الرئيسية

«الأخبار» تكشف معطيات مثيرة حول أخطاء العماري في التزكيات بالمضيق ومرتيل

 المضيق: حسن الخضراوي

 

 

 

كشفت مصادر خاصة لـ«الأخبار» أن إلياس العماري، الأمين العام المؤقت لحزب الأصالة والمعاصرة، ارتكب أخطاء بالجملة في التزكيات الخاصة بالمضيق ومرتيل، لكنه تم الصمت عليها لاعتبارات متعددة، أهمها الخوف من بطشه بالمعارضين بطرق ملتوية، حيث كرس لمنطق القبلية داخل الحزب، ورفض الاستماع إلى الأصوات المنادية باعتماد الديمقراطية وبناء مؤسسة حزبية تساهم في ترسيخ قيم النضال والممارسة السياسية، ما انعكس سلبا على نتائج المحطات الانتخابية الجماعية والبرلمانية، وتسبب في فشل رهان الفوز بالمقعد البرلماني خلال الانتخابات الجزئية الأخيرة.

وحسب المصادر نفسها، فإن الأمور كانت تسير داخل «البام» بالمضيق، على ما يرام، حيث تم استقطاب أفواج من الشباب والطلبة، والعديد من الوجوه السياسية المحلية المعروفة بشعبيتها وتجربتها في تدبير الشأن العام المحلي، لكن عندما حضر موعد التزكية للترشح للانتخابات الجماعية، تفاجأ الجميع بأشخاص مدعومين من العماري والمقربين منه، (ضمنهم نائب رئيس جماعة المضيق)، يطلبون وضعهم على رأس اللائحة الانتخابية، خارج أي عملية اختيار من المناضلين، أو التزام بالعملية الديمقراطية.

وأضافت المصادر ذاتها أن تزكية هؤلاء المستشارين الذين تمردوا الآن على قرارات الأمين العام، دفعت العديد من الشباب والوجوه السياسية التي أسست للعمل الحزبي بالمدينة، إلى مغادرة الحزب والانسحاب احتجاجا على تكريس منطق القبلية والقرب من العماري، عوض الالتزام بالقوانين التنظيمية والتفكير في مستقبل المشروع على المديين المتوسط والبعيد.

وقال مصدر مطلع إن اعتماد العماري على المقربين منه وأبناء قبيلته ومنطقته، من أجل وضعهم على رأس الهيئات واللوائح الانتخابية بمدن الشمال، جعل العديد من الأعضاء يقدمون استقالتهم من حزب الأصالة والمعاصرة، وساهم في تراجع نتائجه خلال المحطات الانتخابية، فضلا عن الصورة السلبية التي علقت في أذهان بعض الشباب الذين كانوا يرون في حزب الأصالة والمعاصرة البديل الحقيقي، للتصالح مع السياسة وتقليص نسبة العزوف.

ويضيف المصدر نفسه أن القاعدة الانتخابية لحزب الأصالة والمعاصرة بالمضيق، أصبحت في خبر كان، لأن الكفاءات التي غادرت الحزب احتجاجا على القرارات الانفرادية للعماري، تركت فراغا مهولا داخل التنظيم، يصعب تعويضه من طرف المقربين والداعمين للأمين العام في كل الأحوال، سيما وأن برنامجهم لم يخرج عن دائرة قضاء المصالح الشخصية، والاعتداد بالنفوذ السياسي المزعوم .

وحسب المصدر ذاته، فإن تدبير العماري الفاشل بكل المقاييس، أدى إلى تشتيت شمل الهيئات بمختلف مدن الشمال، ناهيك عن تشكيل تيارات داخلية متصارعة همها التقرب من المركز، والحرب الطاحنة على التزكيات، فضلا عن تهميش الكفاءات بطرق ملتوية، ما ساهم في خروج مشروع الحزب عن سكته، والاستغراق في تصفية الحسابات الشخصية، والتهافت على امتيازات المناصب.

يذكر أن العماري ما زال مستمرا في تكثيف اللقاءات الداخلية، واستنفار المقربين منه للحفاظ على شعبيته داخل حزب الأصالة والمعاصرة، من أجل ضمان البقاء والاستمرار في منصب الأمين العام، إلا أن مصادر متطابقة أكدت للجريدة أن كل المحاولات التي قام بها العماري باءت بالفشل، فضلا عن توتر علاقته مع فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني، وعدد من القياديين الذين يستعدون لكشف خبايا فشل المشروع السياسي، نتيجة القرارات الانفرادية، وتهافت أصحاب الامتيازات الراغبين في استغلال المنصب السياسي لتطوير مشاريعهم الخاصة ودخولهم نادي الأغنياء، على الفوز بالتزكيات، رغم عدم توفرهم على الكفاءة والمصداقية لتحمل المسؤولية والنجاح في تنزيل قرارات الإصلاح.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى