اقتصادالرئيسية

تقديم مناخ الأعمال وفرص الاستثمار بالمغرب لفائدة رجال الأعمال الصينيين في بكين

لمياء جباري

تم تقديم مناخ الأعمال وفرص الاستثمار بالمغرب لفائدة مقاولين ورجال أعمال صينيين، يوم الاثنين الماضي في بكين، خلال ورشة نظمها الاتحاد الصيني الدولي لرواد الأعمال، تندرج في إطار تعزيز التعاون الصيني- الإفريقي.
واستعرض سفير المغرب لدى الصين، عزيز مكوار، خلال هذا اللقاء، المزايا التي تتمتع بها المملكة سواء من حيث الموقع الجغرافي الاستراتيجي أو الاستقرار الأمني والسياسي، أو ما يتعلق بانفتاح الاقتصاد المغربي من خلال اتفاقيات التبادل الحر التي تربطه على الخصوص بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فضلا عن الدور الريادي الذي يضطلع به المغرب في إفريقيا.
وأبرز مكوار أن هذه المزايا المتعددة للمغرب تجعله قطبا استراتيجيا في إفريقيا والبحر المتوسط، قادرا على الاضطلاع بدور رئيسي في علاقات الصين مع إفريقيا وأوروبا وأمريكا، مشيرا إلى أن الموقع الجغرافي المتميز للمملكة بين قارتي أوروبا وإفريقيا وعلى ضفتي المتوسط والأطلسي، يفتح للشركات المستثمرة آفاقا واعدة نحو هذه الأسواق.
هذا واستعرض السفير عددا من العناصر الأساسية التي تعزز اختيار وجهة المغرب من أجل الاستثمار، والتي تتمثل، على الخصوص، في التكلفة التنافسية، حيث لا يبعد المغرب سوى بـ14 كيلومترا عن أوروبا ويعتبر موقعا تنافسيا للتصدير، فضلا عن توفره على بنيات تحتية بمعايير دولية (طرق، مواني، مطارات)، وتمتعه بأسس اقتصادية قوية ومستقرة، واستراتيجيات قطاعية طموحة، وبيئة أعمال ملائمة، وإتاحته الإمكانية للولوج إلى سوق تضم أزيد من مليار مستهلك من خلال الاتفاقيات المتعددة، ومنها اتفاقات التبادل الحر، فضلا عن توفره على موارد بشرية كفؤة ومؤهلة. وذكر في هذا الصدد بأن المغرب هو الأول في إفريقيا في مجال جودة البنيات التحتية بحسب «مؤشر التنافسية العالمية 2016-2017»، والتي تشمل على الخصوص 18 مطارا دوليا، وشبكة متطورة من الطرق السيارة تبلغ حوالي 1800 كيلومتر، والتي يتوقع أن تصل إلى 3000 كلم في أفق 2030، وموانئ مهمة في مقدمتها ميناء طنجة-المتوسط، إلى جانب شبكة وطنية من مناطق الأنشطة الاقتصادية. وأشار إلى متانة القطاع المالي المغربي، والذي أبان عن صموده أمام تأثيرات الأزمة المالية العالمية، وإطلاق المملكة أخيرا نظاما مرنا للصرف بهدف تعزيز قوة الاقتصاد الوطني أمام الصدمات الخارجية، ومواكبة التنافسية وتعزيز الانفتاح على الاقتصاد العالمي. وتطرق مكوار إلى الدور الريادي للمغرب في تعزيز التعاون مع إفريقيا، بحيث تعتبر المملكة أكبر بلد مستثمر في القارة من حيث حجم إجمالي الرأسمال المستثمر في القارة. وأبرز أيضا الحضور القوي للمؤسسات والشركات المغربية في إفريقيا، على غرار المكتب الشريف للفوسفاط و«مناجم»، والمؤسسات البنكية (البنك المغربي للتجارة الخارجية، البنك الشعبي، التجاري وفا بنك)، أو الشركات العاملة في مجال الاتصالات مثل «ماروك تلكوم»، وهو ما يمثل عاملا مساعدا في تعزيز التعاون الصيني- الافريقي. وذكر بأن المغرب أبرم منذ 2000 أزيد من 1000 اتفاق مع أكثر من 40 بلدا إفريقيا، كما بادر بإلغاء ديون الدول الإفريقية الأقل تقدما ورفع القيود الجمركية عنها، فضلا عن استقبال أكثر من 10 آلاف طالب إفريقي لمتابعة دراستهم في الجامعات المغربية، ضمنهم 80 في المائة حصلوا على منح دراسية.
وأشار السفير إلى فرص الاستثمار الواعدة المفتوحة أمام رجال الأعمال في عدد من القطاعات الأساسية بالمملكة، على غرار الصناعة والسياحة، والزراعة والتجارة، والتوزيع والصيد، واللوجستيك والطاقة الشمسية والريحية، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وذكر، بالمناسبة، بعمق ومتانة علاقات التعاون والصداقة القائمة بين المغرب والصين، مذكرا بمحطات تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، والتي تعززت أكثر بعد الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى جمهورية الصين الشعبية سنة 2016، وأرست شراكة استراتيجية تشمل مختلف المجالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى