سري للغاية

حسن فرج: «حماتي اقترحت علي الانضمام إلى مشروع عقاري ضخم مقابل 20 مليون درهم»

أصبحت الآن متزوجا. والدتك حضرت الزواج والدكتور قنيدل لم يحضر. ماذا دار بينك ووالدتك؟

لا شيء مهم. كانت الأمور على حالها، إذ إن مشاكلي المالية حينها لم تكن بدأت بعد. لم أرتح فقط لأني لم أقابل صهري، رغم أن السيدة شريفة أخبرتني أنني سألتقيه في فترة التعارف، وإذا بالزفاف تم دون أن أتمكن من مقابلته. قلت في البداية إن السبب ربما راجع إلى أن كل شيء تم بسرعة. والدتي لم تعلق في الحقيقة بل اكتفت بالصمت إلى أن ساءت الأمور بيني وأصهاري لتبدأ في توجيه الانتقادات لي بشكل قاس، وكأنها لم تكن حاضرة أثناء توثيق ذلك الزواج.

  • طيب.. هل كانت والدتك تعرف أصهارك بشكل قبلي؟ قلت إن والدي زوجتك كانا أيضا يعملان في القصر الملكي..

لم تقل لي أي شيء بهذا الخصوص، ولم تكن لها أي معرفة مسبقة بهما، هذا ما أعلمه. ثم إنني اكتشفت في النهاية أن خلطا ما وقع لي أثناء التعارف الذي تم بيني والسيدة حسناء التي تزوجتها، إذ تبين لي وللأصدقاء أنني كنت أتحدث عن شابة أخرى أتذكرها منذ الطفولة.

  • ألم يتصل بك الدكتور قنيدل بعد الزواج؟

حدث بيننا اتصال قبل دخوله النهائي إلى المغرب. قنيدل، بخلاف والدتي شجعني كثيرا على الزواج وتأسيس أسرة، بل وأكد لي أن أفضل شيء أقوم به بعد أن أصبح لدي مال وافر للعيش والاشتغال في التجارة والاستثمار، هو أن أؤسس أسرة وأعوض النقص والحرمان الذي عشته سنوات الطفولة. لكنه أيضا انقلب عندما ساءت وضعيتي وحدث الطلاق، بدأ هو الآخر ينتقدني تماما كوالدتي..

  • وأختك خديجة.. ألم تصلها أصداء زواجك مثلا؟

سأصاب بصدمة حقيقية سببها أختي خديجة، سنوات قليلة فقط بعد زواجي والطلاق. الأحداث التي ستأتي عندما ساءت الأمور بيني وأصهاري ستعيد الاتصال بيني وخديجة للمرة الأولى وسنتواصل..

  • حتى لا نحرق المراحل، كيف تطورت أمور زواجك. هل اشتغلت بعد الزواج؟

مباشرة بعد زواجي، كنت أعيش كأي شخص متزوج حديثا، أستمتع بالحياة مع زوجتي.. إلى غير ذلك. وكان صديقي رشيد الحرشي يزورني وألتقيه كما كنا نفعل قبل أن أتزوج. المهم، في إحدى المرات جاء عندي إلى الفيلا، وجلسنا وبدأنا نتحدث في المال والأعمال، وقلت له إنني يجب أن أبدأ العمل فورا. سألني عن المشاريع التي أتصورها، فأخبرته أنني كنت أحلم دائما بإنشاء متجر للكتب القديمة وتأسيس مقهى من ذلك النوع الذي يجمع زبائن مولوعين بالقراءة ومطالعة الكتب، لكنه أكد لي أن مشاريع مماثلة لا يمكن أن تنجح في المغرب، ونصحني بأن أتجه إلى الاستثمار في العقار.. تحدثنا عن الموضوع قبلا، لكن تلك المرة كنت مصمما على ضرورة تسريع وتيرة الإعداد. خلصنا إلى أن الاستثمار في العقار، يستوجب التوفر أولا على أراض لاحتضان المشاريع العقارية، ثم بيعها في ما بعد، وتوقفنا عند هذه النقطة.

  • أي توفير «الأرض» التي سيتم إنشاء المشروع العقاري فوقها؟

نعم.

  • ألم تقل لي إن عبد الفتاح فرج ترك أراضي كثيرة في الرباط وزعت عليكم أنتم وأعمامك؟

نعم ولكن أعمامي عرقلوا عملية التوزيع عندما رفضوا تصديق أن ما يتم اقتسامه حسب الشريعة، هو كل ما تركه عبد الفتاح فرج، واتهمونا بأننا نخفي عنهم حقيقة إرث ابنهم وثروته، وتجمد كل شيء إلى اليوم. لا أحد استفاد من الإرث في الحقيقة، وبالتالي فإن استغلال الأراضي التي تركها عبد الفتاح فرج في مشروع عقاري لم يكن ممكنا.
حتى أستمر في سرد تفاصيل موضوع الأراضي، فإن زوجتي سمعت كلامنا أنا ورشيد الحرشي، ابن الجنرال الحرشي، وهذا أمر طبيعي لأن الحديث كان في المنزل ولم يكن في فندق أو مكان مغلق.. المهم أنها أخبرت والدتها بالأمر.

  • كيف كانت علاقتك بأم زوجتك؟

في البداية كانت علاقتي بها ممتازة، وكانت تعوضني عن غياب الأم. تعاملني معاملة تفضيلية، وتستضيفني بكثير من الاهتمام والرعاية سواء في فترة الخطوبة أو بعد الزواج. بعد أن أخبرتها ابنتها أني أنوي الاستثمار في مجال العقار، فاتحتني في الموضوع عند أول زيارة عائلية قمت بها إلى منزل أصهاري، أياما على الحديث الذي دار بيني ورشيد الحرشي في الفيلا التي استقررت بها بعد زواجي مباشرة.
اقترحت علي «النسيبة» أن تقدم لي يد المساعدة في هذا المشروع.

  • أخبرتك هكذا مباشرة دون مقدمات؟ ألا يبدو الأمر مريبا بالنسبة لك؟

لا. عندما دخلت رفقة ابنتها استضافتني بالطريقة المعهودة والحفاوة التي ألفتها لديها. وجدت عندها سيدة كانت بصدد الخروج، وانصرفت مباشرة بعد أن قدمتها لي. وبقيت جالسا مع أم زوجتي السابقة، لنشرب فنجان قهوة معا، وتخبرني في الصالون أن السيدة التي كانت معها قبل قليل، كانت ترغب في الاستثمار في مجال العقار، وجاءت إليها لتساعدها على شراء مساحتين أرضيتين للإسكان العسكري بسعر مناسب جدا، لتأسيس المشروع فوقهما.

  • وكيف ستساعدها عائلة أصهارك؟

لا تنس أن حماتي متزوجة من كولونيل، ولديه علاقة مع الجنرال الحرشي والد صديقي رشيد الذي حدثتك عنه.
علاقتي بعائلة الحرشي وطيدة جدا. وابنه رشيد، وهو من أصول ريفية، كان صديقا لي منذ الطفولة، أيام الدراسة، وبقيت علاقتي به وطيدة حتى عندما غادرت المغرب في الظروف التي رويتها لك، لأنه كان يدرس بالخارج أيضا.
الجنرال الحرشي كان يتحدث الإسبانية بطلاقة ويقيم لفترات في ماربيلا بإسبانيا، حيث كان زوج حماتي يقيم أيضا. هذه أمور علمتها من صديقي رشيد ابن الجنرال. وحسب عادل، فإن الجنرال الحرشي هو الذي كوّنه في جميع المجالات التي اشتغل بها والأعمال التي مارسها أيضا.

  • متى التقيت صهرك عادل فرجاني؟ قلت إنك لم تلتقه قبل زواجك ولا أثناء حفل الزفاف.

أتذكر أن أول لقاء لي به كان في ماربيلا بإسبانيا، حيث توجهنا إلى هناك والتقيناه
وتعرفت عليه.

  • هل طلبت من أم زوجتك أن تساعدك أيضا أسوة بالسيدة التي قدمت لك في ذلك اللقاء؟

في الحقيقة هي من اقترحت علي أن أكون شريكا في المشروع. وما زاد من حماسي أنها أخبرتني أن لديها علاقة وطيدة بشخصية مرموقة وأنها سترحب بفكرة مساعدتنا. بل وزادت أن هذه الأخيرة تريد الانضمام إلينا. أنا صدقتها لأني رأيت أنه من الطبيعي أن تكون على معرفة بها ما دامت قد اشتغلت هي وزوجها في القصر الملكي. أمي أيضا رحمها الله كانت لديها علاقات وصداقات استمرت إلى آخر سنواتها في القصر الملكي قبل وفاة عبد الفتاح فرج.
في الحقيقة اعتبرت نفسي محظوظا جدا وشعرت بسعادة غامرة. إذ كان أمر الاشتغال في مشروع عائلي أقصى ما يمكن أن أحلم به. قلت لنفسي إنني محظوظ لأني سأشتغل مع صديق الطفولة وأم زوجتي في مشروع عقاري موحد، ولن تصادفنا أي صعوبات من تلك التي صادفتني سابقا سواء في ألمانيا أو في المغرب قبل أن أتزوج.
بالنسبة للمشروع فإني تحمست للانضمام إلى حماتي والتشارك معها.. قلت في نفسي لا بد أن وجود شخصية مرموقة معنا سيسهل الإجراءات الإدارية، ولن نضطر إلى الانتظار أمام الإدارات وإجراءاتها المعقدة.
في الأخير سأكتشف أن هذه الشخصية لا علاقة لها أبدا بالمشروع وأن الأمر كان بيني وأم زوجتي السابقة فقط.
المهم، سألتها كم يلزمني للانضمام إليها، فأخبرتني أن الأمر يتعلق بمبلغ 20 مليون درهم. كان لدي تخوف من أن أضع قدرا كبيرا من المال في المشروع وأنتظر فترة طويلة لاستثماره، فطمأنتني، وقالت لي إن الأمر لن يستغرق سوى 6 أشهر لنربح من ورائه.
لم يكن لدي كثير من الوقت لدراسة المشروع أو التأكد من الأوراق، خصوصا أن حماتي قالت لي إن تلك الشخصية لا تحب التأخير، فارتأيت أن أسرع الإجراءات. إذ كان يتعين عليّ أن أتوجه إلى سويسرا لسحب المبلغ من حسابي البنكي هناك في جنيف.

  • من جديد.. هل اتصلت بأمك مثلا لتخبرها بالموضوع أو الدكتور قنيدل الذي ألفت ألا تخفي عنه أي شيء؟

لم أر أي ضرورة للأمر، كنت متحمسا جدا للعمل في مشروع عائلي. والدتي كانت معزولة بين ألمانيا والمغرب، ولم أر أي ضرورة لإزعاجها بتفاصيل حياتي ما دامت قد اختارت أن تبقى بعيدة. والدكتور قنيدل كان وقتها في المراحل الأخيرة لإقامته في برلين وكان يهيئ نفسه للعودة نهائيا إلى المغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى