الرئيسية

مصطفى اهباض الفيلالي زوج سكينة الصفدي.. تقاسما محنة القرصنة وآلام المرض

اخترقت سكينة الصفدي، في بداية السبعينات، مجالا كان حكرا على الذكور، وتمكنت من حجز موقع قدم لها في ظاهرة أغاني المجموعة التي ازدهرت في هذه الفترة بميلاد «ناس الغيوان» و«جيل جيلالة» و«لمشاهب» ثم «تكدة»، بل إنها لم تكن مجرد كائن نسوي يؤثث المجموعة بل عنصرا أساسيا في التشكيلة الغنائية، إلى جانب سعيدة بيروك التي انطلقت من مجموعة «لجواد» والفنانة حليمة الملاخ، قبل أن تظهر في منتصف الثمانينات مجموعة نسائية حملت اسم «بنات الغيوان» لم يكتب لها الاستمرار.
بدأت سكينة علاقتها بالفن من ركح أب الفنون، حيث اشتغلت ممثلة مسرحية في النصف الثاني من ستينات القرن الماضي، إذ كانت تردد مجموعة من المقاطع الغنائية فوق الخشبة، وحين التقت العربي باطما وبوجمعة أحكور قررت أن تلتحق بإحدى المجموعات الغنائية.. لكن هناك حكاية أخرى حول أسباب تحويل اتجاه هذه الفنانة نحو فرقة غنائية: «تابع كل من محمود السعدي وحميد الزوغي أحد العروض الفنية التي أحيتها مجموعة «جيل جيلالة» في مدينة الجديدة، وشاءت الصدف أن يلتقي السعدي والزوغي بمحمد الدرهم وسكينة الصفدي في بيت المسرحي الراحل محمد عفيفي في الجديدة. وبعد أخذ ورد، عمد الزوغي والسعدي إلى جلب سكينة والدرهم، وبدأت نواة فرقة «جيل جلالة»، في التأسيس سنة 1972 وضمت كلا من محمد محمود السعدي، سكينة الصفدي، محمد الدرهم، مولاي عبد العزيز الطاهري وحميد الزوغي، واشتغل معهم الممثل محمد مجد وبدأت الفرقة تتمرن بضم عنصرين جديدين».
أصبحت سكينة عنوانا لمجموعة «جيل جيلالة»، لكن ارتباطها بالفرقة الغنائية لم يدم طويلا، «بدأت بوادر التفسخ تنخر جسد المجموعة، خلال سنة 1974، لتتعمق بعد ذلك، إلى أن أصبح الاستمرار مستحيلا. اتهامات متبادلة وظروف صعبة دفعت إلى انسحاب سكينة من «جيل جيلالة»، لتنخرط بعد ذلك في تجارب فنية لم تحقق من خلالها الحلم الذي كانت تصبو إليه»، على حد تعبير محمد البختي، في زمن كان فيه من الصعب على شابة الاصطفاف مع المجموعات الغنائية.
توقف مسار سكينة مع المجموعة الغنائية، واختارت البحث عن سكة جديدة رافضة عروض الانضمام لمجموعات أخرى، إلى أن التقت في محراب الفن بشاب يعشق النغم اسمه مصطفى اهباض الفيلالي، المنتمي لأسرة فنية، إذ إن والده مبارك كان من خيرة العازفين، كما عرف بإبداعه في كتابة الأغاني وإعادة توزيعها.
كتب مصطفى كلمات أغان خصصها لسكينة قبل أن يشكل معها «دويتو» غنائي، لتجمعهما في ما بعد مؤسسة الزواج حيث شكلا «كوبلا» غنائيا تقاسما من خلاله الغناء فذاع صيتهما، بعد أن نظما جولات خارج الوطن. وعرفت أغنية «في العيش الرغيد» انتشارا واسعا فاق الحدود، سيما وأن مجموعة ألمانية غنائية تدعى «دسيدنتن» وضعت يدها على أجمل أغاني مصطفى وأعادت توزيعها على نحو جديد مع تعديل كلماتها طبعا، دون ترخيص من صاحبها الذي رفع دعوى قضائية ضد الفرقة الألمانية التي سبق أن شاركت في مهرجاني «موازين» و«البوليفار»، كما دخلت وزارة الاتصال على الخط وأعلنت نفسها طرفا في النازلة رغم أن الأمر يتعلق بتراث ثقافي يتطلب عرض القضية على وزير الثقافة، كما يرى كثير من الفنانين.
عانى مصطفى من مرض أبعده عن الغناء، واضطره لإجراء عمليتين جراحيتين، ليتحول إلى شبه معتقل في منزله في الحي الحسني، وامتد المرض ليشمل سكينة التي عانت من ازدواجية الألم مرضا وعطالة، قبل أن تستفيد من مبادرة ملكية خففت من معاناتها مع المرض والفقر، سيما أنها ظلت حاضرة في جميع المناسبات الوطنية، وشاركت متطوعة في المسيرة الخضراء، بل وجابت دول العالم من أجل رسالة فنية نبيلة.
ونظرا لتماسك العلاقة بين الصفدي واهباض، فقد استعانت بهما نسيمة الحر في إحدى حلقات برنامجها «الخيط لبيض»، رغبة من منشطة البرنامج في إشراك الفنانين في جهود المصالحة الأسرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى