شوف تشوف

الرأي

الشيشا مطلب شعبي

أصدرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قرارا ينص على طرد اللاعبين، فهد موفي وعدنان بوموس من معسكر المنتخب الأولمبي بمدينة مراكش، بعد تسريب شريط فيديو يظهر فيه اللاعبان وهما يمارسان هواية النفخ في أنبوب النرجيلة. القرار صدر عن ناصر لارغيت، المدير التقني للمنتخبات الوطنية وزكاه مسؤولون جامعيون عرف عنهم ولعهم الشديد بتدخين «الشيشا». وحين شم هيرفي رونار رائحة «المعسل» وعلم أنها تملأ معسكر الكبار، دعا إلى اجتماع طارئ نصح فيه لاعبي المنتخب بالقطع مع النرجيلة على الأقل خلال معسكرات المنتخب.
جلس اللاعبان الشابان أمام المحقق لارغيت واعترفا بالمنسوب إليهما بعد أن اطلعا على مضمون الشريط.
سأل ناصر اللاعبين عن اسم وجنسية وعنوان ممون جلسات الشيشا، وطلب منهما بيانات حول سر تسريب الشريط للرأي العام، والعناصر التي تمارس هواية النفخ في أنابيب النرجيلة، ونوعية «المعسل» والفحم ولوازم السهرة. وأنهى مداخلته بالقول: إنكم تلقون بأنفسكم إلى التهلكة وأنتم في سن الزهور.
رد عليه أحد المدانين إننا ندخن يا أخ العرب والإفرنج، والشيشا مجرد صيغة مسلية للتدخين.
صرخ ناصر في وجه الفتى وقال له: ويحك أتريد أن تلوث المعسكر بدخان نرجيلة وتفسد أخلاق اللاعبين، وتستنزف منسوب اللياقة البدنية وتملأ صدورهم بـ»الكالكير». احزم حقائبك واذهب إلى أقرب مقهى لاستكمال هوايتك والله لن أشفع لك.
غادر اللاعبان المعسكر بعد أن أوصيا زملاءهما خيرا بالعتاد، وطالبا بالمعاملة بالمثل مقارنة مع لاعبي منتخب الكبار الذين اكتفى رينار بتنبيههم ومصادرة النرجيلة ومشتقاتها وتقديم عرض حول مضار هذه الهواية التي لا يستقيم السهر بدونها.
قال حارس أمن خصوصي متهم بمساعدة اللاعبين على التزود بالفحم و»المعسل»، إن قرار الطرد صادم، وأن لارغيت لا يعلم أن كثيرا من لاعبي المنتخب المغربي كانوا يحملون لقب «شيشا» دون أن تطولهم المتابعة، بل إن كثيرا من نجوم الفريق الوطني المحترفين والمحليين لا يدخلون معسكرات المنتخب إلا وهم يتأبطون النرجيلة الأنيس الذي لا غنى عنه في تجمعات «أسود» الأطلس.
لا علم للجنة الأخلاقيات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بقرار ناصر، فالرجل لم يكن في حاجة لعرض القضية على الهيئة التي تنظر في كل خروج عن صف الأخلاق، ولا علم لرئيس البعثة بما يجري في غرف اللاعبين، لولا تسريب شريط وشكوى سائح أجنبي من رائحة الشيشا التي ملأت فضاء الفندق، بل إن مصادر موثوقة أكدت تعاطي المسؤولين للنرجيلة الشامية واستندت إلى كمية المعسل التي يقتنونها في رحلات المنتخب دون رقيب لأنه لا توجد محاسبة عندنا إلا في مناهج المدارس العليا للتجارة والتدبير.
حين داهمت إدارة الفندق رفقة مسؤول «تقني» غرف اللاعبين، وقفت على طبيعة سمرهم الليلي، واستبدلت عبارة السلام عليكم بحرام عليكم، وهي تكشف عن جهودها الرامية إلى تطهير المنتخب المغربي من المشيشين، لكن المداهمة لم تمر بردا وسلاما على المسؤولين، إذ عبر زعماء الفريق الوطني عن تذمرهم من قرار المصادرة، وطالبوا بمحاسبتهم في الملعب وليس في غرف النوم، وهددوا بمقاطعة معسكرات خاضعة لمحاكم التفتيش.
ليست هذه المرة الأولى التي تخترق فيها الشيشا هدوء مقر المنتخب المغربي، ففي جميع الدورات الإفريقية يصبح الفحم والمعسل الراعي الرسمي لأدمغة اللاعبين، الذين يظهرون مهارة عالية في إشعال لهيب النرجيلة، وفي يوم المباراة يظهر عليهم فتور وقلة نوم ورغبة في استنشاق دخان يجعل عقارب الدماغ في حالة شرود تام، وحين تحدث طبيب المنتخب عن تنامي ظاهرة التدخين في صفوف اللاعبين اتهم بالتشويش.
كلما زار عميد المنتخب المغربي بنعطية الدار البيضاء، إلا وقصد مرقصا بكورنيش عين الذئاب، حيث يحجز له صاحب الملهى جناحا خاصا يمارس فيه هواية استنشاق دخان الشيشا، وحين ينتهي من حصة اللياقة يلتقط صورا مع معجبيه وسط رائحة «معسل» بنسائم النعناع. لو لم يكن المعسل مادة محظورة لتسابق اللاعبون الدوليون للظفر بوصلة إشهارية تجعل النرجيلة رفيقة الرياضيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى