الرئيسية

الأخبار تخترق سوق أجهزة التجسس الإلكترونية

كوثر كمار
أجهزة حديثة وغريبة تستخدم بالأساس من أجل التجسس على الآخرين. هناك من يستعملها بهدف كشف الخيانة الزوجية وهناك من يستخدمها بهدف الابتزاز الجنسي، في حين يحاول آخرون من خلالها كشف الحقيقة. وتلقى أجهزة التجسس إقبالا متزايدا، حيث تعرض بعض المواقع الخاصة بالبيع منتجاتها بأسعار مناسبة مع التوصيل بالمجان.
«الأخبار» تكشف أبرز أنواع أجهزة التجسس في السوق المغربية وتنقل شهادات صادمة.
أصبحت عمليات التجسس متاحة للجميع بعدما انتشرت العديد من المنتجات عبر مواقع البيع الإلكترونية. وتختلف أهداف مقتني هذه الأجهزة من شخص إلى آخر فخلال شهر فبراير المنصرم تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» شريط فيديو انتشر على نطاق واسع وأثار ضجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجاء في الشريط أن مصلحا لـ «البارابول» عمل على وضع كاميرا خفية داخل جهاز الاستقبال بهدف التجسس على غرف نوم أحد الأزواج.
وبعدما أثار الفيديو الكثير من اللغط حوله نشر صاحب المنزل فيديو آخر يؤكد فيه أن مصلح جهاز الاستقبال بريء من التهم المنسوبة إليه، موضحا أنه قد وقع سوء تفاهم، إذ أن أخته صدمت بعد اكتشافها للكاميرا الخفية المثبتة داخل الجهاز معتقدة أن مصلح «الباربول» قد وضعها بهدف التجسس.
وكشف صاحب المنزل أن السبب الحقيقي وراء وضعه للكاميرا هو محاولة التعرف على هوية أحد اللصوص الذي يتردد على الغرفة من أجل سرقة ممتلكات لوالديه الطاعنين في السن، مضيفا أن الكاميرا تعد بمثابة دليل قاطع لكشف عملية السرقة.

التجسس لكشف الخيانة الزوجية
يلجأ بعض الأزواج إلى استخدام أجهزة التجسس بهدف كشف الخيانة الزوجية، خاصة الأشخاص الذين يشكون في تصرفات الطرف الآخر، إذ يبقى الحل الوحيد بالنسبة إليهم هو قطع الشك باليقين عن طريق هذه الأجهزة الغريبة والتي لا تخطر على البال ويصعب كشفها.
نجلاء شابة في العشرينات من عمرها لم تكن تتوقع أن شريك حياتها يخونها مع امرأة أخرى، خاصة بعد قصة الحب الكبيرة التي دامت لحوالي ثلاث سنوات.
تحكي نجلاء، خلال حديثها مع «الأخبار»، أن تصرفات زوجها المريبة دفعتها للبحث عن جميع الوسائل للبحث عن الحقيقة، إلى أن عثرت على إحدى المواقع عبر «فايسبوك»، والتي تعرض منتجات خاصة بالتجسس بأسعار مناسبة تتراوح ما بين خمس مائة درهم وألف وخمس مائة درهم.
وتضيف نجلاء أن معظم أدوات التجسس يصعب اكتشافها مثل ولاعة وساعة يدوية وأقلام الحبر وغيرها.
وللتأكد من الحقيقة تروي نجلاء أنها قامت بإقتناء نظارات التجسس بحوالي ست مائة درهم من الموقع، إذ تعمدت وضعها داخل سيارة زوجها لتصوير ما يحدث، لتكتشف أنه على علاقة مع العديد من الفتيات اللواتي يطاردهن بسيارته في الشارع.
بعد انفضاح أمر زوجها، قررت نجلاء الطلاق رغم محاولات الصلح بينهما وذلك بسبب انخداعها وفقدانها للثقة في شريك حياتها.

كاميرا تجسس متطورة
تفضح الكاميرات الخفية ما يقع في الخفاء، إذ أنها تمكن من تصوير الأحداث بتقنيات عالية ولمدة تزيد عن ساعتين.
أحمد محقق خاص رفض الكشف عن هويته يوضح خلال حديثه مع «الأخبار»، أن مهنة التحقيق الخاص تستدعي استخدام أجهزة إلكترونية جد متطورة يصعب اكتشافها فهناك العديد من الأنواع الخاصة بكاميرا التجسس كالنظارات والأقلام ومفاتيح السيارات يتراوح سعرها ما بين خمس مائة إلى خمسة آلاف درهم حسب الجودة.
ويضيف أحمد أن هناك أجهزة تجسس لا تخطر على البال كساعة حائطية تعمل ككاميرا يصعب كشفها، إذ تعمل على تسجيل الصوت والصورة وتحتوي على بطارية يمكن استعمالها لمدة طويلة، كما تسمح بربط الاتصال بالساعة عن طريق مكالمة هاتفية للاستماع إلى الأصوات المحيطة، بالاضافة إلى ذلك يمكن إرسال رسائل sms كأوامر بتفعيل التسجيل أو إيقافة كذلك إلى التقاط صورة وإرسالها، إذ يتم التسجيل بشكل مباشر إلى ذاكرة تخزين ويمكن وضع ذاكرة بحجم 32 «جيكا بيت» مع متابعة ما يجري بشكل مباشر بواسطة هاتف android.
ويشير المحقق الخاص أيضا إلى وجود شاحن عبارة في الأصل عن كاميرا خفية لا يمكن اكتشافها بسهولة، كما أنها لا تتطلب الكثير من الضوء لتسجيل فيديو بجودة جيدة، كما تتوفر كذلك على ذاكرة تخزينية داخلية بسعة 4 «جيكابيت» مع إمكانية توسيعها بـ32 جيكا، ويقول محدثنا: «نحن نساعد فقط الآخرين على معرفة الحقيقة فقط كملاحقة الأبناء والأزواج في حالة الخيانة الزوجية، وشخصيا أعتمد على بعض الوسائل التي تساعدني في عملي كالقبعة وهي جد عملية وغير مثيرة للانتباه عن طريق وضع كاميرا مصغرة غير مرئية، مع 2 «ميغا بكسل» وميكروفون، فالقبعة تمكن من التقاط ما يحدث في زاوية من 65 درجة، وتسجيل الفيديو والتقاط الصور.
وعلاوة على ذلك، فإنه يمكنك التحكم فيها عن بعد، بحيث يمكن ترك هذه القبعة في غرفة ولا أحد سيلاحظ أنها كاميرا تجسس».

أجهزة التنصت
بالإضافة إلى ظهور أجهزة للتجسس تتوفر على كاميرات للمراقبة وتسمح بالتقاط الصور، هناك أجهزة جد خطيرة تباع عبر المواقع الإلكترونية الخاصة بهذه الأجهزة والتي لا يتعدى سعرها ألف درهم.
ومن بين أغرب هذه الأجهزة الخاصة بالتنصت وهي عبارة عن ولاعة مزودة بذاكرة 4 «ميكابايت»، وتقوم بتصوير فيديو بنمط DVR بدقة أي 640×480 وبمعدل 30 إطار بالثانية، وتستطيع تصوير 100 دقيقة بشحن البطارية، ولا يصدر عنها أي صوت أثناء التنصت والتصوير.
فيما يعتمد البعض على أجهزة تجسس خطيرة كفأرة الحاسوب والتي يصل سعرها إلى ألف وأربع مائة درهم.
محمد العربي أب لثلاثة أبناء اضطر إلى استخدام جهاز التجسس الفأرة بهدف التنصت على ابنه البالغ من العمر خمسة عشر سنة بعدما شك في تصرفاته، خاصة أنه في سن المراهقة.
ويقول محمد العربي، خلال حديثه مع الجريدة، إنه اقتنى الجهاز بحوالي ألف وأربع مائة درهم من أحد المواقع الخاصة بأجهزة التجسس على الأنترنيت ويوضح أن الجهاز عبارة فهو عبارة عن لاقط للصوت من مسافات بعيدة، إذ يعمل على التقاط الأصوات بوضوح على مسافة 50 مترا، ويمكن السماع بوضوح لكل ما يقال حتى وإن كان المكان بعيد مع وضع تتبع نظام تحديد المواقع. وأيضا إرسال صور عبر MMS، ويضيف أن الهدف من ذلك هو مراقبة ابنه الذي مازال إلى حدود اليوم يجهل أن فأرة حاسوبه تتجسس عليه، ويضيف أن خوفه على ابنه من الانحراف جعله يلجأ إلى هذه الأساليب بالرغم من أنه غير راض عنها، ويرى أن مثل هذه الأجهزة تصبح خطيرة عندما تستعمل بطريقة سلبية وتهدف إلى إلحاق الضرر بالآخرين كالابتزاز الجنسي.
وعلى غرار محمد العربي فآخرون أيضا يفضلون الاعتماد على أجهزة تنصت تصل إلى حوالي خمسة آلاف درهم ومزودة بأحدث برامج مراقبة في العالم من خلال استخدام شريحة الهاتف، ومتعدد الاستخدامات فهي عبارة عن كاميرا مراقبة من خلال شريحة الهاتف، وكذلك جهاز تنصت من خلال أي شريحة، وجهاز تتبع السيارات، ويمكن مشاهدة ما تسجله الكاميرا والتحكم بالجهاز من خلال الهاتف في أي وقت حتى وإن كانت المسافة بعيدة، أي من الممكن التنصت من بلد أخرى من خلاله وإعطاء الأوامر للجهاز سواء الإيقاف أو التشغيل، وتصل دقة الكاميرا 6.7 «ميكا بكسل» بنفس تقنية كاميرا متطورة وشديدة الوضوح والنقاء، كما أنه مزود ببطارية داخلية تستمر من 12 إلى 15 يوما.

ابتزاز جنسي
يستغل البعض أجهزة التجسس المتطورة من أجل تصوير مشاهد حميمة واتخاذها كوسيلة ضغط على الآخرين.
ففي السنة الماضية انتشر شريط فيديو لفتاة عارية على مواقع التواصل الاجتماعي مما أثار موجة من الاستهجان.
وتعود تفاصيل القضية حسب ما كشفت عنه الفتاة أنها تسلمت من عشيقها مبلغا ماليا بسيطا كسلف، لتتطور علاقتهما إلى لقاءات حميمية انتهت بمرافقته لشقة بمدينة الرباط أخبرها بأنها مملوكة لعائلته، لتخوض معه مغامرة جنسية لم تكن تعلم أنها جرت تحت مجهر كاميرا خفية منصوبة بسقف البيت التقطت كل تفاصيل الجلسة الجنسية التي تحولت إلى فضيحة مدوية.
الأمر لم يقف عند هذا الحد بل وصل إلى الإبتزاز مما دفع أسرة الفتاة إلى التقدم بشكاية إلى مصالح الأمن الوطني بالمنطقة الأمنية بتمارة تفيد تعرضها لعملية ابتزاز بعد استدراجها لإحدى الشقق بالرباط وممارسة الجنس عليها وتصويرها.
فحسب المصادر ذاتها، الضحية أفادت ضمن شكايتها أنها تعرفت على الشاب الثلاثيني بمدينة تمارة بإحدى المقاهي التي تشتغل بها، مؤكدة أنه عبر لها عن استعداده الكامل لمساعدتها ماديا بعد أن تقاسمت معه واقعها الاجتماعي الصعب الذي دفعها للتنقل يوميا من مدينة سلا إلى تمارة للعمل كنادلة في مقهى شعبي وسط المدينة. وفي المقابل اعترف المتهم بكل ما صرحت به الفتاة، كما أنه قام بنسخ العديد من الأقراص المتضمنة لواقعة العملية الجنسية التي تضمنت مشاهد خطيرة، من أجل توزيعها على صديقات وجيران الفتاة الضحية في خطوة أولى بهدف إخضاع الفتاة وأسرتها لإبتزازاته المتكررة، حيث هدد بترويج الشريط على مواقع الإنترنيت في حال عدم تسلمه مبلغا ماليا حدده في 20 ألف درهم، جرى الاتفاق مع الفتاة على توفير نصف الملبغ، في انتظار تسليم باقي المبلغ المالي، وهو الاتفاق الذي تقاسمته الفتاة وعائلتها مع عناصر الشرطة القضائية بتمارة التي نصبت كمينا محكما تحت إشراف النيابة العامة.
وقد انتقلت عناصر الشرطة إلى المكان المتفق عليه مع المتهم، وألقت القبض عليه ووضعته رهن تدابير الحراسة النظيرة من أجل الاستماع إليه في محضر رسمي اعترف ضمنه بكل التهم المنسوبة إليه والموثقة بتسجيلات هاتفية وصوره المسجلة على الشريط، قبل إحالته على أنظار وكيل الملك بتمارة من أجل استكمال التحقيق الذي اعترف خلاله بالتهم المنسوبة إليه.

هكذا يمكن اكتشاف أماكن الكاميرات الخفية المثبتة بالغرف
ينصح التقنيون باتباع مجموعة من النصائح لاكتشاف وجود الكاميرا الخفية خاصة داخل بعض الفنادق بالخارج، إذ ينصح بالمحافظة على الهدوء والتركيز لمحاولة سماع أي صوت فهناك أنواع من كاميرات المراقبة تصدر صوتا خفيفا عند التشغيل.
كما يجب البحث في جميع أنحاء الغرفة، إذ يتم إخفاؤها عادة في أمكنة غريبة مثل كاشف الدخان، مكبر الصوت، إناء الزهور، المصابيح، إطارات الصور وما شابه ذلك.
ويجب أن لا يتم التركيز فقط مع الكاميرا فقط، بل إذا كان هناك ميكروفون موصول على أنظمة المراقبة في هذه الحال يمكن كشف الأسلاك بسرعة.
ويوضح المختصون في هذا المجال أن إطفاء الأنوار عملية تساعد على العثور على مصدر ضوء صغير في الظلام، إذ عادة ما يكون ضوء كاميرا المراقبة كذلك الأمر بالنسبة لوجود الميكروفون.
لكن إن لم يفلح الشخص في اكتشاف هذه الطريقة فهذا يعني أنه تم إزالة الضوء من قبل مبرمجي نظام المراقبة.
وفي هذه الحالة ينصح المبرمجون بتوجيه الهاتف الذكي صوب المكان الذي يشتبه أن تكون كاميرا المراقبة موجودة فيه أثناء إجراء مكالمة، إذ يمكن أن يتم التقاط إشارات خارجية على شكل صوت منه فهذا الأمر يعني أن هناك جهازا إلكترونيا قريبا من الهاتف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى