شوف تشوف

الرأي

اعترافات دجال

لم تكن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على علم بانتداب دجال تونسي من طرف الوداد والفتح، فحين أغلقت باب التعاقدات وأحكمت إغلاقه، اختار محمد علي بن منصور التونسي القفز من نافذة المرحاض لينساب إلى مجرى الكرة المغربية عبر قنوات الصرف الصحي.
كشف الدجال التونسي، في تصريح نشره عبر «اليوتوب»، عن «برشة» فضائح تتعلق بسير الدوري المغربي لكرة القدم، وقدم اعترافات صادمة حول تورطه في صنع ملامح البطولة المغربية ومنح درع الدوري للوداد البيضاوي، ومساهمته المتميزة في إضعاف الرجاء البيضاوي والمغرب التطواني ونهضة بركان مع سبق الإصرار والترصد.
تحدث منصور عن عقدة الأهداف التي جمعته برئيس الوداد البيضاوي، وعن دور «الكومبارس» الذي يلعبه المدرب جان توشاك والمفاوضات التي أجراها مع مدرب الفتح وليد الركراكي ولقائه ببادو الزاكي، مصرا على أداء دوره وتحقيق الأهداف المتفق عليها، وتعطيله عجلة فرق كانت تصارع على لقب البطولة، بعد أن غير اتجاه الدرع نحو القلعة الحمراء، بل إن المدير التقني للدجالين وسع خدماته لتشمل كأس العرش في ما يشبه انتهاك منافسات سيادية.
غضب «إله الملاعب» من سعيد الناصري، رئيس العصبة الوطنية الاحترافية، وهدد بالسخط على فريقه إذا لم يسدد رئيس الوداد متأخراته المالية، لكنني أنصح الدجال باللجوء إلى غرفة المنازعات التابعة للجامعة، ووضع ملفه لدى قضاتها، مع الإدلاء بكل ما يفيد صحة الشكاية من عقود وفواتير شراء الطلاسم والمواد الأولية التي تفيد في صناعة التعاويذ وهلم شرا.. لكن بالمقابل يمكن للوداد بدوره أن يتقدم باستئناف للجامعة يطالب من خلاله بإعادة مباراته أمام أولمبيك خريبكة، برسم الدورة الأخيرة من الموسم الرياضي الماضي، بعدما ثبت أن خسارة الفريق كانت بفعل فاعل مبني للمعلوم.
بسبب تأخر صرف مستحقاته المالية، قرر الدجال توقيف أعماله الشيطانية لفائدة الوداد بداية من الدورة العاشرة، فحاصرت توشاك النتائج السلبية، لكن التونسي لم يشعر الجامعة برسالة مضمونة يعلن فيها قرار إنهاء خدماته مع الوداد، على الأقل ليصبح حرا طليقا يمكن لأي فريق الاستعانة بخدماته الميتافيزيقية.
لن يعرض الدجال التونسي على لجنة الأخلاقيات، لأن اسمه غير وارد في لوائح الهيئة العالمية للسحرة، وغير مسجل في جمعية الفلكيين العرب. ولن يحاكم الرجل الذي أفسد على المسيرين حفلاتهم التنكرية، ولن يساءل بسبب مناجاة الأرواح والتنويم المغناطيسي للاعبين وقراءة الكف والقدم.. لن تصادر اللجنة الألبسة المستعملة، ولن تطالب بتسجيلات كاميرات ملعبي الوداد والفتح لتتأكد من صحة الاعترافات الصادمة لساحر أفلح في خلق جدل جديد بين الرجاويين والوداديين.
اللجنة الطبية لجامعة الكرة مدعوة للتصدي لهذه الكائنات التي تغزو سرا وعلانية المشهد الكروي، ومطالبة بتكوين الأطقم الطبية من أطباء وممرضين ومدلكين، حول تقنيات الرقية الشرعية لمواجهة الدجالين، وإخضاع اللاعبين لتحليلات طبية في حالة الشك في استعمال منشط سحري.
لا ندري إذا كان منصور خريج مدرسة العرافة التونسية «الحاجة حبيبة»، التي تملك مكتبا فخما في كل من تونس وباريس، ويتردد عليها رجال السياسة والكرة والفن من كل فج عميق، بل إن الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران كان واحدا من زبائنها حتى أنه تحدث عنها في مذكراته وكأنها مستشارة في شؤون الفأل والتطير.
حين نعود قليلا إلى الوراء، سنقف على كثير من أعمال الدجل التي اقتحمت الأندية المغربية، فقد نحر المكتب المسير للرجاء البيضاوي سنة 2007 عجلا في ملعب «الوازيس»، رغبة في التصدي لسوء الطالع الذي لازم الفريق، حيث اشترى المسيرون الذبيحة واستعانوا بجزار «رجاوي»، نحر الأضحية في ملعب التداريب فتحققت الانتصارات في الحصص التدريبية. وكان فريق الدفاع الحسني الجديدي سباقا إلى العمل بمبدأ «الدم مقابل الانتصار»، حيث أقدم رئيس الفريق على نحر كبش في مرمى ملعب العبدي وتعليقه في المرمى درءا لـ«العكس». وعلى المنوال نفسه سار اتحاد المحمدية، الذي كان أكثر شفافية من سابقيه، حين تضمن التقرير المالي نفقات الذبيحة السرية وتعويضات الجزار. فيما لجأ أمل سيدي بنور للنحر حين آمن بأن الشرف الرفيع لا يسلم من الأذى حتى يراق على جوانب المرمى الدم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى