الرئيسية

الأخبار تروي قصصا صادمة لفتيات تعرضن للاغتصاب الجماعي

كوثر كمار
فتيات في عمر الزهور وقعن في قبضة ذئاب بشرية، فتحولت حياتهن إلى جحيم لا يطاق، منهن من تعرضن للاغتصاب الجماعي من قبل أشخاص منحرفين بطريقة وحشية وسادية. منهن من قررن الفرار إلى وجهة غير معلومة هربا من الفضيحة، ومنهن من أصبن بالجنون، بينما أخريات لم يستطعن تحمل بشاعة الجريمة المقترفة في حقهن، فوضعن حدا لحياتهن البئيسة.
«الأخبار» تروي قصصا مأساوية ومؤثرة وتنقل شهادات صادمة لفتيات وقعن ضحايا للاغتصاب الجماعي.
هزت أخيرا، قضية خديجة الرأي العام بعد انتحارها حرقا بسبب اغتصابها بشكل جماعي وتصويرها. وعبر العديد من الفاعلين الجمعويين والحقوقيين عن استيائهم بسبب الأحكام المخففة الصادرة عن غرفة الجنايات الابتدائية بمراكش في حق المتهمين باحتجازها واغتصابها جماعيا.
لكن في المقابل تم الحكم على المتهمين بالاغتصاب بمحكمة الاستئناف بمراكش بـ 28 سنة سجنا نافذا و20سنة في حق المتهم بتصوير الضحية و8 سنوات في حق شريكه.
وأدانت الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية لابن جرير خلال الأسبوع المنصرم المتهمين بابتزاز الهالكة بست سنوات سجنا نافذا لكل واحد منهم.
وكشف مصدر «الأخبار»، أن المحكمة الابتدائية تابعت المتهمين الستة بتهمة التهديد قصد الحصول على مبلغ مالي وصنع أفلام خليعة قصد التوزيع في حق القاصر، والحكم على آخر بتهمة مساعدة الضحية على الانتحار، فيما أجلت المحكمة النظر في قضية الابتزاز لاستكمال الخبرة العلمية على هواتف المتهمين.

اغتصاب ثم انتحار
تعرضت خديجة وهي فتاة قاصر البالغة من العمر قبل وفاتها 17 سنة، للاغتصاب بشكل متكرر عندما كانت على قيد الحياة مما ترتب عنه إنجاب طفلين، طفلة تبلغ حاليا من العمر سنة ونصف تتبناها أسرة في الدار البيضاء، وطفل يبلغ من العمر أربعة أشهر توفي بعد ذلك .
عاشت خديجة حياة بئيسة منذ طفولتها، وتروي والدتها أن ابنتها انقطعت مبكرا عن الدراسة، وغادرت البيت في قرية «سكورة « وعمرها ما بين 14 و15 سنة كي تعمل وتعيش حياتها حرة بسبب الفقر، لتنتقل بعد ذلك للعيش في مدينة ابن جرير، حيث كانت تكتري غرفة. أما والدتها فظلت بالقرية حيث كانت تبيع الملابس ومواد التنظيف في السوق بعد وفاة والد خديجة خاصة وأنها أم لخمسة أبناء.
وتروي والدة الضحية أن ابنتها عانت كثيرا خلال حياتها، إذ تعرضت للاحتجاز والاغتصاب لمدة يومين من قبل ثمانية أشخاص، وذلك في أواخر السنة الماضية، فالبرغم من محاكمة المتهمين غير أن واحدا منهم فقط من سجن لأشهر قليلة، وذلك بسبب توكيلهم محامي لمؤازرتهم.
في المقابل لم تستطع ابنتها أن تؤدي أتعاب المحامي، وتضيف والدة الضحية بنبرة متحسرة أن المتهمين في قضية الاغتصاب جرى اعتقالهم مرة أخرى بتهمة ابتزاز ابنتها بفيديوهات توثق لعملية الاغتصاب لتقرر خديجة بسبب الضغط عليها وابتزازها الانتحار حرقا.
وبعدما أثار الموضوع ضجة كبيرة في المغرب أكدت وزارة العدل والحريات أن النيابة العامة أعادت فتح ملف الفتاة المنتحرة، وأن المتهم الرئيسي الذي كان فارا، ألقي القبض عليه، وتمت إدانته هذا الأسبوع بثماني سنوات حبسا نافذًا، مشيرة إلى أن المتهمين يحاكمون من جديد بعد اعتقالهم خاصة بعد «تأكيد البحث الذي أمرت النيابة العامة بفتحه وجود قرائن حول تهديدهم للقاصر بنشر صورها».

viol-fille

 معاناة متشردة مع المغتصبين
على غرار خديجة تعيش فتاة أخرى مختلة عقليا متشردة بشوارع القصر الكبير مأساة حقيقة وذلك بسبب تعرضها للاغتصاب الجماعي بشكل يومي من قبل المتسكعين.
وأفاد فاعل جمعوي خلال حديثه مع «الأخبار»، أن الفتاة تعيش في الشارع في وضعية جد صعبة حيث تبيت في العراء بالقرب من محطة القطار وتتعرض هناك لأبشع أنواع الاغتصاب من قبل المنحرفين، بينما ساءت حالتها الصحية بعد إصابتها بأمراض مزمنة خاصة، مضيفا أنها تعاني من مرض عقلي ولا تستطيع النطق والتحدث مع الآخرين.
ويضيف محدثنا أن الفتاة المجهولة قدمت إلى القصر الكبير عن طريق القطار منذ شهر رمضان المنصرم .
و أفاد مصدر لـ «الأخبار» أن الخضري، رئيس المكتب الوطني للمركز المغربي لحقوق الإنسان راسل وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، ووزيرة التضامن والمرأة والتنمية الاجتماعية، بسيمة الحقاوي، وطالبهما فيها بإنقاذ الفتاة المصابة بخلل عقلي، من جرائم الاغتصاب المتكرر، والضياع، والموت.
وأكد، في معرض رسالته، أنه عاين بنفسه، رفقة أعضاء من الفرع المحلي للمركز المغربي لحقوق الإنسان، فتاة لا يتجاوز عمرها 20 سنة، تفترش مكانا بالقرب من محطة القطار، وهي في وضع صحي ونفسي مزر، إذ لا تكاد تستطيع النطق، حيث تتعرض يوميا للاغتصاب الجماعي من قبل المتسكعين، وقطاع الطرق، المدججين بالأسلحة البيضاء، وذلك تحت أنظار عموم المواطنين.
كما رفع رئيس المكتب الوطني لحقوق الانسان ملتمسا إلى وزيرة الحقاوي، طالبها فيه بإيفاد لجنة إقليمية أو جهوية بشكل عاجل، للوقوف على حالة الفتاة المشردة، والعمل على توفير مأوى لها، إلى جانب رعاية طبية ونفسية، صونا لحياتها وكرامتها.

التهديد بالسلاح الأبيض
يستغل المنحرفون ضعف الفتيات خاصة اللواتي يعشن في الشارع لهتك عرضهن حيث يجدنهن لقمة سائغة، بينما يستغل البعض مرور الفتيات من المناطق المظلمة والخالية لاغتصابهن تحت التهديد بالسلاح غير أن مثل هذه الحالات قليلة.
ففي السنة الماضية تعرضت فتاة قاصر تبلغ من العمر 15 سنة لاغتصاب جماعي تحت التهديد بالسلاح، ما نتج عنه افتضاض بكارتها، وذلك بعد أن تم استدراجها إلى مكان خال بحي النسيم في الدار البيضاء.
وأكدت الضحية في شكاية قدمتها إلى عناصر دائرة النسيم، أن أحد الجناة استغل صغر سنها واستدرجها إلى مكان خال من الناس ومارس عليها الجنس كرها، وكان وراء افتضاض بكارتها، ثم عاود الكرة بطريقة شاذة قبل أن يُمكِن مرافقيه الثلاثة، من ممارسة شذوذهم الجنسي عليها تحت التهديد، حيث تناوبوا عليها تباعا.
وأدلت الضحية بشهادة طبية تثبت ما جاء في أقوالها، كما اعترف الجاني
أثناء البحث معه بالتهم المنسوبة إليه. وقد تمت الاستعانة بالمعطيات التي أدلت بها الضحية، حيث تم تحديد هوية المعنيين بالأمر الذين اختفوا، قبل أن تتمكن عناصر الأمن من إيقاف أحدهم الذي اعترف كذلك بالمنسوب إليه.
وقد تم تقديم الموقوف إلى محكمة الاستئناف في الدار البيضاء بتهمة التغرير بقاصر، وهتك عرضها وافتضاض بكارتها واغتصابها بطريقة جماعية تحت التهديد.

الهروب من المنزل
في الوقت الذي تدافع فيه بعض الفتيات اللواتي تعرضن للاغتصاب الجماعي عن حقهن في متابعة المتهمين، فأخريات يقررن الهروب من المنزل خوفا من الفضيحة خاصة إذا ترتب عن ذلك حمل.
شروق فتاة في العشرين من عمرها تعيش في مدينة المحمدية رفقة صديقتها ووالدتها، وذلك بعدما قررت الرحيل من منزل أسرتها بمدينة مراكش، وتحكي الفتاة خلال حديثها مع «الأخبار» أنها قبل أربع سنوات كانت على علاقة غرامية مع شاب يقطن بضواحي مدينة الناظور، حيث عرض عليها قضاء عطلتها الصيفية في الريف، فلم تتردد في قبول دعوته بسبب عشقها له.
وتردف بعد أن أجهشت بالبكاء، بأنها قضت أسبوعا رائعا رفقة حبيبها حيث كان مليئا بالمغامرات والرومنسية قبل أن تصعد معه إلى جبل غورغو رفقة صديقه.
وتروي أنها لم تكن تتوقع أن جلسة خمرية في الغابة ستؤدي إلى افتضاض بكرتها من قبل عشيقها وصديقه اللذين تناوبا على ذلك.
وتضيف أنها بعدما عادت إلى المنزل اكتشفت أنها حامل غير أنها كانت تجهل والد طفلها، فلم تجد حلا آخر سوى الهروب خوفا من الفضيحة.
تقول شروق أنها بعدما فرت من المنزل امتطت القطار المتوجه إلى الرباط، حيث صادفت فتاة روت لها قصتها والتي أشفقت عليها
واحتضنتها بمنزلها حيث تعيش رفقة والدتها المسنة، بينما ساعدتها على التخلص من الجنين وإيجاد عمل بأحد المقاهي بالبيضاء.
حاولت شروق أن تتواصل مع والدتها المقيمة بمراكش كي تسامحها على غلطتها الكبيرة، إلا أنها لم تتمكن من ذلك فسافرت إلى مراكش لزيارتها حيث اكتشفت أنها ماتت متحسرة على ابنتها.

fille-viol2

هذه هي الأعراض النفسية التي تظهر على النساء بعد تعرضهن للاغتصاب
تدخل الضحية المغتصبة حسب الأخصائيين في مرحلة التوتر والاكتئاب والضيق والعصبية، وهذا الاكتئاب يجعلها تفقد شهيتها للطعام، ويبدأ وزنها في التراجع، وتصبح عرضة لأحلام وكوابيس مزعجة واضطرابات في النوم، وبالتالي يلاحظ انخفاض مستواها الوظيفي أو الدراسي، بينما تشعر المرأة المتزوجة بأنها ملوثة وتحس بالخزي والعار من زوجها، وقد تخشى معاشرته لارتباط الجنس عندها بالألم.
أما على المستوى الجسدي، فأكدت الدراسات أن حوالي ثلثي النساء المغتصبات عانين من خدوش وندبات وكدمات متفاوتة، وتقرحات في الجهاز التناسلي، وجروح داخلية أو كسور في الجمجمة والعمود الفقري أو في الأسنان.
وأغلب الضحايا تلقين تهديدات بالقتل والتنكيل في حالة الإبلاغ عن الحادث، خاصة من الأشخاص المقربين، كما يتعرض الضحايا لخطر الأمراض الجنسية المعدية كمرض السيدا والسيلان والعقم الذي يسببه عدم الرغبة في الحمل وعدم التداوي خوفا من ردة الفعل وكنتيجة للصدمة النفسية. كما قد تعاني النساء ضحايا الاغتصاب من صعوبة وآلام في العملية الجنسية مع أزواجهن، ومن نزيف دموي متواصل يصاحب تلك العملية..
وتضيف الدراسات أن المرأة التي تعرضت للاغتصاب تشعر أيضا بالظلم والذنب والعار، وفقدان الرغبة في الأكل والأرق المزمن والإحساس بالوحدة والضعف والوهن وقلة الحيلة وفقدان الثقة في النفس والحزن الشديد الذي قد يصل إلى حد الاكتئاب المزمن. كما تكون مشاهد الاغتصاب الأليمة حاضرة دائما في الذاكرة وتتواتر على شكل ومضات رجعية. وتنخفض الرغبة الطبيعية لديها في ممارسة الجنس، وقد تتعقد هذة الانعكاسات المرضية لتصل إلى درجة فقدان الشعور باللذة، خاصة في الفترة التي تعقب تجربة الاغتصاب..
وتكون الصدمة أعنف إذا كان الجاني من أقارب الضحية، إذ من الصعب نسيان تلك الحادثة، وبذلك تكون المخلفات النفسية شديدة الخطورة، وقد تدفع الضحية إلى محاولة الانتحار.
وتقسم الدراسات النفسية المراحل التي يمر بها ضحايا الاغتصاب إلى مرحلة الحدث، وتتمثل في حالة الصدمة النفسية والعصبية، التي تظهر فيها حالة من البكاء والضبابية والخوف والرعب والعداء للنفس والمجتمع والعصبية الواضحة تجاه محيطها وحالة من الانعزال عن المجتمع.
تمتد مرحلة الشفاء من عدة أسابيع إلى 4 أو 6 سنوات، وقد تستمر فيها حالة العصبية والاكتئاب واسترجاع الحدث واضطراب العواطف والأحلام المخيفة واستمرار الانعزال المجتمعي عن المحيط وعدم التركيز والتهيج لأبسط الأمور والخوف من البقاء وحيدة في البيت، وقد تفقد الرغبة في العمل أو الهوايات السابقة وإمكانية الشجار مع الأسر، وقد تطول مرحلة المرض مدى الحياة لتؤدي في النهاية إلى الانتحار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى