سري للغاية

جاك شابان (وزير وسياسي فرنسي)تعرف عليه الملك وهو عمدة واجتمع به وهو رئيس للوزراء

حسن البصري

 

يعتبر جاك شابان دلماس، كبير عرابي السياسة الفرنسية، فقد ولد في مارس 1915، قبل أن يصبح فقيها في السياسة والقانون، ويلتقي الحسن الثاني الذي تعرف عليه وهو مازال وليا للعهد، وطالبا في مدينة بوردو ثم ملكا جمعته به جلسات عمل، خاصة وأن الحسن الثاني وجاك شابان تربطهما العديد من القواسم المشتركة، من قبيل الإلمام بالتاريخ والقانون وحب الكرة، فضلا عن الجانب العسكري.

ترأس شابان بلدية بوردو من عام 1947 إلى غاية عام 1995، وانضم عام 1954 إلى حكومة بيار منديس فرانس وزيرا للأشغال العمومية. ومع تأسيس حزب الاتحاد من أجل جمهورية جديدة، نجح جاك شابان كمرشح من جديد للبرلمان، وهي مهام مكنته من اكتساب معرفة عميقة بالسياسة، وشجعت الحسن الثاني على الاقتراب منه والاستفادة من تجاربه.

لما حصل الأمير على شهادة الباكالوريا في المعهد المولوي، درس لفترة قصيرة في «المعهد السلطاني» تحت مسؤولية جامعة بوردو الفرنسية، لكنه ما فتئ أن غادر هذا المعهد إلى جامعة بوردو الفرنسية، حيث التحق بها لاستكمال دراسته في الحقوق، وفيها قضى أربع سنوات، حيث حصل على الإجازة سنة 1953، لكنه بدأ سنة 1952 في إعداد دبلوم الدراسات العليا وحصل عليه سنة 1953، وهي السنة التي تعرض فيها للنفي مع والده.

في سنة 1970، التقى رئيس الوزراء الفرنسي آنذاك جاك شابان دلماس، الملك الحسن الثاني، وكان خارجا للتو من محنة انقلاب الصخيرات، أسر له الملك بعزمه استبدال أسماء أجنبية على شوارع وساحات كثير من المدن المغربية، صيغ معظمها بلغة موليير، قال له الملك مازحا: «حين تتجول في وسط مدينة الدار البيضاء تخال نفسك في شارع «شانزيليزي»، وكأن المدينة باريس». نصحه شابان بالإبقاء على الرموز الفرنسية التي ساندت المغرب في معركته من أجل الاستقلال.

كان الحسن الثاني يجد متعة في الاستماع لتحاليل أحد أشهر سياسيي فرنسا في القرن العشرين، جاك شابان دلماس، الديغولي الصنديد الذي ترأس البرلمان وبقي عمدة لبوردو نحو نصف قرن، لا ينازعه قيادة الديغوليين إلا شيراك نفسه.

جمع لقاء في بوردو الملك بالعمدة شابان، في منتصف التسعينيات، في مكتبه وقع الراحل الحسن الثاني مع جاك شابان اتفاقية تمت من خلالها استفادة ثلاثة من كبار منتجي الخمور في فرنسا من أراض مغربية بشراكة مع الشركة الفلاحية «صوديا» والقرض الفلاحي المغربي. نبه جاك الملك إلى مضاعفات الصفقة على إبراهيم زنيبر، لكن سرعان ما ستزول بعد أن اتصل الملك الراحل بالمعني، وقال له بالحرف، حسب صحيفة «لوموند» الفرنسية، «لقد نسيتك يا إبراهيم، سأعطيك 1100 هكتار من الكروم، ولن تكون بحاجة إلى البحث عن شركاء من المؤسسة العمومية».

رغم مرضه، أصر رئيس الوزراء الفرنسي السابق جاك شابان دلماس، على السفر إلى المغرب لحضور جنازة صديقه الحسن الثاني، وبعد أقل من سنة التحق به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى