مدن

السلطات الإسبانية تتخد هذا القرار بشأن باب سبتة

تطوان: حسن الخضراوي

 

على الرغم من الاحتجاجات والشعارات التي رفعت للمطالبة بخلق بديل اقتصادي عن التهريب بباب سبتة المحتلة، فإن حكومة سعد الدين العثماني مازالت مستمرة في إهمال طرح المشاريع البديلة عن ممارسة التهريب بمدن الشمال، ومعالجة مؤشرات الاحتقان الاجتماعي بتدابير استباقية تحول دون احتجاجات شعبية يمكنها أن تندلع في أي لحظة وتهدد السلم والأمن الاجتماعيين.

وحسب مصادر مطلعة، فقد قررت السلطات الإسبانية إغلاق باب سبتة المحتلة في وجه ممتهني التهريب المعيشي لمدة أسبوع كامل يبتدئ من يوم الاثنين المقبل، للاحتفال بأعياد ما يسمى (سيمانا سانتا)، ما سيعمق من معاناة بعض الأسر التي تعيش على مدخول يومي من المعبر الوهمي، علما أن مشاكل الاكتظاظ والفوضى والعشوائية مازالت مستمرة، رغم التدابير الأمنية التقنية التي تباشرها السلطات المسؤولة.

وتضيف المصادر نفسها أن حكومة العثماني مطالبة بتحمل مسؤوليتها في إيجاد بديل حقيقي عن ممارسة التهريب المعيشي، والاستجابة للأصوات التي تطالب بالتنمية وجلب الاستثمارات وتشييد المناطق التجارية الحرة بالمنطقة، وفق استراتيجيات واضحة وقابلة للتنزيل على أرض الواقع، عوض الوعود السياسية الفارغة التي تساهم في رفع مؤشرات الاحتقان الاجتماعي.

وكشفت المصادر ذاتها أن سير حكومة العثماني على نهج حكومة عبد الإله بنكيران السابقة نفسه في معالجة المشاكل الاجتماعية المرتبطة بالتهريب بالشمال، ينذر بكوارث لا حصر لها على مستوى السياسات العامة، خاصة ملفات الفقر والبطالة والهجرة القروية التي ساهمت في رفع عدد ممتهني التهريب المعيشي بباب سبتة المحتلة بشكل مهول خلال السنوات الأخيرة.

وكانت مشاكل ممتهني التهريب المعيشي بباب سبتة المحتلة، قد وصلت إلى مؤسسة البرلمان بالعاصمة الرباط، حيث تم تداول مشكل غياب البديل الحقيقي عن التهريب، وضرورة تحمل الحكومة لمسؤوليتها في إخراج مجموعة من المشاريع المهيكلة، لخلق الرواج التجاري وتشجيع الاستثمار بالمنطقة، وتوفير فرص شغل مهمة تغني الجميع عن أنشطة القطاعات غير المهيكلة التي تنتج الفوضى والعشوائية، وتؤثر سلبا على الإصلاح الديمقراطي والمسار الذي اختاره المغرب لحماية حقوق الإنسان.

ويهدد الاكتظاظ بباب سبتة المحتلة سلامة وحياة الآلاف من ممتهني التهريب المعيشي، خاصة خلال شهري يناير وفبراير من كل سنة، حيث ترتفع أثمنة حمل الرزم المهربة، بسبب جلب مجموعة من الألبسة الجاهزة الخاصة بفصل الشتاء، ما يساهم في ارتفاع حدة التنافس والتسابق العشوائي، والازدحام والتدافع الذي كان سببا في وفاة عدد من النساء في وقت سابق وإصابة أخريات بجروح خطيرة.

يذكر أن فشل حكومة بنكيران السابقة في معالجة مجموعة من الملفات الاجتماعية، تسبب في ارتفاع نسبة الهجرة القروية واختيار مجموعة من سكان البوادي الاستقرار بهوامش مدن الشمال، داخل مجموعة من الأحياء العشوائية الكبيرة، وذلك هربا من شبح البطالة ومحاولة إيجاد فرص عمل بالتهريب المعيشي بباب سبتة المحتلة، أو اقتناص فرص الهجرة السرية، فضلا عن خطر الجاهزية للاستقطاب من طرف شبكات الاتجار في المخدرات والممنوعات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى