شوف تشوف

السيد جواد ماء العينين (1)

نبهني أحد القرّاء قبل يومين إلى تدوينة نشرها شخص اسمه جواد بنعيسي، وجهها إليّ في ما يشبه رسالة مفتوحة في الفضاء الأزرق.
والسيد جواد شخصية لا تكاد تسمع باسمه سوى مقرون بزوجة أو خليلة، إذ يستحيل أن يخلق الحدث أو الجدل بفكرة أو موقف بعيدا عن “سوق النسا”، وأحسن وصف يلخص هذه “السيرة العطرة” هو ما نشره أحد المدونين والذي كتب ساخرا “هاد جواد بنعيسي فينما تجبد فشي مجمع ديما كيكون محله في الإعراب “مُضافٌ إليه”، ويُذكر مسكين فقط على سبيل “آه داك راجل زينب الغزوي… أه صحيب أسماء… آآآه داك لي طايح مع ماء العينين”.
وحتى عندما أراد أن يصنع المسكين له مكانا تحت شمس الاتحاد الاشتراكي انتهى مسلوخا من طرف رجال اليازغي عندما أخذ الكلمة في لقاء حزبي، مدفوعا آنذاك بعدوى الحمى الأشقرية، وخاطب اليازغي بنبرة متعالية “إن المهدي بنبركة كان وفيا للقضية وبوعبيد كان وفيا للحزب وأنت يا السي اليازغي وفِي لزوجتك”، فلم يشعر الأخ جواد بنفسه سوى واللطمات تنهال عليه من كل حدب وصوب، فأكل في ذلك الْيَوْم علقة تكفيه لتغطية “ضسارة” سنوات طويلة.
وحتى عندما أراد أن يقلبها “كتابة” وأصدر رواية “زيزونة” بالفرنسية، ليس الرواية هي “الزيزونة” وإنما هذا عنوانها، اتهم فيها رفاقه بشتى التهم، وذهب إلى حد اتهام صديقه الاتحادي بالاستغلال الجنسي للإفريقيات، عاد واعتذر له ونسي الأمر.
والسي جواد هكذا يصنع دائما، يهاجم ويشتم ثم يقلبها طلبات صداقة ومواعدة على فناجين القهوة والقناني المعتقة، على حساب المضيف طبعا.
وحتى نضع القارئ العزيز في صورة ما حدث حتى يوجه إلينا صاحبنا رسالة مفتوحة عبر صفحته، فقد نشرنا خبرا في زاوية كواليس من هذه الجريدة يقول إن السيد جواد بنعيسي، الذي تجمعه قصة حب، ربما من طرف واحد، بالبرلمانية ماء العينين، وهذا طبعا شأنهما، استفاد من عقدة مع حزب الأصالة والمعاصرة على عهد أمينه العام إلياس العماري، وأن الأمين العام الحالي بنشماش ألغى هذه العقدة مقابل منح السيد جواد مبلغ خمسين مليونا “باش فك معاه الجرة”، وهذا ما أكده المعني بالأمر في تدوينة على صفحته بالفيسبوك، وأضفنا أن السيد جواد استفاد من صفقات مع مجلس جهة طنجة تطوان الذي يترأسه صديقه إلياس العماري، وهو الخبر الذي نفاه السيد جواد، وهذا من حقه.
ولو أنه كان اكتفى بإرسال توضيح إلى الجريدة، كما يصنع جميع الناس عندما يتم نشر معلومة غير دقيقة حولهم، لكان أنسب له ولنا ولكنا نشرناه كما نصنع عادة، لكنه فضل أن ينشر ذلك في صفحته موجها كلامه إليّ، مضيفا إلى رده “تبزيرة” جمعها كحاطب ليل بغرض الإساءة المجانية.
فشرع يشرح لي أبجديات علاقته بالبرلمانية، التي سماها أمينة، هكذا “حرفية”، وكيف أن طبيعة وبداية وتطور ومستقبل هذه العلاقة “ماشي شغالي” ولا تعنيني في شيء لا أنا ولا غيري.
أولا أنا لا تهمني علاقتك بأمينة أو بخدوج، وعندما كتبنا عن اسمك مقرونا باسم البرلمانية ماء العينين ففي سياق إخباري صرف يتعلق بالمال العام وليس في سياق علاقتك الخاصة بها، لأن هذه حياتك وأنت حر فيها.
لكن عندما تصبح العلاقة الخاصة مع برلمانية مدخلا للحصول على عقود وصفقات مع وزارات تابعة لحزب البرلمانية ومع فريق برلماني فهنا تخرج هذه العلاقة من الشأن الخاص وتدخل في الشأن العام، الذي تدخل مهمة مراقبته ضمن مجال عملنا كصحافة.
ونحن لم نتحدث عن علاقتك بالسيدة ماء العينين خلال الأسفار واللقاءات داخل وخارج المغرب، فهذا أمر يهمكما لوحدكما، نحن تكلمنا عن علاقتكما في إطار استغلال نفوذ البرلمانية لفتح الباب لـ”خبرتك” لكي تدخل لجان البرلمان الذي تعتبر السيدة ماء العينين نائبة فيه.
وبعد حصة “تمشخير” في مقدمة تدوينته مر السيد جواد إلى شرح طبيعة علاقته برئيس جهة طنجة تطوان إلياس العماري، وكيف أنه لم يتحدث معه أبدا بشأن علاقته بالبرلمانية ماء العينين، مبرئا بالمناسبة ساحة إلياس من تهمة التسبب في اعتقالي، مع أن مقالاتي حوله كانت مضمنة في أسئلة المحاضر وضمن “أدوات الجريمة”، مذكرا بتضامنه معي “رغم أنني كنت متهما بالإساءة للمؤسسات كما نقل ذلك المحامي الرميد آنذاك نقلا عن الدوائر العليا التي قدرت أنني لا أستحق العفو”.
والحقيقة أن هذه ليست أول مرة نذكر فيها اسم إلياس العماري فيتطوع السيد جواد للدفاع عنه بطريقة بافلوفية، وقبل سنة عندما نشرت بالوثائق والأرقام كيف أن شركة إلياس العماري وشريكه كريم بناني، صاحب شبكة MCN الأخطبوطية وتفرعاتها التي تمتد من البحر إلى البحرين، استفادت من صفقات بالمليارات مع جهة طنجة تطوان التي يترأسها نفس العماري، هاجمني السيد جواد في صفحته وكتب واصفا المعلومات الموثقة التي نشرت، والتي لو كنّا في دولة ديمقراطية لكان فتح تحقيق قضائي بشأنها، بـ”الفضيحة المهنية” التي هدفها “النيل من الأشخاص العموميين بنشر سجلات شركاتهم”.
قرأت كلام “السي لمسخر” ولم أعر الأمر أهمية، فقد تعودت على مثل هؤلاء المتطوعين المتعاونين بالقطعة والذين يجتهدون في مهاجمة من ينتقدون أولياء نعمتهم، إلى أن جاءني طلب صداقة على صفحتي من طرف السيد جواد، فكتبت له أسأله “لا أفهم صراحة لماذا تطلب صداقة من تدعي أنه يقترف الفضائح المهنية بنيله من الأشخاص العموميين بنشر سجلات شركاتهم؟”.
وعوض أن يجيب عن السؤال أخرج لي أسطوانة “دعني أبحث عن صورة قديمة لي وأنا أحمل صورتك آ السي رشيد في شارع محمد الخامس أمام البرلمان تضامنا معك عندما سجنت ظلما وعدوانا”.
فقلت له موضحا “لقد جاء نشر شركات إلياس العماري في سياق تكذيب ادعاءاته بأنه لا يملك شيئا وأنه يسكن في بيت زوجته، وبما أنه مسؤول منتخب فمسؤوليتي هي أن أراقب ممتلكاته من باب من أين له هذا”.
فلم يجد من جواب آخر سوى أن هذا الموضوع يحتاج جلسة حول قهوة، وبالسلامة بالسلامة.
ورغم إلحاحه في اللقاء نسيت الموضوع ومعه الشخص، إلى أن وجه إليّ اليوم عبر صفحته كلاما فيه غمز ولمز، كادعائه بأنني أصبحت “رجل أعمال عابر للقارات”، وبما أنني لا أحب “التقلاز من تحت الجلابة” وأفضل الوضوح، وبما أن السيد جواد بنعيسي “قلب عليا فإنه غادي يلقاني”، فأنا من عادتي “مكانجبدش، ولكن اللي جبدني” أرد عليه التحية بأحسن منها.
وأنا بالمناسبة، وطالما أن السي جواد تكلم عن عالم المال والأعمال، أتحداه هو وغيره من مروجي الأراجيف أن يجد منقولا أو عقارا واحدا في ملكيتي أو في ملكية أحد أفراد عائلتي في هذه القارات التي يتحدث عنها، وعدا الشقة التي أكتري في مدريد وتذهب أقساط كرائها كل شهر عبر مكتب الصرف لن يعثر في أية قارة على ثروات أو ممتلكات في حوزتي، فيما يمكن أن ندله على لائحة ممتلكات صديقه إلياس العماري العابرة للقارات، تماما كما صنعت مع شباط، الذي لطالما ادعى “العدم” وها هو الْيَوْمَ يستثمر في تشييد فندق في ألمانيا بثلاثين مليارا بعدما حول أمواله عبر تركيا التي اقتنى بها شقة فارهة بانتظار الحصول على الجنسية.
نذكر بهذا حتى يعرف المشككون والمبخسون والمرجفون أننا عندما ننشر خبرا في هذا العمود وهذه الجريدة فلأنه خبر يقين ستتأكد صحته ولو بعد حين.

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى