شوف تشوف

الرئيسيةصحة

الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعا في مرحلة المراهقة

من الممكن أن تصبح مرحلة المراهقة جد معقدة. إذ أن التغيرات التي تحدث لا تؤثر فقط في بيئة المراهق فحسب، بل تحدث اضطرابا عند المراهق نفسه. خلال هذه المرحلة، سيشكل التفاهم والتعاطف والصبر أدوات ومواقف مفيدة جدا للتعامل بشكل أفضل مع المشاكل التي قد تنشأ. بالإضافة إلى ذلك، سيسمح لنا أيضا بأخذ بعين الاعتبار تلك الإشارات الصغيرة التي قد تشير إلى وجود اضطراب عقلي.
يمكن أن تثير مرحلة المراهقة جنون العديد من الآباء، بسبب الفكرة التي لديهم عنها والتحديات التي تنطوي عليها. إننا نتحدث هنا عن فترة تتسم بحساسية خاصة تجاه الاضطرابات، مثل القلق أو الاكتئاب.
وتجدر الإشارة إلى أن واحدا من كل خمسة مراهقين يعاني من اضطراب نفسي.
• الاكتئاب والاكتئاب الجزئي
الاكتئاب هو اضطراب يصيب العديد من المراهقين. يسبب قلق الانتماء إلى مجموعة، وفقدان الثقة في النفس بسبب ظهور حب الشباب ومشاكل التنمر، الموجودة في الواقع لا تشكل سوى أسبابا قليلة من الأسباب المحتملة للاكتئاب في هذه المرحلة.
قد تحدث الإصابة بالاكتئاب الجزئي الذي يختلف عن الاكتئاب العام. ويتسم هذا الاضطراب بكونه شكلا خفيفا ومزمنا من الاكتئاب. وهنا نتحدث عن فترات زمنية لا تقل عن عامين.
يكون دعم الأسرة في غاية الأهمية. لا يجب الاستخفاف بأي تغيير أو اعتبار أي مؤشر واضح على وجود اضطراب عقلي بأنه «شؤون المراهقين».
صحيح أن المراهقين قلما يتحدثون، وأن الأسرة ليست هي البيئة التي يعبرون فيها أكثر عن أنفسهم. لهذا السبب، فإنه من الضروري الانتباه إليهم جيدا ومنحهم اهتماما ذكيا.
اضطرابات القلق
يسود القلق بصفة كبيرة في وقتنا الحالي، وإذا كانت هناك مرحلة اكتسب فيها مشروعيته، فهي، وبدون منازع، مرحلة المراهقة.
التوقعات التي يبنيها المراهق أوالتي قد يتوقعها الآخرون منه يمكن أن تسبب درجة عالية من التوتر.
كما يمكن أن يشكل تخوفه من إحباط آمال الآخرين وألا يكون في المستوى أو المشاكل التي قد يواجهها مع أصدقائه أيضا مصدرا للضغوطات.
فقدان الشهية والشره المرضي واندفاعات الأكل
تعد المشاكل المرتبطة بالأكل، بلا شك، من أشهر الاضطرابات. المراهقون، ونظرا للانتقادات التي تطال أجسادهم وأيضا بسب تأثرهم بمعايير الجمال المستحيلة التي يخلقها المجتمع عبر الدعاية، عادة ما يولون أهمية كبرى إلى ما يأكلون. ويسعون عن طريق الطعام للسيطرة على وزنهم.
ومع ذلك، فإن المشكلة لا تأتي بالضرورة من هذا السلوك، ولكن من حقيقة أن المراهقين معتادون على اتخاذ تدابير دون الرجوع إلى شخص ما. وغالبا ما تكون هذه التدابير مقيدة جدا، وتطبق في شكل عقوبة أو كوسيلة لتهدئة القلق ويمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على أجسامهم.
في بعض الأحيان، تشكل هذه الاضطرابات مظهرا من مظاهر مشكلة أكثر خطورة. على سبيل المثال، صدمة في مرحلة الطفولة أدت إلى شعورالمراهق بالذنب، والشعور بالسوء تجاه نفسه، وبالتالي إيذاء نفسه بهذه الطريقة. لذلك من الشائع أن نرى أن تتمثل هذه الاضطرابات في سلوكات للتدمير الذاتي.
من الأعراض التي يمكن أن تنبهنا إلى وجود خطب ما تكون واضحة. هل يعاني المراهق من الأرق؟ من تهيج قوي؟ ويمكن اعتبار ذلك من التغييرات في الحالة المزاجية التي تطبع في هذه المرحلة من الحياة. ومع ذلك، فإن آلام في المعدة دون سبب واضح وتوتر العضلات هي أعراض كافية لطلب مقابلة أخصائي. وإذا سارت الأمور كما خطط لها الآباء، فسيكون ذلك أفضل.
تفادي العدوانية مع المراهق يعد أمرا أساسيا لطلب المساعدة وإيجاد حل لهذا السلوك السلبي. في بعض الأحيان قد يشعر الآباء بالإحباط وهذا يمكن أن يؤدي بهم إلى فقدان السيطرة. ومع ذلك، فمن الضروري التحلي بالهدوء وقبل كل شيء طلب المساعدة من أحد المختصين.
وبذلك، إذا كان المراهق يريد إنقاص وزنه، فمن الجيد أن أخذه لاستشارة طبيب حتى يوجهه هذا الأخير إلى أخصائي التغذية. سوف يخبره كيف يصل إلى هدفه. وسيكون هذا أفضل بكثير من تجاهل المشكلة أو القيام بمراقبة دائمة من شأنها أن تدفع المراهق فقط لإتقان استراتيجياته، في السر، لفعل ما يريد.
الرهاب الاجتماعي
ينتمي الرهاب الاجتماعي إلى مجموعة اضطرابات القلق، ولكن في هذه الحالة، تتهيج الأعراض عندما يجد المراهق نفسه في بيئة اجتماعية أو عندما يتوقع هذا اللقاء الاجتماعي. يمكن أن يشكل التفاعل مع الغرباء أو الاضطرار إلى الذهاب إلى مكان مزدحم عقبة حقيقية بالنسبة لهم.
لذلك من الطبيعي أن نلاحظ، خلال فترة المراهقة، أن العديد من الشباب يحبسون أنفسهم في المنزل. يمكن أن يسبب عدم الرضا الاجتماعي، ومشاكل عدم الأمان المختلفة ومشاكل أجسادهم والتنمر في المدرسة والحاجة إلى القبول، الرهاب الاجتماعي.
قد يشير عدم انتظام دقات القلب والقلق وصعوبة التنفس في بيئة اجتماعية إلى الرهاب الاجتماعي.

اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع والنزعة السلبية
هل يسرق المراهق بعض الأغراض؟ هل يستخدم العنف ضد الناس والحيوانات؟ من المحتمل جدا أن يقع الأشخاص الذين ليسوا بخبراء في هذا المجال في فخ عدم التفريق بين اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع/ النزعة السلبية وبين مشكلة طبيعية للمراهقة، ومع ذلك، قد يكون هذا النوع من السلوك عرضا من أعراض مشكلة أكثر خطورة.
إن عصيان البالغين، وعدم احترام القواعد، والسرقة والعيش بشكل دائم في الغضب هي بعض الإشارات التي قد تشير إلى وجود اضطراب. يبدو أن الشباب لا يحترمون شيئا، فهم يتصرفون دون تفكير، وهم مندفعون للغاية ولا يأخذون في الاعتبار سلامة الآخرين. هل يتعلق الأمر بفترة معقدة أم بشيء آخر؟ لمعرفة ذلك، من الأفضل استشارة أخصائي.
إن طلب المساعدة سيكون مهما جدا. من العادة، في مواجهة مثل هذا الاضطراب، أن يشعر الوالدان بالعجز أو يبحثان عن أسباب في حقائق مغلوطة؛ حيث قد يفكرون في أنهم فشلوا في تربية أطفالهم. ومع ذلك، يمكن لهذه المفاهيم الخاطئة أن تجعلهم يتبنون موقفا سلبيا وخاضعا تجاه أطفالهم، وهو أمر لن يكون مفيدا لهم على الإطلاق.
قد يشير السلوك العدائي والصريح والميل إلى انتهاك الحقوق الأساسية للآخرين إلى وجود مشكلة تحتاج إلى الأخذ بعين الاعتبار.
لقد مررنا جميعا من مرحلة المراهقة، تلك المرحلة التي لم نشعر فيها بأن هناك من يفهمنا والتي بدا خلالها أن آباءنا يسحبون أيديهم بدلا من تقديمها لنا. لذلك، لا يجب على الوالدين أن يأخذوا هذه الأشياء التي ذكرناها على أنها «شؤون مراهقين»؛ وبذلك سيحدون من تطور أي اضطراب إذا كان
موجودا.
كثير من المراهقين ينتحرون، فيما يشعر آخرون بالوحدة. خلال هذه الفترة المعقدة، يعد دعم البالغين أمرا ضروريا أو، على الأقل، الأمان الذي يمكن أن يوفره الأكبر سنا. إن البحث عن المساعدة، والانتباه، وعدم الاستخفاف بقول «أنا لست جائعا» أو «أنا من يتحكم» أو «أنا بخير في غرفتي» يمكن أن يحد من المشكلة قبل تفاقم أبعادها وأن تجلب في الوقت ذاته عواقب غير مرغوب فيها.

ما هي مرحلة المراهقة؟ وما أهم مميزاتها؟
تعرف المراهقة على أنها المرحلة الفاصلة بين الطفولة والرشد المبكر، وتظهر غالبا بعد حدوث البلوغ عند الذكر أو الأنثى، وتبدأ عادة في سن الثانية عشر وقد تمتد إلى الحادي والعشرين. تعد المراهقة مرحلة من أهم المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان وأكثرها حساسية، وذلك كونها مرحلة انتقالية تسير بالفرد من مرحلة الطفولة والوداعة إلى مرحلة الشباب والرشد، فهي مرحلة نمو كباقي المراحل الأخرى، إلا أنه يتخللها تغيير شامل وجذري في جميع الجوانب والظواهر الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية، أما فترة المراهقة قد تعتبر بشكل عام أزمة عمرية قد تنشأ بسبب الكثيرِ من العوامل إما بسبب العوامل الداخلية والخارجية، أو بسبب الخلل الكبير في طرق المعالجة والتفاعل مع بعض المشاكل التي قد يتعرض لها المراهق أو المراهقة.

مميزات مرحلة المراهقة
تتميز مرحلة المراهقة بالنمو المُتسارع مقارنة مع المَرحلة السابقة لها والمرحلة التي تليها، فيظهر النمو والنُضج في كافة الجوانب والأبعاد الشخصية، كذلك يسير الفرد نحو التقدم في النمو ومستويات مرتفعة من النضج الانفعالي والاجتماعي، وارتفاع القدرة على تحمل المسؤولية وتقييم الذات من خلال إدراك القدرات والاستعدادات والإمكانات الذاتية التي تصقلها الخبرات وتجارب النجاح والفشل المختلفة، وتطوير مهارات التفكير والتخطيط للمستقبل، واتخاذ القرارات بما يتعلق بالقضايا المصيرية التي تمس حياة الفرد الخاصة، بالإضافة إلى تقدم النمو على نحو متسارع في الجوانب الجسمية والجنسية.

أبـرز مشاكل المـراهقين
المخدرات
أكدت الدراسة بأن المخدرات تنتشر بسرعة كبيرة بين صفوف المراهقين في معظم المجتمعات عبر العالم. والخطير في الأمر هو أن المراهق في وقتنا الحالي ينخرط في الإدمان على المخدرات منذ سن مبكرة جدا. فالتدخين بين صفوف المراهقين أصبح أقل، ولكن في المقابل تفاقمت مشكلة الإدمان على المخدرات بشكل كبير، حتى يمكن القول إن المخدرات بدأت تحل محل السجائر.
الجنس
أوضحت الدراسة بأن مشكلة الجنس بدأت تأخذ أبعادا خطيرة جدا في المجتمعات الغربية والأمريكية اللاتينية وحتى العربية، بسبب تأخر سن الزواج وعدم وجود رادع أخلاقي قوي. ومن أهم النتائج الخطيرة للجنس ممارسته في هذه المجتمعات بطريقة عشوائية ومن دون حماية، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الأمراض الجنسية بشكل لم يسبق له مثيل.
ومن النتائج الأخرى السلبية للجنس بين المراهقين هو الحمل المبكر للفتيات بعضهن مازلن في سن الـ18 من العمر.
العنف
أكدت الدراسة بأن معظم مشاكل المراهقين تتسم بالعنف من جميع النواحي. ففي المدارس يحمل مراهقون لا يتعدون الـ 13 من العمر أسلحة حادة. فيما تقع يوميا عشرات الشجارات بين التلاميذ، وأغلبها بسبب الصراع من أجل الفتيات.
الاكتئاب
قالت الدراسة إنه مع كل ما يراه ويفعله المراهق، فإنه يتعرض للاكتئاب بشكل لم يسبق له مثيل، وهي مشكلة عالمية. كثيرون هم الذين لا يرغبون في الدراسة ويطمحون إلى الكسب السهل للمال، ولكن أمام الصعوبات، التي تعترض طريقهم فإنهم يصابون بالاكتئاب الذي يكون على جانب كبير من الخطورة ويمكن أن يؤدي في بعض الحالات إلى الانتحار.

المراهقة.. لماذا تتسم بكثير من العنف؟
من الصعب أن تكون والدا لمراهق في أزمة! خاصة وأن هذا الممر إلى عالم الكبار يتم صنعه بعنف أكثر فأكثر … لماذا يفعل ما يحلو له فقط؟ كيف يمكن مساعدته في العثور على معالمه؟
لقد سعى تقرير صدر مؤخرا إلى توضيح الرؤية أكثر… وفك الشيفرة.
تعتبر المراهقة فترة عصيبة بالنسبة للشباب، وكذلك بالنسبة للآباء والأمهات الذين يتعين عليهم التعامل مع النزاع المستمر، لكن يبدو أن هذه الأزمة الشهيرة أصبحت أكثر صعوبة. هل يتعلق ذلك بانطباع خاطئ أو تأثير بيئة عنيفة بشكل متزايد؟
الصراع رغما عنه
تتميز أزمة المراهقين بالأساس بالمعارضة: يسعى المراهق ويحاول إيجاد مكانه داخل الأسرة والمجتمع. وغالبا ما يكون هذا المسعى محفوفا بالصراع. من الصعب على الوالدين التزام الهدوء في مواجهة شاب لا يستمع أبدا ويفعل ما يحلو له فقط! ومع ذلك، يتم تفسير هذا السلوك: وفقا لفيليب جونمي، طبيب النفسي، يرتبط هذا الاستفزاز الدائم بمفارقة «الخوف من التخلي عنه إذا لم يهتم أحد به والخوف من التعرض للتأثير، إذا هو موضوع اهتمام الآخرين». حتى لو بدا أنه يبحث عن هذه الصراعات، فاعلم أنها تؤثر عليه بقدر ما تؤثر على الآباء، أو أكثر! لأن الطفل يعاني من فرط الحساسية للنزاع. وهذه المواجهات كثيرا ما تزعجه بعمق.
العنف.. أكثر فأكثر
إذا كانت أزمة المراهقة موجودة دائما، فإنه يبدو أن التعايش معها أصبح أكثر صعوبة. وأصبحت مظاهرها أكثر وأكثر عنفا، مما يعكس الشعور بالضيق المتزايد. هل لأنه أصبح اليوم من المعقد جدا إيجاد مكان في المجتمع أكثر من ذي قبل؟ يشير العديد من المراقبين إلى الزيادة في السلوكيات والاضطرابات التي تعكس صعوبات المراهقين: فقدان الشهية والشره المرضي وتعاطي المخدرات … وفقا للمتخصصين، من 15 إلى 20٪ من الحالات، يكون فيها المراهق غارقا فيما يحدث له وداخل دوامة جهنمية. بينما يلجأ البعض إلى عزلة، فيما يعرب آخرون عن انزعاجهم عن طريق التمرد العنيف إلى حد ما. لحسن الحظ، فإن المظاهر الأكثر تطرفا (الانحراف، الانتحار …) لا تشكل سوى أقلية بين صفوف المراهقين.
طرق لمواجهة مشكل المراهقة
مما سبق، يصعب على الآباء التعامل مع هذا الانتقال إلى مرحلة البلوغ. وبطبيعة الحال كل فرد يواجه مشكل المراهقة على طريقته، إلا أن بعض النصائح يمكن أن تساعدك في التغلب عليها. يجب أن ندرك أن المراهق سيمر بأزمة أكثر هدوءا إذا كانت لديه معالم قوية يتشبث بها. والأمر متروك للوالدين لتوفير هذه المنارات. بدءا من الصورة التي يقدمونها: من الصعب على المراهق تبني قواعد الحياة التي لا يحترمها والديه … ومن خلال فرض الممنوعات عند الضرورة، فيما اختار عدد متزايد من البالغين أن يصبحوا آباء «أصدقاء» …
وإذا كنت تواجه صعوبات حقيقية في التعامل مع هذه الأزمة، فلا تتردد في استشارة أخصائي، وخاصة طبيب نفساني للأطفال. يمكنك أيضا طلب مشورة الأخصائيين،
كما يمكنك أيضا طلبها من المعلمين.
عليكم تعلم كيف تصبحوا آباء!

مشاكل المراهقة الكبرى وبعض الحلول

  1. ميل المراهقين لعدم احترام الوالدين
    قد تلاحظ أن الطفل في فترة المراهقة يظهر عدم الاحترام لوالديه، ويسخر من اقتراحاتهم وآرائهم، صحيح أنه من الصعب على الآباء تقبل حدوث ذلك، لكن يجب إدراك أن جزءا من المراهقة يتعلق بالفصل والتمييز، والعديد من الأطفال بحاجة للاستقلال عن والديهم من أجل العثور على هوياتهم الخاصة، كما يركز المراهقون على أصدقائهم أكثر من اهتمامهم بعائلاتهم، وهذا أمر طبيعي كذلك.
    على الرغم من التأثير النفسي لهذا السلوك على الآباء، لكن يجب على الآباء التزام الهدوء، ومحاولة التغلب على مرحلة التمرد في سن المراهقة، والتي تمر عادة عندما يبلغ الطفل 16 أو 17 سنة. ولكن ينبه المتخصصون بعدم السماح للمراهق بتجاوز قواعد السلوك العامة أو الإساءة اللفظية للوالدين، ويجب تحذير المراهق أنه «إذا لم تستطع قول شيء لطيف، فلا تقل أي شيء على الإطلاق». ويجب أيضا أن تؤكد لابنك المراهق أنك موجود طوال الوقت من أجله حتى لو أظهر الرفض لهذه الفكرة، فمع مرور الوقت ستبنى جسور الثقة بينك وبينه.
  2. إدمان الأجهزة الإلكترونية
    من المثير للسخرية أن أشكال التواصل في سن المراهقة مثل الرسائل الفورية والرسائل النصية والتحدث عبر الهواتف النقالة تجعل الأشخاص في العالم الواقعي أقل تواصلا مع الآخرين، ومع الأهل أيضا. ومع ذلك، فإن حظر استخدام جميع الأجهزة الإلكترونية يعد أمرا غير واقعي وغير مقبول، لأن تواصل المراهق مع أصدقائه أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى معظم المراهقين.
    يجب أن يكون البالغ منصفا وأن ينظر للأمر نظرة موضوعية شاملة، فإذا كان طفلك يتقدم بشكل جيد في المدرسة، وفي أداء واجباته في المنزل ولا ينفصل تماما عن الحياة الأسرية، فمن الأفضل عدم حرمانه من أجهزته الإلكترونية، ولكن يمكن وضع بعض القواعد مثل: تحديد وقت معين لها. عدم الانشغال بتلك الأجهزة أثناء تناول الطعام مثلا. إيقاف استخدام هذه الأجهزة بساعة واحدة على الأقل قبل وقت النوم. يجب بذل قصارى جهدك لمراقبة ما يفعله طفلك عندما يكون متصلا بالإنترنت، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحقق من عناصر التحكم في الإنترنت والبرنامج الأبوي لمراقبة استخدام أي مواقع مشكوك فيها.
  3. التأخر عن موعد العودة للمنزل
    التأخر في الخروج وكذا عن موعد العودة للمنزل التي يحددها الآباء من مشاكل المراهقة المتكررة دائما، وقبل فرض موعد عودة ابنك المراهق للمنزل، يجب بذل بعض المجهود لمعرفة موعد عودة أصدقائه وزملائه كي لا يكون الفرق كبيرا بينهم، ويمكن إظهار بعض المرونة وإعطاء المراهق فترة سماح مدتها 10 دقائق، ولكن إذا تأخر أكثر من هذا فيكون الوقت قد حان الوقت لتحديد العواقب مثل عدم الخروج لمدة أسبوع من المنزل. كما لا يجب إغفال أهمية التواصل والتحدث مع المراهق عن أسباب التأخر عن موعد العودة للمنزل.
  4. أصدقاء ذوو سلوك سيئ
    في جميع الأحوال لا تستطيع منع المراهق من تكوين الصداقات، كما لا يمكنك التحكم في شخصيات أصدقاءه، وقد لا يعجبك سلوك بعضهم وبالتأكيد هذه مشكلة متكررة. الحلول المقترحة لا تحاول انتقاد أصدقاء ابنك المراهق أبدا، فالمراهقون مرتبطون بأصدقائهم لدرجة أنهم يشعرون أن انتقادهم هو انتقاد شخصي لهم. إذا كنت تعرف أن ابنك يعاشر أشخاص يعانون من مشكلات مثل التأخر في الدراسة أو التدخين أو غيرها من الانحرافات السلوكية، فأفضل ما يمكن القيام به هو التدخل وانتقاد المشكلة والتحدث عن مخاطرها مع ابنك، كما لا يجب التردد في طلب المساعدة من مختص لمعرفة أفضل طريقة لحماية طفلك المراهق في تلك الحالة.
  5. اضطرابات مزاجية ومبالغة في المشاعر
    قد يلاحظ الآباء أن كل شيء أصبح يشكل مشكلة ويسبب الضيق والحزن لابنهم المراهق، وكلما حاولوا مساعدته يغضب ويرفض ذلك.
    لا تستدعي هذه الحالة القلق، فالمبالغة في المشاعر من أهم سمات المراهقة.
    إذ يميل الآباء إلى التقليل من أهمية الأشياء في حياة المراهقين، لذا يشعر المراهقون بأنهم لا يجدون من يفهمهم، وفي النهاية سيتوقفون عن إخبار الآباء عن أي شيء، لذا يجب عليهم أخذ ما يشغل فكر المراهق مهما كان تافها على محمل الجد. كما لا يجب تقديم النصيحة أو الاستخفاف من شأن ما يشغل باله بل يجب أن يضع الآباء أنفسهم مكان ابنهم وتفهم مشاعره في تلك اللحظة.

أخطر الأزمات التي تـواجه المـراهق
هل يقوم المراهق بتدمير الذات بالذات؟
جاء في دراسة لمعهد «فييسب» البرازيلي، المختص بالشؤون الاجتماعية والأسرية، بأن تصرفات المراهقين في عصرنا الراهن هذه تشير إلى أنهم أصبحوا أكثر ميلا إلى تعقيد المشاكل التي يمكن حلها بقليل من الجهد والإرشاد، فيما قبل كان الأهل أو المدرسة أو المجتمع من يضطلعون بهذه المهمة. إلا أن هناك مشاكل أصبحت أكثر انتشارا، ولكن ليس هناك ما يشير إلى عدم قيام المجتمع بأي جهود جدية لتعليم هؤلاء المراهقين أو إرشادهم إلى السبل الصحيحة لتفادي كل ما من شأنه أن يتحول في المستقبل إلى مشكلة مزمنة.
وقالت الدراسة إن هناك القليل جدا من برامج التوعية، التي من الممكن أن تساعد المراهق على الأقل معرفة الأخطار، التي يواجهها من أجل تفاديها، أما المشكلة الأخرى، فتكمن في عدم اكتراث كثير من الأسر بتصرفات المراهقين منذ بداياتها وهو الأمر الذي يؤدي إلى خروج هذه التصرفات عن نطاق السيطرة.
المراهقة والوقاحة
يستخدم المراهقون الإغراء والوقاحة على حد سواء… والنقد المفتوح لا يخيفهم، ولا الشتائم كذلك. وهم بذلك يختبرون رد فعل الراشد تجاه سلوكهم، ويحكمون على الحدود الواجب احترامها ويفهموا ما يمكنهم فعله أو لا.
عندما يصبح الاستفزاز والفظاظة وسيلة للحياة …
تشير وقاحة المراهق إلى الفترات السابقة من الطفولة حيث كانت تتمثل المعارضة في عبارة «لا» و «بول» «براز» «خنزيرة …». بضع سنوات لاحقا، تم تنقيح هذا القاموس القذر والبذيء. ويتم استخدامه الآن بحكمة. وها أنتم الآن من جديد في مواجهة فترة معارضة أكثر استفزازية.
الاستفزاز ضد التعليم
الانتقاد والرد والشتم هي طريقته للتعبير عن استقلاليته، وبالتأكيد بطريقة غير لائقة. إن ابنك المراهق غير واضح تماما في ما يشعر لذلك يستخدم الاستفزاز كلغة. إنها تضع مسافة بينك وبينه، فهو يسعى إلى الحصول على استقلاليته بينما يحتاج إلى الأمان. وبذلك فإن المراهقين الذين يكونون أكثر وقاحة هم الأكثر استقلالية. الوقاحة هي حصن ضد المشاعر المعقدة التي تهاجمه وطريقة لتنمية الشعور بهويته. إنه يختلف عن التربية التي قدمتم له: «لكن … أتحدث كما أريد، أفعل ما أريد … دعني أعيش حياتي كما يحلو لي …» باستخدام مصطلحات غير مهذبة. من خلال هذا الاستفزاز، يختبر مقاومتك واحترامك للقوانين الأبوية التي غرستها فيه.
العاطفة والعدوانية الكامنة
تعد اللغة واللهجة واختيار الكلمات جزءا من رمز التعرف وتمييز علامة الانتماء إلى المجموعة. من خلال هذه السلوكيات، فإن المراهق يصقل رغبته في التماهي معها، وهذه هي الطريقة التي وجدها للشعور بكينونته في معزل عن والديه.
بشكل عام، ما يريد التعبير عنه يختلف عما يقوله، إنه يجد صعوبة في معرفة ما يريد وفهم ما يشعر به. لا يستطيع العثور على الكلمات والحجج للدفاع عن وجهة نظره أمامك. لذلك فإن الوقاحة والفظاظة هي ما يأتي إليه بسهولة لتجنب استفاضة عواطفه وعدوانيته الكامنة. إن لأحكام مثل «أنت مزعج … إنك رجل عجوز… إلخ» والملاحظات المدمرة في كثير من الأحيان تقاطع محادثاتكم فجأة. يمكن لأدنى ملاحظة أو إحباط، أن يطلق العنان لمثل هذا الموقف المتهور. إنها أيضا طريقة لطرد العنف: إن شتم رفيق، في المدرسة أو في الرياضة، يجنب في كثير من الأحيان المرور إلى الفعل.
كيف نتعامل؟
أن تكونوا آباء يعني أن تكونوا قدوة: انتبهوا إلى الطريقة التي تنتشر بها الكلمة في العائلة. يميل المراهق إلى نسخ تعبير البالغين، يفكر في أنه قد يبدو أكبر. القليل من الاستفزاز أمر طبيعي في هذا العصر. لا تطلق جماحك الكبيرة في كل مرة يقول فيها كلمة غير لائقة، فأنت تخاطر بالتصعيد. يجب وضع بعض الحدود، مع ذلك، من خلال وضع خط أحمر على الكلمات الفظة. يجب أن يفهم أنه من المهم التحلي بالرقابة الذاتية وأنه أمامك، لا يسمح بكل شيء.
بين الإخوة والأخوات أو الرفاق يجب منع الشتائم الجارحة والبذيئة. يملك المراهق الحق في أن يكون غاضبا والتعبير عن نفسه بحرية، ولكن باحترام وبدون ابتذال. يجب عليه أن يفهم معنى احترام الآخر والتسامح، ويقيس مدى كلماته: هل سيتحمل مثل هذه الإهانات؟
ما يساعد أكثر هو التحدث عن ذلك، إن الشعور بالوحدة يقل في مقارنة التجارب مع آباء مراهقين من نفس الفئة العمرية، تبينوا هذا الممر الصعب، واضحكوا معا لأن ذلك يريح ويسمح بأخذ بالمسافة.

حذار من العلاقة الانصهارية بين الأم وابنتها!
من الصعب جدا ألا تجد الفهم من أمك. كما أن التفاهم الجيد جدا لا يعني دائما التواجد على المسار الصحيح. لأنه في بعض الأحيان تشكل الأم وابنتها كيانا واحدة، في علاقة شبه حصرية. عندما يكون الحب بينهما انصهاريا جدا، فانتبه هناك خطر!
هناك أمهات ينتقدن وأخريات يستمعن … وهناك من أصبحن أفضل صديقات لبناتهن، والبعض الآخر يعشن بشكل مباشر على مغامرات المراهقات رغما عنهن، مدمرات، لأنه من الصعب الهروب منهن.
الأم المقربة
بعض الأمهات خائفات جدا من أن تعيش البنت بمعزل عنهن، حتى إنهن يقمن بـ «ابتلاعهن» منذ الطفولة المبكرة. كاتمة أسرار كل أحزان ابنتها وكل سعادتها، كما يأتمنونها على مخاوفهن وتطلعاتهن. وبالتالي، يصعب على الفتاة أن تميز مشاعرها عن مشاعر والدتها، حيث إن المرأتين تتمتعان دائما بعلاقة انصهارية. وهكذا، فإن الفتاة التي ستعيش قصة حب، تثق في هذه الأم دون أي تردد ويمكنها أن تقول لها كل شيء، إذ هي من تعرف ابنتها جيدا بما أنها أنجبتها، وسوف تنصحها أو توجهها.
صديقة والدتها، تصبح الفتاة هي السجينة، دون أن تعرف ذلك. لأن هيكلها العاطفي يتضمن هذا الرابط الانصهاري. من المستحيل إبعاد الأم، حتى عندما تكون للفتاة حياة زوجية: إنها تعرف من الداخل الألم الذي ستشعر به والدتها، إذا تم إعفاؤها من مهامها، ولا تنوي الفتاة تحمل مسؤولية هذه المعاناة. في علاقة انصهارية بين الأم وابنتها، فإن معاناة الأم تعني معاناة أيضا البنت أيضا.
الهروب من التملك
بعض الأمهات والفتيات يتصلن ببعضهن البعض يوميا أو حتى عدة مرات في اليوم. إن الأمور الحميمة للواحدة لا تشكل أمرا غريبا عن الأخرى. على العكس من ذلك، عندما تكون الفتاة في حالة ألم، تكون الأم موجودة دائما لدعمها. هذا الرابط، الذي قد يبدو مثاليا، يرفض الآخرين خارج نطاق هذه العلاقة الحميمة التي لا تضاهى.
وبالتالي فالحبيب والشريك في العلاقة الجنسية يحتل فقط مرتبة ثانوية في علاقته مع الفتاة. حتى إنه قد يضطر للتقرب من الأم للفوز بالفتاة، كما لو كانت الأم وابنتها كيانا واحدا، أو لأن نظر إحداهما يعني النظر في وجه الأخرى. ما دامت الأم وابنتها على اتفاق، فإن كل شيء على ما يرام بالنسبة لهما. منذ اللحظة التي تدرك فيها الفتاة عدم امتلاكها لحياتها الخاصة، وترغب في امتياز حب آخر غير حبها لأمها، تتدهور العلاقات بعنف. وتتقاسم بين التعاطف مع والدتها والكراهية لها التي ترفض لها حياة بمعزل عنها، فإنها تخاطر بقضاء حياتها في تمزيق نفسها بين هذه الأم الجبارة في مشكلة مراهقة لا نهاية لها.
بين الأم الانصهارية والأم المتسلطة
بعض الأمهات لا يتخلين عن موقع الهيمنة على بناتهن. ينصحن، يتحكمن، ينتقدن، دون أن يفهمن أنه يجب عليهن التخلي عن ذلك. في بعض الأحيان، يولدن الشعور بالضعف عند بناتهن، بحيث تستمر في الاعتماد عليها. لا تمنح الفتاة البالغة، التي تشعر بالذنب لعدم تحمل والدتها، لنفسها الحق، دون وعي، في النجاح في حياتها العاطفية أو تحقيق نفسها مهنيا. عندما تتضرر علاقة الأم وابنتها بشدة، عندما لا يمكن التغلب على قبضة الأم العاطفية للفتاة، يجب ألا تتردد في اللجوء إلى طبيب نفسي سيساعدها على الانفصال رمزيا عن هذه الأم الجامحة للغاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى