شوف تشوف

الرئيسيةخاص

تعثر مشروع ملكي استراتيجي لمحطة معالجة المياه العادمة لحماية وادي سبو من التلوث

مواطنون يشتكون من أضرار وخطورة الوضع البيئي على سلامتهم الصحية

القنيطرة: المهدي الجواهري

أضحى الوضع البيئي يبعث على القلق لدى سكان القنيطرة وجمعيات المجتمع المدني، التي دقت ناقوس الخطر أكثر من مرة لدى المسؤولين، وخاضت أشكالا احتجاجية على تدهور هذا الوضع لما يسببه من تلوث في مجال الهواء كالغبار الأسود، وعلى الفرشة المائية بمرجة الفوارات، بالإضافة إلى تلوث واد سبو بسبب قنوات تصريف المياه العادمة التي تصب في النهر .
ولازال المشروع البيئي الضخم الذي أعطى انطلاقته ملك البلاد، والمتمثل في إنجاز محطة لمعالجة المياه العادمة بالقنيطرة، والذي يدخل ضمن المخطط الاستراتيجي للتنمية المندمجة والمستدامة لإقليم القنيطرة، متعثرا رغم أهمية المشروع في تقليص نسبة التلوث الناجمة عن طرح المياه العادمة بواد سبو، والتي خلفت أضرارا ومعاناة لدى السكان مع الروائح الكريهة التي تحط من الكرامة والعيش في بيئة سليمة، بعدما أصبح الوضع مقلقا لدى السكان والمجتمع المدني المهتم بالبيئة، خاصة وأن القنيطرة أصبحت تعيش في العديد من المناطق، مثل مدخل المدينة من جهة الطريق القادمة من طنجة، والمدينة العليا بالقرب من كورنيش واد سبو، تدهورا بيئيا خطيرا انعكس على صحة المواطنين وكل سكان القنيطرة والمجال البيئي.
وحسب المعطيات التي (حصلت عليها «الأخبار»)، فهذا المشروع سينجز وفق تقنيات حديثة، من ميزتها الأساسية توليد الطاقة الكهربائية من الغاز الحيوي ومن الألواح الشمسية لتلبية حاجيات المحطة المستعملة في الإنارة، وذلك بقيمة استثمارية تبلغ 518 مليون درهم، إلا أن هذا المشروع لا زال يتخبط في العديد من المشاكل، وتبين أن الوعود التي أطلقتها كتابة الدولة في التنمية المستدامة في الحد من مشكل التلوث، حسب مراسلتها للمواطنين، والمتعلقة بمياه وادي سبو على مستوى كورنيش القنيطرة، سيتم إنجازها مع نهاية سنة 2018، مجرد سراب .

خطورة ارتفاع منسوب تلوث مياه واد سبو

بالإضافة إلى النفايات ومخلفات معاصر الزيتون بواد سبو، فإن على مستوى مدينة القنيطرة ازداد التلوث بسبب نفايات المنطقة الصناعية المتواجدة بمدخل القنيطرة وتصريف قنوات المياه العادمة بمدخل باب فاس، فضلا عن قناة تصريف الواد الحار بالمدينة على مستوى كورنيش النهر بالمدينة العليا للقنيطرة، وهو ما يخلف انبعاث روائح كريهة وأضرارا في غاية الخطورة في تلويث المياه التي انعكست على البيئة والسكان المجاورين وزوار الكورنيش الذي يعتبر متنفسا طبيعيا يعرف إقبالا من لدن سكان القنيطرة، حيث ترتاد العائلات رفقة أطفالها جنبات الوادي للاستجمام والتنزه، إلا أن الروائح المنبعثة من مخلفات الواد الحار عبر قناة الصرف الصحي الذي يصب في الواد، تعكر صفو زوار الكورنيش الذين يشمئزون من هذه الروائح الكريهة التي تسيئ لجمالية الكورنيش وتضر بتنمية السياحة، خاصة وأن جنبات الوادي عرفت تطورا في فتح مركبات سياحية وتواجد أندية رياضية تنشط في الرياضات المائية، مثل الكياك والتجديف، ناهيك عن أن هذا التلوث تسبب في تسمم بعض الأسماك التي تعيش في الوادي وانقراض بعضها، على غرار سمك الشابل الذي اشتهرت به مدينة القنيطرة.

معاناة السكان المجاورين
كشف مواطن يقطن بجوار واد سبو، أن السكان يعيشون معاناة جراء قناة المياه العادمة للصرف الصحي بكورنيش القنيطرة، والتي تخلف انتشار الروائح الكريهة والتسبب في أمراض جلدية عبر البعوض المنتشر بالواد، مما دفعهم لرفع شكايات إلى الجهات المسؤولة، ومن بينها كتابة الدولة لدى وزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، والتي يوجد على رأسها عزيز رباح، رئيس بلدية القنيطرة، المطلع بدوره على وضعية هذه النقطة السوداء وآثارها الجسيمة على البيئة وصحة السكان، وتتحمل جماعة القنيطرة بدورها كامل المسؤولية في هذا التلوث البيئي، إذ تبقى مطالبة بالتدخل لحماية المواطنين والحفاظ على سلامتهم وصحتهم، وفق ما تقتضيه مسؤولية تسيير الشأن المحلي ومقتضيات القانون التنظيمي للجماعات الترابية.
الجهات المسؤول تخلف وعودها

اعتبرت كتابة الدولة لدى وزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، أن قناة تصريف المياه العادمة على مستوى مدينة القنيطرة، تدخل ضمن الشطر الثاني من مشروع التطهير السائل للمدينة. وأكدت المديرية الجهوية للبيئة لجهة الرباط سلا القنيطرة، أنه سيتم إغلاق هذه القناة وتحويلها إلى القناة الرئيسية لتصريف المياه العادمة في اتجاه محطة معالجة المياه العادمة. وأضافت المديرية الجهوية للبيئة التابعة لكتابة الدولة بوزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، حسب مراسلة (حصلت عليها «الأخبار»)، جوابا عن أحد المتضررين، أن نسبة الأشغال فاقت 55 في المائة، والتي سيتم إتمام إنجازها نهاية السنة الماضية، على أساس أن الشطر الأول من مشروع إعادة وتوسيع شبكة التطهير السائل بالمدينة وبالأحياء ناقصة التجهيز انتهت وتم الشروع في الشطر الثاني منذ 2015، حسب المديرية المعنية، التي أوضحت كذلك أن محطة معالجة المياه العادمة بكل من القنيطرة والمهدية وسيدي الطيبي، ستقوم بالمعالجة عن طريق الحمأة المنشطة قصد إزالة التلوث نهائيا على مستوى مصب واد سبو .
وعود كالسراب أمام هول الكارثة
فند مواطن قنيطري متضرر، في حديثه إلى «الأخبار»، كل الوعود التي أطلقتها المديرية الجهوية للبيئة التابعة لنزهة الوافي، كاتبة الدولة لدى وزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، بخصوص ما جاء في ردهم بوضع حد للتلوث على واد سبو. وأضاف المتحدث نفسه أن قناة تصريف المياه العادمة لا زالت على حالها إلى يومنا هذا ولم تلتزم الجهات المسؤولة بإنجاز تحويل هذه القناة التي لا زالت ترمي بمخلفاتها في بطن واد سبو، وهو ما زاد من فقدان الثقة في الجهات المعنية، معتبرا أن جواب المسؤولين حول هذه الكارثة البيئية مجرد ذر للرماد في العيون، وهذا يدل، حسب قوله، على الاستهتار بصحة وسلامة المواطنين واستمرار تلوث مياه النهر والبيئة وما تسببه من أضرار وخيمة .

تعثر إنجاز محطة معالجة المياه العادمة إسوة ببعض المشاريع

اعتبر محمد بلاط، فاعل جمعوي مهتم بالشأن المحلي، أن التوسع الذي عرفته مدينة القنيطرة لم تصاحبه إعادة النظر في البنيات التحتية في الوقت المناسب، ليجنب المدينة، خاصة السكان المجاورين لقناة الصرف الصحي لواد سبو، ما ترتبت عنه من أضرار بيئية على السكان، تمثلت في انبعاث الروائح الكريهة وانتشار مجموعة من الحشرات الناقلة للأمراض، وحتى محطة معالجة المياه العادمة، والذي كان من المفروض أن تتم نهايته، وفق مخطط التنمية المندمجة، تعطل هو الآخر إسوة ببعض المشاريع الأخرى، من قبيل المركب الثقافي وأشغال إنجاز البنية التحتية التي تعرف تعثرا كبيرا بالمدينة. واعتبر المتحدث نفسه أن التأخر في معالجة هذا المشكل يضر بسياحة المدينة ويؤثر على السكان في الترويح عن النفس في بيئة سليمة ونظيفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى