مدن

أربع شقيقات مقعدات ببرشيد يعانين مرض العضلات «الميوباتيا» منذ عقود

برشيد : مصطفى عفيف

مقالات ذات صلة

 

هن أربع أخوات من أسرة واحدة مع أم أرملة وكبيرة في السن، أكبرهن «سعيدة خلفي» تبلغ من العمر 41 سنة، وأصغرهن «هند» 27 سنة يعشن داخل شقة بإحدى الإقامات السكنية بتجزئة جبران ببرشيد، كان قد اقتناها لهن أحد المحسنين من خارج المدينة، بعدما كن يقطنّ ببيت من الطوب والحجارة بدوار «بير الثور»، بجماعة جاقمة ضواحي برشيد.

«سعيدة» التي تحكي عن معاناة أسرتها مع الإعاقة وصعوبة ظروف العيش في مدينة يكثر فيها من يصفون أنفسهم بالمحسنين، الذين تنكروا لمثل هذه الحالات الإنسانية، سعيدة التي حكت لـ«الاخبار» بمرارة أنها ولدت سليمة، ولكن حين بلغت الثالثة عشرة من عمرها أحست بالفشل وعدم التحكم في حركات اليدين والرجلين، ولدى زيارتها إلى الطبيب أكد لها أنها مصابة بـــ«الميوباتيا»، الذي يصيب العضلات وأن ما أصاب «سعيدة» هو من النوع الذي يظهر في سن الرشد، وتختلف هذه الأنواع عن بعضها البعض، منها ما هو مقعد ومنها ما يتيح ممارسة حياة شبه عادية.

«سعيدة» لم تستسلم فقد زارت عدة أطباء علها تستعيد عافيتها وتحقق ما كانت تحلم به كقريناتها من بنات الدوار. مصاريف العلاج والترويض وحاجيات البيت كان مصدرها من عرق جبين الوالد، الذي كان يعمل مياوما بحقول الدوار، وبينما الجميع يأمل في أن تتعافى «سعيدة» ظهرت على أختها «رحمة» نفس علامات المرض وأصيبت في جهازها العصبي حين بلغت 13 سنة، وبعدها أختها «زينب» حين بلغت السن ذاتها.

أضافت «سعيدة» أن والدها قاوم العوز والخصاص وظروف العيش، وضاعف من عمله بالحقول عله يلبي ولو بعضا من متطلبات البيت والعلاج، خصوصا أنه أصبح لديه بالبيت ثلاث فتيات معاقات لا يتنقلن إلا على كراس متحركة.. محنة العائلة المذكورة لم تنته عند هذا الحد، بل ازدادت حين أصيبت الفتاة الصغرى «هند» بالإعاقة عند بلوغها السن نفسها (13 سنة) وذلك سنة 2004، وبعدها بأيام معدودة توفي الوالد المعيل الوحيد للأسرة، وبقيت الفتيات الأربع مقعدات على كراسي متحركة لا معيل لهن ولا من يطرق بابهن لتقديم العون والمساعدة إلا نادرا، حينها شمرت والدتهن «مي زروالة»  عن ساعديها -رغم كبر سنها، ولجأت إلى العمل بالحقول مكان زوجها المتوفي، علها تجلب ولو القليل من أجل العيش ورعاية بناتها المعاقات.

وتضيف «سعيدة» أن عليها وأخواتها أن يقمن بحصص للترويض ببوسكورة، أو ببرشيد، لكن ارتفاع تكاليف سيارات الأجرة يجعلهن غير قادرات على تدبير مصاريف التنقل.

مأساة تعيشها الفتيات الأربع، وهن حالمات بأن شمس يوم ما قد تشرق عليهن وتجدهن قد تخلصن من كراسيهن المتحركة، وفي انتظار ذلك لا ترغبن سوى في التفاتة من بعض المحسنين من أجل مساعدتهن على التغلب على ظروف العيش، وتدبير شراء بعض المستلزمات الطبية.

وبعدما أغلقت في وجهها كل الأبواب، اختارت «سعيدة» صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، من أجل توجيه  نداء استغاثة إلى الملك محمد السادس، بغية التدخل لمساعدتهن على العيش الكريم والخروج من هذه الوضعية الصعبة، والتغلب على مصاريف العلاج.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى