الرئيسية

هكذا تشتري مواقع إخبارية وإعلامية الزوار والمشاهدات لجلب الإشهار

حمزة سعود
شراء زوار للمواقع الإلكترونية؛ تجارة باتت تدر أرباحا مالية مهمة على بعض التقنيين والمتخصصين في المغرب.. شباب خبرتهم في مجال التسويق والدعاية عبر الأنترنت، سمحت لهم باستقطاب مئات الآلاف من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، إلى مواقع إلكترونية محددة بغاية جلب إعلانات إشهارية قصد الرفع من المداخيل.
موقع «اليوم 24» من بين المواقع الإلكترونية التي تعمد إلى شراء الزوار عبر الأنترنت، باستخدام بطاقات بنكية مسروقة وأخرى مقرصنة، بهدف تحسين ترتيبها ضمن صدارة المواقع الإلكترونية الأكثر زيارة في المغرب.
مصادر وثيقة الاطلاع، أفادت بأن موقع «أليكسا» المتخصص في ترتيب وتصنيف المواقع الإلكترونية الأكثر زيارة في العالم، يتاجر في شهادات تمنح لفائدة المواقع الإعلامية الراغبة في الاحتيال على المعلنين والمستشهرين.. بحيث يتم التصريح بهذه الشهادات التي تتضمن أرقاما وإحصائيات مزيفة، لدى المعلنين قصد جلب إعلانات إشهارية. «الأخبار» تكشف في التحقيق التالي عن تقنيات معتمدة من طرف المواقع الإلكترونية للرفع من عدد الزوار وتنقل أساليب استقطاب ملايين الحسابات الشخصية المزيفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
الموقع الإلكتروني «اليوم 24» عرف خلال الأشهر القليلة الماضية تراجعا حادا في عدد زواره، بعدما فقد أزيد من مليون و350 ألف زائر في غضون 6 أشهر الماضية، الأمر الذي انعكس سلبا على ترتيبه ضمن المواقع الإلكترونية المغربية والعربية وكذا العالمية.
معلومات توصلت بها «الأخبار»، كشفت بأن الموقع الإلكتروني «Alyaoum24.com»، اعتمد على بطائق بنكية مقرصنة، لصرف مستحقات لفائدة الموقع الإلكتروني «Alexa.com» المتخصص في تصنيف وترتيب المواقع الإلكترونية العربية والعالمية، وذلك لتحسين ترتيبه ضمن المواقع الإلكترونية المغربية بغاية جلب إعلانات إشهارية للرفع من المداخيل.
فور ذلك، قرر الموقع الإلكتروني «أليكسا» وقف جميع تعاقداته مع موقع «اليوم 24» بعدما تبين لـ»أليكسا» بأن البطاقات البنكية المعتمدة في الأداء عبر الأنترنت، مسروقة أو مقرصنة، كما قرر نفس الموقع الإلكتروني المتخصص في تصنيف المواقع الإلكترونية، إلغاء خدماته لفائدة «اليوم 24» بعدما اكتشف بأن صفحة الموقع على «الفيسبوك» تتضمن ملايين الحسابات الوهمية التي أنشأها الفريق التقني المشرف على الموقع الإلكتروني.
إلى جانب المبالغ الشهرية التي كانت تتوصل بها إدارة الموقع الإلكتروني «Alexa.com»، والتي تتجاوز 7500 درهم شهريا، كان الفريق التقني لإدارة الموقع الإلكتروني «اليوم 24»، قد دفع أزيد من 50 مليون سنتيم لفائدة موقع «أليكسا» من أجل تحسين ترتيبه ضمن المواقع الإلكترونية الأكثر زيارة بالمغرب.
وحصل الموقع الإلكتروني «اليوم 24» على شهادة من موقع «أليكسا»، استغلها في جلب إعلانات إشهارية بهدف الرفع من المداخيل، فيما كشفت مصادر أن العدد الحقيقي لزوار «اليوم 24» لا يتجاوز 200 ألف زائر يوميا.
ورغم المفاوضات التي أجراها «اليوم 24» مع الموقع الإلكتروني «أليكسا» من أجل تسوية النزاع، إلا أن الخلاف مازال قائما، الأمر الذي أثر سلبا على تراجع عدد زوار الموقع الإلكتروني المغربي، بحيث بات يحتل المرتبة 41 داخل المغرب، بعدما كان في المرتبة السادسة في وقت سابق، في حين بات يحتل المرتبة 11874 عالميا والمرتبة 2256 ضمن تصنيف المواقع الإخبارية في العالم.
وتشير معطيات حصلت عليها «الأخبار» إلى أن «Chouf TV» من بين المواقع التي فقدت بدورها الملايين من الزوار خلال الأشهر القليلة الماضية، بحيث تعتمد «Chouf TV» بشكل كبير على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لجلب الزوار والرفع من عدد المشاهدات.
ويُشككُ العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، في شعبية وشهرة العديد من المواقع الإلكترونية المغربية، التي ثَبُت استخدامها لتقنيات وأساليب متطورة في الوصول إلى قاعدة واسعة من المشتركين والمتابعين، قصد جلب الإعلانات الإشهارية للرفع من المداخيل.

تقنيات وخدع وحسابات مزورة
حسب معطيات حصرية توصلت بها «الأخبار»، فالطاقم التقني الذي يشرف على الموقع الإلكتروني «اليوم 24»، يَعمَدُ إلى استغلال تقنيات وخدع تساهم في الرفع من عدد الزوار قصد جلب إعلانات إشهارية والرفع من قيمة المداخيل.
وحسب المعطيات المتوفرة، فالفريق التقني المشرف على الموقع الإلكتروني «اليوم 24»، والذي يضم تقنيين مغاربة وآخرين من فرنسا متخصصين في مجال التسويق والدعاية عبر الأنترنت، يعملون على جلب الزوار وفق تقنيات متطورة بمقابل مادي يتم أدائه عبر بطائق بنكية مقرصنة.
ويَعْمَدُ الفريق التقني المشرف على موقع «اليوم 24»، إلى توسيع قاعدة المتابعين والرفع من عدد الزوار بشكل مستمر، من خلال دفع مبالغ مالية لصالح المواقع الإلكترونية المتخصصة في التلاعب بعدد الزيارات والمشاهدات.
وتفيد المعطيات المتوفرة بأن أفراد الطاقم التقني المشرف على موقع «اليوم 24»، يتوفرون على مئات الآلاف من المتابعين في حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما لا يتجاوز عدد المهتمين بتدويناتهم 30 شخصا، الأمر الذي يفسر اعتماد هؤلاء على حسابات شخصية وهمية في مواقع التواصل الاجتماعي.
وحسب ما توصلت إليه «الأخبار»، فالعديد من أفراد الطاقم التقني المشرف على موقع «اليوم 24»، تتوفر حساباتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، على متابعين بحسابات شخصية أجنبية وأخرى مزورة، بحيث يُمكن الحصول على الملايين من هذا النوع من الحسابات الشخصية اعتمادا على مواقع إلكترونية متخصصة، أبرزها موقع
«Addmefast.com».
وتشير المعطيات الإحصائية إلى أن الصفحة الرسمية لموقع «اليوم 24»، تتوفر فقط على 413 ألف مشترك، في حين أن العدد الإجمالي للحسابات الشخصية على الصفحة الرسمية يتجاوز 4 ملايين و493 ألف حساب، نسبة هامة منها مزورة.

«اليوم 24».. الزوار في تراجع مستمر منذ يناير الماضي
من خلال معطيات إحصائية وأرقام حصلت عليها «الأخبار»، فموقع «اليوم 24» إلى جانب مواقع إلكترونية أخرى، تعتمد بشكل كبير على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بحيث يتم الاستفادة بشكل مباشر من قاعدة المتابعين على الموقع الأزرق، بما فيها الحسابات الشخصية الوهمية.
وحسب المعطيات التي تتوفر «الأخبار» على نسخة منها، فموقع «اليوم 24» عرف انخفاضا كبيرا من حيث عدد الزوار، بحيث فقد الموقع الإلكتروني مئات الآلاف من الزوار ابتداء من يناير الماضي، ليشهد منذ ذلك الحين انخفاضا بلغ أدنى مستوياته خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وتشير المعطيات إلى أن «الباك لينك» الخاص بموقع «اليوم 24»، بلغ أدنى المستويات، بعدما فقدت العديد من المواقع الإلكترونية الوسيطة الآلاف من زوارها، الأمر الذي انعكس سلبا على عدد زوار الموقع الإلكتروني الرئيسي «اليوم 24».
وأثر «الباك لينك» الخاص بموقع «اليوم 24» بشكل بالغ على زوار ومتابعي الموقع، بعدما تراجعت شعبية العديد من المواقع الإلكترونية المعتمدة في جلب الزوار بطريقة غير مباشرة إلى الموقع الرئيسي «اليوم 24».
وتُفيدُ المعطيات بأن المواقع الإلكترونية والروابط غير المباشرة الخاصة بموقع «اليوم 24»، فَقدت مئات الآلاف من الزوار ابتداء من مارس الماضي، الأمر الذي تسبب في انخفاض عدد زوار «اليوم 24» ابتداء من الأسابيع القليلة الماضية.
ومِن خلال المعطيات التي حصلت عليها «الأخبار»، فاعتماد الموقع الإلكتروني «اليوم 24» على تقنيات وحِسابات وهمية لتوسيع قاعدة المشتركين والمتابعين لصفحته الرسمية على «الفيسبوك»، دفع إدارة موقع «أليكسا» المتخصص في تصنيف وترتيب المواقع الإلكترونية، إلى وقف تعاملاتها مع الموقع المغربي.

هذه خدع الحصول على ملايين المشاهدات والزوار والمشتركين
«الأخبار» عاينت على الأنترنت مجموعة من المواقع الإلكترونية، التي تُسوق خدمات إلكترونية في مجال التسويق والدعاية عبر الأنترنت.. يستفيد من خدمات هذه المواقع عدد من المشرفين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بغاية الرفع من عدد الزوار والمتابعين.
من بين الخدمات المتاحة في مجال التسويق والدعاية عبر الأنترنت، خدمات مرتبطة برفع نسب المشاهدة وزيادة عدد المتابعين، بالإضافة إلى إمكانية الحصول على عدد مهم من «الإعجابات» المتعلقة بأشرطة الفيديو والتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي.
المواقع الإلكترونية المتخصصة في الدعاية عبر الأنترنت، تُسوق لفائدة المستخدمين خدمات لرفع عدد المشاهدات.. الموقع الإلكتروني الذي وقفت عنده «الأخبار» يقترح رفع عدد المشاهدات الخاصة بالفيديوهات إلى 5 آلاف مشاهدة وفق مبلغ مالي يصل إلى 324 درهما، وذلك بشكل آمن دون التأثير على حساب «الأدسنس» الخاص بالقناة على «اليوتيوب»، كما أن الموقع يوفر للمستخدمين خدمات مرتبطة برفع عدد الإعجابات، بحيث يصل ثمن 1000 «إعجاب» مثلا إلى حوالي 485 درهما.
فعلى سبيل المثال، يقترح الموقع الإلكتروني «Followers-seller.com» المتخصص في الدعاية والتسويق عبر الأنترنت، رفع ترتيب الفيديوهات في محركات البحث، والوصول إلى آلاف المشاهدات خلال 24 ساعة، وحجز مشاهدات من أشخاص بحسابات حقيقية، غير وهمية أو مزيفة. مع وجود إمكانية شراء عدد غير محدود من المشاهدات للفيديو الواحد، مقابل أثمنة محددة.
ويُوفر الموقع الإلكتروني، خَدمات مرتبطة برفع عدد المتابعين على «اليوتيوب» بحسابات عربية أو أجنبية حسب الطلب، كما يُوفر نفس الموقع خدمات مرتبطة بزيادة المتابعين على «إنستغرام»، والاشتراك في خدمة تمكن المستخدمين من الحصول على «إعجابات» للصور المضافة طيلة مدة الاشتراك.
وتشير بعض المعطيات إلى أن العديد من الفنانين والبودكاسترز المغاربة يعتمدون على هذه المواقع الإلكترونية لرفع نسب المشاهدة والوصول إلى قاعدة واسعة من المتابعين، فيما تلجأ العديد من القنوات والمواقع الإلكترونية إلى التسويق والدعاية عبر الأنترنت، للحصول على إحصائيات مزورة لعدد المشاهدات والزوار قصد استخدامها لجلب إعلانات إشهارية.
وهناك مواقع إلكترونية على الأنترنت توفر مشاهدات مجانية، لفائدة المستخدمين، شريطة اتباع مجموعة من الخطوات، كما أنها تمكن العديد من المشرفين على المواقع الإلكترونية من جلب آلاف الزوار مجانا، وبشكل يومي.

تَراجع مؤشر «الباك لينك» وفُقدان الزوار
تتيح العديد من الخدمات المرتبطة بالتسويق والدعاية عبر الأنترنت، إمكانية تحسين ترتيب المواقع الإلكترونية وجعله ضمن المراتب الأولى في محركات البحث، وذلك وفق مقابل مادي يتم دفعه لصالح مواقع إلكترونية متخصصة في تقديم هذا النوع من الخدمات.
من أجل الحصول على زيارات مجانية لأحد المواقع الإلكترونية، يعمد المشرفون على هذه المواقع إلى تبادل الزيارات مع مشتركين آخرين، وباستخدام هذا النوع من الخدمات، يستطيع المشرف على الموقع الإلكتروني الحصول على الآلاف من الزيارات يوميا.
بعض المواقع الإلكترونية التي تتصدر قائمة المواقع الأحسن ترتيبا في المغرب، تعمل على التلاعب بالأرقام والإحصائيات بعد الاعتماد على زوار وهميين من خلال حسابات إلكترونية مزيفة، الأمر الذي يُمَكنها من تصدر ترتيب المواقع الإلكترونية الأكثر زيارة في المغرب من حين لآخر.
وتعمل المواقع الإلكترونية العالمية التي تتوفر على قاعدة واسعة من المتابعين، على الرفع من مؤشر «الباك لينك» الذي يساهم بدوره في الوصول إلى شريحة مهمة من المستعملين عن طريق بعض المواقع الإلكترونية الوسيطة ومواقع التواصل الاجتماعي.
ويشير «الباك لينك» إلى مجموع الروابط الإلكترونية، التي تتيح إمكانية الولوج إلى الموقع الإلكتروني الرئيسي، بحيث تساعد هذه الروابط الإلكترونية غير المباشرة في زيادة عدد الزوار بشكل مستمر، الأمر الذي يساهم في تحسين ترتيبها ضمن المواقع الإلكترونية الأكثر زيارة.
ويلعب «الباك لينك» دورا رئيسيا في جلب الزوار إلى المواقع الإلكترونية، بحيث يشير ارتفاع نسبة هذا المؤشر إلى استقطاب الموقع الإلكتروني لنسبة هامة من الزوار عبر الروابط غير المباشرة والولوج إلى الموقع الإلكتروني الرئيسي عبر مواقع إلكترونية أخرى.
وتلجأ العديد من المواقع الإلكترونية إلى مشاركة محتوياتها في مواقع إلكترونية أخرى وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لرفع عدد الزوار، فيما تعتمد بعض المواقع الإلكترونية على شراء المشاهدات والزوار والحصول على شهادات عالمية في مجال تصنيف المواقع الإلكترونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى