الرأيشوف تشوف

اللي دار راسو فالنخالة

بينما قبيلة الصحافيين منشغلة بتغطية الزيارة الملكية التاريخية للصحراء، بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، لم تجد نجمة أفلام الخلاعة لبنى أبيضار من شيء تفعله سوى أن تمنح الملك 48 ساعة لكي يستقبلها ويحل مشكلتها بعدما أضاف أحدهم “سيكاتريس” جديدة لجبهتها جنب “السيكاتريسات” القديمة الأخرى التي ظلت تراكمها طوال مغامراتها السابقة في كباريهات وحفر مراكش وأكادير.

مقالات ذات صلة

وطبعا فلبنى أبيضار لا يهمها أن الملك ذهب إلى الصحراء لإطلاق واحد من أكبر الأوراش التنموية في المملكة، فهي لفرط انتشائها بالصورة التي التقطتها في فرنسا مؤخرا، بعد حصولها على جائزة أحسن دور نسائي في مهرجان سينمائي، إلى جانب وزيرة الثقافة الفرنسية، التي بالمناسبة اعترفت بأنها لم تفتح كتابا منذ سنتين، أصبحت تعتقد أنها أصبحت نجمة عالمية.

ولذلك هددت أبيضار الملك والدولة ورئيس الحكومة بأنها ستطلب اللجوء السياسي في فرنسا إذا انصرم أجل 48 ساعة ولم يتصل بها واحد من “الريوس الكبار فالبلاد”.

والسبب في اتخاذها هذا القرار أنها لم تستقبل في المصحة التي ذهبت إليها ولم يحسن استقبالها رجال الأمن في الولاية.

ولذلك فهي ستطلب اللجوء في فرنسا لأنهم هناك محتاجون إلى مواهبها ويقدرون إبداعاتها.

وطبعا من حق أبيضار وشلة عيوش أن يتباهوا بماماهم فرنسا، فهي التي توفر لهم الحماية والجوائز التقديرية والأوسمة، لكن ما لا نفهمه هو لماذا لجأت أبيضار إلى مصحة مغربية للتزاحم مع بوزبال طلبا للعناية الطبية وهي التي لديها حب وعناية فرنسا، لماذا يا ترى لم تتصل بالسفير الفرنسي لكي يحضر لها طائرة خاصة تطير بها نحو مستشفى فال دوغراس حيث يعالج الرؤساء والمشاهير ؟

وإذا كان من الوقاحة أن تمنح ممثلة من الدرجة العاشرة الملك مهلة لاستقبالها وإلا ستشهر في وجه الجميع طلب لجوئها السياسي الذي سيشوه المغرب حسب تصورها، فإنه من الطبيعي أن تطلب من بنكيران رئيس الحكومة أن يستقبلها، فالرجل نزل بمؤسسة رئاسة الحكومة إلى أسفل سافلين عندما أصبح يحمل هاتفه لكي يتصل بالمنشطين الإذاعيين كما فعل عندما اتصل بالمدعو مومو بوصفيحة، عاشق الصباعيات، واعتذر منه لعدم قدرته على حضور عرضه الكوميدي حيث ينقل بسالاته من الأثير إلى الخشبة.

فإذا كان بنكيران قد اتصل بمنشط لم يتورع عن تقديم برنامج قررت هيئة الاتصال السمعي البصري تغريم مدير إذاعة «هيت راديو» بسببه غرامة قدرها عشرة ملايين سنتيم، عقابا له على إخلاله بأحد بنود دفتر التحملات وأخلاقيات المهنة، بحيث سقط المنشط مومو في فخ الانسياق وراء تبسيط النقاش حول المخدرات والخيانة الزوجية والشذوذ، والسخرية من المتدخلين وعدم قدرته على التحكم في البث وتسيير النقاش نحو الجدية والمهنية التي تتطلبها مواضيع حساسة مثل هذه.

هذا المنشط الذي اتصل به بنكيران يعتذر منه ظل يقدم برنامجا ليليا كان يخصص جزأه الأخير الذي يمتد إلى منتصف الليل لأحاديث ومكالمات بورنوغرافية محضة، تستعمل فيها لغة جنسية واضحة للحديث عن مغامرات واقتراحات بممارسة الجنس، تتخللها إشارات وأصوات مائعة تخاطب الغرائز الجنسية لجمهور البرنامج المكون أساسا من المراهقين.

ولذلك فنحن نستغرب كيف أن بنكيران الذي يتصل بهذه الأشكال ويقدم لها الاعتذارات لم يبادر إلى الاتصال بلبنى أبيضار لكي يعتذر لها على عدم فرش رجال الأمن السجاد الأحمر أمام ولاية الأمن بما يليق باستقبال نجمة سينمائية مثل أبيضار، وعلى عدم إيقاظ كل أطباء المستعجلات من أجل خياطة حاجبها المفتوح في رمشة عين.

الواقع أن المشكل ليس في أبيضار، فالمسكينة فهمت أن هناك في المغرب قانونا يسري على المغاربة جميعهم إلا على آل عيوش ومن يحتمي بهم، ولذلك أطلقت العنان لمخيلتها لكي تؤلف الأساطير حول نفسها.

ولو أن القانون تم تطبيقه معها بمجرد خروج أشرطتها الجنسية حيث تظهر وهي تمارس الدعارة مع أجنبي، مثلما وقع لصاحبة رياض في مراكش مؤخرا، وتمت مؤاخذتها قانونيا على فعلتها لفهمت أن ثمة قانونا في البلد يسري على الجميع ويجب احترامه.

إن التساهل في تطبيق القانون هو ما يعطينا مثل هذه الضسارة التي يمكن أن تصل إلى شخص الملك وتشوش على موعد تاريخي مثل احتفال الملك بذكرى المسيرة الخضراء.

إن ما يشجع النكرات ومدعي البطولة ومحترفي صناعة الأباطيل والنجوم الكرطونية على التطاول على رموز البلاد، واستعمال لغة منحطة في الحديث مع الكبار هو أسلوب رئيس الحكومة في الكلام.

فقد أعطى سعادته الدليل على أنه “خاسر مزيان” وأن اللغة المفضلة لديه هي لغة الحزام وما تحته.

وقد كان لقاؤه مؤخرا بممثلي أغلبيته مناسبة لكي يلقي واحدة من نكته الحامضة بعدما حذر سامعيه بأنه من “هنا لقدام مغانبقاش نحشم”.

فحكى لهم عن ذلك الرجل الذي كتب باتيرنيتي في باب الماتيرنيتي بحجة أنه كان له دور أيضا في صناعة الطفل، وعندما رأى أن الحضور لم يفهموا مراده، والواقع أنهم سكتوا لأنهم صدموا، قال لهم إنه من الأحسن أنهم لم يفهموا المقصود وعليهم انتظار الليل لكي يفهموا مغزاها، أي انتظار اللحظة التي يتم فيها صنع الأطفال، في إشارة فجة إلى معاشرة الزوج لزوجته في غرفة النوم.

“شحال هادي قلنا لبنكيران راك هترتي، دابا غادي نقولو ليه راك خسرتي”.

فقد بدأ بإقحام حياته الحميمية مع زوجته في الحديث عن الشأن العام، واستمر في إلقاء نكات حامضة مليئة بالإيحاءات الجنسية أمام نساء، معتقدا أن ذلك سيرفع من شعبيته عندهن. ولعلكم تذكرون عندما قال متشنجا: “اللي بغا فيكم يجي يترشح معايا وغادي نشوفو النساء على من غادي يصوتو، واش عليا ولا عليه ولا عليها، والله وديتو كثر مني يما نبقا نحط ترم… رر، يعني خطوة فهاد السياسة”.

كما لازلتم تتذكرون عندما حكى بنكيران عن ما جرى له في لقاء كان له في ميدي أن تيفي، عندما وقعت عينه على فتيات، وقال “مع حتى أنا فيا شوية الزيادة شيرت عليهم” فقالت له إحداهن “واش يمكن ناخد معاك صورة”، وبمجرد ما قبل حتى “لوات عليه من ذراعو”، وعانقته وباسته” فختم حكايته بجملة “وتا مي مدارتش ليا ديك البوسة”، مضيفا في شبه استغاثة “وحاولو علينا آ البنات”.

هذا دون أن نتحدث عن الحفل الذي وشوش فيه داخل أذن منشطته المتزوجة قائلا لها “ما عرفتكش ولكن راك عجبتيني”، أو رده في البرلمان على ميلودة حازب التي تحداها قائلا “ديالي كبير عليك”، أو حديثه عن الزوجة و”الصاحبة”.

لذلك كله فقد كان على رئيس الحكومة، وانسجاما مع الحكمة المغربية التي تقول “اللي دار راسو فالنخالة ينقبو الدجاج”، أن يحمل هاتفه ويتصل بلبنى أبيضار ويطيب خاطرها بكلامه المعسول حتى لا “يطير” لها وتذهب إلى فرنسا وتحرمنا من حضورها البهي.

“هاهيا دابا مشات وخلاتنا، شنو نديرو دابا حنا ؟ نطاحرو” ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى