الرئيسية

المسيحيون المغاربة.. من هم؟ وكيف يعيشون؟

محمد اليوبي
قبل أيام، وجه المسيحيون المغاربة رسالة مفتوحة، يطالبون فيها السلطات بتوفير الحماية اللازمة لهم، من أجل تنظيم احتفالات أعياد ميلاد المسيح، بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة. في هذا التحقيق، استطاعت «الأخبار» أن تقتحم كنائس مغربية لمعرفة من هم المسيحيون المغاربة، وكيف يعيش هؤلاء بعدما تخلوا عن ديانتهم الإسلامية واعتنقوا الديانة المسيحية، وكيف يمارسون أنشطتهم وطقوسهم الدينية، وكيف يستعدون للاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة.
بعد عدة محاولات، تمكنت «الأخبار» من اقتحام عالم «المسيحيين المغاربة» المغلق، بعقد لقاءات مع أبرز المغاربة الذين اختاروا التخلي عن الإسلام، واعتناق المسيحية.
لم تكن اللقاءات سهلة، لأن هؤلاء يتخذون جميع الاحتياطات خوفا من رد فعل المجتمع. فبعد سلسلة اتصالات، تمكنت الجريدة من لقاء «المهدي»، وهو اسم مستعار لمدير شركة متخصصة في الاستيراد والتصدير بمدينة الدار البيضاء، ليكشف لنا عدة معلومات حول المسيحيين المغاربة، وكيفية ممارسة طقوسهم الدينية وشعائرهم.

الوجود المسيحي بالمغرب
يعود وجود المسيحيين بالمغرب إلى العصور الأولى، بحسب تقرير لموقع إلكتروني يعنى بقضايا المسيحيين في العالم، وقد انتشرت هذه الديانة في الكثير من الأوساط المغربية بفعل الحضور الدائم للمبشرين بهذا البلد، لكن السلطات المغربية تدخلت في مناسبات مختلفة لطردهم.
وبحسب التقرير ذاته فالمؤمنون المسيحيون من أصل مغربي موجودون بمختلف المدن والمناطق المغربية، فمنهم من يجاهر بإيمانه ومنهم من يتستر عنه خوفا من المضايقات، كما أن الكثيرين منهم اضطروا إلى العيش في دول أوربية أو في أمريكا من أجل ممارسة إيمانهم وشعائرهم الدينية بكل حرية. وذكر تقرير لوكالة الأنباء الإسبانية حول أوضاع المغاربة الذين ارتدوا عن الإسلام واعتنقوا المسيحية، أن هذه الفئة تعتبر نفسها، من خلال ما تنشره على شبكة الإنترنت، مضطهدة. بالمقابل، يرى البعض أن المسألة مبالغ فيها لأن الموضوع يتعلق بفئة محدودة من حيث العدد، وبشباب مغرر بهم من قبل شبكات التبشير، مقابل أموال تمنح لهم.
وحسب بعض التقارير، بالمغرب مئات الآلاف من المسيحيين الأجانب يعملون في مجالات مختلفة، وينحدرون من دول أوربية وأمريكية وآسيوية وإفريقية. وبحسب إحصائيات غير رسمية فهم يشكلون حوالي 5 بالمائة من السكان، موزعين على مختلف المناطق في المملكة وبشكل خاص في المدن الرئيسية والكبرى. وتنتشر في المغرب كنائس ومراكز خدماتية مسيحية مثل كاتدرائية الدار البيضاء وكنيسة القديس «اندرو» في مدينة طنجة، بالإضافة إلى كنائس أخرى غير معلن عنها رسميا يقوم بالخدمة فيها مسيحيون أجانب ومغاربة.

من هم المسيحيون المغاربة؟
يعطي المهدي تعريفا للكنيسة المغربية، بكونها جماعة من المؤمنين، وهي ليست بالضرورة مبنى كما يتخيل البعض، وإنما هي جماعة تضم مجموعة من الأشخاص يعتنقون الدين المسيحي، لذلك سمي المبنى بالكنيسة لأنه يجمع جماعة المؤمنين، بحسب المهدي الذي يقول إنه في المغرب توجد كنائس مغربية، تضم مجموعة من الأعضاء مغاربة الجنسية، ازدادوا في المغرب، لكنهم إلى فترة معينة وقعت تغيرات في حياتهم، واتخذوا قرار التخلي عن الديانة الإسلامية، واعتنقوا المسيحية، وشكل بعضهم تنظيمات، وينحدرون من مختلف الفئات المجتمعية، ويقولون إنهم يعيشون حياتهم بشكل عادي في كل أمورهم اليومية، ويؤكدون أن إيمانهم بالمسيح إيمان اختياري، لم يكن في يوم من الأيام إجباريا أو تحت أي ضغط أو إغراء سواء مادي أو اجتماعي، ولم يكن بسبب أي تدخل أجنبي، بل هو نابع من قناعات دينية محضة.
وبخصوص عدد المسيحيين المغاربة، يقول المهدي، ليس هناك عدد محدد بدقة، ولا يمكن لأي جهة أن تملك إحصائيات مضبوطة. لماذا؟ لسبب بسيط، حسب المهدي، هو أن مجموعة من المسيحيين المغاربة منتشرون في كل المناطق، لكنهم لا يقدرون الخروج إلى العلن والبوح بديانتهم، مخافة رد فعل المجتمع، وبالتالي لا يمكن إحصاؤهم ضمن الجماعات المسيحية. لكن هناك مجموعة من الإحصائيات غير رسمية وغير دقيقة، تقول إن عدد المسيحين المغاربة يقدر بحوالي 380 ألف مسيحي، في حين تقول سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب إن هناك أكثر من 80 ألف مغربي ارتدوا عن الإسلام واعتنقوا المسيحية، ولكن «يوميا نتلقى العديد من الاتصالات لأشخاص يعلنون إيمانهم بالمسيح»، يقول المهدي، مضيفا أنه يمكن ضبط العدد، عندما تعترف بنا الدولة لممارسة حريتنا بشكل رسمي، ونخرج إلى العلن. وهناك انقسام داخل المسيحيين المغاربة، قسم ينادي بالخروج إلى العلن، وكانت في هذا الصدد مجموعة من المبادرات الفردية لبعض الشباب المغاربة المسيحيين، وهناك مجموعة تدعو إلى البقاء في الخفاء، لتفادي الوقوع في مشاكل مع الدولة والمجتمع. وبخصوص موقف المهدي من الطرفين، يقول إنه ضد التوجه الثاني، ومع التيار العلني، لأن «المسيح ترك لنا وصية كتابية، لنشر الديانة المسيحية».
ونفى المهدي وجود تضييق على أنشطة المسيحيين المغاربة، حيث توجه لهم تهمة الارتداد عن الإسلام أو زعزعة عقيدة المسلمين، وهذه التهمة لا يمكن إثباتها في حقهم، حسب المهدي، «لأننا نتوصل يوميا بطلبات الحصول على الإنجيل، ولا نرغم أحدا على اعتناق المسيحية»، كما أن «السلطات تلزمنا بالتوفر على نسخة واحدة فقط من الإنجيل، وإذا وجدت بحوزتنا أكثر من نسخة توجه لنا تهمة التبشير»، ويؤكد أنهم لا يتعرضون لأي تضييق، مستطردا: “لأن الدولة تعرفنا وتعرف بعض الأنشطة التي ننظمها، ومنها مخيمات حضرها مجموعة من الشباب المغاربة، تم تنظيمها بعلم السلطات”. وأضاف: “عندما نعتقل نوقع على محضر الارتداد عن الإسلام ويطلق سراحنا، مثل حالة الشاب الذي اعتقل في تاونات، إذ حكمت عليه المحكمة بسنتين وبعد ذلك تمت تبرئته في الاستئناف”.
ويعتبر المسيحيون موقف الرميد، وزير العدل والحريات، بخصوص تغيير الديانة، موقفا شجاعا، عندما قال إن كل شخص ارتد عن قناعة فهو حر.
يقول المهدي، «المغرب لا يمارس اضطهادا على المسيحيين المغاربة، أتحدى أي شخص يثبت ذلك، “ما عمر شي واحد بات في الكوميسارية”. في غالب الأحيان، يستغرق المحضر أربع ساعات، نوقع محاضر نقر فيها باعتناقنا المسيحية، ونلتزم بعدم زعزعة عقيدة المسلمين، ونذهب إلى حال سبيلنا، ونلتزم بعدم ممارسة التبشير، وممارسة عقيدتنا بحرية».
وأمام التطور التكنولوجي، يعتمد المسيحيون على وسائل متطورة لنشر المسيحية والتبشير من خلال المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.
لا ينكر المسيحيون المغاربة وجود ممارسات يقوم بها بعض الأجانب في إطار أنشطة التبشير، من خلال استعمال الأموال، واستغلال الوضع الاجتماعي للمغاربة لنشر المسيحية، ما عرض بعضهم للطرد، كما وقع سنة 2011، عندما قامت السلطات بترحيل مبشرين أجانب، كانوا يمنحون أموالا مقابل استقطاب مسلمين للتخلي عن ديانتهم واعتناق المسيحية، هذا ما جعل المسيحيين المغاربة، يتعرضون لمواقف، من خلال مطالبتهم من بعض الشباب بمبالغ مالية، مقابل اعتناق الدين المسيحي.
المهدي أكد أن المسيحيين المغاربة يوفرون مساعدات اجتماعية في حالات قليلة، وفي حالات تمنح لأشخاص مؤمنين عن قناعة إيمان حقيقي، والذين تعرضوا للطرد من بيوت أسرهم. وبخصوص مداخيل الكنيسة، قال: «نعتمد تمويلا ذاتيا، حيث كل مؤمن ملزم بالمساهمة بما قدره العشر من مداخيله الشهرية في صندوق الكنيسة الذي يسمى «صندوق الرب»، وهذه المساهمة يمكن أن تكون أسبوعيا أو شهريا، ويخصص منها جزء لأداء مصاريف كراء الأرامل، من أموال الصندوق.

كنائس مغربية لممارسة الطقوس والاحتفالات
بالمغرب، هناك كنائس رسمية يدخل إليها المسيحيون المغاربة بشكل عادي لممارسة طقوسهم الدينية. لكن هذه الكنائس، وفق تعاقدها مع السلطات، ممنوعة من استضافة المغاربة أو منحهم كتب الإنجيل، سواء الكنائس الكاثولكية أو الإنجيلية أو الأرثودكسية المتواجدة بالمغرب، وينتمي أغلب المسيحيين المغاربة إلى الكنيسة الإنجيلية البروتيستانتية. ويكشف المهدي أن كل الكنائس المغربية هي كنائس إنجيلية، ولا توجد كنيسة مغربية تتبنى الإيمان الكاثوليكي أو الأرثدوكسي، موضحا أن جميع الكنائس الرسمية المعتمدة بالمغرب، ملتزمة مع الدولة، بعدم ممارسة التبشير، لكنها تساعد بشكل مباشر أو غير مباشر المسيحيين المغاربة، بدون علم السلطة، لكونها تحتضن المغاربة، وتعمل على مساعدتهم، ويحضرون في بعض الاجتماعات التي تكون داخل هذه الكنائس.
مثلهم مثل المسيحيين الأجانب المقيمين على التراب الوطني، ينظم المسيحيون المغاربة أنشطتهم وطقوسهم الدينية بشكل عادي. وحسب المهدي، يكون يوم الأحد يوم موعظة مثل خطبة الجمعة بالنسبة للمسلمين، تشجع معتنقي الديانة على الثبات في الإيمان، وتتم تلاوة مجموعة من الترانيم، ثم يؤدون الصلوات، كل هذه الأنشطة تكون داخل كنائس بيتية، وهي عبارة عن شقق يتخذها هؤلاء مقرات لممارسة هذه الطقوس أسبوعيا. أما في عيد الميلاد فهناك كنائس تزين الشجرة، مع تلاوة ترانيم ميلادية، إضافة إلى تنظيم «مسابقات كتابية أو ألعاب، ونأخذ كامل وقتنا في أداء الصلوات، ونتبادل التهاني»، يقول المهدي، مضيفا: «هذا الاحتفال يكون خاصا بالمؤمنين، أما الأشخاص الجدد الموجودون تحت الامتحان، فننظم لهم حفلا خاصا، لأنه لا يمكننا إشراكهم في الاحتفالات مع الأشخاص القدامى، خوفا من التجسس علينا». ويجتمع المسيحيون المغاربة داخل الكنائس البيتية، لتلاوة الإنجيل، وترديد الترانيم، وبعد الاجتماع يكون طقس «تقديم العشور» وهي مساهمات مالية توضع في صندوق الكنيسة، ثم يكون العشاء الرباني، مرفوقا بتناول القليل من الخمر الأحمر «النبيذ».  ويضيف المهدي أن أغلب المسيحيين المغاربة يكتفون بتناول عصير العنب مع «طرف ديال الخبز»، وينظم «عشاء الرب» داخل الكنائس، إما أسبوعيا، أو مرة كل شهر.
حسب المعلومات التي توصلت إليها «الأخبار»، توجد بالمغرب حوالي 30 كنيسة مغربية، وهناك عائلات مغربية كلها تعتنق المسيحية، إما عن طريق قنوات التبشير، يقيم أفرادها الصلوات داخل منازلهم.
بخصوص تنظيم الكنائس المغربية، يكون هناك مسؤول عن الكنيسة البيتية، يسمى الراع أو القس، لأن الكنيسة المغربية لا تتوفر على بابا، حسب ما أكده المهدي. ويساعد القس مجموعة من الأشخاص القدامى في اعتناق المسيحية، يسمون شيوخ الكنيسة، وكلهم مغاربة وليسوا أجانب، ويجب أن تتوفر في راع الكنيسة مجموعة من الشروط، منها أن يكون متزوجا بزوجة واحدة، ومعروف بخدمة جماعة المؤمنين بالمسيحية. ويقوم راع الكنيسة بتحضير موعظة يوم الأحد، فيما يتكلف شيوخ الكنيسة بزيارة المسيحيين بالمدن التي لا تتوفر على كنائس بيتية. وأكد المهدي أن المسيحيين المغاربة ليس لهم الحق في مناصب القس أو شيخ بالكنيسة الرسمية، لأن الأمر يتطلب تقديم أوراق رسمية للدولة، لكي تعترف بهم.
للمسيحيين المغاربة مجموعة من المطالب، أهمها الاعتراف الرسمي الدستوري بهم، بالتنصيص على حرية ممارسة العقيدة، لكي يتمكنوا من الخروج إلى العلن، وبحقهم في العبادة وممارسة طقوسهم وشعائرهم المسيحية بكل حرية دون مضايقات أو قيود، لأنه «من حقنا كمغاربة أن تكون لدينا كنيسة رسمية، في إطار التعايش بين الديانات السماوية»، يردف المهدي، معتبرا أن تصريحات مسؤولي الكنائس الأجنبية الموجودة على التراب المغربي لا تعكس رأي المغاربة المسيحيين، فالحريات المعطاة لهم كأجانب مقيمين بالمغرب، لم تعط للمسيحيين المغاربة على الإطلاق، «إذ ليس لنا دور عبادة، وليس لنا كنائس ولا يسمح لنا بالاجتماع أو ممارسة شعائرنا، لا سرا ولا علانية، ولا يسمح لنا حتى بالدفاع عن معتقدنا حين نسأل عنه، بل محرومون حتى من الحصول على الكتاب المقدس باللغة العربية أو الأمازيغية في بلدنا العزيز، بحيث يتم احتجازه على أساس أنه من المطبوعات التبشيرية»، حسب بيان لاتحاد المسيحيين المغاربة، كما يطالب البيان بحرية الإفطار في رمضان وفتح مطاعم مخصصة لذلك، «لي بغى يصوم يصوم ولي بغا يفطر يفطر»، على حد تعبير المهدي.

قصة مغربي اعتنق المسيحية
بدأت قصة المهدي مع المسيحية في سن مبكرة، حيث تمكن من الاطلاع على الكتب المسيحية عندما كان في السن السادسة، داخل محل لبيع الكتب القديمة، في ملكية خاله. “هناك اطلعت على الإنجيل، وعرفت سلالة المسيح، وأعجبت بذلك، وكانت دهشتي كبيرة، وانتقلت بعدها لقراءة جميع كتب العهد الجديد»، وكان أول إنجيل اشتراه المهدي بمبلغ 3 دراهم.
يقول المهدي: “بعد ذلك ارتبطت بجماعة العدل والإحسان لمدة سنة ونصف، حيث اكتشفت مجموعة من الأمور، من خلال روايات حول الرؤيا أثناء أدائنا للصلاة أو قيام الليل، مثلا هناك من يقول إنه يرى النبي أو الملائكة تجلس أمامه.. هذا ما دفعني إلى إعادة النظر وتحولت إلى شخص ملحد، حتى مستوى الباكالوريا. وبعد ذلك أعلنت مسيحيتي أمام أهلي وداخل الثانوية، حيث حملت رمز الصليب ومارست التبشير داخل الثانوية التي درست بها، وكنا ننظم حلقات نقاش داخل الثانوية حول الإسلام والمسيحية، وبعدها طردني والدي من المنزل ووجدت نفسي بالشارع، لما يزيد عن ثلاثة أشهر أنام على «الكارطون». أما الأكل فالله كان يعينني عليه».
ويسترسل المهدي: “بعد ذلك جاءت مرحلة الجامعة، فالتحقت بفصيل الطلبة القاعديين بجامعة مكناس، ووجدت فيهم ضالتي وحريتي. وجدت طيفا من المجتمع له أفكار مخالفة لما هو سائد، قدموا لي مساعدات للاطلاع على كتب ماركس وإنجلز وفرويد وداروين، وبعد تخرجي من الجامعة التحقت بالرباط، وانتقلت حياتي إلى حياة الخطيئة كما نسميها في المسيحية، أو حياة الذنوب والآثام كما يطلق عليها في الإسلام. بدأت أزني وأشرب الخمر وأدخن المخدرات، إلى أن جاء يوم قمت بمراجعات وجدت نفسي ضائعا بعدما تدمرت هويتي، ما جعلني أعود إلى المسيحية. بدأت صفحة جديدة بعد توبتي، وشرعت في التعمق في دراسة المسيحية عن طريق المراسلة بالأنترنيت. كنت أتوصل بدروس من مسيحية العهد القديم، واكتشفت من خلالها معلومات كثيرة، حيث بدأت أتشبع أكثر فأكثر بالمسيحية، وسلمت حياتي إلى المسيح بشكل تام”.
ويضيف المهدي، وهو يحكي قصته: “دخلت إلى موقع على الأنترنيت يهتم بالمسيحية، فوجدت علم المغرب، كما وجدت فيه شهادات مسيحيين مغاربة، كل واحد يحكي كيف تحول إلى مسيحي. عرفت لأول مرة بوجود مسيحيين مغاربة، لذلك قمت ببحث على الأنترنيت، فوجدت العديد من المواقع الإلكترونية تخص مسيحيين مغاربة، وقمت بمراسلتهم، وأجريت عدة اتصالات بمسيحيين من مختلف المدن المغربية، تمكنت من لقائهم واطلعت على حياتهم عن قرب، وبدأنا توسيع مجال الاتصال والتنسيق بيننا”.

الرميد: «القانون لا يعاقب من ارتد عن الإسلام واعتنق المسيحية»
في يوم دراسي احتضنه مقر البرلمان حول المسودة الجديدة للقانون الجنائي، أكد مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، أن القانون الجنائي المغربي لا يعاقب على تغيير العقيدة من الإسلام إلى ديانة أخرى، موضحا أن الفصل 220 من المسودة المعروضة للمناقشة ينص على معاقبة من استعمل العنف أو التهديد لإكراه شخص أو أكثر على مباشرة عبادة ما أو على حضورها، أو لمنعهم من ذلك. ويعاقب كل من استعمل وسائل الإغراء لزعزعة عقيدة مسلم أو تحويله إلى ديانة أخرى، وذلك باستغلال ضعفه أو حاجته إلى المساعدة أو استغلال مؤسسات التعليم أو الصحة أو الملاجئ أو المياتم. وأشار الرميد إلى أن التعديل الذي تم إدخاله على القانون الجنائي الحالي هو رفع المخالفات، لأنه «كلما رفعنا العقوبة المالية خفضنا العقوبة الحبسية»، كما أن «القضاء المغربي تعامل باجتهاد مع موضوع زعزعة العقيدة»، مؤكدا أن التشريع المغربي لا يتضمن أية عقوبة في حق من غير ديانته من الإسلام إلى ديانة أخرى، كما وعد الرميد بإدخال تعديلات على الفصل المتعلق بجريمة ازدراء الأديان، واعتبرها «غير دقيقة في القانون الجنائي، ويجب تعويضها بازدراء العقائد الدينية»، بهدف «حماية جميع الأديان وليس الإسلام فقط»، ودعا الرميد إلى «ضرورة تسييج مجال العقائد بالحماية اللازمة».
وفي ندوة عقدها حزب التقدم والاشتراكية حول الموضوع نفسه، أكد الرميد أن القانون المغربي لا يتضمن أي نصوص تعاقب على تغيير أي شخص لديانته. وأشار وزير العدل إلى أن القانون المغربي لا يتضمن أي نص يعاقب على تغيير الدين، واستند الوزير على مبدأ «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، معتبرا التدين حرية شخصية وليس إجبارية، ومشيرا إلى عدم وجود «حاجة لمصادرة حق الناس في الاعتقاد، فمن غير دينه لا عقوبة عليه إطلاقا»، وأكد أن القانون الجنائي لن يتدخل في حال تحول الناس إلى المسيحية أو إلى الإلحاد. وأقر الرميد بتدخله لإطلاق سراح شاب اعتقلته المصالح الأمنية بتهمة تغيير ديانته، وأكد أنه تدخل لدى النيابة العامة وطلب منها إطلاق سراحه والتصريح ببراءته، وهو ما استجابت له، حيث تم إطلاق سراحه. ويتعلق الأمر بشاب ينحدر من مدينة تاونات تم اعتقاله بعد اعتناقه الديانة المسيحية. وأثارت تصريحات الرميد الكثير من الجدل، وهناك من اعتبرها دعوة صريحة من الحكومة إلى حرية العقيدة وحرية التدين، وهو المطلب الذي ينادي به العلمانيون على مدى سنوات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى