوقت الذي كانت هي وأختها متفرغتان للعمل الصحافي بعد أن أسستا بمعية زبيدة نجلة رضا كديرة صحيفة أسبوعية كانت تسمى «لوليبيرال».
تقوى مصطفى الجفال، الذي أصبح رئيسا للجمعية المغربية للنقل الدولي للمسافرين، وأصر على النضال في جبهة المال والأعمال، بعد زواجه من فتاة أخرى، بينما أصبحت أسرة برادلي عرضة للتشرد والفقر، بل إن أم نادية أصبحت تعيش في سكن غير لائق بعد ترحيلها من فيلا المعاريف ومسكن شارع محمد السادس.
تبقى الإشارة إلى أن مجموعة «ناس الغيوان» خلدت، في شخص الراحل بوجميع، مشهد اعتقال الفدائية نادية برادلي، في إحدى روائعه، حين قال: «عمرني ما ريت الغزال يمشي بالمهماز.. وفراخ الخيل عادو سراحو» ويقصد بالغزال نادية وبالمهماز تلك الأغلال التي قيدتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى