شوف تشوف

الرئيسيةبانوراما

هذه مخاطر استعمال الصابون ومعجون الأسنان والشامبو والمناديل المبللة

كوثر كمار

مقالات ذات صلة

يجهل العديد من المستهلكين مخاطر بعض المنتوجات التي تشكل خطرا على حياتهم على المدى البعيد، وقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تورط إحدى الشركات العالمية الخاصة بمستحضرات الأطفال في قضية وفاة سيدة أمريكية إثر وفاتها بمرض السرطان، إذ أصدرت إحدى المحاكم بالولايات المتحدة الأمريكية حكما ضد الشركة المذكورة بتغريمها بمبلغ قدره 72 مليون دولار.
تقول أسرة السيدة إن الشركة كانت تعلم بالمخاطر المرتبطة ببودرة الأطفال، ولكنها لم تحط المستهلكين علماً بها. ولكن الشركة نفت هذا الادعاء، وقالت إنها تدرس إمكانية استئناف الحكم، في حين كشف موقع «هيلث فوود هاوس» الأمريكي في تقرير له، أن الشركة ذاتها اعترفت بأن المستحضرات للأطفال باحتوائها على مواد تسبب السرطان للأطفال.

منتوجات مسرطنة و«بيريمي»
تدخل بعض مواد التنظيف والتجميل إلى المغرب عن طريق التهريب، أي «كونتر بوند»، معظمها منتهية الصلاحية، أو مجهولة المصدر والصنع. وتباع هذه المنتوجات بأقل من عشرة دراهم في الأسواق الشعبية، أو لدى أصحاب سلع الشمال.
مديحة، سيدة في عقدها الثالث صادفناها في قيسارية «الحفاري» بالدار البيضاء، تقتني مجموعة من مستحضرات التجميل الخاصة بطفلها بسعر بخس. وتحكي مديحة في حديثها مع «الأخبار»، أنها لأول مرة تقتني هذا النوع من المواد غير المعروفة معتقدة أنها ذات جودة عالية لأنها قادمة من الخارج، لتقاطع حديثها سيدة أخرى قائلة بنبرة متحسرة: «هذه المستحضرات المهربة حتى لو لم تكن منتهية الصلاحية، فلا يمكن معرفة مكوناتها الكيميائية التي تكون سامة بعدما تتفاعل مع بعضها بسبب درجة الحرارة، فهذا ما أكده لي طبيب الأطفال الذي يعالج ابني المصاب بحساسية الجلد، بعدما استخدمت له مثل هذه المواد».
أفادت مجموعة من الدراسات بأن بعض المنتوجات تتكون من مادة الديوكسين المسرطنة بكمية كبيرة. ووفقا لوكالة حماية البيئة الأمريكية، فهذه المادة تسبب الدوار وتهيج الجلد وتلف الكبد والصداع والنعاس، لذا يمنع الاتحاد الأوربي وجود مادة الديوكسين 1.4، ولم تضع الولايات المتحدة الأمريكية أي مواصفات تمنع وجودها لغاية الآن وتكتفي بمنع وصول نسب هذه المواد إلى أكثر من حد معين. بينما قامت السويد بحظر وجود مادة الفورمالدهيد في المنتجات الاستهلاكية المضادة للبكتيريا، مثل
الشامبو والذي أكد عدد من العلماء بالولايات المتحدة أن بعض الأنواع الرخيصة تتكون من سلفات لوريث الصوديوم، حيث اتضح أنها تنتج قدرا كبيرا من الرغوة وتسبب السرطان على المدى البعيد.

مادة الفورمالهيد
توجد مادة الفورمالهيد في منتجات الكرياتين الخاصة بترطيب أو فرد الشعر، إذ لا يجب أن تتجاوز 4 في المائة، حسب المتعارف عليه.
لكن في بعض صالونات التجميل تستخدم منتوجات مجهولة المصدر ولا تظهر على عبوتها كمية الفرومالهيد الموضوعة.
وحذر معهد لتقييم المخاطر بألمانيا من استخدام بعض منتجات فرد الشعر المحتوية على كمية كبيرة من مادة الفورمالدهيد؛ حيث تتسبب هذه المادة في إلحاق أضرار صحية خطيرة بالإنسان تصل إلى الإصابة بالسرطان.
وأوضح المعهد نفسه أن التعرض لهذا الخطر ينتج عن طريقة استخدام منتجات فرد الشعر؛ حيث عادةً ما يتم وضع المنتج على الشعر لمدة 30 دقيقة، يتم بعدها فرد الشعر باستخدام مكواة فرد على درجة حرارة 230، حينئذٍ يتم استنشاق مادة الفورمالدهيد المتصاعدة مع الأبخرة الناشئة عند استخدام المكواة.
وعن مدى خطورة ذلك، أوضح المعهد أن استنشاق هذه المادة يُمكن أن يؤدي إلى تهيّج العيون والبشرة والأغشية المخاطية، لافتاً إلى أنها يُمكن أن تتسبب أيضاً في الإصابة باستجابات تحسسية على الجلد وفي المسالك التنفسية ويُمكن أن تصل إلى الإصابة بصدمة تحسسية.
وبحسب المعهد، تندرج مادة الفورمالدهيد ضمن المواد المسببة للإصابة بالسرطان، لافتاً إلى أنها يُمكن أن تتسبب في الإصابة بسرطان البلعوم، مع العلم بأنه يتم أخيرا بحث إمكانية وجود علاقة بين مادة الفورمالدهيد هذه وبين الإصابة بسرطان الدم النخاعي الحاد، المعروف أيضاً باسم (اللوكيميا النخاعية).
مادة الفورمالدهيد، بحسب المختصين، تعمل في الأساس على إعادة تشابك مادة الكيراتين داخل الشعر من جديد؛ ومن ثمّ فهي تعمل على جعل الشعر المجعد أملساً وناعماً عند استخدامها.

الصابون والمناديل المبللة
بعض أنواع الصابون قد تكون خطيرة على صحة المستهلكين عندما تكون مجهولة المصدر، إذ يضاف إليها مواد كميائية بنسبة كبيرة، مما يؤدي إلى إصابة بعض المستهلكين بحساسية الجلد.
وقد سلطت دراستان بجامعتي «كاليفورنيا سان دييغو» و«كاليفورنيا دافيس» الضوء على التعرض على المدى الطويل للمواد الكميائية المضادة للبكتيريا الموجودة، خاصة في بعض أنواع الصابون، فبالرغم من أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أصدرت بياناً بعدم وجود أدلة كافية لتوجيه أصابع الاتهام لمادة تريكلوسان. غير أن الدراستين أكدتنا أن هذه المادة تعرقل وظيفة البروتين المسؤول عن طرد المواد الكيميائية السامة والضارة من الجسم وتنظيفه منها، وبالتالي تساعد في تكوين سلالات هرمونية مسرطنة تؤثر سلباً على وظائف وصحة الكبد وتؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
وخلال الدراسة تعرضت الفئران لمادة «تريكلوسان» لمدة ستة شهور، أي ما يعادل 18 عاماً بالنسبة إلى الإنسان، وقارنوا بين صحتهم وصحة مجموعة أخرى لم تتعرض لهذه المادة خلال الفترة ذاتها، فتبين أن المجموعة الأولى ظهرت عليها علامات واضحة بتدهور صحة الكبد ووظائفه، مقارنة بالمجموعة الثانية التي لم تتعرض لهذه المادة.
أما الباحثون في وكالة ويلز البريطانية، فقد أكدوا أن المناديل المبللة تساهم بالدرجة الأولى في انتشار أنواع من البكتيريا الضارة والمميتة. وحسب ما جاء بموقع «ميترو» البريطاني، فإن دراسة جديدة زعمت أن مناديل التنظيف تساهم في زيادة خطر العدوى في المنزل.
كما تتسبب في تهييج بشرة الطفل، الأمر الذي يهدد في ما بعد بخطر سرطان الجلد، في حين نفت دراسات أخرى الأمر وأكدت أن هذه المناديل بالرغم من سلبياتها إلى أنها تقتل الجراثيم.

معجون الأسنان.. خطير
يقتل معجون الأسنان البكتيريا والجراثيم الموجودة بالفم، كما ينظف الأسنان ويقيها من التسوس، غير أن الأمر ينقلب إلى العكس عندما يتكون من مواد كيميائية مجهولة وبنسبة كبيرة.
سحر، شابة في العشرين من عمرها، اقتنت معجون أسنان مقابل درهمين فقط من قيسارية «الحفاري» بالدار البيضاء لدى أحد الباعة على الرصيف، إذ لم تكن تتوقع أن معجون الأسنان منتهي الصلاحية وضار بالصحة.
وتحكي سحر للجريدة أنها استعملت معجون الأسنان لحوالي 15 يوما بانتظام، إلا أن أصيبت بالتهاب على مستوى اللثة وسيلان للدم، وتضيف سحر أنها بعدما ذهبت إلى الطبيب تبين لها أن معجون الأسنان الذي كانت تستخدمه منتهي الصلاحية، كما أن المواد المكونة للمنتوج قد تفاعلت مع بعضها بعدما تعرضت لأشعة الشمس.
بالإضافة إلى معاجين الأسنان المنتهية الصلاحية، فبعض الأنواع تتكون من مواد خطيرة، فقد كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، نتائج خطيرة مرتبطة ببعض أنواع معجون الأسنان، إذ أكدت أنها تحتوي على مادة كيميائية مسرطنة، تحمل اسم «تريكلوسان»، وهى إحدى المواد المضادة للبكتيريا المعروفة.
وأكدت الصحيفة الإنجليزية أن المادة تحدث تشوهات خلال نمو الخلايا، وترفع خطر الإصابة بالسرطان، وكانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قد صادقت على طرح أحد أنواع المعجون، ولكن ثبت بعد ذلك أن الإدارة اعتمدت على الأدلة العلمية المدعومة بواسطة الشركة المصنعة فقط .
وذكرت الشركة المصنعة للمعجون، أن مادة التريكلوسان التى تُستخدم للوقاية من أمراض اللثة آمنة، وتُحدث المشاكل حال استخدامها بكميات كبيرة، وأكدت أنها لا تنوي عمل أي تغييرات في تركيبة معجون الأسنان خلال الفترة المقبلة.
وأثبتت دراسة علمية، أجريت عام 2010 على الحيوانات، أن مادة التريكلوسان ترفع خطر الإصابة بالعقم وتحد من الخصوبة، وتقلل إنتاج الحيوانات المنوية.

هذه هي الأمراض التي تسببها مادة «التريكلوسان»
يستخدم التريكلوسان عادة كمادة حافظة وعامل مضاد للجراثيم في مضادات التعرق والمنظفات والمطهرات للأيدي. وتشمل أيضا التريكلوسان مجموعة واسعة من المنتجات المنزلية، بما في ذلك أكياس القمامة، ولعب الأطفال والأغطية والفرش والنظافة والملابس والمفروشات والطلاء.
وأكدت الدراسات الحديثة أن مادة التريكلوسان (Triclosan) قد تتفاعل مع الماء وتنتج غاز الكلوروفورم، الذي يسبب استنشاق كمية منه مشاكل في الكبد وبعض أنواع السرطان.
كما كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، وذلك وفقًا لدراسة طبية حديثة أشرف عليها علماء من جامعة كاليفورنيا الأمريكية، أن باحثين تمكنوا من اكتشاف أضرار خطيرة لمادة التريكلوسان، ودورها فى رفع فرص الإصابة بالسرطان، وتليف الكبد، وزيادة حجم الأورام على المدى البعيد، كما ربطت الدراسات السابقة بينها وبين الإصابة بالمشاكل الصحية المختلفة، ومنها حدوث مقاومة الجسم للمضادات الحيوية. وفسر الباحثون العلاقة بين «التريكلوسان» وبين الإصابة بتليف الكبد والسرطان، لافتين إلى أن هذه المادة المضادة للبكتيريا تساهم فى تثبيط فاعلية أحد البروتينات الحيوية والمهمة جدًا لتخليص الجسم من السموم والمواد الكيمائية الغريبة داخله، وكرد فعل من الكبد، فإن خلاياه تتكاثر وتتليف، أي تصبح صلبة وتظهر بها الندوب مع مرور الوقت، ومع استمرار التعرض لـ«تريكلوسان» واستمرار تليف خلايا، تصبح الفرصة مواتية جدًا لنمو أورام الكبد، كما أكدت الدراسات أن مادة التريكلوسان ترفع خطر الإصابة بالعقم وتحد من الخصوبة وتقلل إنتاج الحيوانات المنوية. وكان الاتحاد الأوربي قد أصدر قرارًا سنة 2010 بحظر استخدام مادة التريكلوسان ضمن المواد التى تستخدم لتغليف وتعبئة الأطعمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى