ثقافة وفن

أصيلة تبحث في أسباب الود المفقود بين الروائيين والمخرجين السينمائيين

تتواصل ندوات موسم أصيلة الثقافي في يومه السابع، لتحط السفينة الرحال في البحث عن نقطة التلاقي بين السينما والرواية، وهو الموضوع الثالث من مواضيع الموسم، فبعد الحرب الباردة والإعلام الإلكتروني والمكتوب جاء الدور على السينما والرواية ليكونا ضيفي ندوات على امتداد ثلاث أيام ستشكل محطة للتداول بين رواد الفنين الأدبيين عن تلك العلاقة التي تقدمت فيها بلدان وتأخرنا نحن، وهو التكامل بين الراوي وكاتب السيناريو، فرغم الكم من الأفلام التي أنتجتها السينما المغربية، فحضور الرواية بين تلك الأفلام محتشم إلى حد كبير، ما يجعل التساؤل يطرح حول مدى إمكانية حصول ود مفقود بين الروائيين والمخرجين.
بمركز الحسن الثاني للندوات والملتقيات الدولية، كان أول لقاء للسينمائيين والكتاب على طاولة الحوار الهادئ أول أمس السبت، خلال ندوة أطرها المخرج المغربي سعد الشرايبي وشاركت فيها المخرجة فردة بليازيد والباحث المتخصص في الجماليات، نور الدين أفاية، بالإضافة إلى محمد بنعيسى، رئيس مؤسسة منتدى أصيلة الدولي، وكان النقاش خلال الندوة هادئا هدوء المشاركين وما يقتضيه الموضوع الباحث عن التقارب من رحابة النفس وتقبل أفكار الآخر، وقال خلاله نور الذين أفاية، إن تجربة الأفلام المقتبسة من الرواية تقوت في العالم العربي مع روايات نجيب محفوظ رائد مدرسة الواقعية، وهي الواقعية في الأشخاص والزمكان والتي تقتضيها السينما في أفلامها، حيث لا يمكن القول إن السينمائي قد فشل في خلق الفضاء الزمني كالذي خلقه صاحب الرواية المراد الاقتباس منها.
بليازيد تطرقت إلى ما يمكن للاقتباس بين السينما والرواية أن يخلق من تلاقح في الأفكار وأن تحويل الرواية إلى فيلم أو شريط سينمائي طويل من شأنه تقوية الحبكة وتعزيز السرد، وإن كان الشريط قد لا يغطي بنسبة متطابقة مكتوب الرواية،  لكن سيعطيها تلك القيمة التي تحملها وقد تغيب عن قرائها لولا مشاهدتهم للشريط، وبالتالي فقد تحيي السينما روايات ماتت وغابت عن الساحة الأدبية، أوأنها غائبة منذ البدأ وقد تصلح لفيلم سينمائي أكثر مما هي عليه في طيات كتاب قد يكون قراؤه  قلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى