الرئيسية

تطبيقات ألعاب تتجسس على أطفال المغاربة وتشجعهم على ممارسة الجنس

كوثر كمار
تستهوي الأطفال العديد من الألعاب الإلكترونية على «السمارت فون»، والتي يمكن تحميلها كتطبيقات عبر «آب ستور»، غير أن معظم الآباء يجهلون خطورة هذه الألعاب على أبنائهم. فهناك ألعاب تتجسس على الأطفال وتسرق معلوماتهم الخاصة، بينما أخرى تقدم ألعابا إباحية. «الأخبار» تكشف عن معطيات مثيرة حول تطبيقات ألعاب الأطفال ومدى خطورتها عليهم.
تعرف لعبة «الحديث مع القطين أنجيلا وطوم»، إقبالا كبيرا من قبل الأطفال خاصة المغاربة، إذ يسمح هذا التطبيق بالتحدث مع القطط عبر الكاميرا بشكل مباشر، وقد ظهرت مجموعة من الصفحات عبر «الفايسبوك» التي أنشأها بريطانيون، والتي كشفت أن التطبيق يقف وراءه شبكة من البيدوفيل يسرقون من خلال الحديث مع القطة أنجيلا أسماء الأطفال وتفاصيل عن المكان الذي يذهبون إليه، وكذا صورهم.
وبالمقابل يرى آخرون أن تطبيق «الحديث مع أنجيلا»، مميز عن باقي التطبيقات ويسهم في تطوير مهارات التواصل لدى الناشئة.

ألعاب التجسس
فاطمة الزهراء، أم لطفلة تبلغ من العمر ست سنوات تفاجأت كثيرا عندما حاولت اكتشاف تطبيق»القطة أنجيلا»، الذي يستهوي طفلتها.
تقول فاطمة الزهراء خلال حديثها مع «الأخبار»: «قادني الفضول للحديث مع القطة أنجيلا، والتي بدأت توجه لي أسئلة مفصلة عن أصدقائي ومكان وجودي، وقد طلبت مني فتح الكاميرا للتحدث معا وعندما فتحتها كنت أبتسم فأخبرتني لماذا أبتسم، حينها تملكني الخوف وشعرت أنني مراقبة وأنها ليست مجرد لعبة بسيطة».
وتضيف فاطمة الزهراء، أنها عندما أجرت بحثا حول التطبيق اكتشفت أن العديد من الآباء بفرنسا وبريطانيا يقولون إن ثمة شبكة تستغل الأطفال عن طريق هذا التطبيق لتقوم بحذفه على الفور.
تطبيق «الحديث مع أنجيلا»، الذي وضعته الشركة البريطانية Outfit7 ، يمكن من الدردشة مع قطة بيضاء تدعى أنجيلا. إذ يتم شراء الهدايا لها ولمس فرائها، وكل ذلك من أجل إرضائها. وكذا التحدث معها عبر «الشات» أو الكاميرا.
لكن عندما تم إطلاق التطبيق في فرنسا قبل سنتين كشف بعض المستخدمين أن الأسئلة الكبيرة الموجهة إلى الأطفال هي في الواقع كمية كبيرة من بيانات المستخدم تستعمل لأغراض خبيثة. وأسوأ من ذلك أن هذا التطبيق يقف وراءه شبكة الاستغلال الجنسي للأطفال، وكان مستخدمون قد نشروا صفحة عبر موقع «الفيسبوك» بعنوان «الحديث مع أنجيلا خلقت من قبل شاذ جنسيا؟» ويصل عدد متتبعي هذه الصفحة إلى ما يقرب من 3000 فرد.
وانتشرت صور مكبرة لعين القطة أنجيلا يظهر من خلالها عين يعتقد أنها لرجل ينظر إلى وجوه الأطفال.
وفي مقابل ذلك، نفى مؤسس Outfit7، جميع ما يروج حول تطبيق أنجيلا، موضحا أن التطبيق يعمل بناء على الروبوت الخاص ببرامج الدردشة، وبالتالي يتوهم المستخدم أنه يتحدث إلى شخص حقيقي، ولكن من المستحيل جسديا أن يكون هناك شخص وراء التطبيق. مضيفا أن «الحديث عن وجود شبكة من المنحرفين جنسيا وراء التطبيق، يعد أمرا سخيفا».
ويرى بعض المهتمين بهذا المجال أن السبب الذي جعل العديد يشكون في هذا التطبيق هو عدد الأسئلة الخاصة التي توجه للأطفال، بالإضافة إلى عدم وجود كلمة السر لتأمين وضع الطفل. كما يوفر التطبيق اثنين من وسائط مختلفة (طفل واحد وشخص بالغ واحد)، وأنه من السهل جدا التحول من واحدة إلى أخرى. كما أن طلب الحصول على كاميرا الهاتف الذكي من خلال تطبيق لكشف تعبيرات الوجه المطلوب. وقد ساهم هذان العاملان معا في ظهور فكرة أن «هاكر» أو بيدوفيل يمكن الاختباء وراء أنجيلا.

إعلانات جنسية
بعد تطبيق «الحديث مع أنجيلا» ارتبط تطبيق الحديث مع القط طوم بفضيحة جنسية، وذلك بعد عرضه إعلانات جنسية صريحة وصورا إباحية.
وقالت صحيفة «الأندبندنت» البريطانية في تقرير لها إن أحد الأباء في بريطانيا اكتشف الأمر بالصدفة أثناء لهو طفله بالتطبيق. حيث شاهد إعلانا يتضمن عبارات جنسية، كما ظهرت لهما صورة مرأة عارية تماما، وليس هذا فقط، بل الإعلان وجه أسئلة للأطفال تقول لهم فيها إذا كانوا يريدون ممارسة الجنس، وبعدها وجه عدد من الآباء اعتراضاتهم وغضبهم من تلك الإعلانات للسلطة المتخصصة بالمعايير الإعلانية (ASA) .
وبعد ظهور تلك الإعلانات الجنسية التي تم تقديمها من قبل أولياء الأمور، قامت الوكالة الدولية للإعلان باستجواب بليموث، والتي تستخدم اسم العلامة التجارية Affairalert.com، عن سبب وضعها الإعلانات في وسائل الإعلام المستخدمة من قبل الأطفال الصغار، وقالت الشركة إنها لم تضع هذا الإعلان ضمن التطبيق، وإن طرفا ثالثا وجد وسيلة لاستغلال التطبيق عن طريق إدخال شفرة إعلان خبيثة. وقالت الشركة أثناء التحقيقات إنها مسؤولة عن ما حدث وتأخذه على محمل الجد، ولن تسمح لأحد بوضع إعلانات جنسية في مكان حيث يمكن للأطفال مشاهدته، ولكن هذا لم ينجِ الشركة من العواقب التي ستتعرض لها لأنها هي المسؤولة الوحيدة عن نشر الإعلانات على التطبيق.

ألعاب جنسية
يعتقد معظم الآباء أن الألعاب التي يحملها الأطفال بريئة، في حين أن الحقيقة صادمة، فهناك بعض الألعاب التي تمرر رسائل جنسية وأخرى تعلمهم طريقة ممارسة الجنس.
كلثوم سيدة في عقدها الثالث اكتشفت أن ابنها البالغ من العمر عشر سنوات يلعب لعبة إباحية.
وتحكي كلثوم للجريدة، أنها لم تكن تتوقع أن هناك ألعابا تفسد أخلاق الأطفال، إذ وجدت على حاسوب ابنها لعبة تقوم بمكافأة الأطفال في كل مرحلة عند خلع جزء من ملابس دمية حتى تتجرد منها تماما في النهاية، كما اكتشفت لعبة أخرى يختار فيها الطفل واحدة من ثلاث زجاجات لتبدأ اللعبة التي يتحكم فيها الطفل بالماوس بصندوق يجمع زجاجات الخمر المتساقطة بداخله، ومع كل مرحلة من مراحل اللعبة تفقد الفتاة القائم الرهان عليها قطعة من ملابسها إلى أن يصل الطفل في النهاية إلى تجريدها من جميع ملابسها مكافأة له على جمع أكبر قدر من زجاجات الخمر وشربها، وبهذا تكون وصلت لنهاية اللعبة.
وترى كلثوم أنه على الآباء مراقبة جميع الألعاب التي يلعبها أطفالهم كي لا تؤثر على أخلاقهم ودراستهم،
وتضيف أن هناك بعض الألعاب التي تعلم الأطفال ممارسة الجنس بطرق شاذة.

الإدمان على الألعاب
يتعرض عدد من الأطفال للإدمان على الألعاب الإلكترونية التي يحملونها عبر الهاتف أو على الحاسوب، ففي البداية يكون الأمر
مجرد لعب فقط وتسلية، ثم تبدأ العوامل السلبية في الظهور بدءا من الانعزال عن الحياة الاجتماعية وانقطاع الحوار بين الطفل ومن حوله والاتجاه للخيال. ومن بين أعراض الإدمان على الألعاب الإلكترونية حسب عدد من الدراسات صعوبة التوقف عن استخدام الألعاب حتى إذا شعر الطفل بالتعب، أو النعاس، مما يؤدي إلى تأثر أوقات النوم والطعام والدراسة وانزعاج الطفل الشديد، إذا منع عن هذه الأجهزة.
وحذر العديد من الخبراء من لعب الأطفال لساعات طويلة، لأن الطفل يتأثر بكل ما يراه، حيث تمر أمامه صور الألعاب الإلكترونية التي تخاطب عقله الباطني وتعوده على سلوكيات تصبح مألوفة لديه أو تحرضه على القيام بسلوكيات تخالف القانون، إذ لا يعترض عليها فهو يشعر بالحماس والتأثر والاندماج في اللعبة فيعيش معها ويركز تفكيره في كيفية الفوز وتحقيق الهدف، وتنتقل هذه الصور إلى عقله الواعي وتصبح بشكل غير مباشر من سلوكه المألوف.
وأكدت العديد من الدراسات أن الطفل يتعلم من خلال الألعاب حيلا وأساليب ارتكاب الجريمة، كما تؤدى إلى تبلد المشاعر وقسوة القلب فلا يخاف من المشاهد المخيفة أو البشعة، كما يصاب الطفل بالقلق ويفقد الطمأنينة والأمن. فقد أثبتت الدراسات أن 22 ألفا من 30 ألف لعبة تعتمد تماما على العنف والجريمة والقتل، لهذا تؤثر تلك الألعاب على عقلية الطفل وتزيد من السلوكيات العدوانية لديه، حيث تكون أكثر ضررا من أفلام العنف بالتليفزيون.
لكن بالرغم من كل هذه السلبيات لا يمكن إنكار بعض الجوانب الإيجابيه في التعامل مع الإلكترونيات، بحسب العديد من المهتمين، فهي تنمي القدرات العقلية والخيال والإبداع لدى الأطفال وتزودهم بمعلومات مفيدة، وتزيد من إدراكهم وتنمي مهارات التواصل لديهم.

عادل الجامعي : يجب الحذر من التطبيقات المجهولة
حذر عادل الجامعي الخبير في الأمن المعلوماتي الآباء من تحميل تطبيقات غير معروفة، ومراقبة الهواتف الذكية واللوحات الإلكترونية الخاصة بأطفالهم.
وشدد الجامعي في تصريح لـ «الأخبار»، على ضرورة الانتباه إلى عدد محملي التطبيق، والبحث عنها عبر«غوغل».
وأوضح الخبير في الأمن المعلوماتي أن الشركات المعروفة لا تستطيع إصدار تطبيقات الألعاب وتهدف إلى التجسس، لأنها قد تتعرض لعقوبات صارمة ستؤدي بسببها الثمن غاليا.
أما الشركات المجهولة والتي تنتج تطبيقات خاصة بالألعاب فهي تعتمد على هوية مجهولة وعلى برمجيات يصعب اكتشافها.
ويلجأ البعض إلى تطبيقات التجسس من أجل مراقبة هواتف أطفالهم، إذ تمكنهم من مراقبة المتصفح ومنع الوصول إلى مواقع إلكترونية مُعينة. إذا كان الطفل يزور مواقع إباحية مثلا، فسيتمكن الأب من معرفة ذلك ومنعه من الوصول إليها مرة أخرى. قابلية مراقبة المواقع الإلكترونية التي يتم زيارتها وحجب المواقع الغير مناسبة أداة مهمة جدا للآباء.
يرجع الأمر أولا وأخيرا للوالدين في اتخاذ القرار بين إخبار الطفل بأمر مراقبة هاتفه الذكي أو جهازه اللوحي أم لا، حيث إن البعض يرى أنه من الضروري إخبار الطفل والصراحة التامة معه، والبعض الآخر يرى أن الأفضل إبقاء الأمر سرا ليكون التجسس ذو فائدة أكبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى