الرئيسية

توتر شامل وغير مسبوق في الموارد البشرية بوزارة التربية الوطنية

توتر شامل وغير مسبوق في الموارد البشرية بوزارة التربية الوطنية

في الوقت الذي تشهد وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي سلسلة من اللقاءات التشاورية مع النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية، بغية تقليص هامش الاختلاف بين الطرفين في ما يخص مجموعة من القضايا التي تهمّ أسرة التربية الوطنية، سجلت مجموعة من الهيئات تصعيدا جديدا مع الوزارة، كان آخرها قرار المفتشين مقاطعة مباريات توظيف المدرسين، قرر المكتب الوطني لنقابة مفتشي التعليم مقاطعة مباريات توظيف الأساتذة أطر الأكاديميات، دورة دجنبر 2018، وجميع العمليات المرتبطة بها، إعدادا وإجراءً وإشرافا وتصحيحا في جميع مراحلها (الاختبارات الكتابية والاختبار الشفوي).
وأضاف المكتب، في بلاغ له، أن المقاطعة تشمل كذلك رئاسة مراكز المباراة أو مراكز التصحيح، ثم المداومة ومراقبة الإجراء جهويا أو وطنيا أو إقليميا. واستغرب المكتب من طريقة تعاطي الوزارة مع مطالب المفتشين، معتبرة أن «وزارة أمزازي لم يصدر عنها أي رد فعل إيجابي يعكس نيتها في إنهاء مسلسل الإقصاء والتهميش».
ويأتي هذا القرار في وقت قاطع هؤلاء أيضا عملية تصحيح مباراة الولوج لتكوين المفتشين. وطالب المكتب مجلسه الوطني بالاستعداد لعقد دورة استثنائية لتصحيح الوضع والإعداد للمحطات القادمة، مشيرا إلى أنه حريص دائما على تغليب مبادئ وقيم الحوار كخيار وأسلوب لمعالجة المشاكل التي تحاصر المنظومة التربوية، بحيث ستُتوج هذه المباحثات بإعداد خلاصات عامة تتضمن حصيلة الأشغال التي تُجرى بين الطرفين، ليتم تقديم أرضية مشتركة إلى سعيد أمزازي، الوزير الوصي على القطاع، يوم 28 دجنبر الجاري.
التوتر في وزارة أمزازي لم يقف عند هذا الحد، حيث استمر آلاف من مدراء المؤسسات التعليمية في مقاطعتهم لتداريب طلبة المسالك الإدارية، فضلا عن مقاطعة البريد. وهي القرارات التي سببت مشاكل كبيرة على صعيد المؤسسات التعليمية ومراكز التكوين والمديريات الإقليمية. التوتر تعرفه أيضا هيئة التدريس بكل الفئات، ونقصد هنا أساتذة السلم 9، فضلا عن المكلفين في غير سلكهم والترقية بالشهادة، إلى جانب ملف المساعدين الإداريين والتقنيين، ثم الأساتذة المتدربين والمتعاقدين، علاوة على أطر الإدارة التربوية والأساتذة حاملي شهادة الدكتوراه العاملين بقطاع التربية الوطنية، و«الموظفين الذين فرض عليهم التعاقد»، والمرسّبين في امتحان التخرج من المراكز الجهوية لمراكز التربية والتكوين» وغيرها من الملفات. وخاض أطر التخطيط والتوجيه التربوي، يوم الثلاثاء، إضرابا وطنيا عن العمل لمدة أربع وعشرين ساعة، احتجاجا على ما سمّوه «إمعان وزارة التربية الوطنية في تجاهل مطالبهم، وتردي أوضاعهم المهنية وظروف اشتغالهم». وموازاة مع إضرابهم عن العمل، خاض أطر التوجيه والتخطيط التربوي وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التربية الوطنية بالرباط، لحث الوزارة على الإسراع في إخراج نظام أساسي يضمن توحيد الإطار بالنسبة للمفتشين والمستشارين.
وفي سياق متصل، تصر الوزارة على فتح قنوات التواصل مع النقابات، حيث أجرت حتى الآن أربعة لقاءات. تمحور اللقاء الأول حول مشروع النظام الأساسي لوزارة التربية الوطنية، بينما تطرق اللقاء الثاني إلى الملفات المطلبية، في حين همّ اللقاء الثالث بعض القضايا التدبيرية، أما اللقاء الرابع الذي انعقد يوم الجمعة فخُصّص للملفات العالقة.
هذه اللقاءات كانت عبارة عن أشغال للتداول والنقاش، ولا تتعلق بالحوار القطاعي، بغية إعداد أرضية للقاء الأساسي الذي سينعقد يوم 28 دجنبر الجاري، بحضور وزير التربية الوطنية، حيث تم تدارس مجموعة من المواضيع المتنوعة؛ من بينها الملفات المشتركة بين النقابات الأكثر تمثيلية، والتي يبلغ عددها اثني عشر ملفا. وستكون هناك لقاءات أخرى بهدف الوصول إلى خلاصات مشتركة، حيث سيتم انتظار الاجتماع الذي سينعقد يوم 28 دجنبر الجاري، الذي ستُقدم فيه حصيلة الأشغال النهائية طيلة هذه المدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى